نظام هقدف … إلى أين يتجه الآن ؟

التحالف الديمقراطي الإرتري

مكتب الإعلام

16.02.2006

 

لم تشهد سياسات نظام أسياس المتسلط أي تحسن منذ استيلائه على السلطة في إرتريا ، بل ازدادت سوءا . فعلى الصعيد الاقتصادي انتهج سياسات مدمرة تعاني من آثارها كل أسرة إرترية ، ولا تحتاج منا إلى إبراز مساوئها . وبالمثل على الصعيد السياسي مارس النظام سياسة إقصاء الآخر واحتكار السلطة من قبل حفنة قليلة منبوذه ، وافتعال الحروب مع دول الجوار ، هذه حقيقة يدركها الشعب الإرتري وشعوب المنطقة أيضا لأنها اكتوت من إفرازاتها السالبة .

كان الإرتريون يستاءلون ومعهم العالم وهم يتابعون ممارسات النظام الدكتاتوري في إرتريا .. لماذا يتصرف هكذا ؟ وإلى متى تستمر أفعاله هذه ؟ وإلي أين يتجه النظام ؟ ….. ألخ . ولكن باتت اليوم الإجابات على تلك التساؤلات واضحة . فلا يمكن أن يكون لنظام اعتلى سدة الحكم دون إرادة شعبية هم سوى التفكير في كيفية الحفاظ على سلطته ومصالح الحفنة التي تدور في فلكه ، وعلى حساب هوية وأماني وإرادة كافة الشعب الإرتري .

وإذا كان قد انصب اهتمام نظام أسياس في الماضي على افتعال الأزمات في الداخل وإشعال الحروب مع دول الجوار واحدة بعد أخرى ، فإن اهتمامه اليوم منصب بالإضافة إلى ذلك ، على التدخل المباشر في شئون المؤسسات الدينية وممارسة العزل والتعيين فيها . صحيح أن استهداف المؤسسات الدينية ليس جديدا على هذا النظام ، غير أن ذلك صار اليوم أكثر سفورا واستهدافا، وبصورة تنتقص من المعتقدات الدينية التي يكن لها الشعب الإرتري كل تبجيل وتقديس . وبصورة أعم فالنظام بهذا السلوك الأهوج واللامسئول يحاول هدم المعتقدات والعادات والتقاليد الإرترية وتغيير صورتها الحقيقية إلى مسخ مبتور الجذور . وفي الوقت الراهن يمارس النظام ضغوطات كبيرة على المؤسسات الدينية ورجال الدين ، وهذه حقيقة وثقتها منظمات دولية تعني بشئون الحريات الدينية ، حيث اعتبرت هذه الجهات إرتريا من بين ثلاثة دول في العالم تنتهك الحريات الدينية . والحقيقة أننا ندرك طبيعة ما يجري ضد شعبنا وحرماته الدينية أكثر من غيرنا ، وما جاء في تقارير هذه المنظمات هو أقل مما يرتكبه هذا النظام في الواقع من انتهاكات في هذا المضمار إن لم يكن من حيث المضمون فمن حيث الحجم .

وفي إطار ما تقتضيه مسئولياتنا الوطنية في كشف وتعرية الانتهاكات والممارسات القمعية التي يقوم بها النظام في حق الشعب الإرتري ومعتقداته الدينية وموروثاته الثقافية ، نشير إلى ما يقوم بها النظام في الوقت الراهن ضد الكنيسة الأرثوذكسية . وسبق أن أشرنا في كتاباتنا إلى ما قام به النظام من إغلاق المتاجر الخاصة وتحويلها إلى متاجر تابعة للنظام تحت اسم ” متاجر الأمانة ” في إطار احتكار النشاط التجاري . وذات عقلية الاحتكار انتقلت إلى المؤسسات الدينية ، فصار يقوم النظام بعزل رجال الدين الذين لا يقرون نهجه السياسي مثل نيافة الأنبأ أنطونيوس الثالث بآخرين موالين له غير ملمين بأمور الدين كالقس ” يوفتاهي ديمطروس ” الذي نصب على رأس الكنيسة الأرثوذكسية الإرترية بعد تنحية الأول .

وحسب وسائل الإعلام فإن القس ” يوفتاهي ” الموالي للنظام طلب من الأنبا أنطونيوس استخدام تعبير ” النصر للجماهير ” ، بدل الأدعية الدينية المعتادة في المناسبات الدينية ، غير أن الأنبا رفض ذلك ، وطلب من القس ” يوفتاهي ” القيام بمناظرة دينية لتوضيح الأمر وبيان الأصل الديني فيها ، غير أن القس ” يوفتاهي ” رفض المناظرة ومواجهة الأنبا حول هذه المسألة . واليوم ونتيجة لذلك نجد الإرتريين من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية منقسمين على أنفسهم أين يوجد الإرتريون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية حول العالم ، بعضهم يستنكر تدخل النظام السافر في شئون الكنيسة وإدارتها ، بينما قلة ممن تربطهم المصالح بالنظام يؤيدون تدخله .

ونحن إذ ندين ونستنكر تدخل النظام السافر في شئون المؤسسات الدينية وانتهاك حرياتها وحرماتها ، نطالب أمثال القس ” يوفتاهي ديمطروس ” وأتباعه التخلي عن موالاة النظام لقاء بعض المصالح الشخصية الآنية وعلى حساب معتقداتهم الدينية . كما ندعو الشعب الإرتري عامة وأتباع الكنسية الأرثوذكسية على وجه الخصوص الحفاظ على وحدتهم ووضع حد لما يجري في هذه المؤسسة الدينية . ويجب ألا ينسوا للحظة أن النظام يتبني سياسة ” فرق تسد ” بغية استمراره في سدة الحكم ودون النظر لما تشكله هذه السياسة من خطر على وحدة واستقرار الشعب الإرتري بجميع طوائفه الدينية ومكوناته الاجتماعية . وأن نفس الممارسات اللامسئولة التي يقوم بها اليوم ضد الكنيسة الأرثوذكسية طالت في السابق معتقدات أخرى .

إذا فرجال الدين من جميع الطوائف الإرترية مطالبون اليوم قبل الغد بالتصدي لهذه التجاوزات والانتهاكات التي تمس صميم معتقدات الشعب الإرتري وتسيئ إلى مكانتها وقدسيتها ، وليس ببعيد عنهم ما جري لنيافة الأنبا أنطونيوس ، وعليهم أن يختاروا بين سيادة القيم والمفاهيم الدينية التي تدعو إليها المعتقدات الدينية ، وبين ما يسعى إلي ترسيخه نظام حزب الجبهة الشعبية ” للديمقراطية والعدالة ” من قيم ومثل لا تمت بصلة لأديان ومعتقدات الإرتريين في الماضى والحاضر والمستقبل . وأمام هذا الاستهداف والهجمة الشرسة من النظام لم يبق أمام رجال الدين إلا دعوة أتباعهم للدفاع عن معتقداتهم والحفاظ على استقلاليتها .

وخلاصة القول أن هذا النظام الذي ينتهك حرمة الأديان وحرياتها لا ينتظر منه صيانة الحقوق الأخرى  . من ثم نهيب بكل الغيورين من أبناء هذا الوطن العزيز التصدي لهذا النظام ونهجه الدكتاتوري بقوة وصلابة ، والعمل على زواله .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7085

نشرت بواسطة في فبراير 16 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010