من اقوالهم : حمدان قبل الردة

هل تستطيـــع الجبـــهة الشــــعبية الارتـــــرية  مصادرة حقوق الا غلبية المسلمة في ارتريا

بقلم /عبد القادر حمدان

فرانكفورت المانيا  01-01-1997

اكدت تجارب الشعوب ان الوحدة الوطنية هي شرط اساسي لابد منه للتخلص من تركة المستعمر كما هي ضرورة ملحة للمحافظة على استقلال البلاد. وفي حالة غياب هذه الوحدة يستحيل اشاعة الديموقراطية وبناء مجتمع العدالة والرخاء .

ففي الوقت الذي تستمر فيه احتفالات الشعب الارتيري في المدن الارترية وقراها المحررة وفي الوقت الذي تسير فيه الجمعيات الرتيرية في المهاجر العربية والاجنبية مسيرات التأييد للثورة الارتيرية وفي الوقت الذي يتعانق فيها الشعبين الارتيري- والاثيوبي لخلاصهم من طاغية اثيوبيا منجستو هيلي ماريام، فاجئنا منجستو ارتريا الجديد زعيم الجبهة الشعبية الارتيرية اسياس افورقي بمؤتمره الصحفي في الخرطوم الذي اعلن فيه تشكيل حكومة الجبهة الشعبية المؤقتة وكشف في نفس المؤتمر خططه المستقبلية، مؤكدا ان حكومته ستشارك في مؤتمر مع الحكومة والفعاليات السياسية في اثيوبيا، لمناقشة احتياجات المرحلة القادمة، واضاف في مؤتمره الصحفي ان هدف الجبهة الشعبية هو اجراء استفتاء شعبي والبحث عن وضع سياسي مستقر في اثيوبيا ويقول انه بالامكان وضع دستور جديد وبموجبه يتفق على اجراء الاستفتاء، وختم قوله ان جبهته ترتبط مع الجبهة الثورية الاثيوبية باتفاق استراتيجي يقوم بحق الاعتراف بحقوق الشعب الارتيري في تقرير المصير، ومن جهة اخرى وحتى لا يترك مجالا للشك حول تكهنات البعض باشتراك الفصائل الارتيرية الخمسة في عملية بناء ارتيريا المستقبل، اجاب اسياس بالحرف الواحد انه لا يعترف بوجود اي فصائل اخرى يمكنها الان ان تشارك في حكم “الاقليم” ؟

ووجه دعوة لكافة الارتيريين بالعودة والاسهام في العمل السياسي كافراد وقال انه بامكان اي مواطن ان يشكل حزبا او تنظيما سياسيا  ولكن بعد الاستفتاء الذي حدد له عامين.

هذه المعطيات كان لابد ان تتصدر موضوع الرسالة الى القارئ العربي، حتى لا يتهمنا باننا نكتب من منطلق عرقلة استقلال ارتيريا او لتفجير صراعات تعمق ماساة الشعب الارتيري اذا لم تفسد عليه نشوة الاحتفالات بجلاء اخر جندي اثيوبي من الاراضي الارتيرية .

