نظام أسمرا يبدع في صنع الأزمات … الرعايا المختطفين في إقليم عفار يظهرون في سماء أسمرا

مركز “الخليج” GIC مارس 14 2007م

انتهت أزمة المختطفين على الحدود الإرترية الإثيوبية التي أدت إلى جدل واسع حول اختفائهم في المنطقة الآمنة المنزوعة السلاح بين البلدين، واعترف نظام أسمرا بتسليم الرعايا البريطانيين الخمسة إلي سفارة بريطانيا في أسمرا، وأعلنت وزارة الخارجية الإرترية في بيان لها بانتهاء أزمة الرهائن البريطانيين الخمسة وقالت أنها قامت بتسليمهم، ونقلت مختطفات في بيان الخارجية ما أسماها الجبهة الثورية الديمقراطية العفرية المعارضة للحكومة الإثيوبية قامت بعملية الاختطاف التي أنتهت بجهود الحكومة الإرترية حسب تعبير البيان.

وفي أديس ابابا أعلنت وزارة الإعلام الإثيوبية ترحيبها بإطلاق سراح الرعايا البريطانيين، وطالبت بإطلاق سراح الرعايا الإثيوبيين الذي لم يشملهم عملية الإفراج.

ويعتقد المراقبون إن عملية إطلاق سراح الرهائن التي تعتبر الأولى من نوعها قد فتحت الباب على مصرعيه وفي هذا غير مسبوق تتم عملية الاختطاف في دولة وتنتقل الأزمة إلى دولة أخرى لتفتح أبواب الجهنم يصعب التنبؤ بنتائجه وربما فتح مرحلة جديدة من المواجهات بين دول الإقليم، واعتبر المراقبون إن الحدث يعتبر سابقة جديدة في المنطقة التي تعج بالمعارضة التي يسمع عنها ولا يراها المراقبون، إلا أنها تظهر وتختفي مع حدة ارتفاع التوتر وتنخفض مع اختفاء التوتر.

وتشير تلك الأوساط إن المنطقة التي شهدت عملية الاختطاف تقع في إقليم عفار الذي له امتدادات قبلية في البلدين الذين تبادلوا الاتهامات حول اختفاء الرعايا البريطانيين في الشريط الحدودي بينهما ، وللمرة الأولى اتهمت إثيوبيا رسمياً إرتريا بالتورط في عملية اختطاف لخمسة بريطانيين وثمانية إثيوبيين، جاء اتهام الحكومة الإثيوبية لإرتريا في بيان رسمي بثه التلفزيون الإثيوبي.

وفي وقت سابق اتهم حاكم إقليم عفار علي سيرو إرتريا بتنفيذ عملية الاختطاف. وذكر أن القوات الإرترية اقتادوا لرعايا إلى داخل الأراضي الإرترية في منطقة عسكرية بإرتريا، وذهبت بهم إلي منطقة تعرف بـ (أرات) للتدريب العسكري بالقرب من مدينة عصب الإريترية وأضافت أنهم شنوا هجوماً على سيارات كانت تقل السياح، ودأبت الحكومة الإرترية على النفي، إلا أن ظهور المختطفين في أسمرا يعزز اتهامات أديس أبابا لأسمرا ليبدأ فصل جديد من المواجهات بين البلدين

وقد وجهت لندن نداء إلى قادة إرتريا وإثيوبيا الذين بذلوا جهد لإنهاء أزمة المخطوفين البريطانيين، حيث انتقل قادة الصف الأول إلى مناطق قريبة للإشراف على الأزمة، ولا زال يحيط الغموض حول الجهة التي قامت بتنفيذ العملية نظراً للتعقيدات والتداخلات القبلية يستبعد تنفيذ العملية في المنطقة الصحراوية ما لم تجد التعاون من السكان المحليين، وهذا مستبعد بعد أن فشل سلاطين القبائل في مهمة الوساطة ولم يجدوا أثر للمختطفين، بالإضافة إن المنطقة التي تمت به العملية هي منطقة نائية توجد فيها بحيرة الملح وفهوة البراكين ولا يوجد فيها سكان، مما يعزز الاتهامات بالدور الإرتري في العملية من خلال استقراء جغرافية المنطقة التي يستحيل لاي مجموعة متمردة تنفيذ العملية ما لم تجد الدعم والغطاء من جانب الإرتري.

كما لم تتضح أي مطالب للخاطفين الذين لم يتصلوا مع أي جهة سواء مع الحكومة الإرترية

التي نشرت فقرات من بيانهم في بيان صادر من الخارجية الإرترية الذي ردد العبارات المكررة ضد الحكومة الإثيوبية، ولم يأتي بأي مطالب جديدة.

ويعتقد المراقبون إن لندن توصلت إلى اتفاق ثلاثي مع البلدين لإنهاء أزمة الرهائن وغض الطرف عن المتورطين على الأقل في الوقت الحالي لتأمين سلامة الرهائن الذين سيكشفون مزيد من المعلومات لاحقاً.

وعملياً قد انتهت الأزمة، إلا أن باب عملية الاختطافات قد فتحت في منطقة القرن الأفريقي التي تعصف أركانها بأحداث ساخنة، فيما تتراوح قوى المعارضة الإرترية مكانها وشغلت نفسها وحلفائها بمناقشات خطفت الأضواء عن مأساة الشعب الذي يتعرض لفناء، وبدأ ناقوس الخطر يدق ويهدد الشعب الإرتري الذي يواجه الأمرين، فالنظام يتفنن في قتل شعبه وتفريغ السكان من وطنهم، فيما امتلأت المقالات تبحث في أزمة السلطة التي سقطت في التجربة الأولى، وبدأت بعض قيادات في التحالف في نشر غسيلها وتدليل الرأي العام كل منهم يحاول أن يبرأ نفسه يحمل الأخر وفجأة ظهرت الوطنية والعودة إلى خطاب معركة حرب التحرير ومحاولة التفجير أزمة جديدة بتقسيم الصراع بين معتقدات ومناطق وتوزيعها إلى الشعبية وما لفت نظرنا استخدام كل الأسلحة في معارك هامشية لتجميل معركة غير شريفة في الاستحواذ على السلطة التي أدت إلى انشقاق عمودي للتحالف الذي أصبح عملياً شبه مجمد وإن كان دوره وتأثيره محدود سواء اتحدوا تحت مظلته بشكل كتلة واحدة أو كتلتين فظل تأثيره في السنوات الماضي.قليلة التأثير كل ما كان يمثله هو الجانب الادبي أو المعنوي للراي العام الإرتري الذي احبط نتيجة الانشقاق الذي أصاب التحالف، وإن حرب البيانات وحملات التشويه المنتصر فيها هو الخسران الحديث عن الشرعية الأقلية أو الأغلبية الجميع في نظر المواطن الإرتري قد يعتبرون غير شرعيين لأنهم تركوا المواطن يواجه الموت بمفرده أمام جبروت النظام الذي نصب نفسه فرعون زمانه. فيما يتقاتلون الذين يعيشون في ذاكرة الأحداث على السلطة لا أساس لها إلا في مخيلة الذين سكروا بشهوة السلطة في العراء.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40645

نشرت بواسطة في مارس 14 2007 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010