(موقع الخلاص) عودا حميدا مستطاب

بقلم: علي عبد العليم

25/5/2011م

غيّبت الأيدي الأثيمة موقع ( الخلاص الالكتروني)، الموقع الرسمي للحزب الإسلامي الارتري للعدالة والتنمية ، لنحو شهر، لا لذنب جناه، ولا لافتئات على الحقيقة اجترحها، ولا لجريرة اقترفها، بل لصدعه بقول الحق ، وانتمائه لأمة ترفع أمانة الكلمة المجاهدة ، وتعلن قدسيتها، وتتوجها فارسا مغوارا، يقضّ مضجع الظلمة والمتجبرين والأعداء الظاهرين والمستترين، وتستلها سيفا تجالد به الباطل فتدمغه بكلمة الصدق، وتزهقه بالحقيقة، وقد قيل: [لا سيف كالحق، ولا عونا ككلمة الصدق].

لقد مرت أحداث كثيرة أثناء تغييب موقع الخلاص، وان أبدى الحزب الإسلامي في بعضها رأيه وموقفه من خلال بيانات وتصريحات في المواقع الوطنية الأخرى، إلا أننا افتقدنا التحليل الرصين لمجريات الأحداث، والمعلومات التي كان يوردها عن أوضاع الجماهير بالداخل، وما يعكسه من ممارسات النظام الدكتاتوري، في طول البلاد وعرضها، كبتا وقمعا وتمييزا وازدراء وعدم مسئولية ..

لقد تابعنا حملات الاعتقالات التي جردها النظام القمعي ضد الشرفاء من أبناء شعبنا، عقب المعارك التي نفذتها بعض فصائل المعارضة الارترية، في ابريل المنصرم، وكذلك حملات التجنيد الإجباري الغير محددة الأمد، والتي لم تستثني حتى رجال الدين في دور العبادة، وحصار المدن بسبب ذلك، والغرامات التي فرضها النظام المستبد بحق أهالي الهاربين من جحيمه!. وتصرفات زبانيته المستفزة والدموية، حيث فتحوا النار على المواطنين المحتجين في منطقة شمال كرن (فلفي)، فأوقعوا خمسين ما بين شهيد وجريح!؟ حسبما أوردت ذلك بعض المواقع.

ويقفز إلى صدارة المشهد السياسي ردة فعل نظام اسياس على تهديدات إثيوبيا ووعيدها، بأنها ستعمل على تغيير النظام في ارتريا، عبر دعم المعارضة الارترية ، وذلك ردا على ما أسمته إثيوبيا بالعمليات التخريبية والإرهابية التي تقوم بها مجموعات من المعارضة الإثيوبية التي دربها نظام أسياس ودفع بها للتخريب وتعطيل عجلة التنمية في البلاد، كما صرح بذلك رئيس الوزراء الإثيوبي والمتحدث باسم خارجيته .,

الطاغية اسياس، أخذ التهديدات الإثيوبية مأخذ الجد، فاجتمع بقيادات جيشه وحذرهم من هجوم إثيوبي وشيك، والذي يأتي في ظل انقطاع الدعم الليبي ورحيل حليفه مبارك عن سدة الحكم في مصر.. وفي ذات السياق نفذت طائراته الحربية طلعات جوية في سماء عدد من المدن الارترية، ربما ادعاء لليقظة، وبثا للطمأنينة في نفوس المواطنين، كما طرد الأسر الإثيوبية من ارتريا كخطوة احترازية، ما تجرأ على مثلها أثناء الجولة الماضية من الحرب، برغم إقدام اثيوبيا على فعلها!. وقام أيضا بسحب قواته من على الحدود السودانية ودفع بها إلى الحدود المشتركة مع اثيوبيا، وأفسح لقوات المعارضة السودانية لتملأ الفراغ الذي تركته قواته على الحدود المشتركة مع السودان..

