وأذنت ساعة الصفر , هل الحرب خيار محتمل ؟

10-نوفمبر  2006  

تركت وتيرة الأحداث المتسارعة في الأيام والأسابيع الماضية جملة من التكهنات والتساؤلات الحيرى على اذاهان المتابعين لها. هل ما يحدث الآن في الساحتين الارترية والاثيوبية هو من علامات ساعة الصفر؟ فقد شهدنا اقدام الحكومة الارترية ومن طرف واحد على تحسين العلاقات مع السودان! فهل هي خطوة جادة فعلا ترمي  الحكومة الارترية من خلالها ترميم ما عطب من هذه العلاقة منذ ما يقارب من 12 عاما أم هي محاولة لتأمين الظهر أو تأمين تدفق ” القرطوط ” عبر الحدود؟ أو وضع سياجا أمام الفارين من عذاب الاخدود؟

ثم تلى ذلك عملية الشد والجذب مع المنظمة الدولية وتحذيراتها المتكررة الى ارتريا واثيوبيا ودعوتها المتكررة لهما بضبط النفس وتحكيم العقل وعدم زج المنطقة في حرب خاسرة أخرى؟  لأن الحرب اذا تفجرت هذه المرة بواعثها ليست الحدود ولكن جملة اشياء أخرى تأتي على رأسها شحصية الرئيس الارتري ورئيس الوزراء الاثيوبي! لأن قضية الحدود انتهت بشهادة المجتمع الدولي وقرار المحمكة الدولية وهو حكم  أصبح وثيقة دولية ملزمة.  لا الاثيوبين ولا الارتريين يمكنهم الحيد أو التراجع عنه، عملية تنفيذ هذا الحكم قد تكون اليوم أو في اسبوع أو في غضون عشرة أعوام قادمة وهذا لا ينتقص من قدر الحكم الصادر بحق هذه المشكلة أى شيئ. فما هي مسببات الحرب هذه المرة ما هي أجندتها الخفية؟ هل الحرب الخيار الوحيد للخروج من الوضع القائم؟ أم ان هنالك خيارات أخرى لم تستنفذ بعد؟

وفي تتابع مثير شهد العالم احداث عنف دامية في شوارع العاصمة الاثيوبية أديس أبابا خرج فيها انصار المعارضة في تحد واضح لسلطات ملس زيناوي فهل هو صراع سياسي ضمن العملية الديمقراطية أم هو صراع اثني قومي تضخم تحت جلد هذه الديمقراطية الا انفجر في الاسابيع الماضية؟

وأخيرا التساؤل الأخير ما دور الاسرة الدولية لمايحدث الآن في ارتريا واثيوبيا وما يمكن ان يتمخض عنه من حرب مؤسفة فيما بعد؟

ومع تكاثر الاسئلة أصبحت هنالك أكثر من اجابة وأكثر من تأويل وتفسير للاحداث؟ فاذا كانت الحرب  قائمة لا محالة فما هي الدوافع والاسباب الحقيقية لقيامها هذه المرة؟ ومهما كانت تلك الاسباب وتلك الدوافع فنحن نرى تحت الرماد جماجم قتلى وتهجير قرى وتهدم بنى تحتية سيحتاج الشعبين الى وقت أطول للخروج منها.

 

التطورات الأخيرة في اثيوبيا:

 

مظاهرات عارمة من جماهير المعارضة الاثيوبية نزلت الى الشارع متهمة الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات والتلاعب في نتائجها. وقد يكون ذلك صحيحا الى نسبة ما، لكن هل هذا هو الدافع الوحيد لهذه الاحداث الدامية التي سقط ضحيتها عدد من القتلى والجرحى ومازال فتيلها لم يخمد بعد.النظم الديمقراطية مليئة بكثير من الثغرات التي يحاول كل من الحاكم والمحكوم استغلالها، ومالم يحمها نظام قضائي قوي وعادل ومستقل، وسياج قانوني واضح يفصل بين سلطاته التنفيذية والشرعية والقضائية، فانها قابلة للانتكاس. فالمعارضة الاثيوبية آمنت بالعملية  الديمقراطية ودخلت في شراكة مع النظام في هذه الديمقراطية، ولما كانت هذه الديمقراطية لم تبلغ سن الرشد بعد في مجتمع كان  يمارس طقوس الركوع والسجود للاباطرة بكل اشكالهم وألوانهم! فان هذا يعني قابليتها للانتكاس عند أول اختبار، وقضايا الغش والتزوير يمكن ان تحدث حتى في الديمقراطيات القديمة التي تجاوز اعمارها الخمسمائة عام وذات الجذور التأريخية القديمة، ولكن هنالك أليات ومرجعيات قانونية يتم من خلالها تصحيح كل الانحرافات وأرجاع العملية الى مسارها الطبيعي والصحيح. فاذا  كانت  هذه الآليات متوفرة في الديمقراطية الاثيوبية فما حدث من حرب الشوارع لا مبرر له ولا القوة الرادعة والقتل والسحل المستخدم من قبل السلطة لا مبرر له من قبل سلطة تدعي انها سلطة ديمقراطية وتتمشدق بحماية حقوق الانسان!

