نايزقي كفلو تجربة حافلة بالجرائم ونهاية غير مأسوف عليها

 طاهـر محمد علي

باحث بمركز القرن الأفريقي للدراسات 

نايزقي كفلو

تسود أنصار الحزب الحاكم وكوادره في داخل ارتريا وخارجها حالة من الذهول والحيرة، بسبب رفض الرئيس الارتري السماح لجثمان نايزقي كفلو الذي مات في بريطانيا في السادس من فبراير الماضي 2012م إعادته ومن ثم دفنه بإرتريا، مما جعل الجثمان ينتظر حتى الآن قرابة شهر في إحدى ثلاجات حفظ الجثث في لندن، ومازالت أسرته وبعض أفراد النظام يبذلون مزيدا من جهود الوساطة والاسترحام لعل افورقي يتراجع ويسمح للجثمان بإعادته إلى إرتريا، ومما زاد من غضب أسرة الميت وأتباع النظام، ما يشع بأن نايزقي كفلو قد ترك وصية لأفراد أسرته يطلب فيها أن يتم قبره بإرتريا .

وقد أقيمت في التاسع من فبراير الماضي بلندن في أحدي الكنائس البروتستانتية مراسم العزاء علي الجثة، حضرها العشرات من أبواق النظام ومناصريه في أوروبا، وقد تفاجؤا بغياب تمثيل رسمي ارتري في المناسبة، كما غابت عن مراسم التأبين ذكر السيرة الذاتية لنايزقي كفلو، الذي كان من المفترض أن تعدها السفارة ويتلوها ممثلا عنها، وقد أعلن حينها بأن الجثمان سيغادر إلى إرتريا في الحادي عشر من فبراير الماضي، كما تم القيام بكل ما يتعلق بإجراءات ترحيل الجثمان والأفراد المشيعين له وما يلزم من إجراءات من جانب الحكومة  البريطانية، إلا أن الموضوع تعثر بسبب رفض الجانب الارتري التعاون مع أسرة الميت لانجاز المهمة مما جعل الجثمان يعود من المطار إلى احدي ثلاجات حفظ الجثث في لندن.

وحسب ما ورد في موقع “مسكرم” الذي أولى اهتماما كبيرا للموضوع، فقد انهالت الاتصالات إلى السفارة الارترية من جميع أنحاء أوروبا، من أتباع النظام ومناصريه للاستفسار عن سبب تأخر سفر الجثمان إلى ارتريا، إلا أن السفارة رفضت التعليق على الموضوع، ووجهت البعض للحديث إلى أسرة الميت موضحة أن هذا الموضوع ليست له علاقة بالسفارة، كما نقل عن السفير الارتري في المملكة المتحدة وأيرلندا تسفا مكائيل قرهتوا بأن هذا الموضوع خارج إطار صلاحياته بل تم تحويله إلى مكتب الرئيس الارتري، و أنه في انتظار الرد من إرتريا، كما رد القنصل الارتري بلندن ميكائيل تسفاي إلي بعض المتصلين بأن هذا الموضوع يعني الحكومة الارترية، وهي موجودة في إرتريا ويمكن الحديث معها وأنه غير معني للحديث عن  نقل جثمان نايزقي كفلي إلى إرتريا  .

موقف النظام وأعوانه من موت السفاح :

تجاهلت وسائل الإعلام الرسمية الارترية والعديد من المواقع الالكترونية والإذاعات والمنتديات الحوارية المرتبطة بالنظام نبأ الوفاة، مما يؤكد ثمة توجيها رسميا صدر إلى هؤلاء يطلب تجاهل الحدث، من جهتها حاولت إذاعة صوت أمريكا التواصل مع العديد من المسئولين الارتريين في داخل ارتريا لكنهم رفضوا التعليق علي الموضوع، كما رفضت السفارة الارترية بلندن الحديث حول الموضوع .

