مسمار ولا حلقة

عبد الرحيم الشاعر

في الليالي المقمرة في مدينتي  يعلب الأطفال شتى أنواع اللعب التي يحبونها   تسمع 

فيها صراخهم وغناءهم في أزقة الحارة, لايكدر صفو لياليهم سوى عربة الجيب في دوريات الكماندوس الليلية, والتي يعرفون صوت محركها جيدا, أوصوت  شيخ قطعوا عليه صلاة العشاء, فيفتح مزلاج الباب  مندفعا , ويأتيهم صوته زاجرا أن يصمتوا حتى يتم صلاته , فيمتثلوا لأمره بره ثم لايلبثوا أن يعودوا الى لعبهم وسمرهم من جديد.

          وكانت هنالك لعبة ربما تكون تنبؤ لوقعنا الحالي, تبدأ اللعبة بأن يختار الأطفال واحدا من وسطهم , أختيار مطلق ليس فيه تزوير أو غش أو ارتشاء كما يحدث في الانتخابات . ثم يجشو الطفل المختار على ركبتيه منحنيا فيضعون أيديهم على ظهره في شكل قبضة مكونة حلقة في أعلاها, أويضعونها مفروجت الابهام الى أعلى ثم يصيح الجمع فيه ” مسمار ولا حلقة” فاذا قال ” حلقة” وأخطأ كان نصيبه الضرب مرددين ” زيدو البركة… زيدو البركة” ثم يعيدون الكرة مرة أخرى .. وتستمر العبة هكذا. فالحلقة ياسادتي مازالت تطوق رقابنا متمثلة في حكم الفرد الذي يدوس  على كرامة شعب ويسوق أبنائه كالقطيع على مذبح حروبه الخاسرة والى معسكرات السخرة

أما المسمار فأمره أعظم فأنه أدمى أقدامنا وعاق تقدمنا متمثلا في معارضة غير فاعلة, منقسمة على نفسها, صور باهته من ماضينا الكئيب, ماضي الأنشطارات الأميبية ودكاكين السمسرة.

تستمر اللعبة يا سادتي..لتصبح كابوسا ملازما فاذا قلنا “حلقة” استمر الضرب على ظهر الشعب وتردد قول “زيدو البركة.. زيدو البركة” واذا قلنا “مسمار” أستمر الضرب بصورة قاسية ودوى في الأصداء قول “زيدو البركة..زيدة البركة”. فخيارنا صعب بين المسمار والحلقة ودروبنا وعرة لكن (لازم نمشيها), يجب أن نحدد خياراتنا واولوياتنا فليس هنالك في التأريخ دكتاتورية بشعة مثل هذه سقطت بالكلام وليس هنالك فيلا مات من الوخز وان كان ما عندنا في ارتريا عبارة عن  خنزير, هذا يعني تحديد أدوات المعارضة فالذي في يده السكين لاينفع معه اسلوب المغازلة الرخيصة هذه, فلترتفع قبضات السواعد وتوجه صوب صدر النظام ودعونا نردد “زيدو البركة… زيدو البركة… زيدو البركة”.(..شعار مرحلي..).

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7999

نشرت بواسطة في أبريل 2 2006 في صفحة مرفأ الذاكرة. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010