 

 

رغم حداثة التجربة الديمقراطية في اثيوبيا الا انها تعتبر  تجربة جيدة ومثالا جيدا لديمقراطية الجنرلات والنظم الشمولية ذات الحزب الواحد كما هو في ارتريا. ومن المؤكد ان المرجعيات القانونية والقضائية لاصلاح المسيرة الديمقراطية متوفرة وان كنا لاندري الى اى مدى انها مستقلة، وبناءا عليه فما يحدث الآن في اثيوبيا هو عبارة عن ثورة القوميات الأخرى وعلى رأسها الأمهرا والأرومو على قومية التجراى الحاكمة. وان الصراع أخذ الطابع الاثني منه الى الصراع السياسي ضمن العملية الديمقراطية وان تحالف القوى المعارضة يسعى الى اسقاط النظام  وتغيره، كما ان النظام بدوره لا يرى في هذا الصراع صراعا سياسيا تمارسه احزابا معارضة له ومشاركة لسقف البرلمان بقدرما يراه صراعا اثنيا ومحاولة من قبل هذه القوميات للكيد له؟ حتى ان رئيس الوزراء صرح لصحيفة ااثيوبية قبيل الانتخابات الاولى ان هذه السلطة اتت بالدماء ولا تعتقدو اننا سنفرط فيها بسهولة! اذن فالصراع ليس صراعا سياسيا في الاطار الديمقراطي ولكن صراع قومي اثني يرى في القومية الحاكمة عدم أهليتها وأحقيتها في حكم البلاد. فاذا تطور هذه الغليان وفلتت الأمور من يد السلطة وحدث تحدي حقيقي للسلطة فالى أى ساحل ستشحن السلطة حقائبها؟!

 

 

نشأت الحركة  الثورية التجراوية سياسيا وعسكريا في داخل ارتريا وتطورت وتفتحت أحداقها وهي في حضن الثورة الارترية. وقد ساعد وجود عوامل ثقافية وجغرافية في تمتين هذه العلاقة حتى أخذت بعدا استراتيجيا لهذا كان التجراويون يرون في ارتريا الحليف الاستراتيجي الذي لا غنى عنه وضرورة لازمة لانتصارهم ، وهم الذين يقولون أنهم دفعو 30 ألف شهيد لطرد جبهة التحرير الارترية والدفاع عن مدينة نقفة المحاصرة في الثمانينات؟.

كما ان هذه  الحركة التي تتربع الان على سدة الحكم منذ نشأتها وحتى في مراحل متقدمة من تطورها كانت أهدافها المعلنة تحرير تجراى وليس تحرير اثيوبيا ولكن في المراحل الأخيرة من انهيار النظام الأثيوبي السابق ، تم اقناعها من قبل حلفائها في الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بأن توجه بوصلتها الى اثيوبيا الكبرى وليس اقليم تجراى فقط! ولهذا حدث انحراف في مسار الأهداف ليتسلموا بذلك مقاليد الحكم في اثيوبيا وليحكمو شعب قوامه 77 مليونا من البشر  تتشعب مشاربهم الثقافية والأثنية واللغوية والدينيةمما شكل تحدي كبير لهم تعثرو كثيرا في ادارة دفته خلال العشرة سنوات الماضية وبمساعدة أفراد الأمن الارتري؟

فياترى ماذا سيحدث اذا تطورت أحداث الشغب الأخيرة متشبعة بدوافعها الأثنية الى ثورة شعبية متكاملة للاطاحة بالنظام وديمقراطية المترهلة؟ فالحليف السابق فهم في حالة لا حرب- ولا سلم معه؟ فاذا تطورت الاحداث الأخيرة الى ثورة شاملة ضدهم من القوميات الأخرى فبالطبع سيحاولون الحفاظ على هدفهم الذي قاتلوا من أجله وحلمهم الأول والأخير – دولة تجراى المستقلة – ولتحقيق ذلك الحلم سيحتاجون الى حليف استراتيجي يثقون فيه ويأتمنونه على ظهرهم. فالسودان خارج الصورة الا فيما يخص الدعم اللوجيستي وتوفير المعابر للالتفاف حول نقاط معينة أما حليف استراتيجي متكامل فلا نظن وخاصة وفي اذهاننا معسكر ” تواوا”  المغلق بضواحي القضارف. لهذا اذا تمت الاطاحة بالنظام او تنازل وأراد الاحتفاظ بالتجراى أو حتى تمترس فيها وأعلنها دولة مستقلة، فسيحتاج النظام للآرض التي شهدت نشأته العسكرية وتطوره السياسي والتي يعرفها ويعرف معابرها وموارد مياهها وهذا غير ممكن  في ظل نظام أفورقي.