ونحن لا نقوم باكثر من تلبية نداء ديكتاتور ارتيريا الجديد في استخدام حقنا المشروع كمواطنين ارتريين كان لنا شرف السبق في حمل البندقية وتعبيد الطريق لجيل الثورة، بهذا ان اعلان اسياس الفورقي بعدم الاعتراف بوجود فصائل ارترية اخرى تعتبر طعنة في حق شهداء الثورة ولعنة ستطارد جنرالات الكومندن الارترية الذين يحاولون استرجاع مواقعهم ليس فقط في ارتيريا بل في عموم اثيوبيا لاعادة اسلوب حكم الامبراطور هيلي سلاسي المقبور والذي يعتمد على الطقوس المسيحية ونحن كمواطنيين ساهمنا في تفجير الثورة نستغرب اعلان الجبهة الشعبية ان تضع هموم الشعب الاثيوبي في المقدمة وتدعى بضرورة التنسيق مع حكومة تغراي كما تريد التسليم بتبعية ارتيريا لاثيوبيا بتمييع قرار استقلال ارتيريا. وهذا التباطؤ والتكتيك يكشف خلفية المؤامرة التى اعلنا عنها من خلال مكتب الاعلام الرتيري في ابريل الماضي عام 1990 ” دولة مسيحية في القرن الافريقي ” بقيادة الجبهة الشعبية الارتيرية وجبهة تغراي، لهذا نود ان نطمئن اسياس وجماعته المتسرعة ان الشرعية لا يمكن فرضها بقوة السلاح، بل سيحتاج هذه المرة الى النصاب القانوني ونحن نود التأكيد لرموزالجبهة الشعبية ان ارتيريا وشعبها لا يمكن ابتلاعها بالغش والتزوير للتاريخ والمسح الديموقراطي، ان الاستفتاء الذي يريده اسياس وشلته الصليبية المتعصبة هو نفس الاستفتاء الذي اجراه الامبراطور هيلي سلاسي عندما خصص فرق للقتل ومطاردة زعماء ارتيريا واعضاء الرابطة الاسلامية وحذر كل من يقف ضد قرار ضم ارتيريا الى اثيوبيا، واليوم يكرر التاريخ نفسه،ان اتفاق اسياس افورقي وقائد جبهة تحرير تغراي الذي تربطه صلة قرابة باسياس وقعا اتفاقا لبناء دولة طائفية مسيحية في اثيوبيا تحظى بأييد الغرب ومجلس الكنائس الدولي، واقصى ما يمكن اعطائه للسعب الارتيري من حريات ستكون الكونفيدرالية تحت حكومة التاج الاثيوبي” مملكة اكسوم” التي يحلم بها شعب تغراي وجزء من مسيحس ارتيريا، لهذا وجزء، لهذا ان حكومة اسياس ولدت معوقة لانها لا تملك الاغلبية بالمنظار الديمقوراطي، ان القوة التى يعتمد عليها اسياس هي غير ارتيرية ونعني في حالة حدوث استفتاء داخل الاراضي الارتيرية، لان التهجير بالقوة من قبل منجستو هيلي ماريام شمل شعب تغراي الذي وجدوا الامان والاطمئنان في الاراضي الارترية المحررة التي كانت تسيطر عليها الجبهة الشعبية، صاحبة الفضل في خلق وتدريب ثوار تغراي … والمتابع لاحداث ارتريا وتطورات الصراع الارتيري-الارتيري في الحرب الاهلية التي استغرقت عشرة اعوام ان الجبهة الشعبية ساعدت في تهجير سكان المديرية الغربية الى السودان، بهذا استلم شعب تغراي من القاش وحتى منطقة الساحل مكان المواطنين الاصليين، وهم يدعون الان بحق المواطنة ومن الصعب تحديد هوياتهم لانهم يتحدثون نفس اللغة ” التجرينية ” ويدينون بنفس المذهب المسيحي الارثوذكسي للاقلية المسيحية في ارتيريا لهذا ان المسح الديموقراطي المزور للجبهة الشعبية والتي تحاول ان تظهر فيه اغلبية مسيحية في ارتيريا- واثيوبيا- هو مخالف للواقع لان سكان ارتيريا البالغ 3 مليون ونصف نسمة والذين ينقسمون الى تسع قوميات حسب دراسة الجبهة الشعبية ووثائقها الى ان ثمان من هذه القوميات تدين بالاسلام لهذا نحن نقبل باي استفتاء دولي على شرط ان تساهم فيه لجنة مراقبة من الدول العربية والاسلامية، ماعدا ذلك سيستمر الشعب الارتيري في حمل البندقية لاننا لم نقدم نصف مليون شهيد ومعظمهم من المسلمين ان نساعد في استبدال طاغية اثيوبيا منجستو بطاغية اخطر منه مكرت وعداوة للاسلام والعروبة

=================

بقلم : عبد القادر حمدان

موقع وحيد القرن   07.10.2004

 

ولسان حالهم يقول   .. نحن  اسـتراليون  ،  ندعم   الشعب الاريترى   من اجل تحقيق الديموقراطية ، والعدالة  ..  وحتى هذه الجملة لا تزيد عن كونها  جملة تبريرية  ، الحقيقة كما قال  احدهم   فى  مقال  كتبه  فى   موقع   ”  النهضة  ”  لسان حال   قبيلة  استرالية   من اصل  اريترى   ( … ) :

