هل نحن على استعداد ؟ من مكتب وزارة الدفاع

الحلقة السابعة

  17/09/2012 م

  فى الحلقة السادسة كنت ذكرت بأنه تم توجيه ستة كتائب خاصة تابعة لسلاح البحرية والفرقة التى تتكون من حوالى اربعة كتائب وسرايا الاستخبارات البحرية ووحدة الضفادع البشرية الى مرسى فاطمة .وذكرت ايضا بان القيادات العليا لسلاح البحرية ، كاريكارى وودى فتورارى تحركوا بالحوا مات الى هناك وعقدوا اجتماعات للقيادات الوسطى وأصدروا اليهم التعليمات لكى يقوموا بالاستعدادات اللازمة.وكنت نوهت الى الهدف من هذا التجمع هو   القيام بعملية توجيه ضربات مباغتة ضد ألعدو اى التسلل الى داخل اثيوبيا بالانطلاق من مواقع غير متوقعة .واستعدادا لهذا العملية  قامت القيادات الموكلة اليها هذه المهمة امثال ودى حليمة وقيادات الوحدات البحرية طيلة الشهور المادية بتحريك الوحدات الاستخباراتية الخاصة لجمع المعلومات والخرائط ليل نهار. ولكن هذه الخطة ايضل فشلت كما فشلت الخطط الاخرى وعادة الوحدات التى وصلت الى مرسى فاطمة الى المعسكرات التى اتت منها . والأسباب هى كثيرة ، ولكن السبب الاساسى هو انتشار الاراء التى تعارض الحرب فى اوساط الجيش عموما وكثرة اعداد اللذين يدعون الى عدم الدخول فى معارك لا فائدة منها إلا جلب الاخطار الى الوطن وإبادة الشعب.  واستمر الهروب الى الامام والخلف .وعليه رفع تقرير يؤكد فشل هذه الخطة بعدم وجود قوة يمكن الاعتماد عليها .  ووصلت تعليمات من الجهات العليا تأمر بالتخلى عن الفكرة .

 وكان من المقرر ان يتم تنفيذ هذه الخطة بالتنسيق مع خطة اتجاه  مرب سيتيت (الجبهة الغربية ) وبتوقيت مشترك .

فى مقابلة اجراها اسياس بمناسبة العمليات العسكرية للقوات الاثيوبية فى اتجاهات دنكاليا وعد تخلاى ومواقع اخرى قال ” نحن لا نتناول مأدبة غذاء جهزت لنا من قبل العدو ”  “نحن نعمل وفق برنامج ندعه بنفسنا ” وكثيرون هم من فسروا اقوال اسياس هذه ببراءة وقالوا انه لا يملك القدرة لخوض المعركة ، وقالوا ايضا انه لا يريد الدخول فى المعركة ، وهناك من قال بأن اسياس ينوى خوض المعركة فى الزمان والمكان الذى يحدده . ولكن من يعلم طبيعة اسياس الحقيقية قرأ الامور بعكس اقواله وتوقع من اسياس ان يقوم بعمل ما  ، وهذا هو الصحيح .

