نظام الجبهة الشعبية خان امانة الشعب برنامج العودة لم يكن ناجحا وهذه هي الاسباب

الخرطوم – مركز الخليج للدراسات الاعلامية بالقرن الافريقي

‏12‏/04‏/2005

اجرى قسم اللغة التجرينية بمركز الخليج مقابلة صحفية مع السيد عندبرهان استيفانوس, وهو من قدماء المناضلين الارتيين حيث التحق بصفوف جبهة التحرير الارترية في العام 1973, ومنذ ذلك الوقت واصل عمله النضالي متدرجا في مختلف المناصب حتى كامل التحرير للتراب الارتري. بعد التحرير عاد الى الوطن وتولى عدة مناصب في الحكومة الارترية وكان آخرها ممثلا للحكومة الارترية في اللجنة الثلاثية المشتركة بين الحكومة الارترية والحكومة السودانية والامم المتحدة لبرنامج عودة اللاجئين الارتريين. وقد تخلى عن منصبه رافضا سياسة النظام الارتري. ولتوضيح الاسباب التي دعته لترك منصبه  والمشاكل التي واجهت برنامج العودة ننشر الترجمة الكاملة لنص المقابلة.  

  بدايةً من هوالسيد عندي برهان استيفانوس ؟

 في نهاية عام 1973 التحقت بجبهة التحرير الاريترية وتدرجت في مختلف المناصب, ففي عام  1980تم تعييني عضوا في المكتب الاداري للجبهة في الخرطوم وعملت في هذا المنصب حتي  فترة الانسحاب ثم عملت كمسؤول الخدمات والعلاقات في التنظيم الموحد حتي التحرير, وبعد عام 1991 وبما ان الحلم الارتري كان قد تحقق وانطلاقا من مبدأ العمل مع شعبك في وطنك وبعد اصدار قرار بالعودة الي الوطن قررنا العودة الي الوطن مع قياداتنا.  وبعد دخولنا لارتريا عينتُ من قبل الحكومة الاريترية المؤقتة مساعدا للقنصل في السفارة الاريترية في الخرطوم وذلك حتي عام 1994, ثم عدت الي اريتريا بعد تدهور العلاقات الارترية السودانية وعملت في مكتب الرئيس حتي عام 2000 وفي شهر مايوا تم تكليفي ممثلا للحكومة الارترية في برنامج عودة اللاجئين الاريتريين الذي كان يعمل به بالتعاون بين الامم المتحدة والحكومة السودانية والحكومة الاريترية وعملت في هذا المنصب حتي 13/10/2004 .

بما انك كنت منسق عودة اللاجئين الاريتريين هلا اوضحت لنا فحوى هذا البرنامج ؟

بدأ البرنامج نسبة للاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بين الحكومة الاريترية والامم المتحدة والحكومة السودانية في شهر مايوا عام 2000. وكان البرنامج ينقسم الي قسمين الاول يتعلق ببرنامج المعسكرات و الثاني ببرنامح المدن حيث كانت الاجتماعات تعقد في المدن والمعسكرات بمشاركة الاطراف الثلاثة لتوضيح البرنامج واهدافه. كما كانت عملية التسجيل ايضا تتم من قبل الاطراف الثلاث, وقد تم تسجيل حوالي (85) ألف شخص في برنامج العودة عاد منهم حوالي 65 ألف الي ارتريا وهناك حوالي (17) الف تم تسجيلهم لم يعودوا حتي الان. ولكن 40% من الذين عادوا الي الوطن عادو مجددا الي السودان نسبة لسوء الاحوال التي واجهتهم هناك.

ان اصل برنامج العودة كان عودة طوعية ولكن في واقع الحال فالامر كان غير ذلك, فمثلا عندما تضع الشروط الاعجازية على العائدين كأن تضع مدة زمنية وجيزة وهي(31/12/2004) كآخر فرصة للعودة, ومن لم يتمكن من العودة حتى هذا التاريخ فسيتم اغلاق المعسكر وسيحرم من كافة الخدمات من صحة وتعليم ومواد اغاثية ومن السكن فانك لم تترك اي خيار للاجئ وهذا يعني ان شعار العودة الطوعية لم يكن حقيقية على ارض الواقع.  

