هذيان مواطن

بقلم : ابوحيوت

 

ها هو عام 2005 يلفظ انفاسه الاخيرة ويستعد للرحيل. وعادة ما تقوم الدول والمنظمات وكذلك اصحاب المحلات بتقييم وجرد ماعندهم لمعرفة المكسب والخسارة ورصد أهم الأحداث. وهذه محاولة لجرد ماعندنا، باجراء مقارنة لوضع النظام والمعارضة.

 

المعارضة

النظام فى اسمرا

 

محلك سر

غير مستقرة

الحالة السياسية      

معلم الله, يعنى بح

تحت الصفر

الحالة الاقتصادية  

مجتمع منقسم

ضياع القيم الموروثه

الجانب الاجتماعي 

سنة أولى

بضاعة محرمة

الديمقراطية

لم نتمكن من رصدها

أمراض وانعدام أدوية

الحالة الصحية     

لا يوجد

اعتماد على الإغاثة

الحالة المعيشية    

لا يوجد

تجهيل منظم

التعليم    

لامكان لهم، لأن المقاعد للكبار فقط، وهم ليس مستعدين للانتفاضة

ضائع بين نارين، بين نار السخرة في ساوا  وبين الموت في الصحارى والبحار

الشباب

نظريا نعم، لكن التطبيق  في علم الغيب

هو الإنسان له حقوق !!!                       الحقوق للحكام فقط

حقوق الإنسان    

حتى الآن لا توجد سجون لعدم وجود أرض للبناء

أكثر من المدارس والعيادات, فوق الأرض وتحت الأرض

السجون

لم تحدد الموقف بعد

تنهب وتباع

الأرض

بداية لا بأس بها

لم تصل إلينا

منظمات مجتمع مدني 

تتكاثر مثل الأميبيا

حقل الغام، ممنوع الاقتراب

التعددية

مؤجل حتى اشعار اخر

مزور  وفاسد

القضاء

خرج ولم يعد

بروباقندا  و فى خدمة الحاكم

الإعلام 

هذا كشف حساب عام ومن دون ارقام، ونعتذر لعدم ذكر الإنجازات واقول بلاش كشف المستور. هناك شريحة من الجسم الارترى رفضت اعطائنا البيانات لأنها تعيش خارج الجاذبية، والنظام ينوب عنها. هذه المجموعة تتكون من مؤيدي النظام الذين لا هم لهم سوى التصفيق ومتابعة أخبار توزيع الأراضي التي يبيعها عليهم من لا يملكها, والويل لهم عندما ينتفض أصحابها فيخسروا مالهم وربما حياتهم.

موضوع الارض: مطلوب من المعارضة تحديد موقفها بكل وضوح لأن هذا أمرٌ لا يتحمل الدبلوماسية أو القول بأن الزمن كفيل بحله. والتحديد هنا مهم لسببين: الأول و الأهم عندي، لحفظ حقوق أصحاب الأرض المغيبين والثاني حفظ أموال الناس التى ينهبها النظام ويحولها الى البنوك فى الخارج، لتنفعه فى اليوم الأسود. كان الله مع أصحاب الأرض حتى يأتيهم رجل من طراز المرحوم الأمين إدريس. وهاكم قصة هذا الرجل الوطنى الغيور، عندما كان مديرا لمديرية بركة، وبركة في تلك الأيام كانت أكبر مديرية في إرتريا وحدودها تبدأ من عدردي مرورا بالقاش حتى سيتيت جنوبا ونهر بركة شمالا وصولا الى الحدود السودانية.

لنعود الى القصة، حضر الى مكتب المرحوم الأمين فى مدينة أغردات، الكولنيل قبرى قال ومعه رسالة من أسفها ولدي ميكائيل رئيس السلطة التنفيذية أيام الحكم الفيدرالي، يطلب فيها بإعطاء حاملها أرضًا  فى القاش ” قاشا مريت” وهو نظام معمول به فى اثيوبيا، حيث كان يوزع هيلي سلاسي الإقطاعيات على العملاء  فى أراضي  الأرومو. فى تلك اللحظة لم يفكر المرحوم الأمين فى مركزه أو شخصه، بل انحاز لأصحاب الأرض، وقال لقبرى قال لا يوجد عندنا مثل هذا  النظام لتوزيع الأراضى وعليك العودة الى أسمرا.  بعد اصرار المرحوم الأمين على الرفض جاء قرار هيلى سلاسى بتقسيم بركة الى مديريتين، بركة والقاش، لتسهيل الأمر، بل وتم تعيين العميل قبري قال، مديرا للقاش، حتى يتصرف كما يحلو له.  وفى عهده ارتكبت مذبحة عد ابرهيم  كخطة لتفريغ الارض من أصحابها وتمليكها لجماعته ويبدو ان هذا السيناريو حى حتى بعد ان مات مهندسه وشبع موت.

