نكبة السيد/ كوكتيل

كانت صدمة لي,  عندما أدركت أن تعيين السيد / كوكتيل إلى منصب عام رفيع يشير الشك إلى مثل هذا الحد  من تساؤل,  فقد أزعج وجوده  العجلة المركزية وكثيرون من بيت الحكم واقترحوا عدد من الاقتراحات بما فيها مكانة السفير.

لاحظت هذه المفاجأة من الأحداث التي جرأت  في المؤتمر الثالث والذي عقد في نقفة,وخرج علينا المؤتمر بتجديد جميع أعضاء  الشعبية مكانتهم أما هو وجد نفسه معزولاً وتائه وسط الوظائف المحتكرة لتغرنية وحدها, كانت تلك   أولى الغدر هنئه فيها قرقيس والسيد/ ذي مهرت وتمازحت عليه القيادات على مرأى ومسمع من الناس وروية القصة في أيامها الأولى بصفته لم يعد يعني لهم شيئاً, وقد حققوا منه كل ما يريدونه.

 السيد/ كوكتيل أثير أكثر من علامة استفهام عندي, وكنت أعلم إنه سوف يتخلى عن منصبه قريباً وكان رئي صائباً,لأني كنت أعرف بأن هذه المناورات ظواهر معروفة ومكررة في الشعبية, ولكنني لم أدرك إنه سوف يأخذ هذا المقدار من الوقت,

 والملفت للنظر أولئك المكلفين بتلفيق التهم إليه ورفع التقرير عنه عجزوا تماماً في الحصول على مبرر واحد يثبت إنه غير مناسب للخدمة, تعرض السيد/ كوكتيل لتحقيق والإذلال والشائعات والمضايقات وباقي طويلاً يتردد على الأعضاء  النافذين في القيادة لأكثر من خمسة أعوام بشأن صلاحه للخدمة, وأخيراً بلغ المشهد ذروته الدرامية وقالوا له إنه يفتقر إلى المؤهلات اللازمة  لهذه المهمة, وغير متهم سياسياَ, وتنفس السعداء, ولم يجد مفراً غير قبول الأمر كما نزل.

كانت أضواءه متلألئة حينما كان في الجبهة , وفي خلفية صراعاتها كان يطلق أقوال لا يصدقها هو نفسه وأصبحت كل معطياته ومبادئه للغد الشيوعي المشرق, كان يعاني من سوء هضم عقلي وفلتان سياسي , غير دقيق  في نهجه بل كان موصولاً بالحسابات قرقيس وذي مهرت التي أجهزت على الجبهة ورتبت مصالح كبيرة لشعبية. كانت هذه أكثر أسباب ضعفه ووهنه, ومع ذلك فرضته القوى الخفية في شتى الصور والصحف بوصفه القائد الاشتراكي القوى في الجبهة  واحدي قواها الوطنية الأصيلة والمؤثر في وحدة الشعب الإرتري التي ظلت تناضل

 و تعمل بجانب الشعبية في جسم الجبهة. وقالوا بأن هذه القوى, هي الوحيدة التي ستغير مفهوم الوحدة الاندماجية في الساحة الإرترية في المستقبل.

وقد صدمني البعد الذي ذهبت به الشعبية في مدحها لسيد/كوكتيل ليساومها  بالجبهة على أساس وعواداتها الكذابة. ً وأبدي أسفي وألمي لما وصل  إليه حال السيد/ كوكتيل أنه أمر معيب  ومستغرب من سياسي مثله أن يتم التفريط بانجازات الجبهة ويعرض مصير الشعب الإرتري لنظام  أحادي طائفي شمولي ديكتاتوري .

وكل سياسي متتبع لأعمال المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية والذي سمي مؤتمر الوحدة بين الشعبية وجبهة التحرير إرتريا القيادة المركزية تشير إلى الخبث والمكر والدهاء السياسي.

واليكم بعد العبارات التي وردة في البيان تقول:” لقد ثبت لمؤتمر حقيقة مهمة في تاريخ نضالنا وهي ترسيخ دعائم  الوحدة الوطنية ووضع الأساس لبناء الوطن. وقد تحقق رجحان في هذه المرحلة كفة الخط الوطني  الديمقراطي وتصاعد مد القوى الوطنية الديمقراطية للثورة الإرترية.

 ووضع المؤتمر بصماته على تجربة جبهة التحرير الإرترية فتوضحت معالم القوى الوطنية في داخلها وبرزت بوضوح مع انحصار مواقع قوى التصفية وانعزالها وتمزقها. ويقول “لقد جاء تقارب  الجبهة الشعبية والقوى الوطنية التي خرجت  من داخل جبهة التحرير بعد أن أختارت القيادة المركزية خيارها الصحيح, فضاقت هوة الشقاق  وتبددت أجواء النفسية والشكوك وانعدام الثقة وتمخضت تجربة التقارب عن  وحدة تنظيمية حقيقية مبنية على الممارسة الديمقراطية وخيرية الإختيار السياسي ودون أي تدخل  خارجي أو وسيط. وكان أساسها الثقة المتبادلة ووحدة الرأي, واختتمت بهذا المؤتمر الوحدوي وخرجت بقرارات المرحلة المقبلة يدعو فيها الشعب الإرتري تصعيد النضال من أجل جمع الشمل الوطني وشدد على تصديه للخونة وأعداء الوحدة’ كما  وجه المؤتمر  نداءات  للإرتريين المضاللين في المجاميع الأخري ودعاهم للإبتعاد عن هذه الاطر الضيقة التي تتاجر باسمهم وتخدم الأغراض الأجنبية ومقاومة العناصر المعادية للوطن والوحدة والمشاركة في نضال شعبهم. وأخيراً أشاد المؤتمر  بنضالا ت الشعوب  الإثيوبية من أجل حقوقها ودعاها مقاومة مشروع التجنيد الإجباري الذي جعل  من أبنائها وقود لحروب الدرق العدوانية  وحث الجيش الإثيوبي للتمرد على النظام الذي يزيد يومياً من معاناة شعبهم.

 بهذه المغالطة إنجرف  السيد/ كوكتيل إلى الهاوية نحوى عصابة تتشبث بكل ما تجده من فرص أمامها لتبقى على القمة الحكم دون أن يشاركها أحد في شيء وهي عصابة لا تغير ولا تجدد

 إلا بمقدار ما يحفظ عليها مصالحها ويزيد من بقائها في الحكم.

 الشعبية لها حساباتها ولها عناصر مقبولة ومرفوضة, لا يمكن أن تتسامح معهم   كما حصل مع محمود دناي., ومحافظ أقليم الجنوب الشهيد / صالح إياي /والشهيد عثمان دندن الذي كان مهمش حتى توفى, ودنقس أري/ القيسي/ صالح حروي/ الأمين محمد علي( قراونيا),

رمضان محمد نور وكثيرون أحرقهم هذا النظام  سواء كانوا راضين أو مستفيدين أم طامعين أو مخدوعين, فالذي يظن أنه بهذه الموافقة والمنافقة استطاع أن ينجوا من مصائد الشعبية إنه واهم, أن إسياس وعصابته يتذكرون كل شيء سيئ ويعملون بذهنية الماضي الحاقدة. فالمواقف هي المواقف,لم يفطموا بعد خبث التفكير والإقصاء, والكيد, وخلخلة المجتمع الإرتري.

      بقلم/ متكل أبيت نالاي

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7449

نشرت بواسطة في يوليو 13 2007 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010