نداء الي الجالية الأرترية بأستراليا : قاطعوا مهرجان إسياس افورقي

إن اللجنة المنبثقة لتنظيم مقاطعة مهرجان النظام الدكتاتوري في أرتريا، تتوجه اليكم بهذا النداء راجية منكم تجاهل المهرجان تماماً والإحجام التام عن المشاركة فيه بأي شكل من الأشكال،، إن جاليتنا الكريمة التي عرفت بتسجيل مواقف مميزة من عدة أحداث في وطننا الحبيب لهي ملزمة أيضاً للإستمرار في ذات النهج الوطني البناء.. لا شك أن الجميع يعلم بأن المقاطعة والمقاومة والاحتجاج الذي يجري ضد المهرجان لهو إنما يتم لدوافع أخلاقية ووطنية حقيقية.. إن إحجامنا عن المشاركة يعني ببساطة إلتزامنا بقضايا المظلومين والمضطهدين والمعتقلين ظلماً والفارين من البلاد.. هناك الآلآف من سجناء الرأي والضمير والأبرياء والصحفيين من شعبنا لا تعرف أماكنهم منذ سنوات.. هناك أمهات أرتريات عزيزات منكوبات بدفن أبنائهن وفلذات اكبادهن في المقابر الجماعية.. هناك أمهات وآباء واساتذة أجلاء ورجالات دين ومناضلين شرفاء تحررت أرتريا بتضحياتهم يعانون في هذا الأثناء من وطأة السجون وقهر الأقبية المظلمة.. ضاقت سبل العيش أمام الشعب الأرتري حورب في أرزاقه وأديانه وممتلكاته وكرامته وشرد في الأرض وعذب وأغتيل وشرد وأهدرت قدراته.. حوربت المرأة الأرترية في عيشها وكرامتها وعفتها وحريتها.. لقد نال كل فرد من الشعب الأرتري (بإستثناء الطغمة الحاكمة) نصيبه من العذاب والجوع والفقر والمهانة والمرض.. ساقوا أرتريا في حروب خاسرة فقدت علي اثرها الإنسان والأرض.. مع ذلك ومع وجود كل هذه المآسي والمحن فإن النظام الدكتاتوري جردنا من إنسانيتنا ووطنيتنا ويدعونا كل عام بلا حياء الي الإبتهاج والرقص فيما يسمي بالمهرجان والي سماع هراءات وتخرصات مسئوليه فيما يعرف بالسيمنار.. لا حظوا الي أي مدي يستخف بنا النظام ويطلب منا الرقص علي ألحان جنائزية.. نسألكم بالله هل هناك شيئاً مفرحاً في أرتريا يستحق ان يقام له مهرجان وتدق له طبول ألم يعد الإنسان الأرتري هو ذاته الذي يتعرض للهلاك والضياع والمستقبل المظلم.. فما قيمة الموسيقي والرقص وعرض الأزياء لشعب  يندثر ويتواري خلف المقابر الجماعية؟.. ماقيمة مهرجان يرعاه نظام غير أمين وغير وفي لشعبه فهل سيكون أميناً علي التراث والفن؟ ماذا سيقول عنا ابناء الشهداء وأبناء المعتقلين والأسري والمظلومين حين يشاهدوننا نتمايل ونتمايع خلف موسيقي النظام؟ بماذا سيحكم علينا أبناء الشهداء والمعتقلين حين يرونا نتخلي عن وقارنا وكبريائنا ونجلس أمام مسئولي النظام وكأن علي رؤوسنا الطير نهز رؤوسنا ووجوهنا لأحاديثهم ونحن نعلم بأنهم يكذبون ويضحكون علينا منذ المهرجان الأول الذي عقدوه في هذه البلاد؟ ألم يوعدونا بأنهم سيغيروا الكثير منذ أول مهرجان في عام 2001 فما الذي تغير؟ ألم تسير أرتريا من سيئ الي أسوأ؟ ماهو شعور الأسر المنكوبة بفقدان أبنائها وأعزائها وأقاربها في البر والبحار حين ترانا نعين وننصر الظالم ونلبي ندائه الباطل؟ تذكروا الأب الذي بصق في وجه إبنه حين رءاه يرقص في أحد مهرجانات النظام بأروبا.. إننا نناشد آباءنا وأمهاتنا وأخواننا وأخواتنا في الجالية الأرترية بأستراليا لمقاطعة مهرجان الزيف والتدليس وكل شيئ له علاقة به.. فإذا أردتم المشاركة في مظاهرات العزة والكبرياء وصوت المضطهدين فلكم ذلك.. وإن أردتم الجلوس في منازلكم فلكم ذلك.. مانريد التأكيد عليه هو أننا لسنا ضد أرتريا وشعبها ولكننا ضد نظام يمارس إنتهاكات فظيعة بحقوق الإنسان الأرتري.. نظام يرفض الإحتكام الي صوت العقل ونداء الوطن وعقلنة الخلافات ويسيئ الي تضحيات شعبنا ودماء شهداءنا البررة.. نظام كهذا ليس جدير باقامة المهرجانات ولا بإدعاء الوطنية ولذا نرفض أي حفلات واجتماعات يديرها رجالاته ومسئوليه قبل أن يعترفوا بالأزمة الوطنية ويجلسوا بقلب مفتوح لمعالجتها،، إن مشاركتنا في حفلاتهم ومهرجاناتهم يعني إننا نوافق علي جرائمهم ونتغاضي علي مسلكياتهم المشينة. وهذا يشجعهم للإستمرار في ذات النهج الخطير.. نحن مسرورين بالرسالة التي نبعثها من خلال المسيرات ونتعشم هذا العام ايضا لتبليغ الموقف الشجاع بنفس الحماس والوتيرة.

 

إخوانكم وأبناءكم في اللجنة المنبثقة لتنظيم مقاطعة مهرجان (هقدف) بأستراليا.

 

ملبورن ـ 27/ ديسمبر/ 2008

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7673

نشرت بواسطة في ديسمبر 27 2008 في صفحة مسيرات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010