” فأذا كانت أرتريا هي بلد ألأجداد فأستراليا هي موطنا أرتبط بها مستقبل ومصير ألأبناء ..كان هنا الميلاد..  وهنا النشأة ..ولهم فيه  أحلى وأجمل ذكريات الطفولة  ..فأرتريا هيا ذكرياتنا وليست ذكرياتهم..هي همومنا وليست همومهم…ألسيد أستيف براك  ـ حاكم ولاية فيكتورياـ الذي هو في الواقع لبناني ألأصل ..ولكن ليس لبناني ألأنتماء…. نجده يعتز بأيام طفولة  قضاها  في مدينة جيلون ألأسترالية. ..ويفاخر أنه يحمل بطاقة عضوية فريق جيلون لكرة القدم (كرة قدم استرالية). ويفتخر ـ ومعه الحق ـ أنه أسترالي…حيث ولد وترعرع..وأعتلى أكبر منصب في الولاية..وهذا مجرد مثال بسيط ينطبق على كثير من المهاجرين الذين قدموا من أوطان تتمتع شعوبها بأمان وأستقرار .. من بلاد الحضارات  كاليونان وأيطاليا ومالطا وأنجلترا…من بلاد فيها الأنسان حقوقه مصانة ..وفيها السجون لاتفتح أبوابها ألا للقتلى والمجرمين ومهربو المخدرات وليس لأشخاص كان ذنبهم الأوحد أنهم  حملوا روئي مخالفة لرأي السلطة.. ورغم ذلك يأتون هنا من أجل تأمين  مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم ..وكما تقول ألأغنية الأسترالية.. They call Australia home!!  

 حديثي هذا جائز فيه لهجة أحباط..ومرارة.. فالعشم  كان أكبر..والحنين للعودة كان دائما الهاجس ألأول ..ولكن بدأ يتأكد لي بأننا أحيانانعيش أحلام اليقظة..لأن أرتريا..هي بالدرجة ألأولى لمن يعيشون فيها عمليا..ولمن لم تنقطع وصالهم بها.. أو من يعيشون في محيطها…كالسودان أو الدول العربية مثلا..                   

وجدت  نفسي أتعامل مع جيل ليس من جيلي وناس همومهم غير همومنا وأولوياتهم غير أولوياتنا…نظراتهم لمن يعود أليهم بعد ربع قرن من الضياع…تشبه  نظرتنا أيام زمان  للأجانب ..

بأمانة كده بدأت أنتظر موعد العودة  لأستراليا بفارغ الصبر….

.أظن أن ألأوان قد آن  بأن نبدا في التعامل مع أستراليا كوطن وليس كمكان أقامة موءقتة…أو ترانزيت…لأن مصائرنا اليوم أرتبطت بمصائر أبنائنا.الذين هم في الواقع أستراليون..

.فالنبداها من ألأسبوع القادم بممارسة حقوقنا الديمقراطية..وندي “العمال” الصوت ..و هاورد بالجزمة!!                             

العودة الى  اريتريا بالنسبة لنا  هى احلام   .. انتهى المقال .

اذا كانت  العودة   الى اريتريا بالنسبة لهؤلاء احلام  .. فماذا يريدون  اذا  من الشعب الاريترى   ؟  ربما يريدون عودة   اثيوبيا   الى   اريتريا ؟ حتى  يعودون  الى وطنهم الاصلى  سياحـــة  .   ويكتبوا  بعد  عودتهم عن مشاهداتهم  بعقلية الخواجة  !!! 

===================

عندما يتحول التملق الى الجبهة الشعبية 

الى التخلي عن الانتماء الثقافي والديني

 

صوت ارتريا – رئيس التحرير : عبد القادر حمدان

 السنة الثانية العدد 11-12 الاثنين 1 سبتمبر 1997م

 

عجيب هو أمر أعضاء الجبهة الشعبية من الذين يحملون اسماء (مثل داود عبد الله) عندما يتحدثون عن عادات وتقاليد المسلمين في ارتريا ويصفونها بالتخلف والغوغائية,, لأنها لم تناسب مزاج اسيادهم وولاة أمرهم من زعماء الطائفة المسيحية في ارتريا..

