مصلحتك لا تنفصل عن مصلحة شعبك فكن معه

التحالف الديمقراطي الإرتري

مكتب الإعلام

18/11/2005م          

كلنا يعلم الأوضاع السيئة والشاقة التي يمر بها شعبنا ووطننا من جراء سياسات وممارسات نظام الشعبية المعادي للشعب، بل لا جدال في أننا جميعاً ندمى ونحزن كلما سالت دماء شعبنا وتعرض للمشاق، بيد أن هناك اختلافاً نسبياً في درجة معرفتنا بالنظام، ومدى جدية كلٍّ منا في تغيير الواقع المرير الذي صنعه النظام، وهو اختلافٌ يعود الي درجة قربنا من النظام وما نتحمله من مسئولية، وفي الوقت الذي نرى فيه أن للعمال ، الفلاحين، الطلبة، المثقفين وبقية القوى الاجتماعية من مختلف المهن، تأثيرات وضغوط مختلفة الحجم والنوع في تقصير أو إطالة عمر ذلك النظام الدكتاتوري، نؤكد أيضاً أن للجيش الارتري بدوره أثر كبير لا يمكن الاستهانة به، وهذا الدور بالذات هو الذي سوف ينصب عليه معظم حديثنا، ذلك لأن القوى الأساسية التي يعتمد عليها النظام في حمايته هي قوى الجيش وأجهزة الأمن والاستخبارات.

 

ولأن الجميع بما في ذلك الجيش نفسه يعلم أن كل ما ارتكبه نظام الشعبية من مجازر وفظائع بحق العديد من الارتريين، بغرض إطالة عمر سلطته، ارتكبه بواسطة الجيش فلسنا في حاجة الي ذكر التفاصيل في هذا المجال ولكن

لمجرد إنعاش الذاكرة، نذكــّـــــــر بحوادث ماي حبار، عدّي أبيتو وويعا التي نفذت فيها حوادث قتل وإعدام جماعي، وكفى بها من أمثلة ساطعة، وعند الحديث عن مثل هذه المجازر وإن كنا نعلم أن الجيش أيضا من الطبيعي أن يتأثر ويدمى ويدمع مما يدمي ويدمع شعبه إلا أننا جميعاً لا نستطيع التغاضي عن دوره في ما جرى من مجازر.

 

الجيش الارتري مثله مثل سائر جيوش العالم ليس له وجود ولا مصلحة قائمين بمعزل عن وجود ومصلحة الشعب، ومصلحة الشعب الارتري ومصلحة الشعوب الأخرى المضطهدة تكمن في السلام، المساواة والتنمية وليس في الحرب والدكتاتورية والفقر وانتهاك حقوق الإنسان، ويا ترى أية مصلحة لهذا الجيش المجند إجباراً والمجبر علي خوض حروب لا قناعة له بوجاهة أسبابها، ثم تعرضه للموت والإعاقة في تلك الحروب، وإذا صادف أن وجد فرصةً لالتقاط الأنفاس اضطر الي ترك أسرته ومن يعولهم جائعين لتذهب جهوده وطاقاته في خدمة جنرالات الجيش سخرةً تحت ستار بناء الوطن.

 

لذلك يفترض أن يصوّب الجيش سلاحه الي قادته الذين يتفننون في استغلاله وتعذيبه، لا الي صدور الشعب أو من ناضلوا ولا زالوا يناضلون من أجل حقوقه وكرامته من المواطنين الأبرياء، كيف يستقيم عقلاً أو منطقاً أن تحمل السلاح من أجل حرية واستقلال الشعب لتوجهه اليوم الي صدر ذلك الشعب؟! أما ورثة جيل التحرير من أفراد الجيش فيجب ألا يغيب عنهم أن الجيل الذي سبقهم ناضل من أجل أن تعيشوا هم مستقبلاً زاهراً ومستقراً ولذلك عليهم أن أن تمهدوا الأرضية الصالحة للأجيال التي سوف تخلفهم في تحمل الأمانة، وعليه فكل مشاركة في اضطهاد وظلم الشعب لن تعفي مرتكبها من المساءلة والعقاب بغض النظر عن من الفاعل أو المتسبب في ذلك.

 

إن حملات التشويه والإدانة التي قادها نظام الشعبية ولا يزال يقودها ضد معارضيه وجيرانه والمجتمع الدولي بأسره، لا تنطلق إلا من حسابات مصالح سلطته الخاصة وليس لها علاقة بالحرص علي مصالح الشعب، وقد آن لنا جميعاً أن ندرك هذه الحقيقة، وهذا أيضاَ ما أدركه الكثير من رجال السلطة السابقين فابتعدوا عن النظام وانضم البعض منهم الي صفوف المعارضة وآثر بعضهم الآخر السلامة وامتنع عن القيام بأي دور، وحتى من خدموا في الجيش الى الأمس القريب والشباب منهم بالذات ها هم يتدفقون في هجرة فريدة من نوعها الي دول الجوار وما بعد دول الجوار.

 

وفي رأينا أنه وإن كان الهروب من جيش ومؤسسات النظام جديراً بإقلاق الناظام وزرع الهلع في مفاصله فهو في حد ذاته ـ أي الهروب ـ ليس الحل الأمثل، إذ الحل يكمن في تركيع النظام وإرغامه على قبول سيادة الشعب والقانون، والكل يعلم أن القوة الاجتماعية التي تملك الأداة الفعالة لتحقيق هذا الهدف هي هذا الجيش الذي نتحدث عنه، وينبغي للجيش الذي احترق كالشموع فداءاً للحرية والكرامة الوطنية أن يكون في مستوى المسئولية والأمانة التاريخية التي وضعها على عاتقه الشعب أولاً ورفاقه من المناضلين والشهداء ثانياً.

 

ولهذا أصدر التحالف الديمقراطي الارتري في ختام أعمال دورة اجتماعاته الثانية التي عقدت في الأشهر القريبة الماضية، قراراً نصّ علي أن: ((التحالف يقبل بأن تواصل قوات الدفاع الارترية في المستقبل دورها جزءاً لا يتجزأ من الجيش الوطني الذي تناط به مسئولية الحفاظ علي السيادة الوطنية )).

 

إن هذا القرار يوضح من ناحية أن معسكر المعارضة يفصل تماماً بين النظام وأفراد جيش الدفاع الارتري وبعتبرهم جزءاً من قوى الشعب، وبالتالي فهو يأمل من الناحية الأخرى أن يميز الجيش مصلحته التي لا تنفصل بحال عن مصلحة الشعب ويقف بقوة ضد قادته الذين يتسببون في هلاك وتعذيب الشعب، رافعاً شعار: (( لا للحرب، نعم للسلام )) منقذاً شعبه من التعرض مجدداً للهلاك والدمار واللجوء، وأن يضغط في سبيل معالجة النزاعات الحدودية والخلافات الداخلية بالطرق السلمية، وبذلك يكون جيش الدفاع قد داوى الجراح التي حفرت عميقاً في قلوب الشعب. 

 

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7087

نشرت بواسطة في نوفمبر 18 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010