اذا ماهو تقييمك لهذا البرنامج؟

تعاملت الحكومة الاريترية منذ البداية مع هذا البرنامج بمبدأ الربح والخسارة وكانت ترمي لاهداف اخرى من وراء هذا البرنامج, ففي احدي المرات عندما سئل الرئيس اسياس عن عودة اللاجئين الاريتريين اجاب ( ان التابعين لنا قد عادوا ). لكن في بداية 1995 كان هناك تطور جديد وهونشاط قوي المعارضة الاريترية, فاصبحت الحكومة تخشي من توظيف هذا الشعب في نشاط المعارضة ولذلك اجبرت على توقيع اتفاق جديد مع الامم المتحدة في عام 2000 ومن العوامل الرئيسية لعدم نجاح هذا البرنامج كانت الحرب الاريترية الاثيوبية, ففي الوقت الذي كان فيه الكثير من الشعب الارتري يعيش حالة نزوح من مناطق الحدود في القاش وبركة وافعبت بسبب الحرب, فان اصرار النظام على اعادة شعب آمن ومستقر الي مناطق مضطربة بالحرب  كان قرارا غير مناسب وغير صائب , ان ذلك الاصرار كان من ورائه اجندة خفية, بصفة عامة الحكومة الارترية وضعت العديد من العقبات التي حالت دون نجاح البرنامج.

هل تعقد ان الحكومة وضعت خطة كاملة لاستقبال اللاجئين الاريتريين عند عودتهم ؟

 اولا اود ان اوضح ان اللأجئين الارتريين في السودان كانو من اوائل من قدمو وساهمو بدورهم الفعال في الثورة الارترية وادو واجبهم على اكمل وجه. ولكن الحكومة الارترية استقبلت هذا الشعب بشكل محبط للآمال , حيث تم استقبالهم  كأشخاص مشكوك في امرهم وغير مؤتمنين.

ولم تكن هناك مساعدات تذكر سوى المواد الاغاثية التي كانت تقدم من قبل الامم المتحدة لمدة عام واحد, كما كان هناك مبلغ من المال يمنح للعائدين بنسبة 2000 نقفة للاسر الكبيرة و500 للفرد الواحد ولكن هذا الشيئ كان لمرة واحدة فقط . وكانت هناك مشكلات عديدة تواجه العائدين في مجال الخدمات الصحية والتعليم والمياه  وذلك نسبتا لعدم توفر هذه الخدمات للمناطق التي خصصت للعودة, حيث حصل عدد قليل جدا من العائدين على فرصة التعليم في كل من تسني وقلوج اما البقية فقد اضطرو على العودة الي السودان مجددا.

 كنت ممثلا للحكومة الارترية في اللجنة الثلاثية لبرنامج عودة اللآجئين, الآن تركت منصبك وتتواجد في السودان. ماهي الاسباب التي دعتك لاتخاذ هذا القرار؟

كان لدي الكثير من الملاحظات حول نظام الجبهة الشعبية منذ البداية وكنت اتابع الاوضاع عن كثب, وكان في اعتقادي ان العمل من اجل العدالة والتغيير يكون اكثر فعالية بالمشاركة من الداخل, ولكن الحرب الارترية الاثيوبية وما افرزته من اوضاع في الساحة وما صاحب ذلك من استغلال هذه الحرب لصالح ا جنده الحكم الفردي, واستنتجت ان ما يحدث في ارتريا هوخدمة الدكتاتورية وليس الشعب. وفي تلك الظروف تم تعيني في السودان ولكن لم يهدء لي بال في يوم واحد. الحكومة الارترية اعتقلت الكثيرين من زملاء النضال بسبب تهم ملفقة ولم يقدمو للعدالة حتى الان. كما كنت التقي بالعديد من المناضلين الشباب الفارين من ظلم النظام بعد ان تحولت الخدمة الوطنية الى خدمة شخصيات وفي وقت يعيش فيه الشعب ظروف اقتصادية سيئة, مما ادى الى هروب العديد من الشباب الارتري الى السودان وليبيا وايطاليا عبر الصحراء والبحر وما يواجهه هؤلاء الشباب من مشاكل في كل هذه الرحلة الشاقة , حيث يوجد الكثيريين من من فقدو حياتهم في الصحراء او البحر بحثا عن ملجأ, وهناك من تم اعتقالهم واعادتهم الى ارتريا. كل ذلك يوضح ان الحكومة والشعب اصبحا في خطين منفصلين, ومع معرفتي ومعايشتي لكل هذه المشاكل فانني رأيت ان خدمة الحكومة والعمل في صفها جريمة يجب ان اضع لها حد. واعتمادا على كل هذا وملاحظتي  لوجود تدخل مباشر من قبل السفارة الارترية في السودان في برنامج العودة وعدم نزاهة تلك العملية بعثت برسالة الى مكتب الرئيس بتاريخ 17/4/2004 مفادها انه اذا لم يتم تصحيح هذه الاخطاء فسوف اتخذ قراري  وفي يوم 13/10/2004 تركت منصبي  واعلنت ذلك في الصحف السودانية شرحت فيه سبب طلبي للجوء السياسي الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