رد السفير الارتري في بريطانيا علي احد الصحفيين البريطانيين الذي اتصل به للاستفسار عن الموضوع، بأن الموضوع لا صلة له معنا وليس لدينا معلومات حوله، علما بان السفير الارتري بلندن وبمعية وزير الخارجية الارتري عثمان صالح، ومستشار الرئيس الرئيس الارتري يماني قبرآب، زاروا نايزقي كفلو في آخر زيارة لهم لبريطانيا في فبراير الماضي وبالمصادفة عندما وصولوا بيته وجدوا أن الرجل قد مات، وقدموا واجب العزاء لأسرته، وابدوا حزنهم وانصرفوا، حيث كانوا في زيارة رسمية إلى بريطانيا تتعلق بالدور الارتري في الصومال قبيل انعقاد المؤتمر الدولي حول الصومال والذي حضرته كل الدول الإقليمية عدى ارتريا .

وقد أوردت الناشطة الارترية إلسا ظروم في مقال لها حول الموضوع بأن ابنة نايزقي كفلو  تحدثت إلى القنصل الارتري في لندن ميكائيل تسفاي قائلة  لماذا لا تسمحوا بنقل جثمان والدي إلى ارتريا، فرد عليها قائلا : نحن في انتظار خطاب من وزارة الخارجية الارترية، فردت عليه أليس وزير الخارجية الارتري هو الذي زارنا وابدي حزنه لوفاة والدي، فرد عليها متهكما ليس هذا وزيرا للخارجية، يوجد في إرتريا وزير خارجية آخر!!

وفي تطور ذي صلة بالموضوع توجهت ابنة نايزقي كفلو إلى إرتريا للحديث مباشرة إلى “بابا إسياس” كما ورد في موقع “اسمرينوا” إلا أن الفتاة تفاجأت بتحويل المنزل الذي كانت تسكن فيه أسرتها، إلى سكنه لجهاز الأمن الارتري، حيث منعت من الوصول إلى البيت، ولا توجد أي معلومات حولها، ويتوقع بأنه تم عزلها عن الناس حتى لا تحكي ما هو حادث لجثمان والدها .

شخصية نايزقي كفلو واهم المسؤوليات التي عمل بها :      

ينحدر نايزقي كفلو من إقليم اكلو جزاي، حيث ولد في مدينة مندفرا في عام 1954م، وقد أكمل المراحل الابتدائية والمتوسطة في مدرسة سان جورجو، ثم انتقل إلى اسمرا ليواصل  بها تعليمه الثانوي، وبدأ في تلك الفترة بالعمل ضمن النشطاء الارتريين من أنصار حزب الآندنت ومن ثم غادر إلى إثيوبيا ليواصل التعليم، تحصل علي منحة دراسية في الاتحاد السوفيتي، إلا أنه غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل هناك ضمن المجموعات المسيحية التي كانت تطرح أفكارا وأطروحات مناهضة للثورة الارترية .

انضم إلى الثورة الارترية في أكتوبر 1971م، أي بعد انعقاد المؤتمر الوطني الأول وبروز قوات التحرير الشعبية، وهو من الموتورين الناقمين على جبهة التحرير الإرترية، وكان ضمن أفراد البوليس السري الأثيوبي ((c.i.d، انضم إلى مجموعة إسياس، ومنذ ذلك التأريخ أصبح من ابرز المقربين إلى افورقي ومن الحاشية المرافقة له، وهو أحد المجموعة التي انحرفت بقوات التحرير الشعبية في نوفمبر 1975 .