 كان القائد العام للقوات المسلحة اسياس طلب من ودى فرزون ( حرقوت فرزون ) امام قائد الجبهة الغربية شاينا ان يقوم بعمل تاريخى ، وتنفيذا لهذا المطلب قام ودى فرزون متهورا القيام بالاستعدادات والتعبئة لبدء المعركة بعد وصوله الى شلالو ، وقدم خططه هذا الى جنرال سبحت افريم وميجر جنرال فليبوس بطريقة عكسية من تحت الى الاعلى ، وردهم كان سريعا حيث تعجبوا من تصرفاته وقالوا له ، “لا توجد معارك نخوضها ، ومطلوب منك ان تقوم بتحسين دفاعاتك فقط وكما يحدده لك مسئولك المباشر شاينا” . وسأل  ودى فرزون وهو فى حالة من الذهول وقال “من قال هذا ” ؟ وميجر جنرال هيلى سامؤيل الذى علم سر سؤاله رد عليه بسؤال اخر محرج وقال له ” ممن تريد ان يأتيك الرد ؟ وهل لك مصدر اخر ؟” ولكن ودى فرزون الذى يفتخر بثقة سيده له ويحتقر الاخرين تجاهل سؤال شاينا ولزم الصمت . وبعد ذالك اجبر ودى فرزون على التقييد بتعليمات سبحت افريم وفليبوس وترك القيام بالتعبئة الهادفة الى الرد على شعار القائل “هل نحن على استعداد ” التى بدأها مع قادة الفصائل وما فوق  وأمر وحداته ان تتفرق فى بناء وتحسين دفاعاتها . وهنا من الطبيعى ان يرد سؤال عن الكيفية التى تمت بها القاء الخطة التى كان وراءها اسياس ومقرر لها ان تنطلق من دنكالية والجبهة الغربية ؟. والرد على هذا السؤال هو ،  ان الامور التى تنفذ فى هذه الفترة  ليست ما يقوله اسياس فقط بل بات يعرف ايضا بان هناك جهات اخرى لها تأثيرها فيما يدور وأبرزهم هو فليبوس وهو الذى قام بتقديم رأى معارض للخطة . وهذا ليس نابعا من كراهته للحرب بل هو ضد الدخول فى عمليات مفاجئة دون التأكد من امكانية الصمود فيها ولكى لا تكون اضرارها اكثر من فائدتها. وعليه يطالب :-

–          بضرورة الدراسة اولا ثم تعريف الجنود بأرض المعركة وتجهيز اسلحة حديثة للاستعمال .

–         يقول ” عندما ندخل المعركة يجب ان لا نتوقع الانتصار فقط بل يجب ايضا ان نعلم بأنه يمكن ان نضطر الى التراجع امام ضربات العدو .ويتطلب الاستعداد لمجابهة كافة الاحتمالات . ومن اجل هذا يتطلب بناء دفاعات قوية ب 360 درجة وتجهيز قوى احتياطية  وعليه المطلوب من كل الوحدات هو ليس فقط  ما تم انجازه فى سنة 1989 – 1999 بل احسن منه . ثم تكوين لجان مختارة تتولى مهمة تجهيز هذه  الدفاعات ” .

–         وقال ايضا ” ان ما يسمى القوة الاحتياطية بقيادة تخلى منجوس وودى ممهر تتطلب ترتيبها ترتيبا جيدا . وقال يجب الشعب المطلوب تسليحه اولا ان يتقن استعمال سلاحه ، ثم وضع خطة سرية تتحدد فيها عدد القوة ، ومواقع توزيعها ، وتخصيص مواقع لمعالجة الجرحى ، ومواقع التمويناتاللوجيستيكية لحمايتها من خطورة الاسلحة الثقيلة وطيران العدو الخ. فى ضواحى شلالو ومواقع اخرى .

وعندما قام ودى افريم بإضافات على اقتراحات فليبوس بطريقة متواضعة استشاط اسياس غضبا وقال له  “اين كنت قبل هذا حتى تقوم الان بإضافة ثقاب عود الكبريت في نار مشتعلة ؟  “هذا وبعد ان تقبل اسيا س رأى فليبوس الذى لا يمكن تجاوزه قام بزيارة سرية الى الجبهة الغربية ورجع بعد ان التقى هناك مع ودى فرزون وعنصر أخر واخطر لودى فرزون بان الخطة التى تحدثوا فيها تم تأجيلها لفترة غير محددة مع التأكيد بعدم التراجع عنها وحسه فى مواصلة برامج التجهيز لها مع التعبير عن امله بان يشاهده وهو يقوم بانجاز عمل تاريخى كبير فى هذه الجبهة المتعفنة حسب وصفه لها . وابلغه ايضا بأنه يحمل مسؤولية هذا الانجاز له اى لودى فرزون ولودى حسن وأمله كبير فى ذالك ، واخبره بان فى طريقه سوف يقابل ودى حسن . وهذا الامر تسرب من احدهم او الاثنين معا ووصل الى مسامع شاينا .وودى حسن هو بيرجيدر جنرال منكئيل هنس وهو مسئول فيلق رقم 26 المرابط فى ضواحى شامبقو ( بشوكا ، دمبى دورا ،دابا سمؤن ) .وعليه فان خطة اسياس مهما لم يتم تنفيذها بالسرعة المطلوبة نتيجة الاعتراض الذى واجهته ، هناك دلائل تشير بأن الخطة لازالت قائمة  وهى :-