بعد كل هذه التطورات كيف تقيم الوضع السياسي الحالي في ارتريا؟

نظام الجبهة الشعبية هو نظام يفتقد الى العمل المؤسساتي, فهو نظام عصابات ولذلك من الصعب ان يطلق عليه اسم نظام. وهو نظام تسيره مجموعة قليلة ولا يمثل الشعب, هو نظام خان امانة الشعب الذي اعطى للثورة كل ما يملك من ابنائه وماله. حيث قام باسر مناضلين كافحو من اجل تحرير ارتريا لثلاثين عاما ليس لذنب اقترفوه بل لانهم طالبو باعطاء الشعب الفرصة في المشاركة في الحكم وادارة الدولة وتحقيق الديمقراطية, ولهذا لم يجد النظام الشجاعة لمحاكمتهم امام العدالة, اضافة على ذلك فان اسر هؤلاء المناضلين تتعرض الآن للاعتقال والمسائلة. ولاتوجد جريمة لم يقترفها نظام الجبهة الشعبية بحق الشعب الارتري.

وان مما يدعو للاستغراب والسخرية هو ان نظام الجبهة الشعبية يتشدق بانه يعمل من اجل احلال السلام في السودان في الوقت الذي لايضع فيه اي اعتبار او اعتراف بالمعارضة الارترية.

في الفترة الاخيرة اسست جمعية جديدة تهتم بشؤون اللاجئين, وانت تعمل مستشارا لهذه الجمعية منذ بدايتها. اخبرنا عن اهداف هذه الجمعية؟

بداية الفكرة جاءت من مجموعة من الشباب  وذلك بالنظر الي اعداد الكبيرة للاجئين الاريتريين الذين كانوا في السودان قبل التحرير والاعداد الفارة من النظام والتي تتدفق الي السودان في كل يوم في ظل غياب جهة رسمية تهتم بشؤونهم ووجود العديد من قضايا هؤلاء اللاجئين فقد دعت الى ايجاد جهة ترشدهم وتقدم لهم الدعم المعنوي . وعلي هذا الاساس فان تلك المجموعة من الشباب التي طرحت الفكرة بعثت برسالة الي كل من الامم المتحدة , مكتب شئون اللاجئين و مفوضية اللاجئين السودانية وذلك بتاريخ 29/12/ 2004 . وفي يوم 16/1/ 2005 جاء الرد علي تلك الرسالة بضرورة اختيار لجنة تتكون من (30 عضوا ) تمثل  اللاجئين, حيث تظاهر في ذلك اليوم اكثر من الف لاجئ ارتري امام مكتب الامم المتحدة يطالبون بالنظر في قضاياهم واسست الجمعية علي ذلك الاساس. ومن اهداف هذه الجمعية هو ايجاد الحلول لاية مشكلة تواجه اللاجئين الارتريين وذلك بالتشاور مع الجهات ذات الاختصاص بالاضافة الي ممارسة الضغط علي مكتب شؤون اللاجئين للامم المتحدة في النظر بجدية الي قضية الشباب الارتريين والعمل علي توفير مختلف الخدمات الضرورية للاجئين من تعليم وصحة وكذلك المسائل الامنية ،هذه هي القضية الاساسية التي انشئت الجمعية من اجلها. واريد الاشارة هنا الى الدعم المعنوي الكبير الذي قدمه الاستاذ محمد توكل لهذه الجمعية منذ تاسيسها ولذلك اتقدم  اليه بالشكر بأسمي وباسم الجمعية .