ومما يلفت النظر ، ان الحكومة الارترية تحاول أن تدفع بهؤلاء الأغبياء للتعبير عن ما تريد ولكن بطريقة ذكية وتعصب ذكي بتقسيم أدوار عليهم ليتصدوا باسم التقدمية والتطور الاجتماعي نقد ومهاجمة عاداتهم وتقاليدهم من حيث يدرون  أو لايدرون.. وحتى لاتتحمل الحكومة أوزار ما يكتبون.. تضع مقالاتهم وانتقاداتهم المتملقة لها في زاوية الرأى وتؤكد عدم مسؤلية الكلام بهذه المزحة الاعلامية( ما يرد في هذه الزاوية  لا يمثل بالضرورة  وجهة نظر الصحيفة ) زهذه الزاوية في صحيفة  الحكومة الرسمية ارتريا الحديثة تجدها هي الأخطر  أو الواجهة الصدامية للجبهة الشعبية.. فربما  أدارة التحرير في الصحيفة لا يعرفون ما تعنية هذه العبارات أومقاصدها .. لأنهم بطبيعة الحال لا يؤمنون بمواثيق  الشرف والقواعد والقوانين التي تنظم وسائل الاعلام في العالم.. المهم أن يقولوا و يكتبوا  ما يتماشى مع منهجهم الديكتاتورى وما يخدم مخططاتهم  الطائفية.. وعندما يريدون تنفيذ شيئ يتعارض مع الأعراف والتقاليد الاعلامية يلجئون الى هذه الوسيلة اليتيمة ( ما يرد في هذه الزاوية لا يمثل بالضرورة وجهة نظر الصحيفة) وكأن هؤلاء الذين يكتبون لهم حول أو قوة تنظيم الجبهة الشعبية عندما يهاجمون أكبر دولة عربية في الوطن العربي مصر ويصفون رئيسها  وكتابها بالمرتزقة أو يتهمون الشعب المصري بالتسول والاعتنماد على صدقات أمريكا.. أنه من  واجبنا كارتريين أن نراقب مثل هذه الهفوات من كوادر الجبهة الشعبية .. طالما أصبحت أخطائها تحسب على الجميع.. ويدخل الجاليات الارترية في المهجر في مشاكل تسبب لهم الاحراجات والمضايقات من الدول التي تتهجم عليها كوادر الجبهة الشعبية مثل جمهورية مصر العربية.. والسودان ، واليمن .. وجيبوتي .. حيث يعتبر  من وجهة نظر هذه الحكومات أن كل من يحمل جواز سفر اريتري أو جواز سفر أجنبي يشير على ارتريا في خانة الميلاد هو من اتباع حكومة اسياس أفورقي,, لهذا تطبق عليهم سياسة المعاملة بالمثل ويتعرضون  للاهانات والمساءلات  في مطارات وحدود  تلك الدول .. . وهذه القضية يصعب  معالجتها ، لأنها لا تخص الارتريين وحدهم، بل هي مشكلة الوطن العربي مع مواطنيها.. قلا يمكن اصدار جوازات سفر تحمل  خانة للاشارة عليها من هو المعارض أو من هو التابع لتلك الحكومات.. لهذا أن الحل الوحيد والموضوعي بالنسبة للارتريين في هذه الحالة هو ضرورة اتباع اسلوب المكاشفة بفضح أساليب كوادر الجبهة الشعبية بالرد على عنجهيتهم.. وتوضيح مقاصدهم للارتريين والعالم.

لهذا نناقش في هذه الصفحة ما نشر في العدد (86) زاوية الرأى في صحيفة الجبهة الشعبية ( ارتريا الحديثة) تحت عنوان : أحتفالات يوم الشهداء في كرن وتداعيات أعيان اللجنة المنظمة، بقلم محمد داود عبد الله) من وزارة التعليم في أسمرا .. وهنا للأمانة الاعلامية سنرفق صورة تشير على ( المنشيتة) والعدد ليتمكن قراء صوت ارتريا من طلب المقال من سفارات حكومة الجبهة الشعبيةعند الضرورة.