عمل ممثلا لمكتب الجبهة الشعبية في كل من لبنان، واليونان، وألمانيا، والجزائر، ومن ثم عاد إلي الساحة وعمل في جهاز امن الجبهة الشعبية الذي عرف “بحلاوي ثورا”، نائبا لعلي سيد عبد الله الذي كان يرأس اللجنة الأمنية لفترة طويلة بالتناوب مع بطروس سلمون، وهو الجهاز الذي أوكلت إليه المهام القذرة، التي تمثلت في التصفيات الجسدية للمناضلين، وترجح مختلف المصادر أن نايزقي كفلو كان ضمن الفريق الذي شارك في تصفية مجموعة “منكع”، فضلا عن تصفية العديد من القيادات الارترية بتهمة توجهاتها العروبية أو الإسلامية في الثورة الارترية، مما أهله لكي يكون واحدا من أهم الشخصيات الإجرامية الملطخة يديها بدماء الأبرياء في تاريخ الثورة الارترية في تلك المرحلة.

بعد الاستقلال أوكلت مهمة إعادة تكوين جهاز الأمن الارتري وتوسعته على أسس جديدة تتناسب ومرحلة الدولة إلى مجموعة مختصة من قيادة الجبهة الشعبية، كان من بينها نايزقي، كما تم تعيينه نائبا لوزير الداخلية الارترية، والإشراف المباشر علي ملف الأمن الداخلي، والمجموعات الدينية في إرتريا، وأجمعت التقارير الدولية بأنه كان يدير هذه الملفات بمعزل عن الوزير المعنى، وقد ارتكبت في فترة عمله انتهاكات خطيرة، تمثلت في الاعتقالات الجماعية، وعمليات التعذيب الوحشية، فضلا عن الإعدامات الجماعية، والتصفيات الجسدية ضد العديد من الأبرياء في ارتريا .

 التورط في اعتقالات عام 1994

نقل عن احد أعيان مدينة كرن الذي كان ضمن الوفد الذي قابل اسياس في 1996م للاستفسار عن أوضاع المعتقلين من معلمي المعاهد الإسلامية  الذين اعتقلوا في العام 1994 ويفوق عددهم على التسعين معتقل ولا يعرف مصيرهم حتى هذه اللحظة، والعديد من الطلاب والتجار من مدينة كرن، إلا أن افورقي وجههم بالذهاب إلى علي سيد عبد الله الذي كان حينها وزيرا للداخلية قائلا هذه القضايا تعني وزير الداخلية، وعندما جاءوا إلى الوزير المعني وعلم بغرض الزيارة ارتبك قائلا ليس لديه علم بالموضوع واعتذر بسبب عجزه للقيام بالمهمة، وعندما زاروه في اليوم الثاني رحب بهم وطلب منهم التوجه إلى مكتب نايزقي كفلو الذي كان يشغل نائبا لوزير الداخلية فالتقى الوفد بنايزقي الذي تعهد لهم في نهاية المطاف بأنه سيوصل إليهم كل ما لديهم من حوائج، إلا أنه اخبرهم بصعوبة زيارتهم، ويؤكد هذا الموقف بما لا يضع مجالا لشك أن هذا الشخص المجرم كان يمسك بملف تلك المجموعة في تلك المرحلة .

في أواخر التسعينات وعندما بدأت الصحافة المستقلة تتمتع بهامش يسير من الحرية في إرتريا تم تعيين نايزقي كفلو وزيرا للإعلام، وفي عهده تم إيقاف الصحف المستقلة ومداهمة مقراتها ومصادرة ممتلكاتها، فضلا عن الاعتقالات الجماعية للعديد من الصحفيين وتعذيبهم حيث مات العديد منهم تحت التعذيب، كما منعت كافة وكالات الأنباء الدولية التي كانت تريد العمل في ارتريا وطرد مراسليها، وقد نقل عنه في تلك الفترة بأنه كان يتصل شخصيا علي العاملين في الصحافة المستقلة ويهددهم بقطع أيديهم وألسنتهم .

