مظلة التحالف الديمقراطي الإرتري بين قيادات شاخت أفكارها وصبر شعب طال أمده

إنني وبعد أن شاهدت واستمعت لمقابلة الأستاذ محمد سفر رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر التحالف الديمقراطي الارتري 2011م على قناة أخبار ارتريا في يوم الجمعة الموفق 11/3/2011م لقد لفت نظري عند قوله إن هناك نقلة نوعية ستكون في مسيرة التحالف بعد المؤتمر وذلك في معرض رده على سؤال ما هو مستقبل التحالف ، بان هناك تحولا منتظرا سيتم من خلال هذا المؤتمر .

ومما يجدر ذكره هنا هو الإجابة عن التساؤل ما هي دواعي تأسيس التحالف وما الغاية منه ، والإجابة بكل بساطة هي أن التنظيمات والأحزاب الارترية مقرة بأن كل تنظيم أو حزب لن تستطيع عمل شيء بمفرده في مشروع إسقاط النظام إذا الهدف يتجلى من خلال وضوح أسباب قيامه وهو العمل على إسقاط النظام  فهذا كله لا غبار عليه ولكن يتبقى الإجابة على السؤال كيف يمكن تحقيق هدف قيام هذا الكيان وهنا مربط الفرس ويبدوا أنه ولعدم وجود الإجابة الواضحة لهذا السؤال جعلت من هذا الكيان مستهدفا في حد ذاته بالنقد البناء وأحيانا في التقليل من شانه إلى حد المطالبة بتجاوزه ،  لان العبرة ليست بقيام الكيانات إنما العبرة هي بالنتائج التي تحققه والتأثير الذي تحدثه في محيطها.

فإذا أردنا أن نتلمس على مستوى التأثير الذي أحدثه في محيط الجماهير الارترية فليس هناك شيء يذكر بالرغم من أن هذه الجماهير كانت تؤمل كثيرا على ما تم من اتفاق في  مؤتمر التحالف 2008م  حيث تم في هذا المؤتمر التوحيدي والذي لأول مرة حضره نفر من ممثلي المجتمع المدني وذلك ليقوموا بعامل ضغط في الاتجاه الوحدوي وفعلا في هذا المؤتمر تجاوز التحالف كل الفقرات التي كانت محل الخلاق والتي كانت تعوق مسيرته وذلك عبر التوافق  ولكن هذا الوفاق لم يدفع بعمل التحالف حسب توقعات الجماهير.

وفي الجانب الآخر وهو نظام هقدف والذي يستهدفه كل مكون التحالف بإزالته واقتلاعه من جذوره  هو الآخر لم يمسه أي أذي بالرغم من كل ما يقوم به من قمع للشعب  والعزلة التي يعانيها على مستوى دول الجوار أو العالم ولكن سفينته تمضي بسلام وخططه وبرامجه تمضي دون أي مشاكل من قبل      المعارضة .

وبما أن هذا الكيان لم يحقق الهدف الذي وجد من اجله يعني أن هناك مشكلة حالت دون تحقيق هذا الهدف واعتقد أن الإقرار بوجود مشكلة يعني بداية الطريق إلى الحل وفي ظل عجز التحالف في تحقيق أهدافه يعني المجال متاح لكل مهتم أن يسهم في الوصول إلى ما يراه من توصيف للمشكلة ووضع حلول مقترحة ، وعلى قيادة التحالف أولا العمل على التعرف على المشاكل ومواجهتها من تلقاء نفسها بكل شفافية لمصلحة الشعب والاستفادة من كل الأطروحات والنقد التي تأتي من أطراف خارج التحالف لاسيما في الوقت الحاضر الذي صرنا نشهد فيه تحولا رهيبا في قدرات الشعوب وتطلعها للأفضل من خلال التغيير والذي تجلى من خلال الثورات العربية الشعبية في دول المنطقة ونحن لسنا ببعيدين عنها  .

فمن المشاكل في نظري هو عدم قدرة التحالف في التنظيم والتعبئة في وسط الجماهير الارترية وحشد طاقاتها باتجاه التغيير واعتقد أن السبب هو في عجز التحالف في ايجاد صيغة خطاب سياسي واضح وبرامج عمل قادرة على جعل الجماهير الارترية تلتف حوله بعد أن تترسخ قناعة بضرورة التغيير في وطننا  فكلنا يعلم بان الاستقلال لم يتحقق إلا عندما تبلور مفهم الاستقلال وضرورته لدى كل أوساط شعبنا بمختلف تكويناته .

فالمنظور حاليا على الواقع لا يعدوا أن يكون خطاب حماسي  مليء بعبارات عاطفية تتناول واقع شعبنا المرير في محاولة لشحن الجماهير عاطفيا ، فمثل هذه الخطابات قادرة على تحويل فكر الإنسان ولفته لشيء معين للحظات لكنها لا تستطيع استيعاب الجماهير المعنية للعمل تجاه مشروع التغيير.

فشعبنا حاليا أينما وجد ليس هو بحاجة إلى من ينقل له صور للحياة اليومية البائسة التي يعيشها الإنسان الارتري في الداخل أو في بلاد اللجوء كالسودان وإثيوبيا أو حتى في بعض دول الشرق الأوسط  لان التواصل موجود بين كل أفراد شعبنا.

ولكن ما يريده شعبنا هو أن يقتنع بأن هناك قوى وقيادات سياسية ارترية واعية يمكن الاقتناع فيها بأنها ستكون البديل المفضل عن النظام القائم في ارتريا وهذا بالضرورة يقودنا إلى أن نتفهم مدى المخاوف والهواجس التي تحملها الجماهير الارترية فيما بعد التغيير عند الحديث عن كيف ستكون ارتريا بعد زوال النظام وسقوطه  وهي مخاوف مبررة لدى جماهير حديثة عهد بالاستقلال مع الاستحضار بان الاستقلال كان ثمرة نضال مرير.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يستطيع التحالف ومن خلال خطابه السياسي وبرامج عمله أن يثبت للجماهير الإرترية بأهليته لان يكون البديل للنظام القائم وانه بإمكانه تبديد كل المخاوف والهواجس وجعل المواطن الارتري مطمئنا وواثقا بان البديل الموجود بمقدوره التامين على الاستقلال والوحدة الوطنية واستتباب الأمن واستدامة السلام .

فهل يا ترى السيد سفر عندما تحدث عن النقلة النوعية بدون أن يفسح عن ملامح هذه النقلة حتى ولو بالتلميح فعلا ليس كلاما للإعلام والهاء المشاهد وجعله يعيش في وهم من الحلم ، أو العكس أن السيد سفر  كان يعي ما يقوله جيدا والتحالف قادر فيما بعد أن يقول ومن خلال العمل أن ما ورد في كلام رئيس اللجنة التحضيرية صحيح نتمنى ذلك  .للحديث تتمة

بقلم

أبو عبدالرحمن الجبرتي

15/3/2011م

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=11809

نشرت بواسطة في مارس 16 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010