بادء ذي بدء انه من المحزن أن يعتقد وزير الاعلام الارتري ان ارتريا لم تنجب اذكياء سوى القائد الملهم اسياس أفورقي وأعوانه في حزب الصفوة كما يسمونه عندما يحاول استغفال الشعب الارتري بنشر التناقضات  ومحاولة تركيب الجمل لتوفيق ما يمكن توفيقه.. فان العبارات التي تتصدر مقال موظف الحكومة في وزارة التعليم  محمد داود  ( مايرد في هذه الزاوية لا يمثل  بالضرورة  وجهة  نظر الصحيفة ) هذه المزحة يمكن تمريرها على كوادر الجبهة الشعبية الذين تربوا  على (نعم) لكل ما يصدر من تنظيمهم ، ولكن  من الصعب أن يقنع  هذا  الكلام القاعدة العريضةمن ابناء ارتريا لأنه يحمل التناقض في طياته،  كيف يكتب موظفا حكوميا في جريدة  حكومية ليعبر عن  نظره الشخصية ؟ هنا ربما يعتقد رموز وزارة الاعلام الارترية الناطقة بالعربية ومن الذين يحملون اسماء اسلامية.. بان تعبير موظفي الحكومة عن وجهة نزرهم الخاصة تكفل حرية التعبير ويمكن للارتريين أن يعبروا عن رأيه الخاص وفي نفس الوقت عن رأى الحكومة ..  هكذا قال رئيسهم في مصر عندما حاول أحد الصحفيين المصريين سؤاله عن اسباب الهجمة  لوسائل الاعلام الارترية  ضد مصر فكان اريتريا هي قطعة من جنة ديمقراطية في أرض الله الواسعة..

أولا من الناحية المهنية.. ان الصحف التي تصدرها هذه الحكومات لا يمكن أن تقع في مثل هذه الأخطاء والتناقضات لأن مهمة الصحف الرسمية والتي تصدرها وزارة الاعلام بأموال دافعي الضرائب مهمتها محدودة ومساحتها  في طرح الأراء الحرة ضيقة.. وهي عادة تكون بلا لون سياسي  لأن محرريها هم من موظفي الحكومة وهؤلاء الموطفيين عليهم أن ينشروا ما تقدمه لهم وزارتهم ولم نقرأ في الصحف الحكومية غربية أو عربية مواضيع تخرج عن اطار التنمية والدفاع عن منهج وسياسات الحكومات المعنية.. ولم نلاحظ  من خلال متابعاتنا من تلك الصحف التي توزع مجانا بواسطة الملحقيات الاعلامية في الخارج بأنها تدخلت في شؤون المواطنيين أو نشرت ما يدعم الخلافات الطائفية والعرقية أو الدينية ، كما تفعل صحف ومجلات الجبهة الشعبية.. في  اتهاماتها لأكثر من سبعين مؤسسة اسلامية أن تكون وراء الارهاب في العالم.. أو ماتنشره صحافة الجبهة الشعبية بشكل متواصل عن خطر الأصولية الاسلامية في منطقة القرن الأفريقي .. وكأن هذا الخطر أو الحروب في عالم اليوم مصدره هو الاسلام ومقال محمد داود عبدد الله الذي يتهجم على سكان مدينة كرن الصامدة وشعبها الصامد المشهود له بالتضحيات والكرم طوال فترة الكفاح المسلح في اريتريا.. يندرج ضمن السلسلة الهجومية للاستراتيجية الاعلامية لحكومة الجبهة الشعبية.

يتحدث الكاتب عن تأريخ الشهداء الاريتريين وعن المآثر البطولية وعظمة التضحيات ونحن نؤيد الكاتب فيما تناوله من تأريخ لا غبار عليه.. الا ان ما لا يمكن السكوت عليه هو انحراف الكاتب بهذه المعاني الجميلة وبهذا التأريخ العظيم الى منعطف  خطير لآرضاء أولياء النعمة..فأراد أن يحكي قصة الشهداء مبتدئا من أسمرا ثم عدي يعقوب فقندع ومصوع بوصفه لهذه المدن بأنها كانت مفتاح النصر ويواصل قوله الاحتفالات فيها كان بحق رائعا..