انت الآن تسخر كل جهدك ووقتك لهذه الجمعية ، ما هي الدوافع التي دعتك الي هذا العمل ؟

ان اهم دافع هو عدم وجود اي جهة مسؤولة بشؤون اللاجئين الارتريين في السودان, صحيح ان الحكومة السودانية تسمح لهم بحرية العيش هنا ولكن هذا لايعني بأنه ليس لديهم مشاكل هؤلاء اللاجئين يحتاجون الي جهة تمثلهم وتهتم بأمورهم. ان مكتب السفارة الارترية في السودان ليس له دور في خدمة هؤلاء اللاجئين سوى جمع ضريبة الـ(2% ), وأنا بحكم خبرتي العملية بدأت هذا العمل بغرض خدمة هذا الشعب وسأواصل جهودي حتي النهاية .

هل هناك اي انجاز يذكر حققته هذه الجمعية منذ تأسيسها ؟

حتي هذه اللحظة الجمعية مازالت منخرطة في وضع قانون وخطة عملها. لكنها التقت بقسم شؤون اللاجئين في مكتب الامم المتحدة وكذلك مفوضية اللاجئين السودانية وعلي هذا الاساس وبطلب من مكتب الامم المتحدة تم اختيار جمعية مصغرة من ثلاث اشخاص تراقب المسائل والحالات الطارئة للاجئين الارتريين. ولكن مايجب معرفته هوان الاعتقاد بأن هذه الجمعية ستقوم بحل كل مشكلات اللاجئين في فترة وجيزة يعتبر خطأ. ولكنها بالتأكيد عملت علي تقليص الفجوة التي كانت بين اللاجئين والجهات المختصة وقد تحصلنا على وعود تبشر بالخير حيث تمكنت الجمعية من الالتقاء المباشر بالمسؤولين عن شئون اللاجئين وهذا مكنها من طرح مشاكل اللاجئين بصورة اكثر وضوحا.

هناك بعض الاراء التي تقول بأن هذه الجمعية لاتمثل كل اللاجئين الارتريين بل مجموعة معينة, ماهو ردك ؟

هذه الجمعية اسست امام مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين وقد روعي في اختيار الاعضاء  امكانية تمثيل كل حي اوقطاع من قطاعات الخرطوم, وهي جمعية مؤقتة ولم تأخذ حتى الآن شكلها النهائي, وعلي راس اولويات الجمعية عقد مؤتمر جامع يشارك فيه اللاجئين ويتم فيه انتخاب جمعية جديدة يتم اختيارها ديمقراطيا وذلك من اجل تصحيح واتمام النواقص.

هناك من يقول ان تعاطفك مع الجمعية نابع من اجندة تعمل من ورائها على تأسيس تنظيم جديد؟

من ناحيتي ليس لدي اي برنامج لاقامة او تأسيس تنظيم, اما العمل من اجل احداث التغيير الديمقراطي في ارتريا فهذا سيكون ضمن اطار منظومة قوى المعارضة الارترية. وان الدعوة الى تأسيس تنظيم في هذه الفترة ليس من الضرورات التي تمليها احتياجات الساحة الارترية في هذه الآونة.

كيف تدير هذه الجمعية اعمالها, ومن اين تجد التمويل اللازم لذلك؟

لاتوجد اي جهة تقوم بتمويل هذه الجمعية حتى الآن, وذلك لانها في طور تأسيسها حيث ان اعضاء الجمعية يعلمون بالاعتماد على مصادرهم الشخصية. ولكن هذا الوضع لايمكن ان يستمر لفترة طويلة , ولذلك ستكون هناك حاجة للدعم من قبل قسم شؤون اللاجئين بمكتب الامم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين السودانية ومن المهتمين من الارتريين وكذالك اشتراكات الاعضاء.

التنظيمات الارترية اتحدت تحت مظلة التحالف الديمقراطي الارتري. انت كارتري وكرجل دبلوماسي كيف تقيم هذه الخطوة؟

ان وحدة التنظيمات الارترية تحت مظلة جامعة وخاصة في هذه الفترة هو امر ضروري, فارتريا اليوم تحتاج الى من ينقذها, لان نظام الجبهة الشعبية استنزف الشعب الارتري وهو الآن قد شارف على الرحيل, ولا شك ان التنظيمات المنضوية تحت راية التحالف قادرة على انقاذ هذا الشعب.