1. كما هو مذكور فان ودى فرزون وودى حسن سوف يتولون مهمة تنفيذ هذه الخطة وفق توجيهات اسياس .
2. في الجبهة الغربية وفى منطقة ضيقة التى تمتد من قربت الى شامبقو تم فيها نشر اكثر من عشرة فيالق   وهى –  18 ، 21 ، 22 ، 23 ، 26 ، 28 ، 33 ،35 ،37 ،48 . وحتى الوحدة التى كانت تتولى مهمة الحراسة فى مشروع ذهب بيشا انضمت اليها .
3. جميع الوحدات قامت ببناء خنادق على طول محيط المنطقة وتقوم بمتابعة عملية تجهيز هذه الخنادق لجان تكونت من قيادات الفيالق ، ووفق التوجيهات انتهت فيها ايضا اعمال حفر القنوات ، وبناء غرف تحت الارض لقيادات الالوية والكتائب وأماكن للراحة فى فترة وجيزة جدا . ولهذا قطعت اشجار خور القاش وكانت حشدت جميع البولدزرات والاليات المختلفة لهذا الغرض . والدفاعات اى الخنادق اشبه بتلك التى كانت فى سنة 1989 – 1999  وما يميزها هو اضافة الخنادق المحيطة من الخلف لحماية الاتجاه الخلفى ، وسوف اوضح سبب تخوفهم من الاتجاه الخلفى لاحقا .
4. جميع الضباط والقادة العسكريين بما فيهم اسياس جنرال سبحت افريم ، ميجر جنرال فليبوس ، شاينا ،بيرجيدر جنرال ابراهالى كفلى، بيرجيدر جنرال ابراهام عندوم (عفان ) ، بيرجيدر جنرال تمسقن برهى وآخرين من عناصر الاستخبارات والهندسة والميكانيكا وقسم الخرائط والمعلومات من القيادة العليا والوسطى يقومون بزيارات ميدانية متتالية الى كل الجبهات وبصفة خاصة الجبهة الغربية .
   1. تم الانتهاء من عملية بناء عيادات ميدانية للوحدة التابعة للفيلق رقم 22 على مسافة 250 متر في الاتجاه الغربى بالقرب من شلالو بالإضافة الى موقع  المواد اللوجيستيكية .
   2. تم ابلاغ جميع الوحدات بمنع منح الاجازات والمطالب الاجتماعية .
   3. بالتزامن مع عملية بناء الخنادق وعيادات مؤقتة ومواقع ألتموينات المختلفة صدر تعليمات لإجراء التدريبات والتمارين العسكرية المختلفة فى جميع الجبهات .
   4. تم ابلاغ كل الوحدات بأنه سوف يتم تبديل الاسلحة التى بحوزتهم  ولكن رغم هذا الاعلان لم يتم  اى تبديل للسلاح . ولا توجد حتى الان معلومات تشير الى وجود اسلحة جديدة . ويعتقد بأن الهدف من هذه الدعاية هو لتهدئة الجهات التى تعتقد بأنه لا يمكن مجابهة العدو الذى يمتلك اسلحة متطورة بالأسلحة القديمة التى بحوزتهم . وهناك جهات من الحكومة تقول كان بجب الاستفادة من ذهب بيشا فى مجال تحسين اوضاع الشعب ولكن تم الاستفادة منه فى عملية شراء الاسلحة  ، لان الدفاع عن الوطن يحتل المرتبة الاولى . من جانب اخر تتساءل الجماهير عن حجم ومصير دخل بيشا ولكن لا توجد حتى الان اى معلومات رسمية عن كميتها وكيفية صرفها .
   5. والموضوع الثانى الذى يتم تداوله لخداع الجيش هو دعاية  النقود التى توزع للجنود . فى البداية كان يقال بأنهم سوف يوجهون مستحقات الجنود عبر البنوك التى يختارونها ،   وألان يقولون بأن التموينات العينية التى بداو فى صرفها والتى من المقرر ان تصرف اربعة مرات فى السنة  سوف تباع  ويحولونها الى النقود وترسل الى الجنود عبر البنوك التى يختارونها ! ويتساءل الجنود عن الهدف من نشر مثل هذا الامور فى الوقت الحالى . ويقولون اذا كان هذا الامر صحيحا لماذا لا يفيدونا بأرقام الحسابات التى يذكرونها ؟ ولهذا لا يرون اى فرق بين هذا الموضوع وما قيل لهم سابقا  ، ولا توجد جهة تصدق ذالك .وبسبب هذا الرفض فهم يجبرون الجنود ان يمضوا على ما يقال لهم قسرا .
   6. تسليح كل الشعب الارترى . ويشمل هذا كل العمال والوزراء ومؤسسات الحزب الحاكم هقدف وعمال المؤسسات الخاصة (حتى عاملات الفنادق والبارات ).ولم نسمع قبل هذا بمثل هذا الاسلوب المتبع في تسليح الشعب فى ارتريا فى اى بلد من بلدان العالم . وربما ارتريا هى اول دولة تبدءا بمثل هذا الاسلوب من التسليح .
   7. ان التحركات والتعليمات الصادرة فى الوقت الحالى من القيادات العليا الى الجيش هي امور تدعوا الى الاستعداد للحرب ، حيث يدعون الجميع ان يعملوا من اجل اعادة الارض المحتلة من قبل العدو . ولا شيئى يسمع غير هذه الدعوات والاستعدادات للحرب فأما التوقيت والكيفية فهذا شان يخص الحكومة .

