معاهد كرن تبكي الشيخ محمد صالح

 بقلم / احمدالدين نور محمد

الرياض

 

في صبيحة اليوم السابع من شهر لله المحرم لعام 1426 ه فقدت ارتريا  احد ابرز الدعاة إلى الله الذي عمل بلا كلل ولا ملل ذلكم هو الشيخ ــ محمد صالح الحاج حامد ــ رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، وبالرغم من مشاعر الحزن التي انتابتنا لفقدانه فقد رحل عنا وقد  حقق لامته  أهدافا  جميلة وأعمالا جليلة  ، واليكم بعض جهوده مختصرة حيث لا يسعها المجال مفصلة : ــ

ــ في نهاية الستينات من العام الميلادي بدا في إنشاء دور للعلم  في مدينة كرن  ولا تخفى عليكم تلك السنين التي  اشتدت فيها وطأة العدو الاثيوبي على الشعب الارتري حيث إحراق القرى والتدمير والاذلال، واختطاف الأفراد والقتل والاعتقال ،فكان الكثير  في ذلك الوقت قد أهمتهم أنفسهم ،خوفا من البطش بهم،  لكن كان هم الشيخ مختلفا  فقد كان  همه  كيف يغرس نبتة العلم الصحيح لامته ويخلق مجتمعا مستنيرا بالعلم والدين  ، وفعلا  اكتملت المؤسسة التعليمية   تماما وبدأت الدراسة فيها ، وسماه [ معهد أصحاب اليمين ]  لقد كان المعهد مميزا في مبناه الجميل الفسيح ، و مناهجه ذات التأصيل الشرعي الصحيح ، وتوفيره الكتب والجو الدراسي المريح، وبينما أصبح شعاع نور  العلم يعم  مدينة كرن الهادئة ، انبرى بعض الجهال لإطفاء هذا النور، وهذه سنة الله في الكون ما تظهر دعوة للحق إلا ويتم اعتراضها من أهل الباطل ،فقام بعض الجهلة بتحريض الأطفال لكي يرموا صروح العلم بالحجارة والأوساخ،  وبينما هم يرمون بالحجارة ، كان الشيخ يرمي بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، وانتصر الحق وتوسعت معاهد أصحاب اليمين في أحياء أخرى من المدينة ليعم نفعها الى جميع الراغبين في دراسة العلم والدين 

ـــ تاهل من هذه المؤسسة المباركة  جم غفير، و  تخرج من معاهدها  عدد كبير ، لكن لم ينته طموح الشيخ عند ذلك بل عمل جاهدا لمواصلة دراستهم في بلاد الحرمين حيث هيأ لهم منحا دراسية استفاد منها جميع أطياف الشعب الارتري من غير تمييز ، فلم يقدم فيها أحدا لجنسه، ولم يحرم منها آخر للونه ،وكان يتعاهد طلابه بنفسه  زائرا لهم ومتفقدا لأحوالهم 

ـــ لقد رحل الشيخ من هذه  الدنيا الفانية  وقد أينعت النبتة التي غرسها وأثمرت الشجرة التي زرعها حتى أصبح ا صلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين ،  حيث أصبح طلبة الأمس شيوخا فمنهم من حمل الدكتواره ومنهم من تخرج في مجال العلوم الطبية فضلا عن طلاب العلوم الشرعية الذين أصبحوا دعاة إلى الله ولا تزال مؤسسة أصحاب اليمين  التي أنشاها  منهلا للعلم والقران تستقي منها الأجيال تلو الأجيال 

الا رحم الله فقيدنا/  الشيخ محمد صالح الحاج حامد واسكنه فسيح جناته  وتقبل منه ماعمل من الخير في حياته وما تركه من الاثار بعد مماته  ،                   

والهم اهله ومحبيه  الصبر والسلوان  وانا لله وانا اليه راجعون 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8770

نشرت بواسطة في مارس 23 2005 في صفحة شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010