وأثناء الحرب الارترية الأثيوبية تم تعينه سفيرا لإرتريا في روسيا وهي المرحلة التي شهدت استيراد كميات كبيرة من العتاد الحربي من روسيا، ومن ثم عاد إلى البلاد وتم تعيينه مستشار للرئيس لشئون الأقاليم إلا أن مهمته كانت تصفية مجموعة 15 والمقربين منهم في داخل مؤسسات الدولة الارترية وهي المهمة التي نفذها بامتياز من مكتب الرئيس مباشرة كما برهنت ذلك مختلف التقارير والمعطيات الميدانية في تلك المرحلة .

في مطلع عام 2005م بدأت أهميته في التراجع، خاصة بعد المشاكسات التي حدثت بينه وبين رأس النظام، فتم تجاهله لفترة من الزمن، فيما بعد تم تعيينه سفيرا لإرتريا لدى بريطانيا، إلا أن الخارجية البريطانية رفضت قبول أوراق اعتماده بناء علي السمعة السيئة لشخصه، ودوره الفعال في ارتكاب جرائم ضد مواطنين أبرياء في إرتريا، مما جعله يعود بعد شهرين إلى اسمرا، ومنذ ذلك الوقت بدأ العد التنازلي لوضعه الصحي، فسحب منه الجواز الدبلوماسي وتم تسهيل مهمة حصوله علي إقامة في بريطانيا مع أسرته ولم يتولي أي منصب رسمي منذ تلك الفترة، وفي عام 2007م سافر نايزقي إلى إسلام أباد وحصل علي زرع للكلى نقلت من شاب باكستاني مقابل مبلغ 18000جنيه إسترليني، وقد تمت العملية تحت إشراف سفير ارتريا في باكستان حينها عبده هيجي .

وفي عام 2008م كان نايزقي كفلو قاب قوسين أو ادني لتقديمه إلى المحاكمة في بريطانيا، بسبب القضية التي رفعتها ضده المنظمة الارترية لحقوق الإنسان، بالتنسيق مع العديد من المنظمات الحقوقية في بريطانيا، إلا أن الشخص سافر إلي ارتريا بإيعاز من الخارجية البريطانية ومكث فترة في ارتريا، ثم عاد إلي بريطانيا بعد التأكد من فشل الدعاوي المقدمة ضده بسبب رفض العديد من ضحايا التعذيب الوقوف أمام المحكمة للإدلاء بشهاداتهم خوفا علي حياتهم وذويهم في ارتريا، وقد أوردت المنظمة الارترية لحقوق الإنسان أنه بناء علي استئناف رفع الدعاوى ضده مرة أخرى  قامت الشرطة البريطانية بتاريخ 8/6/2009م بتفتيش منزله، وقد أجريت معه العديد من التحقيقات، إلا أنه وبسبب وضعه الصحي  اجمع ثلاثة من الأطباء في لندن بأنه لا يستطيع المثول أمام المحكمة، حينها أيضا فكر الرجل العودة إلي إرتريا مرة أخرى إلا أن مسئول الأمن الارتري ابرها كاسا اتصل به شخصيا وطلب منه عدم العودة إلي إرتريا، كما رفع ضده أيضا أربعة أسرى سابقين في سجون النظام دعاوى بطلب التعويض جراء ما لحق بهم من أضرار مادية وجسدية أثناء فترة الاعتقال إلا انه وقبل أن تنظر المحكمة في حيثيات القضية مات الشخص المعني .

سرقة أموال الشعب الإرتري :

تمتلك أسرة نايزقي كفلو شقة سكنية في مقاطعة هاردوس بلندن، وبالرغم من أن المنزل مسجل باسم زوجته إلا أن العارفين بالأوضاع المالية لزوجته وأفراد أسرته يستبعدون أن يكون البيت ملكا لزوجته، بل يرجح بأن البيت تم شراؤه من الأموال التي اختلسها نايزقي كفلو عندما كان واحدا من أعمدة النظام الأساسيين في ارتريا، ويؤكد ناشطون حقوقيون أن نايزقي كفلو ترك أموالا هائلة في بريطانيا مسجلة اغلبها باسم زوجته وشخصيات ذات صلة بهما .