انني لا أعرف الكاتب شخصيا  ولكن كما يبدو من أسلوبه هو من الجيل الذي تربى وترعرع وتتلمذ على نظرية القائد الملهم ( نحن وأهدافنا) والا لما وقع في هذه الخطأ الفادح بتقديم شهداء اسمرا وعدي يعقوب وقندع ومصوع على شهداء منسع وحلحل وعونا وريعوت ودقعا وأفعبت وعد شيخ ومسيام وقوحاين وعالا وعصب وتسنى وبارنتو وان النط من كل هذه المواقع الى اسمرا وعدي يعقوب مع حبنا وتقديرنا لسكانها يكشف الخلل الكبير الذي تعاني منه كوادر الجبهة الشعبية وان مثل هذا التصرف يردي الى المزيد من اضعاف الوجدة الداخلية للشعب الارتري ان تأريخ النضال والاستشهاد في ارتريا لم يبدأ من اسمرا أو عدي يعقوب بل بدأ بقيادة الشيخ حامد ادريس عواتى في الفاتح من سبتمبر عام 1961م في جبل أدال في المديرية الغربية واذا هناك تقدير وتكريم حقيقي كما يدعي به الكاتب محمد داود في مقاله المذكور  للشهداء فلا بد أن يبدأ من هذا المكان بالترحم والدعاء على أرواح الشهداء بما يتماشى وما هو معروف عليه في التعاليم  الاسلامية.

بدلا من التحدث عن التجليات والدفاع عن طقوس لا علاقة لها بالحدث بقدر ما تمجد وتخلد طقوس غريبة على تركيبة الشعب الارتري الاجتماعية والدينية ومن يعرف  أهل كرن وتمسكهم بدينهم لا يعجب بما حدث من تداعيات  ولا يقع اللوم على اللجنة المنظمة كما يدعي الكاتب بل اللوم يجل أن يوجه الى الجبهة الشعبية تريد فرض عادات وتقاليددخيلة وغريبة على المسلمين في اريتريا.. لكن مدينة كرن وسكانها الصامدين في أرضهم، لا يمكن مقارنتها بمصوع وقتندع تلك المدينتين الحزينتين والتي تحولت الى ملاجئ لسكان تجراى.. بعد تهجير سكانها الأصلين في فترة الحرب  وتعقيد الحكومة لشروط عودتهم بعد أن صودرت أملاكهم وبيوتهم من المواطنيين الجدد الذين حصلوا على شرعية البقاء والاحتفاظ بالغنائم بموجب قانون الدستور الارتري مادة رقم (3) حق الجنسية الارترية..

ان هؤلاء  المواطنين لا يمكن مقارنتهم بسكان مدينة كرن .. للرقص على سيمفونية الجبهة الشعبية والزحف وراء تابوت مغطى بعلم الجبهة الشعبية.. فهم كما يذكر الكاتب حضروا للمناسبة بأعداد كبيرة وشاركوا من الصباح الباكر في الذهاب الى مقابر الشهداء ودعو لشهدائهم في عونا وحلحل  ولكل شهداء الثورة .. كقضية الذهاب خلف التابوت والرقص بهذه المناسبة والاحتفال بها بطريقة قد مناقضة بالنسبة للمسيحييم أو الشيوعيين في ارتريا ولكن ان دين أهل كرن يحرم ذلك زهو الاسلام الذي يدين به 90% من سكان المدينة.. لهذا أكملوا ما عليهم من واجب تجاه شهداء الثورة وبالطريقة الصحيحة دون الدخول في معصية الخالق لارضاء حاكم ظالم كما فعل الكاتب  محمد داود عبد الله.

وبهذه المناسبة نود أن ننقل لأهلنا الصامدين في الداخل وفي مقدمتهم سكان مدينة كرن تحياتنا القلبية وافتخارنا واعنزازنا بهم.. ووقوفنا بكل ما نملك من قوة معهم والدفاع عن حقهم في الصمود في أرضهم..  

=================

تنفيذاً للاتفاقية  السرية بين أديس أبابا وأسمرا

قوات الجبهة الشعبية تنسحب أمام الغزو الأثيوبي

 

 صوت ارتريا العدد 16 ، يوم الاثنين 9 فبراير 1998م

بقلم عبد القادر حمدان

 

لا يخفى على المتابع لاخبار منطقة القرن الافريقي الاشارات الكثيرة التي تدل على ان الدولة الطائفية التي اعلن عنها بطريقة غير مباشرة في مطلع عام 1970م.. في كتيب تنظيم الجبهة الشعبية تحت عنوان ( نحن وأهدافنا) تتجه الى نوع من النشاط العلني والافصاح عن اسماء بعض الشخصيات في محاولة متأنية لتطبيع نشاطها ووجودها .. ولقد سبق وأن كتشفنا في عام 1978م وثيقة سرية حول المخطط المعد لاقامة هذه الدولة.. ولعل للدوائر الكنسية يدا في ذلك من خلال حربها غير المعلنة ضد المسلمين في نظاق الصراع على مراكز الحكم والمال من قبل اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية في منظقة القرن الافريقي.

