مفهوم الديمقراطية والدكتاتورية

مكتب الإعلام

29.09.2005

يدور جدل عقيم حول الفرق بين الديمقراطية والدكتاتورية كأسلوب حكم ، مع وجود اتفاق تام بين العقلاء بأن البون شاسع بين المفهومين ، وفي الفترة الأخيرة بدأت تظهر بعض الأصوات التي تتعمد الخلط بينهما نتيجة يأسها من النضال من أجل الديمقراطية وتسعى لتيئيس الشعوب منها وخاصة في المجتمعات المتخلفة . هذه المحاولات الفاشلة تختزل مفهوم الديمقراطية في التنظير والكلام في حين تمجد الدكتاتورية وخاصة العسكرية منها بأنها صاحبة إنجازات وليس لديها زمن للكلام . وفي ظل هذا التشويش المتعمد من قبل الأنظمة الديكتاتورية وخاصة ما ظهرعندنا في إرتريا حيث تمايزت الصفوف بين المعارضة التي تنادي وتناضل للديمقراطية والنظام وأبواقه التي تستخف بالتحول الديقراطي وتعتبر ترفا وكل من يطرحه خائن من منطلق إدعائهم بأن إرتريا تمر بمنعطف خطير في ظل استهداف إقليمي ودولي ومن قبل هيئات دولية حسب زعم رئيس النظام أسياس افورقي في حديثه بمناسبة عيد الاستقلال في مايو 2005 م .

وحتي لاتنخدع الجماهير الإرترية وراء هذه الترهات كان لابد من أن نذكر هذه الجماهير بالفروق بين الديمقراطية والدكتاتورية : فالديمقراطية شعب يراقب وبرلمان يحاسب وصحافة تنتقد ، والدكتاتورية شعب يهتف وبرلمان يصفق وصحافة ترقص . والدكتاتورية هي زفة لاتنتهي وطبول لاتسكت ومزامير لاتتوقف ، والديمقراطية هي بحث دروس وعلم وخبرة وحوار ونقاشات . والدكتاتورية مجرد أقواس نصر تقام وأعلام تخفق وثريات تتدلي . والديمقراطية هي أسئلة واستجواب ولجان تحقيق برلمانية ومبارزة أفكار تعرض علي الشعب ، وهي أيضا أيدي تعمل وتنشئ وتكتب وتخطط ، بينما في الدكتاتورية الأيدي مشغولة بالتصفيق والعقول غائبة بالترهيب والضمائر هامدة بالترغيب ، وفي الديمقراطية مقاعد لآلاف القادة والمفكرين ، وفي الدكتاتورية مقعد واحد للقائد الأوحد والمفكر الأوحد يبرز اسمه وتختفي كل الأسماء ، تظهر صورته وتختفي كل الصور وهو الرقم وكل من حوله أصفار وهو اللسان وغيره الأبكم لا يتكلم وفي أحسن الأحوال ببغاء يردد ما يقوله لسان الدكتاتور. في النظام الديمقراطي الحاكم يفكر قبل أن يقرر والدكتاتور يفرض رأيه علي الشعب لا يهمه رضي الشعب أم سخط فهو قادر علي أن يخرسه بالكرباح ويضعه في سجن كبير اسمه الوطن ، الداخل إليه مفقود والخارج منه محظوظ.

وآخيرا الحاكم الديكتاتور خائف وهو أشبه بلص دخل بيتا يظل خائفا ويفزع من أي حركة ويتوجس من أي صوت حتي صوت طفل ، أما الحاكم الديمقراطي مرتاح البال يفكر ويقرر مع مؤسسات المجتمع فهو مؤتمن علي حياته بسلوكه وفهمه ، ممتلئ ثقة بنفسه شجاع في مواقفه محبوب عند أهله. 

وبعض هذه المقارنة بين مفهومي الديمقراطية والدكتاتورية على الشعب الإرتري أن يضع المقارنة بين الدكتاتور القابض على أمر بلاده ، والقوى الوطنية المنادية بالديمقراطية والحرية . فنظام أسياس الذي يمارس الاعتقلات والاغتيالات والتشريد بالإرتريين خارج وطنهم ، بالتوازي مع تصاعد وتيرة المعارضة الديمقراطية والوعي الديمقراطي رغم السياج الحديدي الذي ضربه النظام الدكتاتوري .

وفي هذه المرحلة علينا في التحالف الديمقراطي الإرتري الاستجابة أكثر من أي وقت مضى لمتطلبات الشارع الإرترى ، وعلى الشارع الإرتري أن يتفاعل أكثر مع قوى المعاضة الإرترية عامة والتحالف الديمقراطي الإرتري على وجه الخصوص حتى يتمكن من الإضطلاع بدوره الوطني المنشود .

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7094

نشرت بواسطة في سبتمبر 29 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010