مفتن الديار الأرترية

الطاهر ابو نورة

 أسمرا

إن لارتريا تاريخ حافل بالمواقف الوطنية أثناء تواجد المفتى ابراهيم المختار والذى توفى فى نهاية الستينات وبعد التحرير رغب العلماء المسلمين القيام بترشيح مفتى للبلاد وتدخل النظام وعين لهم المفتى الحالى والذى لا حول له ولا قوة ليس هذا فحسب بل لا مواقف له .

أذكر أن أهل كرن قدموا له سؤالاً عند بداية إجبار الفتيات للذهاب الى معسكر ساوا للتدريب العسكرى ” هل علينا أن ندافع عن بناتنا من الذهاب الى ساوا ام نتركهم يذهبن الى حيث شاءت الدولة ؟ نريد منك إفتاء فى الامر ” وكان هذا فى المسجد الجامع بعد صلاة الجمعة وقال لهم : أنتم ناس كرن أهل فتنة وخرج من الجامع .

كانت هناك خلاوى قرآنية تدرس القرآن على الطرق التقليدية قام بعض المستنيرين من لجنة الاوقاف بإحياء هذه الخلاوى وان يدرس القرآن بعناصر شبابية من المقرئين الطاعنين فى السن وان يدرس بطرق حديثة بدلا من الطرق التقليدية مثل جعل الدارسين يستمعوا لشريط قرآنى من كبار القراء مثل الحصرى المنشاوى الخ وان يعلم الطفل من الكتاب ويكتب فى الكراس بدلا من اللوح والدواية وان تكون هناك سبورة وان يجلس الدارسين فى الكنب بدلا من البروش .

وكانت تسير الامور على ما يرام وأقامت العديد من الخلاوى مسابقات قرآنية للحفظة كما كانت تدرس هذه الخلاوى الامهات والشابات إضافة للصغار كانت تسير هذه الخلاوى تحت إشراف لجنة الاوقاف بأسمرا الا ان الشيخ سالم ابن الشيخ ابراهيم مختار رغم انه ابن رجل فاضل وعالم فى نفس الوقت الا انه خرج فتانا وحاقدا على امته رجل فى هذا المنصب الدينى بدلا من ان يجمع المسلمين فى بوتقة واحدة يجزءهم بالقبائل هذا جيبوتى وهذا تجرى وهذا وهذا الخ .

اراد دار الافتاء إحتواء الخلاوى وإحتواؤها عمليا ماعدا خلوة ” قزاباندا ” عندما عجز دار الافتاء من احتوائها ارسل لها مديرا معينا من قبلها وطلب من المدرسين بالخلوة والذين يعملون بها بالساعات اضافة الى اعمالهم اليومية وان يدفعوا للمدير المعين مبلغ “1200” نقفة شهريا ولما عرفوا ان المدير لا يحفظ من القرآن ما يحفظونه وكان الدخل كله مما يتحصلون عليه من الدارسين بمعدل عشرة نقفات شهريا للدارس الواحد قالوا له ان مصدرنا الوحيد ما نحصل عليه من الاطفال ونحن ندرس بالساعات ونتقاضى “600 ” نقفة شهريا وطلبوا منه ان يعود الى دار الافتاء وان يعطوه الراتب الشهرى او ان يبقى عندهم حيث لاحوجة للخلوة لهذا المدير.

شجع المدير الجديد من قبل دار الافتاء ان يفصل بعض المدرسين واجتمع بهم وقال لهم : ان دار الافتاء مسؤولة عن هذه الخلوة ويعلمكم بان طه وحياة مفصولين عن العمل أما البقية فيمكنهم الاستمرار فى عملهم وحصلت مهاترات وبعد ذلك سلمه البقية مذكرة مفادها بانهم كانوا يخدمون فى الخلوة من اجل ابناء المسلمين وانهم يتنازلوا عن الخدمة فيها بسبب مضايقة دار الافتاء وكانت عبارة عن استقالة جماعية .

دار الافتاء مباشرة فى اليوم الثانى احضر مقرئين جدد ورفض الدارسين قبولهم بما فيهم الامهات واتصل دار الافتاء بمنطقة العمليات الخامسة المرابطة بأسمرا وضواحيها وتم جمع المقرئين الستة ومعهم المعلمة من بيتوهم وكانوا فى السجن الجنائى لمدة “11” شهرا .

والخطاب الموجه من دار الافتاء حسب المعلومات المؤكدة بان هؤلاء الفتية هم “وهابيين ” يدرسون كتب لم يألفها المجتمع الارترى مثل ” منهاج المسلم ” لجابر ابو بكر الجزائرى بدلا من “نور الايضاح” و “مراق الفلاح ” وانهم يطلبون ان يدرس الناس بنفس الكتب الفقهية التى درسوا بها وهم صغار والتى لا توجد منها ولو نسخة واحدة فى المطابع هكذا خلف دار الافتاء شرخ لا يلتئم بين أمته وحكموا المذكورين “4” سنوات سجن لكل واحد منهم لاسيما وان هناك رجل كان يشجع هذه الخلوة وكان يدعمها ماديا ودخل مع دار الافتاء فى مشادات لا حد لها حكم عليه ايضا بستة سنوات سجن والحكم لم يصدر من اى محكمة بل كان عبر لجنة شكلت للنظر فى هذا الموضوع وكان يرأسها عبد الله جابر والحقيقة ان عبد الله جابر كان فى سفر عندما صدر الحكم عليهم .


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6132

نشرت بواسطة في نوفمبر 15 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010