لم تفاجئنا الاخبار التي نشرتها وكالات الانباء العربية والعالمية حول الغزو الاثيوبي واستيلاء قوات الجبهة الشعبية لتحرير تجراى لبعض المناطق  الاستراتيجية من اقليم دنكاليا.. ولم يكن هذا التحرك نتيجة لخلافات بين الجبهتين الشعبيتين في ارتريا – واثيوبيا كما حاولت نشره بعض الصحف العربية بحثا لتبريرات لما حدث في الفترة الأخيرة.. بل تحرك قوات ملس زيناوي الى عمق الاراضي الارترية.. يعتبر جزءا من تنفيذ اتفاقية نيروبي للسلام لعام 1990م الذي أشرف عليها الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر.. والتي تنص بتحويل ميناء عصب الى منطقة حرة تحت اشراف الحكومة الاثيوبية لفك الاشتباك التأريخي بين الدولتين الجارتين.. وكان على أفورقي ان يفتعل القضايا الخلافية بينه وبين ملس زيناوي لتبرير الانسحاب من ميناء عصب الاستراتيجي، كالادعاء بتخلي الحكومة الاثيوبية من تكرير النفط في مصفاة عصب وتعاملها مع الحكومة الجبيوتية في هذا الامر.. الا أن صحيفة ” ريبورتر ” الاثيوبية المعارضة ظلت ترصد ملف العلاقات الارترية – الاثيوبية بدقة وموضوعية حيث كانت السباقة في نقل الاخبار حول الاجتياح الاثيوبي للاراضي الارترية وكشف نقل مكاتب الجمارك الاثيوبية من داخل ميناء عصب الاريتري الى ( برو) من دون اعطاء توضيحات لذلك حسب ما نشر في ريبورتر..

هذا الخبر يدل بأن سلطات الجمارك في ميناء عصب ظلت تحت قبضة الحكومة الاثيوبية منذ فجر الاستقلال حتى قبل اسبوعين من صدور هذا الخبر.. اذا لماذا قامت قوات زيناوي  بغزو الاراضي الارترية والانسحاب من ميناء عصب  والتركز على (برو)..

الجولات المكوكية التي قام بها الرئيس الارتري اسياس أفورقي لواشنطن ومعظم الدول الاروبية، كان الهدف منها طلب تمديد مدة تنفيذ الاتفاقية السرية بين الحكومتين والتي تنص بتسليم ادارة الميناء رسميا للحكومة الاثيوبية، وبموجب الاتفاقية تعفى الحكومة الارترية من دفع الضرائب في البضائع المستوردة عن طريق ميناء عصب مقابل الاعفاء الجمركي للبضائع الاثيوبية المستوردة عن طريق  ميناء مصوع..

أتفق الجانبين على أن يتم الالاعلان عن هذه الاتفاقية في مايو عام 1998م. حتى لاتتسبب في ارباك الموقف وتعطيل بناء الدولة الطائفية للجبهة الشعبية الارترية..