صحيح ان الخطة المرتبطة بدنكالية والاتجاه الغربى جمدت بسبب الاعتراض عليها بحجة اهمية اجراء الاستعدادات الازمة او لخلق ارضية مؤتية لضمان نجاح الخطة ، وهذا طبعا لا يعنى انها القيت . وألان هناك ما يشير الى ان الامور تتواصل لكى تصل الى درجة تقديم الحجج المطلوبة للتأكد من عملية الاستعدادات الازمة للدخول قي تنفيذ تلك الخطة المرسومة . هذا ومهما يكن وقت اعلان الحرب ، بمعنى ان كان اليوم اوغدا فهذا لا يحدث اى تغير فى الامر . والعنصر الذى يلعب الدور الاساسى فى الحرب هو الجيش . اما ارادة المسئولين لا تتطابق مع الاحداث فى الارض وأشبه بسحابة متناثرة تتبدد عندما تزروها الرياح .

والوحدة التابعة لودى فرزون الفيلق رقم 22 والتى كانت فى احسن حال من حيث العدد بحكم تواجدها فى منطقة الوسطى  اليوم هى ايضا يضرب بها المثل فى الهروب بسبب تزايد نسبة الهاربين منها . وحتى الضباط او القادة فى  ادارات الفيلق والكتائب في هذه الوحدات لا يوجد لديهم الاستعداد للقتال وكل همهم يرتكز على تحسين اوضاعهم وأوضاع اسرهم فقط ولا لهم اى تفكير اخر .

خلاصة القول ان ما اريد ان اقوله وما يتطلب ان يعلمه  المتتبع لمكتوباتى هو ان العناصر الحكومية العليا وقيادات الجيش العليا هم اناس يحملون اراء متعارضة وغير منسجمين . فهم احيانا يتمنون السلام ، وأحيانا يحنون الى  الحرب ، ثم يريدون ان يعيشوا من خلال المناورات ، فهم فى تخبط مستمر اختلطت فيهم الامور ولا يعرفون الطريق الذى يسلكون .

هذا فا لننتظر جميعا لنرى مصير رحلتهم المبهمة .

          السلام والاستقرار لشعبنا ووطننا

الى اللقاء

بالنيكي

   تمت ترجمته من التجرينية الى العربية بواسطة

مكتب الاعلام والثقافة لجبهة الانقاذ الوطنى الارترية

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=26108