ما يجب التأكيد عليه هو ان على هذه التنظيمات نبذ كل ما من شأنه الدعوة الى مسائل السلطة والمصالح الشخصية فضرورة الموقف تدعو الى تضافر الجهود وتوحيد الرؤية والهدف ونكران الذات.

كما اود ان اشير الى مسألة مهمة جدا وهي ان الشباب الارتري في هذه الفترة يعاني من حالة من الشتات تاركاً وطنه وفارا من بلاده الى مختلف الجهات, وبهذا فان قوى المعارضة الارترية تتحمل المسؤولية التايخية في العمل على ايجاد السبل لانقاذ هؤلاء الشباب.

رسالة توجهها للشعب الارتري  المتواجد في مختلف انحاء العالم؟

الارتريين المتواجدين في اوروبا وامريكا والشرق الاسط وفي مختلف انحاء العالم لعبو دورا اساسيا في فترة الكفاح المسلح ثم في قضية اعادة بناء الوطن بعد التحرير وكذلك في تقوية وتعزيز الاقتصاد الوطني. ولكن في هذه الفترة الوضع في ارتريا قد تغير وكذلك اسلوب ادارة البلاد, فارتريا اليوم اصبحت وطن تحكمه مجموعة قليلة تسخر كل موارد البلاد في مصلحتها الشخصية ولهذا السبب فان اعدادا كبيرة من الارتريين تركو وطنهم و اصبحو لاجئين في دول الجوار. وارتريا اليوم هي الدول الوحيدة في العالم التي ليس لها قانون او دستور يحكمها, وفي الوقت الذي كممت فيه افواه الشعب الارتري وعدم استطاعته من المطالبة بحقوقه فانه من واجب الارتريين في الخارج التعاطف مع شعبهم في ظل المآساة التي يعيشها في الداخل, واخص بهذه الرسالة المتعاطفين من الذين لم يدركو حتى الآن حقيقة هذا النظام, وان المساهمة بدفع نسبة الـ(2%) للنظام في مثل هذه الظروف هي مساهمة في اطالة مآساة الشعب الارتري وليس في صالح الوطن. ولهذا فان من الاحرى الوقوف بجانب شعبكم لانقاذه من ظلم الدكتاتور.

اذا كان لديك نقطة لم نتطرق لها في حوارنا وتود ان تشير اليها؟

هناك حملات كلامية اصبحت تشكل مخاوف جديدة للشعب الارتري وهي المخاوف من تجدد الحرب بين ارتريا واثيوبيا. الشعب الارتري دفع الآلاف من الشباب ثمن للحرية ابان فترة الكفاح المسلح, وعند نشوب الحرب الارترية الاثيوبية كذلك دفع الآلاف من الشباب, وان الدخول في حرب جديدة بدعوى مسألة الحدود تثير المخاوف. مشكلة الحدود مرت عليها اعوام ومازالت الاتهامات المتبادلة بعدم تطبيق قرار مفوضية الحدود بين البلدين مستمرة ومازال العالم يشاهد هذه المسرحية. ومن البديهي ان يتسائل الانسان هل هذا فعلا خلاف حدودي ام ان هناك اجندة خفية, لا  شك ان نظام الجبهة الشعبية يعلم تماما انه ليس من سبيل لاطالة عمره سوى عبر الحروب والنزاعات, وهذه حقيقة يدركها الشعب الارتري. وطالما ان هذا النظام قائم على سدة الحكم فان جيراننا لايمكنهم العيش بسلام وبالتالي فان سلام واستقرار الشعب الارتري ايضا مرهون برحيل هذا النظام.

الدستور الارتري الذي استغرق اعداده مدة عامين كاملين وبذلت فيه مقدرات وخبرات ارترية وعالمية جهودا مقدرة, هذا الدستور الآن يرقد جثةً الهامدة في ادراج اسياس افورقي, وان تطبيقه على ارض الواقع  يستدعي  ازالة النظام  الدكتاتوري, وهذا ما يجب ان يناضل الشعب الارتري من اجله.

في الختام اتقدم  باسمي وباسم الشعب الارتري  بالشكر للشعب السوداني لما قدمه للشعب الارتري  من دعم وحسن ضيافة منذ فترة الكفاح المسلح وحتى الآن.  


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7330

نشرت بواسطة في أبريل 12 2005 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010