ولان الرئيس حالة خاصة لابد من تخصيص كشف حساب خاص  لإنجازاته (فضائحه) وهي كثيرة ولكن نكتفى بذكر اهمها: 

 كسر زجاجات الخمر على رؤوس ندمائه وهذا تطور جديد بعد ان مل عادة اللكم والصفع والشتم. وأنا أتقدم بنصيحة لوجه الله إلى من ابتلاهم الله بملازمته وهى أن يطلبوا من الشركات التى تصدر الخمور الى إرتريا بتعبئتها فى قوارير من بلاستيك  لتخفيف أثر الضربات عليهم ويبعدوا حاجة اسمها زجاج/ قزاز من محيطهم، واذا رفضت الشركات هذا الاقتراح فهذا اقتراح بديل، وهو وضع الخوذ على رؤوسهم عندما يطلبهم الرئيس لجلسات الشرب واللهو والعربدة.

  قرار باطلاق سراح الصحفى داويت اسحاق خلال السهرة والعودة عنه عندما راحت السكرة. وفى هذه ورط معه السفير السويدى الذى أعلن النبأ على الملأ وهو منتشى بانجازه العظيم فى تخليص داويت من أنياب النظام البربرى. ولكن غاب عن السفير، أن نظام إسياس الهمجي لا يحترم الأعراف الدبلوماسية.

ولو كان السفير من سكان كرن زمان، لا أعرف كيف هى الآن لقال “بليس كرع إسياس” تماما مثلما كنا نفعل عندما نلعب لعبة الاشكلئ. وهذه لعبة المساكين لأنها لا تحتاج الى لباس أو معدات بل إلى ظل ورملة نظيفة وما أكثرها فى أيامنا تلك. ومن تكتيكات اللعبة أن تسبق من تلعب معه بكلمة ” بليس كرع ” قبل ان يسبقك هو ويقول “بليسا بي” وكان هذا القانون ملزم  لا فرار منه “موش زي قرارت الامم المتحدة”. لو كان السفير السويدى يعرف هذا،  لما تمكن إسياس من التراجع، ولكن الظاهر أن “الكرنيين” كانوا أكثر تقدما من السويديين في سن القوانين الرادعة لمثل هذه الحالات.

 طلب الرئيس إسياس من قوات الامم المتحدة لمراقبة الحدود بين ارتريا واثيوبيا بمغادرة البلاد خلال عشرة ايام, ولهذا القرار المجنون تفسير واحد ـ هو الحرب.  ماذا يريد نيرون زمانوا؟ إفناء الشعب الارتري، حتى تخلو الأرض ويأجرها  لمن يدفع الخلو والإيجار, هل لكم تفسير اخر اخوانى؟  

وقبل الختام أعرج الى المقابلة الأخيرة لإسياس مع الإعلام الإرترى…. لم أجد جديداً فى المقابلة لانها كانت اجتراراً و تكراراً لما قاله فى السابق عن النمو الاقتصادي والبنية التحتية وعن النظام فى اثيوبيا. وقد حمدت الله أن المقابلة كانت بالتقرينية، لا يسمعها غيرنا نحن وأهل تقراي لوجود مصطلح جديد لن يجد له جهابذة الترجمة مثيل له وهو قوله ” نحن لا نغسل رجل امريكا ” هو امريكا رجلها فين؟ فى سان دييغو على الحدود مع ميكسيكو ولاَّ في الحدود مع كندا !! أفيدوني، أفادكم الله.

أمر اخر لفت نظري في المقابلة هو بُعد المسافة بين الرئيس والصحفي، كيف تفسرون هذ ا؟ هل هو الخوف من اليد الطويلة أم ماذا ؟

هناك شيئ اخر حشره الصحفى بين الاسئلة للتخفيف على المستمعين وهو سؤاله عن هوايات الرئيس كالرسم والشعر، وكعادته أسهب فى الرد وهو يشرح هواياته. ألا تتسائلون معى اين يجد إسياس الوقت مع المشاكل المتلتلة الِّي عندنا ؟ التوقيع على الأوراق والمقابلات والسهر حتى الساعات الأولى من الفجر فى “شام روك” وغيره.  لأن هوايات مثل الرسم والشعر تحتاج الى هدوء البال ولكن ربما شِعر إسياس هو من فئة ” أوالديي كيدا عبدا لعلاي سماي دو ألوو ميدا” أوداتيى كيدوا عبدو……..” يعنى بالعربى المفتوح هيسوا  وفرفشوا ياولاد.

وأخيرًا إليكم هذا السر شرط ان لا تبوح به، يقال ان الحكومة الارترية بصدد منع دفن الموتى خوفا من أن لا يجد من يقومون بالحفر السجون الموزعة فى الساحة الإرترية من أيام الكفاح المسلح والتي لا توجد لها خرائط لأن من كانوا يعرفونها انتقلوا الى رحمة الله.

وفى الختام ارجو من القراء الأعزاء المعذرة لإضاعتي وقتهم مع هذيانى الثقيل.

وارجو ان يكون 2006 عام سلام وأمن واستقرار بعد رحيل إسياس وجماعته عن البلاد بدون تأشيرات العودة.

                   وعيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتـم بخيـر

                                         


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5981

نشرت بواسطة في ديسمبر 24 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010