بالرغم من تأكيدات وزير الخارجية الارتري السيد هيلى ولدى تنسائى في مؤتمراته الصحفية حول متانة العلاقات الاثيوبية – الارترية  الا ان المراقب لتطورات واحداث الشهرين الماضيين يستطيع أن يرى ويسمع بأن شركاء زيناوي في الحكم بدأوا يرفضون اسلوب استعراض العضلات من قبل حكومة أفورقي.. ويعتقدون أن قومية التجرنية في أثيوبيا – وارتريا تخطط للاستيلاء على الحكم في عموم اثيوبيا  من خلال التحكم  على المصادر الاقتصادية للدولة.. وكشفت مصادر صوت ارتريا.. بأن حكومة الجبهة الشعبية صادرت املاك الحكومة الاثيوبية التي كانت موضوعة في البنوك الارترية قبل الاستقلال.. وذكر المصدر بأن تجار الجبهة الشعبية أصبحوا يسيطرون على  الاقتصاد الاثيوبي من خلال التسهيلات الج التي منحتها لهم حكومة أفورقي ومعظمهم ينتمون لشركة البحر الأحمر التابعة للحزب الحاكم في ارتريا والتي تسيطر على الحركة الاقتصادية في البلدين.. كما شكى مصدر اثيوبي من التفرقة العنصرية التي تقوم بها أجهزة الجبهة الشعبية باعطائها تسهيلات جمركية لسكان تجراى وتعقيدها للمعاملات بالنسبة للقوميات الأخرى.. كما ان وزارة الاقتصاد الاثيوبية كشفت تلاعب التجار الارتريين التابعين للحزب الحاكم والمقيمين بصفة رسمية في اثيوبيا بأنهم يحصلون على اعفاءات جمركية حسب الاتفاقية المبرمة بين الحكومتين من مينائى عصب ومصوع، الا أن البضائع تبقى في الاسواق الارتريةى بعد القيام بخم المعاملات في الحدود المشترك’.

واضح بأن اثيوبيا لم تستفد من الاعفاء لأن تلك البضائع يتم تهريبها الى اثيوبيا لتباع بأسعار مخفضة مما حول التجار الاثيوبين الى سماسرة لهؤلاء المهربين، هذا مما ترتب عليه الى صدام عسكري بين حرس الحدود لفرض الأمن والاستقرار في اثيوبيا. ومن جهة أخرى تشير التقارير الواردة من أديس أبابا – وأسمرا بأن ال رئيس الارتري سيلتقي بالرئيس الاثيوبي ملس زيناوي لبحث تسوية هذه القضايا وغيرها من المشاكل المتراكمة بين البلدين الذي قلل منها وزير خارجيته في لقائه الصحفي في سينما كابتول بأسمرا في أوائل شهر يناير من هذا العام.

ويذكر أن أفورقي سيطلب في هذا اللقاء من صديقه زيناوي التخلي عن سياسة المهادنة مع السودان، اذا أراد الباقء في الحكم، وتعجيل مشروع الكونفدرالية بين أثيوبيا وارتريا للتغطية على الاتفاقية السرية بينهما والتي تنص على تنازل ارتريا من منطقة دنكاليا حتى تضمن اثيوبيا تنفيذ اتفاقية نيروبي للسلام والتي بمموجبها قبلت باستقلال ارتريا عن اثيوبيا. الا ان التطورات السياسية والعسكرية في عموم منطقة القرن الافريقي تشير بأن بقاء نظام أفورقي في السلطة أصبح أمرا مشكوكا فيه لتورطه في أكثر من جبهة عسكرية ولعدم تمنعه بشرعية دستورية مما جعل زيناوي يستمع الى نصائح معارضيه بتصفة الاجواء مع السودان وفتح صفحة جديدة مع فصائل المعارضة الارترية التي ستصل الى السلطة عاجلا أم آجلا.. ولم يبقى حليفا لنظام افورقي سوى أفراد الحزب الشيوعي السوداني الذين يدقون طبول الحرب من أسمرا وينصحونه بالانتحار معهم لاسقاط حكومة الانقاذ في الخرطوم، بعد أن تفكك التحالف المصلحي مع أفورقي وامتثال قادة الاحزاب التأريخين لصوت  العدل والسلام والعودة الى بيوتهم آمنين سالمين بعد أن أكتشفوا أن المستهدف الأكبر من المؤامرة هو الشعب  السوداني.. ولا يمكن أن يكون في هذه الحرب غالبا أو مغلوبا بالنسبة لأهل السودان. ولكن اذا حدث مكروه وانتصرت قوات جون قرنق وأفورقي على القوات السودانية، فان الفائدة الوحيدة ستكون لاسرائيل والولايات المتحدة، وتصبح الاراضي السودانية امتدادا جغرافيا للدولة الطائفية التي تريدها اسرائيل وأمريكا في منطقة القرن الأفريقي.

 

=================

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8062

نشرت بواسطة في أغسطس 13 2005 في صفحة مزبلة التأريخ. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010