مسلسل التبريرات والدفاع عن النظام في ندوة القاهرة السياسية

رصد- مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي                31/5/2005م

في محاولة يائسة من قبل النظام الإرتري لإحياء نشاطه الدبلوماسي والذي تعرض مؤخرا لانتكاسات متتالية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وخاصة في المحيط الإقليمي إثر حدوث انقلاب في التحالفات بين دول الإقليم بإقامة تعاون ثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا والتي أنهت اجتماعها مؤخرا في العاصمة أديس أبابا على مستوى اللجنة السياسية بحضور وزراء الدول لخارجية الدول الثلاثة، فيما تجتمع اللجنة الأمنية في الخرطوم والاقتصادية في القاهرة.

وذلك وفق المبادئ العامة التي خرجت بها قمة البشير ومبارك وزيناوي ويأتي هذا التعاون مكملا لتعاون صنعاء الذي فرض الطوق العازل على النظام الإرتري، وهو يحاول إيجاد نافذة سياسية له عبر القاهرة، حيث أقام وزير خارجية النظام على سيد عبد الله مؤخراً ندوة سياسية في معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة تناول فيها علاقات حكومته إقليميا ودوليا ممتدحا خصوصية العلاقة الإرترية –المصرية وكشف عن مساعي بلاده للارتقاء بعلاقتها مع مصر لتشمل كافة الجوانب التعاونية وأبدي رغبته في تعزيز التعاون التجاري. وذكر سيد أن السياسة الخارجية مبنية على مبدأ عدم التدخل في شئون الآخرين. مشيرا إلي أن منطقة القرن الإفريقي تعاني من التدخلات الخارجية، موضحا عن رغبة بلاده في تحقيق السلام والآمن في المنطقة وقال أن العدو المشترك لدول القرن هو (الفقر والمرض). وأكد على وجود علاقات طبيعية مع إسرائيل وقال أن الحكومة الإرترية تتعامل مع إسرائيل من فوق الطاولة وليس كما تتعامل معها بعض الدول من تحت الطاولة. وأكد دعم إرتريا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال أن علاقات بلاده بإسرائيل ليست على حساب الدول العربية. ووجه سيد انتقادات حادة على الحكومة الإثيوبية وحملها مسئولية اندلاع الحرب وكشف عن وجود أطماع إثيوبية لاحتلال إرتريا.

وانتقد سيد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لعدم ممارستهم للضغوط السياسية والاقتصادية على إثيوبيا لتنفيذ قرار مفوضية الحدود. واستغرب من موقف الاتحاد الإفريقي من الأزمة الذي وصفه بالسلبي وقال أن ما قمنا به من سحب للسفير من الاتحاد كانت احتجاجا منا على موقف الاتحاد الإفريقي. وأكد جهود الحكومة الإرترية لتحقيق السلام في السودان، وقال إن إرتريا تؤثر وتتأثر بما تجري عليه الأحداث على المحيط الإقليمي وأشار إلي تحمل إرتريا الجزء الأكبر لتحقيق السلام في السودان.

وشارك الوزير في الندوة كما قدمه مقدم الندوة عضو المكتب السياسي ومسئول الشئون التنظيمية في الحزب الحاكم ومسئول ملف المعارضة السودانية عبد الله جابر وقال أن بلاده تقع بين عملاقين في إشارة إلي السودان وإثيوبيا نافيا أن تكون إرتريا دولة مشاكسة وفند ما يتردد من ان إرتريا تلجأ للسلاح ولغة القوة في حل خلافاتها. معللا أن الحروب فرضت عليها مع إثيوبيا والمشاكل مع السودان واليمن. وقال إن إرتريا لصغر حجمها هي عرضة لاستهدافها من قبل الدول المجاورة لها. واعترف بضعف الإعلام الإرتري الذي لم يستطع توصيل رسالته إلي العالم وللكشف عن المؤامرات التي تحاك ضد بلاده بحسب ما قاله.

وامتدح العلاقات العربية- الإرترية مشيدا بعلاقة بلاده بالجامعة العربية. مشيرا إلي أن الرئيس الإرتري يعتبر الجامعة من أقرب المنظمات إلي إرتريا. وتوقع أن يكون لها مندوبا دائما في المنظمة العربية وكشف عن محادثات أفورقي مع عمرو موسي حول الشأن نفسه. وقال جابر ليس هناك مشاكل في هويتنا العربية الثابتة وأرجع تأخيرهم في الدخول للجامعة بسبب حالة اللاحرب واللا سلم التي تعيشها إرتريا. مؤكدا أن مسألة الانضمام هو قرار سياسي في نهاية الأمر.

فيما يتعلق بالسودان قال جابر أن إرتريا تساهم بشكل فعال لإحلال السلام في السودان  مشيرا إلي التعاون الثنائي مع مصر في هذا الجانب. وتوقع جابر أن يكون التاسع من شهر يوليو القادم انطلاق الوفاق الوطني عقب تشكيل الحكومة وسيكون هناك حاجة للدعم الإرتري والمصري لنجاح الحكومة المرتقبة بحسب ما ذكره. وامتعض من تكرار الحديث حول العلاقة الإرترية – الإسرائيلية نافياً وجود أي اتفاقيات أمنية أو عسكرية وقال ليس هناك قواعد إسرائيلية مؤكدا أن العلاقة لا تتجاوز العلاقات الطبيعية المتعارف عليها وهي لم ترتقي إلي مستوى العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية.

وقال أن علاقة إرتريا بالدول العربية استراتيجية وتطورت إلي حد التكامل وإرتريا تسعى عبر تلك العلاقات في بناء قدراتها وإقامة صناعات عسكرية للدفاع عن أمنها وأمن البحر الأحمر.

كان هذا ملخص الندوة السياسية التي أقامها ممثلي النظام في معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة وشارك فيها عدد من المهتمين بالشأن الإفريقي عامة والقرن الإفريقي بصفة خاصة، وكان واضحا من ممثلي النظام موقف التبرير والدفاع لسيل الأسئلة التي تدافعت نحوهما.

وتحولت الندوة إلي محاكمة النظام الإرتري لعلاقته المتردية مع كل دول الجوار، وعلاقته المشبوهة مع دول تهدد أمن الآخرين، وحاول المتحدثون تجميل صورة النظام السياسية  وقدموا مبررات وإيضاحات لا تنطلي على المتابعين للشأن الإرتري أما بالنسبة للإرتريين هي مكشوفة وإن ما تردد في الندوة ما هو إلا للاستهلاك السياسي في محاولة للالتفاف على الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها تعاون صنعاء وأخيرا تعاون دول حوض شرق النيل الشرقية “السودان –إثيوبيا-مصر” ويبدو أن الدبلوماسية اقتصرت جهودها في إجهاض أي تعاون إقليمي في المنطقة بدواعي أنها مستهدفة، إلا أن الهاجس تطور إلي درجة اتهام نظام أسمرا لواشنطن والاتحاد الأوروبي بعد أن كان في السابق مقتصرا على السودان وإثيوبيا.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4757

نشرت بواسطة في مايو 31 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010