مقاتلات جيش التحرير يتحدثن عن تجاربهن النضالية والحالية….

 على هامش الأحتفال بيوم المرأة العالمى فى هولندا (1)

تقرير/ عمر ليلش-

روتردام- هولندا

فى يوم السبت الموافق 12 – 03- 2005 اقام الأتحاد العام للمرأة الأرترية فى هولندا، احتفالاً جماهيراً ناجحاً بمناسبة الثامن من مارس يوم المر أة العالمى.

تميزّهذا الأحتفال بجانب الحضور الجماهيرى الغفير، كان من ضمنهم  عدد كبير من المناضلات اللاتى ناضلن فى صفوف جيش التحرير بالأضافة الى نساء نشطات فى تنظيمات واحزاب المعارضة الأرترية المختلفة  واخريات متعاطفات  دون اى توجهات تنظيمية محددة بعينها.

والجدير بالذكر ان  فى  هولندا يوجد عدد كبير من المناضلات والكادرات التى ناضلن فى صفوف جبهة التحرير الأرترية ونذكر منهن على سبيل المثال كل من المناضلات:

–   ظيقى عندى مريام

– عائشة الحاج ادريس

–  لملم صهاى

–  لملم برهى

– هويت”شنتال” يوهنيس

– صهايتو براخي

– اسقديت

– اسكالو

– ازمرا

– ظيقى بسرات

واخريات لم تسعفنى ذاكرتى بذكر اسمائهن فى هذا التقرير. وعلى هامش  ألأحتفال بيوم المرأة العالمى فى مدينة روتردام بهولندا، كان لنا الحديث  مع  البعض منهن ممن حضرن الأحتفال،  حيث دار الحديث عن تجربة التحاقهن فى صفوف جيش التحرير الأرترى لجبهة التحرير الأرترية فى بداية السبعينيات.  علماً بأننى سأختم  الجزء الثانى من هذا التقرير بسرد حديثهن وذلك بعد تغطية مجريات احداث الحفل فى هذا الجزء.

فى تمام الساعة الواحدة ظهرا، بدأ توافد الحضور من النساء والشابات والرجال والشباب  من مختلف المدن الهولنديه الى موقع الأحتفال بمدينة روتردام،  وفى جو ممزوج بالحزن والفرح.

افتتحت المناضلة لملم برهى الحفل بكلمة الأتحاد العام للمرأة الأرترية فى هولندا ، عبّرت فيها عن وضع المرأة الأرترية المحزن فى الوقت الراهن ، بفعل الممارسات التعسفية و سياسات النظام الغير مثمرة فى شتى مجالات الحياة المختلفة.

و ناشدت السيدة/  لملم برهى النساء الأرتريات عبر كلمتها فى ان يلعبن دوراً فعالاً  فى تعزيز عمل قوى المعارضة الأرترية و ان يعملن معا تحت اطار نسوى منظم وموحد من اجل مواجهة ظلم وقهر نظام اسمرا الدكتاتورى.

وبعد ذلك القت المهندسة/  زهور محمد على ، كلمتها مستهلةً اياها  بشرح كيفية ميلاد وبزوغ فجر هذا اليوم التاريخى العظيم الى حيز الوجود بفضل نضالات المرأة، حيث قالت:

{ تحتفل البشرية فى مختلف القارات فى الثامن من مارس كل عام كيوم للتضامن العالمى مع المرأة تأكيداً لدورها فى تحقيق التطور والسلام والعدالة الأجتماعية والدمقراطية.

وفى المرحلة الراهنة من تاريخ البشرية اصبح مدى مساهمة المرأة فى الشأن العام ، ومختلف مناحى الحياة  ، معياراً اساسياً لقياس مدى تطور مجتمع ما.

جاء ذلك ثمرة نضالات طويلة وتضحيات جسام قدمتها المرأة ، ومختلف القوى الأجتماعية والسياسية التى ادركت ان التقدم والدمقراطية لايمكن تحقيقها فى ظل تغييب الدور الفعال للمرأة.

تسارعت وتيرة  تلك النضالات خلال القرنين الأخرين مع تعاظم التقدم العلمى والتكنولوجى وتصاعد النضال ضد مختلف اشكال الإستغلال.

لابد لنا فى هذا السياق – من الأشارة الى محطات بارزة فى نضال المرأة.

ففى 28 فبراير 1909 احتفل فى الولايات المتحدة الأمريكية بأول يوم وطنى للمرأة إحياءاً لأضراب العاملات ضد اوضاع العمل.

وفى العام 1910 حددت الأممية الأشتراكية فى ميثاقها يوماً للمرأة ، تقديراً لحركة حقوق المرأة وقد كان ذلك من اهم العوامل التى نتج عنها تعيين ثلاث نساء فى البرلمان الفنلندى.