من الأحداث المؤلمة فجيعة غرق المركبتين في البحر المتوسط وهي تقلّ نحو أربعمائة ارتري، فروا من أتون المعارك الملتهبة بين نظام القذافي والثوار، بعد أن كانوا أتوها فارين من جحيم اسياس وقمعه، إن ما يدمي القلب أن الإنسان الارتري صار طريدا من وطنه، هائما في الأرض علي وجهه، وهو في رحلة الضياع هذه تارة تبتلعه الأمواج ويكون طعاما لحيتان البحر، وتارة يلقى حتفه في الصحراء والبيداء، وأخرى يقع في الأسر والابتزاز، وقليل منهم يبلغ مأمنه، كل هذه المآسي والمآلات المفجعة للإنسان الارتري يتحمل وزرها النظام الدكتاتوري، ويتحمل كل المسئولية التي سوف يحاسب عليها عاجلا أم آجلا، فيوم القصاص لابد آت بمشيئة الله تعالى.

وكذلك مما يؤلم ضمير أي وطني حر، أن يرى قيادات ورموز الوطن التاريخية تودع الحياة ، الواحد تلو الآخر، دون أن تشهد خلاص الوطن من النظام الدكتاتوري، وبزوغ فجر الديمقراطية، والأنكى أن تدفن أجسادها الطاهرة خارج الوطن .( لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن صدور الرجال تضيق)، عندما يعتريها ويخالطها الكبر والتجبر والاستبداد.. كحال الطاغية اسياس الذي حرّم تراب الوطن على أجسادها أن تضمها بتحنان، فهذا عبد الله إدريس يرحل ومن قبل سبي وآخرين ،وان تنكر لهم النظام الاقصائى ،فان ذاكرة الأمة تختزن نضالاتهم ومجاهداتهم وما قدموه من اجل الوطن ..فان دماء شهدائنا لن تروح هدرا فهي تمنح التغيير والتطلع لوطن حر موحد ينعم فيه الجميع بالعدالة والمساواة والحرية والأمن والنماء.. بعون الله تعالى.

إن ثورات شعوب المنطقة الظافرة، وهباتها العاتية أطاحت حتى الآن بعروش: طاغية تونس وفرعون مصر، وزلزلت الأرض من تحت القذافي فهو في الطريق إلى الزوال! وعبد الله صالح وبشار.. وما دكتاتور ارتريا منها ببعيد!.. وطالما تمسك كل شعب بحقه في التغيير واعتصم (بميدان تحريره)، وظل يردد: أرحل أرحل..رافعا بها عقيرته ومتغني بها ليل نهار، فإنها ارادة الشعوب الغالبة ، وهي انعكاس لاستجابة أقدار الله العلي القدير، ولما كان ذلك كذلك، فان ليل الظلم حتما سينجلي، ويبزغ شمس الخلاص، وتؤول الأنظمة القمعية إلى مزبلة التاريخ..   

موقع ( الخلاص)، حفظك الله أن أوحيت لنا بهذه الأسطر، [اصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين] ، اصدع بمبادئك وقيمك، ناضل بالكلمة والبيان، دعما لقضايا الحوار الوطني، وحضّا للقوى الوطنية المختلفة ودعوة لها الى كلمة سواء وتفاهمات ومشتركات، تعجّل بإسقاط النظام الدكتاتوري، وتحلّ البديل الديمقراطي المرغوب.. واعرض عن الجاهلين ممن يخلطون الأوراق عن عمد وغيره، ويصرفون الأنظار عن قضايا الوطن الحقيقية، ويكسرون الإجماع الوطني، أو يقدمون السند لمخططات النظام بوعي أو بدونه ..

فالله يرعاك، (موقع الخلاص)، وليكن مرجعك الى الحق، ومنزعك الى الصدق، فالحق أقوى معين، والصدق أفضل قرين.. ولا تكترث لقراصنة الشبكة العنكبوتية ولا لقطاع طرق الفضاء المعلوماتي فالنصر بإذن الله للقضية التي تزود عنها وللحق الذي تنشد و:

                 لا يموت الحق مهما لطمت       عارضيه قبضة المغتصب

واعمل الواجب ولا تخش العواقب، فقط أتقن عملك وستحقق أملك، والذي هو أمل الأمة في الانعتاق والحرية والعدالة والنماء..   

و الله نعم المولى ونعم النصير،،،

Alialawe2000@hotmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14648

نشرت بواسطة في مايو 26 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010