نظام أسمرا يقبل بالتطبيع للخروج من ورطته

الخرطوم – مركز الخليج للخدمات والدراسات بالقرن الأفريقي         30/4/2005م

وأخيرا أعلن النظام الإرتري قبوله بعقد قمة مع الرئيس السوداني عمر البشير في القاهرة، في شهر مايو القادم ونقل أفورقي موافقته إلي رئيس الحركة الشعبية العقيد جون قرنق. وكشفت مصادر عليمة للمركز أن الحكومة الإرترية أعلنت موافقتها لعقد القمة التي تستضيفها القاهرة برعاية الرئيس المصري الذي عرض مساعيه بين اسمرا وأديس أبابا خلال زيارة زيناوي لها مؤخرا. وحسب المصادر إن لقاء البشير وأفورقي سيليه لقاء بين البشير والمرغني وقرنق برعية مبارك لايجاد حل دائم للأزمة السودانية.

ونجح قرنق عبر مبادرته لترتيب اللقاء بين البشير وأفورقي يعد انتصارا سياسي لقرنق الذي يسعى لتحقيق السلام في السودان وتنفيذ اتفاقية مشاكوس التي تعثرت نتيجة الخلافات الحادة بين اسمرا والخرطوم إثر تبني أسمرا خيار إسقاط الخرطوم شريك الحركة الشعبية في اتفاقية السلام. وذلك بدعمها للمعرضة السودانية المسلحة في الشرق والغرب.

وكشفت مصادر عليمة للمركز أن وزير التعاون والتنمية النرويجية هيلدا جونسون لعبت دورا مهما في تدعيم مساعي قرنق لترتيب اللقاء بين الرئيسين أفورقي والبشير، حيث تتولى النرويج رئاسة المجموعة الأوروبية بتنفيذ عملية السلام السودانية، كما أجرت لقاء مع الرئيس الإرتري قبل لقائها برئيس الحركة الشعبية ومن ثم لقائها بالمعارضة السودانية الأخرى، كما ستشارك النرويج في لقاء القمة في القاهرة بصفة مراقب.

كما كشفت نفس المصادر أن أفورقي أعلن قبول مبدئي مع زيناوي والبشير عبر وساطة يمنية  مصرية في محاولة منه للخروج من العزلة الإقليمية التي يعاني منها،ويرجع المراقبين التغيير المفاجئ في مواقف النظام إلي عدد من المتغيرات من أبرزها التدهور السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه إرتريا في الداخل وعلى الصعيد الإقليمي والدولي تعرضت إرتريا لضغوط ووجه إليها رسائل التحذير من الاستمرار في العبث في الشأن السوداني وهو ما نقلته الوزيرة  النرويجية للتعاون الدولي التي نقلت موقف أوروبا وأمريكا من مخاطر أي تلاعب في الوضع القائم في السودان باعتباره خط أحمر ممنوع تجاوزه بعد تدخل الأمم المتحدة وأمريكا بنشر قوات حفظ السلام على طول الشريط الحدودي في جنوب وشرق السودان.

 كما إن مساعي عديدة فشلت في ترتيب لقاء بين البشير وأفورقي خلال السنتين الماضيتين ، وكان أخرها المساعي “يمنية وسعودية  وليبية وأمريكية وإيطالية ونرويجية”

ويشكك المراقبون التزام الجانبين بما يتفق عليه نتيجة لتغلب الشكوك في علاقاتهما، حيث تبنى النظام الإرتري استراتيجية استئصال الحكومة السودانية بحسب أخر تصريحات صادرة من النظام الإرتري وهو ما أكده  الأمين العام للمؤتمر الوطني الحاكم في السودان.

فقبول النظام بالمبادرة الجديدة ما هي إلا استراحة مؤقتة لبدء جولة جديدة للمفاجأة التي تعودت عليه الحكومة السودانية. منها مفاجأته لها بفتح الجبهة الشرقية عام 1997م واحتلال عدد من الحاميات، وتطورت مفاجأته بغزو لمدينة كسلا الحدودية عام 2000م، وانتهت باحتلال مدينة همشكوريب وفتح النظام جبهة أخرى في الغرب. وقبول النظام بعقد القمة يحيط به الكثير من الغموض نتيجة سوابقه وأجنداته التي أعلن عنها باسقاط الحكومة السودانية.