    مات نايزقي وعمره ناهز أل 60عاما امضي 32عاما منها في خدمة النظام الحاكم في ارتريا، بل صنفه البعض بأنه كان اليد اليمنى لافورقي، أجمعت كافة التقارير بأنه كان وحشا متعطشا للدماء، وانه ارتكب أفظع الجرائم في حق الأبرياء في إرتريا، ووصفه تقرير مراسلون بلا حدود في عام 2008 بأنه نموذج بارز للديكتاتورية القائمة في ارتريا، وخير ممثل للمجموعة الدموية الفاسدة المهيمنة علي سدة الحكم في ارتريا .

وعن الجدل المثار حول منع الجثمان من الوصول إلى إرتريا هناك العديد من الاحتمالات من بينها قد يكون الشخص تواصل مع جهات استخباراتية بريطانية ولاسيما أنه خضع لتحقيق رسمي بصفته مدان بارتكاب جرائم في ارتريا، ولا يستبعد بأن يكون قد أدلى بمعلومات حول أفراد متنفذين في النظام، لديهم دور في جرائم شبيهة بالتي أدين بها شخصيا، ويدعم أصحاب هذا الرأي موقفهم، بأنه خضع للتحقيق وهو في حالة ضعف كامل وانهيار نفسي واستياء من رأس النظام الحاكم في ارتريا .

هناك من يرجح احتمال تواصل نايزقي كفلو مع شخصيات مناهضة للنظام أو مرتبطة بالدوائر الإثيوبية، إلا أن ما أجمعت عليه كافة الكتابات التي تناولت الموضوع خلال الأيام الماضية أن الرجل كان في حالة استياء وخزي من رفيق دربه اسياس افورقي وقد خاب أمله في النظام عندما قام النظام بسحب جوازه الدبلوماسي، ومصادرة الشقة السكنية الجديدة التي وهبت له من قبل افورقي شخصيا، ومنعه حتى من العودة إلى ارتريا بعد خضوعه للتحقيق وتفتيش منزله من قبل الشرطة البريطانية بما يشبه التبرؤ منه وقطع أي صلة تواصل به، مما جعل الرجل يوجه أسوأ العبارات وأقبحها إلي افورقي، وكان يحكي لكل من زاره من أعضاء الحكومة الارترية انه تمت خيانته من اقرب المقربين إليه، حتى انه يقال كان يرفض سماع كلمة اسياس .

لست متعاطفا علي الإطلاق مع الجثمان، ولست مهتما أيضا ما إذا كان سيجد مكانا يوارى فيه أم لا، بقدر ما أحببت أن أسلط الضوء علي هذه الحالة غير الأخلاقية والتي تتعارض مع طبيعة البشر، وليس هذا مستغربا علي الدائرة الضيقة المتربعة علي دست الحكم في ارتريا، بل إن المفاجئة تكمن في أن هذا الإجراء تم ضد واحد من ابرز الشخصيات التي خدمت النظام، ونفذت كل أعماله القذرة ضد الآلاف من الأبرياء في ارتريا . ما حدث لنايزقي كفلو يجب أن يكون عبرة لمن لا يزالون يراهنون علي دعم الدكتاتورية والقمع السائد في إرتريا، وأنها فرصة لدعوتهم لمراجعة مواقفهم قبل أن تتم إهانتهم بعد انتهاء صلاحيتهم ومن ثم يتم التبرؤ حتى من جثامينهم بعد مماتهم، إنها قمة الإهانة والعياذة بالله .

المجد والرفعة لضحايا الدكتاتورية

طاهـر محمد علي

باحث بمركز القرن الأفريقي للدراسات 

8-3-2012

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40809

نشرت بواسطة في مارس 8 2012 في صفحة المنبر الحر, تقارير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010