نعم ستفرج

في وطني يختلف الناس على تسمية بلادهم فهي قبشة تريا وهي إريترا وهي علي تريا وهي وإرتريا ، مما قاد العالم بمنظماته المختلفة للخلط في التسمية وطريقة كتابتها في الكثير من الأحيان  وهو أمر يحز في نفس كل ارتري.

لكن كل هذا لا يهم إذا كانت تلك الدولة معروفة بحدودها وموقعها ، كما إن ما تفعله  تلك الدولة لناسها وجيرانها وللعالم الكبير هو ما يحدد أهميتها ومكانتها!!! مثلا هل تسعى تلك الدولة من أجل تحقيق الرخاء لسكانها ؟ وهل حدودها مفتوحة مع جيرانها ؟ وهل قدمت للحضارة الإنسانية إسهامات اقتصادية واجتماعية وسياسية ملموسة ؟

البعض في بلادي يخلط بين الدولة والنظام ، وبين البلاد والوطن ، والكثيرون من المواطنين يعتقدون أن القبيلة اكبر من الوطن ، والآخرون يرون في ارتريا نهاية العالم ،بل إن بعضنا تجاوز حد الإيمان بالنظام ألى حد الخلط بين الله والرئيس ، والأنكى من ذلك أن هناك من يعتقد جازما بان من يحكم العالم هو الثالوث المقدس والمكون من الجيش ومعسكرات التدريب العسكري ، ورغبات الرئيس!!!

في وطني ارتريا تمتلئ الصحيفة الوحيدة بصور الانجازات الاقتصادية ، في الوقت الذي لا يمتلك فيه القارئ قوت يومه !!!في وطني تلبس المرأة ثوب الحداد استعدادا للأخبار التي ستحملها لها الأيام والتي لن تتجاوز خبرا عن اعتقال أحد معارفها أو أقاربها ، أو خبرا عن وفاة صديقتها التي قبعت في مهاجع المستشفى مدة أسبوع كامل دون رعاية !!!

في وطني يحتاج الفرد إلى بطاقة تعريفية عديدة ،فهناك بطاقة العمل التي لن تفيدك إذا لم تكن تملك بطاقة أداء الخدمة الوطنية التي بدورها لن تفيدك إذا لم تكن تحمل بطاقة هاتف تتيح لك الاتصال بأهلك لتبليغهم بأنك موجود في السجن الجماعي بعد ((الكشة)) الكبيرة التي شملت كافة الفئات الاجتماعية .

في وطني المياه النظيفة ترف وحلم حرام ،لأنه لا يمثل تراثا وطنيا ، والمبرر هو أن الشعبية عندما كانت تقاتل وحيدة في الميدان لم يعرف مقاتلوها طعم المياه النظيفة !!! في وطني الإنسان /الطفل يملك حق الغناء للوطن على الرغم من وجود أبيه في السجن (( الوطني الكبير))،وأخيه في قائمة الشهداء الإجباريين …

في وطني ،العمل على دوامين شئ مريح جدا يمنعك من ممارسة الأحلام والتخطيط للمستقبل، فمن عمل الى عمل والراتب في آخر الشهر لا يساعدك على الابتسام …

في وطني يعرف الجميع بأن ما يعيشونه هو كابوس سيزول ولو بعد حين ، وهو الأمر الذي يخفف من المعاناة ، والقناعة الراسخة لدينا جميعا هي أنها ستفرج !!!

 ولتأكيد ما قلناه سنلتقي!!!

                      محمد صالح قبرو

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6871

نشرت بواسطة في مايو 12 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010