أما على الصعيد الأزمة الإرترية الإثيوبية ووفق السياسات التي يتبناها النظام في اسمرا للخروج من عزلته عقب موافقته بعقد قمة القاهرة، أوردت صحيفة أديس تربيون المستقلة الإثيوبية في عددها الأخير الصادرة بتاريخ 28/أبريل تحليلا عن الوضع المتأزم بين إرتريا وإثيوبيا، ذكرت أن الخيار الوحيد للرئيس إسياس أفورقي هو الدخول في حرب مع إثيوبيا. وأكدت الصحيفة أن إسياس فقد الأمل في العيش بسلام مع جارته إثيوبيا فضلا عن معاناته من حالة اللاحرب واللا سلم  بحسب ما جاء في الصحيفة. وأضافت الصحيفة قائلة أنه ليس هناك ما سيخسره إسياس في حالة إشعاله للحرب ضد إثيوبيا واصفة إياه بالرجل الذي لا يأبه بمصير شعبه ووطنه،وأضافت الصحيفة أن النظام الإرتري يحاول أن يجرب الخيار العسكري كورقة أخيرة له لمواجهة أزماته الداخلية. وأكدت الصحيفة ان إسياس ذاهب من غير رجعة سواء دارت الحرب أم لم تدر.

وفي نفس السياق أنهى وفد صحفي إيطالي زيارته لأديس أبابا التقى خلالها بقادة المعارضة الإرترية وعلى رأسهم مسئول العلاقات الخارجية بالتحالف الديمقراطي المعارض.

كما تمكن الوفد الصحفي الذي يتكون من الصحفيين “ماسيمو البريذي” وهو من كبار المراسلين للشئون الإفريقية في صحفية “كوريرا ديلاسيرا” والصحفية “مارينا ريني ” المتخصصة في شئون القرن الإفريقي تمكنا من التسلل إلي إرتريا برفقة القوات الدولية المتواجدة في الحدود الفاصلة، وزارا كلا من مدينتي “عدي خوال” و”صنعفي” وأجريا تحقيقات واسعة حول الوضع. كما أجريا لقاءات بعدد من صناع القرار في إثيوبيا . وشارك في استطلاع الرأي الأستاذ محمد طه توكل. وكانت أبرز الأسئلة التي وجهها الصحفي الإيطالي حول مستقبل السلام بين إرتريا وإثيوبيا، وفرص اندلاع الحرب بينهما. وحول المعارضة الإرترية في الداخل والخارج وخياراتها لإسقاط النظام وتشخيص النظام الإرتري وعلاقاته في المحيط الإقليمي والدولي. ومستقبل النظام مع معارضيه . وعلاقة إيطاليا بالنظام والمعارضة. وتضمنت الاسئلة أدق التفاصيل لما هو جاري في منطقة القرن الإفريقي وخاصة في إرتريا. والصحفي “ماسيمو البريذي” يعد من الصحفيين الذي يتمتعون بخبرة كبيرة عن تاريخ إرتريا فهو من المعاصرين لها منذ عام 1976م،   ومنذ تلك الفترة كان يتردد لزيارتها عقب زيارته الأولى في عام 1977م، والتقى خلالها في مدينة “تسني” بعدد من  أبرز قادة الجبهة حينذاك منهم عبد الله إدريس وأحمد ناصر. كما يحفظ في ذاكرته الكثير من أسماء قادة الجبهة. وارتبط بعلاقات وثيقة بالجبهة الشعبية منذ عام 1976م، إلا أنه اختلف معها في العام 2002م، منتقدا اعتقال المجموعة الإصلاحية. كما اعتقل هو الأخر وتم طرده من إرتريا في العام 2003م. إلا أنه لم يأبه بعملية الطرد فقد عاد إلي إرتريا بدافع الحنين الذي تعلق به غير أن هذه المرة جاء إليها متسللا ومتنكرا من بوابة الحدود التي تعتبر في حسابات النظام بوابة غير شرعية .

وكشف الصحفي في نهاية اللقاءات أنه لأول مرة سيطلق العنان لقلمه لينفض غبار مذكراته ويدفع الحرج عن القلم ليكتب ما توصل إليه من حقائق دامغة في صحيفته “كوريرا ديلا سيرا” التي تعد من كبريات الصحف الإيطالية وذات سمعة وانتشار واسع في أوروبا .

وبذا يكون الصحفي الإيطالي قد فتح نافذة جديدة للمعارضة الإرترية في الإعلام الغربي الذي سيكشف عورة النظام الذي ظل يغض الطرف عنها لأكثر من ثلاثة عقود.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4743

نشرت بواسطة في أبريل 30 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010