وقد كان لهذا صدىً عظيماً حيث حدد العديد من الدول الأوربية يوم 19 مارس يوماً للتضامن مع نضال المرأة حيث شهد تظاهرات فى العديد من الدول الأوربية للمطالبة بحق المرأة  فى العمل والتدريب المهنى وانهاء التفرقة فى اماكن العمل،  شارك فيها حوالى مليون متظاهر.

وخلال عامى 1913  و  1914  اصبح الأحتفال باليوم العالمى للمرأة تظاهرة ضد الحرب العالمية الأولى. ومنذ تلك الفترة تحدد الثامن من مارس كيوم للتضامن العالمى مع المرأة.

وفى 8 مارس من عام 1917 نظمت النساء الروسيات اضخم اعتصام عرف حتى ذلك اليوم  تحت شعار ” الخبز والسلام” تعبيراً عن مناهضتهن للحرب.

وفى عام 1945 اقر ميثاق الأمم المتحدة اول معاهدة دولية تقر مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة.}

وبعد ان تناولت المهندسة/ زهور  تاريخ نضالات المرأة فى العالم بأسهاب ، صاحبه تصفيق حار من الحضور، واصلت كلمتها بسردها لنضالات الشعب الأرترى السلمية ومن ثم الكفاح المسلح ودور المرأة الأرترية وحضورها البارز فى تلك المرحلة ، حيث قالت:

{ بدأ تبلور الوعى الوطنى فى ارتريا بعد هزيمة الأستعمار الأيطالى فى الحرب العالمية الثانية وطرح قضية ” تحقيق المصير”

وكانت القضية المركزية لنضال الشعب الأرترى فى هذه الفترة تحقيق الكيان السياسى.

ونتيجةً لتدخل  القوى الأستعمارية فقد اجهضت “الحركة الوطنية” وفرض مشروع الأتحاد الفدرالى بين ارتريا وأثيوبيا.

لم يستسلم الشعب الأرترى وواصل نضالاته السلمية الى ان ارتقى بنضاله باعلان الكفاح المسلح بقيادة جبهة التحرير الأرترية فى الفاتح من سبتمبر من عام 1961.

ومنذ ذلك اليوم والمرأة الأرترية تساهم فى النضال وتقدم التضحيات تلو التضحيات.

بدأت مساهمتها بتقديم الماء والطعام للمقاتلين  والمساهمة فى انشطة الخلايا السرية لجيهة التحرير الأرترية.

وفى النصف الأخير من الستينات بدأت تساهم فى تقديم الأسعافات الأولية للجرحى ، الى ان ارتقت بمساهماتها النضالية كمقاتلة ضمن وحدات جيش التحرير الأرترى وقدمت فى هذا المضمار قوافل من الشهيدات وعددا كبيراً من جرحى حرب التحرير.

وفى كل مرحلة كان يرتقى فيها النضال الوطنى ، كان يتزامن مع تصاعد الوعى السياسى ، ومن ثم الوعى الأجتماعى.

ضمن هذا السياق بدأت الساحة الأرترية منذ نهاية الستينات تشهد تأسيس الأتحادات النقابية والفئوية.

وشكّل تأسيس اول اتحاد للمرأة الأرترية- بدعم ومؤازرة فصيل الثورة الوحيد آنذاك – محطة بارزة فى نضال المرأة من اجل الإستقلال الوطنى والمساواة والتقدم الأجتماعى.

وهكذا اكدت سنوات الكفاح المسلح ان المساهمة الفعالة كان احد الشروط الأساسية لتحقيق الأستقلال الوطنى.}

 

كما اشارت فى كلمتها الى الحالة المأساوية  والوضع الراهن السيئ لشعبنا الأرترى عامةً والمرأة ألأرترية خاصةً، جراء ممارسات النظام التعسفى فى اسمر، حيث اعربت عن اسفها لذلك قائلةً:

 

{ تحقق الإستقلال  واعترفت الشرعية الدولية بالكيان السياسى الأرترى.

كان ذلك ، فى حد ذاته نقلة نوعية فى المسيرة التاريخية للشعب الأرترى.

كان شعبنا الوفى يتطلع الى سيادة الأستقرار، السياسى والأجتماعى، وسيادة القانون الذى يكفل المساوة للجميع ، وحشد كافة الطاقات لأعادة بناء  ما  دمرته الحرب ومحاربة الفقر وتحقيق التنمية.

