هل تصدق يا وطنى العصفور يبكى؟

 صالح إبراهيم انجابا
الحوار المتمدن – العدد: 3437 – 2011 / 7 / 25
المحور: الادب والفن
راسلوا الكاتب-ة  مباشرة حول الموضوع     

شعر : صالح إبراهيم انجابا

يا وطنى المسلوب

ندرى انك مرعوب

مقهور

مكسور الجناح

وعلى لهيب النار مقطور

ورغم ذلك سوف نحكى  قصتنا

اتعلم يا وطنى

الأوباش

 ذبحونا

هجرونا

شتتونا

شرذمونا

اتعلم  ياوطنى

هاجرت كل النسور

تبعتها كل الطيور

خسارة والف خسارة

صمت رهيب

الأحرار فى السجون

فى القبور والجحور

التنقل فى حضنك وقلبك

 يحتاج الى تصريح مرور

نخاف من ظلنا

وحتى فى محراب دارنا

نخاف من الظهور

لا يوجد من يثور

فى عمقك يوجد من يحفر القبور

يحرق الأمل وحتى الزهور

ويعيث فساداً ويسترقى بدر البدور

الشريف مقتول

والتُهَم أنابيش ليست لها جذورو اصول

سعيد     إنتحر لأنه كان مخمور

وابرار     انتحر لأنه كان مصطول

وبنيامين     قتل مصدُوم  والصادِم مجهول

الشريفة      قتلت

لأنها لا تجيد المدح و ضرب الطبول

التراجيديا  قد تطول وتطول

هل تصدق يا وطنى

نحن فى زمنٍ

يبكى فيه

العصفور يشكى فيه

العصفور

و يحدثنا

انت صرت مرتع العسكر

يحدثنا اكثر

 واكثر

العسكر اخفوا الدقيق والسكر

والخبز صار يُطْمَر

ولونهم المفضل الأحمر

اه يا حسرتى

السافل صار عنتر

سرق الأحلام وللدماء هدر

نقض العهود وغدر

حتى السماء اضربت عن المطر

وطنى ما زال العصفور يحدثنا

يذكرنا بخيبتنا

واتراحنا

ويخبرنا

الجهلاء حكموا

والأتباع ثروا

السفهاء سموا

الشرفاء فى الظلمات  يهمهموا

وكلاب العسكرإرتقوا

 

اتعرف يا وطنى

حين تبكى

نحن نبكى

وحين تضحك

نحن نضحك

حين تمرح

نحن نفرح

حين تُجرح

نحن نُجرح

 

وطنى نحن نعلم انك تعانى

وسوف نخبر القاصى والدانى

ورغم ذلك سوف نسرد قصتنا

لأنك من يسمعنا

وعلى جبينك مطبوعة ملامحنا

قصتنا طويلة ومحبوكة

وتفاصيلها على دبابيس الأحزان مشبوكة

وعلى قالب الإنتكاسات مسبوكة

احلامنا طموحاتنا بفيروسات الإحباط مربُوكة

ربيع مُستقبلنا خطواته ثقيلة ومنهُوكة

وطنى سوف لا نواصل فى السرد

لأنك  لأول  مرة  تبكى

وتتوجع

ولأول مرةٍ نجمك فى سمائنا لم يسطع

يا وطنى كلنا فى الأعماق نغلى

وعلى ابواب طبول اذاننا الخوف يقرع

لا الجار ولا البعيد يدرى او يسمع

او لنجدتنا يهرع

وطنى اتعلم الجاهلية حاضرة

فى زمن الحاسوب والتلفاز والمذياع

اتعلم يا وطنى

فى حدود ك الغربية

شبابنا كالرقيق  يباع

وحرائِرنا فى صحراء التيه

تنتهك حرمتهم

و تتلقفهم عصابات

الهمج الرعاع

شبابنا على اشلائه

ترقص الضباع

وصاروا للأسماك

هدايا الضياع

وطنى قد شُرِدنا فى كل البقاع

انه الضياع ما بعده ضياع

قصتنا يا وطنى حزينة

ننتظر من ينقذنا

من يحس بالآمنا

ويقود السفينة

الى شاطئ الأمان

والسكينة

Rabira@live.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16513

نشرت بواسطة في يوليو 27 2011 في صفحة الشعر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010