بيد ان التنظيم السياسى الذى انفرد بالسلطة تمادى فى نهج الأقصاء والتصفية الى ان اصبح مشروعاً دكتاتورياً متكاملاً،  واحال الوطن الى سجن كبير واجهضت طموحات شعبنا فى اعادة البناء وتحقيق التنمية.

وكانت المرأة  الأرترية فى مقدمة ضحايا النظام الدكتاتورى ، حيث اهينت كرامتها واصبحت سلعة فى سوق النخاسة}.

 

واختتمت المهندسة/ زهور كلمتها مؤكدة بانه لايمكن ان يتطور اى مجتمع فى العالم ، ما لم تتحرر المراة من قيود الظلم والأضطهاد والحرمان من حق ممارسة دورها الطبيعى فى المساهمة فى بناء مجتمع حر سعيد. وعبرت عن ذلك قائلةً:

 

{ واليوم ونحن نخوض نضالاً ضارياً من اجل اسقاط الدكتاتورية لابد لنا ان ندرك ان انتصار النضال الدمقراطى يتطلب الأيمان بالمساواة بين مختلف الأنتماءات الأجتماعية والأقليمية والعقائدية ، ويحتم  الإقرار بالمساواة بين الرجل والمرأة، وخلق مناخ يتيح للمرأة تفجير طاقاتها.

وبكلمات اخرى لابد لنا ان ندرك اننا  لايمكن ان نبنى مجتمعاً حراً والمرأة تعيش تحت اغلال من القيود تعوق تقدمها،  ولا يمكن ان نبنى مجتمعاً متقدماً والمرأة ترزح تحت نير الجهل ، ولا يمكن ان تكون هناك حركة سياسية دمقراطية قوية فى ظل تغييب ارادة المرأة ومساهمتها.

وبعد كلمة المهندسة زهورمحمد على التى تناولت فيها نضال المرأة الأرترية البطولى فى الماضى ووضعها المادى والمعنوى والنفسى السيئ فى الوقت الحاضر ، القى السيد/ احمدين عبد القادر- رئيس فرع – جبهة التحرير الأرترية – المؤتمر الوطنى  فى هولندا  كلمة الفرع. واشار فى كلمته بدوره الى دور المرأة فى النضال الأرترى ، ذلك الدور النضالى والتربوى  الذى لايمكن تجاهله.

وتواصل الحفل الذى تخللته حورات مفتوحه وكلمات معّبرة عن المناسبه  وقصائد  شعريه،  ورقصات شعبية تراثية  واغانى ثورية عبرت  عن معاناة شعبنا الأرترى حالياً وضرورة تكثيف جهودنا النضالية من اجل ازاحة ذلك الكابوس اذى اسمه “النظام”  فى اسمرا.

وفي الجزء الثانى لتغطية احداث هذا الحفل سنصل بكم الى محطات مختصرة من التجارب الطويلة والغنية  لمقاتلات حرب التحرير التى ربما تحتاج الى كتب عديدة اذا اردنا انصافهن وخاصةً ان نضالات  المرأة الأرترية ووعلى وجه الخصوص امهات وزوجات الشهداء والمقاتلين ومعوقى حرب التحرير تعتبر طفرة سياسية واجتماعية كما ذكر هذا فى السابق الأستاذ” ابوحيوت” اطال الله لنا فى عمره.

فستظل الأم الأرترية  فى كل مكان وزمان  رمزاً للنضال والصمود والتضحية، حيث لم تدخر هذه المرأة الأرترية جهدا فى موازرة اخاها الرجل والوقوف معه فى خندق واحد تحمل السلاح او فى  تحملها للمسئولية بكل صبر وثبات فى تأدية الرسالة والأمانة التى تتمثل فى حسن التربية لأبناء الشهداء والمقاتلين ومعوقى حرب التحرير، حتى يكونوا خير خلف لخير سلف.

فالتعبير عبر الكتابة  عن تضحيات كل تلك الأمهات والزوجات ومقاتلات جيش التحرير وكادرات العمل النضالى،  تحتاج الى عدة مجلدات وليست سطور قليلة كهذه، لأن تجربة نضالات وتضحيات المرأة الأرترية تعد الى يومنا هذا  تجربة فريدة ومميزة فى تاريخ نضالات الشعوب الحديثة.

بعد هذه التغطية لأحداث الحفل  والمقدمة المتواضعة جداً لنضالات المرأة الأرترية، سأتناول  قصة المناضلات اللاتى التحقن فى صفوف جيش التحرير الأرترى، بالأضافة الى صور فوتغرافية تعكس احداث الأحتفال  فى الجزء الثانى من التقرير حتى لايمل القارئ من الأطالة فى الحديث فى هذا الجزء.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40080

نشرت بواسطة في مارس 22 2005 في صفحة الأخبار, تقارير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010