فاذا دخل ملس الحرب سيدخلها من أجل تأمين ظهره وحماية حلم شعبه في دولة مستقلة، وقد انتظر ملس كثيرا في ان تفعل المعارضة الارترية شيئا ولكن يبدو ان المعارضة مشغولة بترتيب بيتها الخارجي أكثر مما هي مشغولة باسقاط النظام. لهذا فاما أن يبدأ بعملية ترسيم الحدود وفق قرار المحكمة فليس هنالك ما يمكن مناقشته بخصوص هذه المسألة ويحاول تطبيع علاقاته مع النظام وكسب حليفه السابق عدوه الحالي. أما خياره الثاني هو خوض الحرب والاطاحة بالنظام الارتري والاتيان بنظام ارتري آخر يحمي ظهره ويعيد اليه بعضا من ماء الوجه. فهذا هو الدافع الوحيد لخوض الحرب بالنسبة للاثيوبين وليست الحدود المفترى عليها!.

ارتريا وخيار الحرب:

 

ان تنامي المعارضة الارترية الشعبي منها والمنظم المنضوي تحت اطارالتحالف في الاعوام الماضية وطرقها لكثير من المنابر الدولية وكشف جرائم النظام المستمرة ضد شعبنا وتحيد الكثيرين من حلفاء النظام وتجفيف كثير من مصادر دعم النظام واحجام الارترين في المهجر من دفع الاتاواة وارسال العملة الصعبة جعل النظام الارتري يمر بازمة اقتصادية خانقة ادت الى مجاعة حقيقية واعتماد الشعب الى مساعدات المنظمات الغير الحكومية ومنظمات الامم المتحدة العاملة في الاغاثة والتغذية. كما ان حالات التذمر والغليان  الشعبي الذي بدأ يأخذ في بعض الأحيان صورة علنية ومكشوفة واصبحت قوات أمن النظام في مواجهات يومية مع الشعب تحت حجج متعددة تأتي على رأسها اضطهاد الأباء والآمهات بتهمة هروب ابنائهم من ما يسمى بالخدمة الوطنية، هذا بالاضافة الى اعقالات النشطاء والعائدين من السودان والقادمون من الخارج وتحويل البلاد الى سجن كبير، مما أدى الى هروب العديد من اعضاء الخدمة الوطنية والعسكر عبر الحدود الى كل من اثيوبيا والسودان.

 

 

كما اننا نتوقع ان تشهد ارتريا تغيرات كثيرة منها تغيرات وزارية ووجوه جديدة تلائم المرحلة والتخلص من كثيرين يحتلون مواقع متقدمة، ومن المتوقع ان يدفع اسياس بالكثيرين من تلامذته الى المقدمة. لهذا لم يتم الاعلان عن وزير للخارجية بعد  مقتل على سيد ، ومازالت الوزارة تدار كما من قبل من المدعو يمانى قبرآب والذي كان كان قد اصدر دون علم علي سيد قرارا دعوة افراد طاقم بعض السفارات منها استراليا ومصر والسعودية وبعض البلدان الاروبية، ويتنافس على مقعد الوزير كل من محمود عمر مسؤول دائرة الشرق الأوسط، ومسؤول دائرة كندا وأمريكا.

 

 

كما ان الجيش اصبح تسيطر عليه مجموعة الضباط المنحدرة من حماسين – كارنيشم ، مثل جنرال وجو (مواليد طهدقا) بعض اقصاء مجموعة حماسين –عنسبا الذي ينحدر منهم بطروس سلمون وغيره، ورغم ان ان المجموعة الكبيرة من الضباط هم من ابناء اكلى قوزاى و سراى الا انهم ممنوعون من دخول اسمرا وبعض المدن الاستراتيجية وكما ان هنالك مجموعة من الضباط شبه متقاعدين في داخل اسمرا وتحت المراقبة المستمرة يأتي على رأسهم عثمان صالح قائد معركة عصب في الحرب الثالثة،

 فاذا كانت هذه حالةالجيش الداخلية فهل التلويح بالحرب لدى الارتريين هو اعتقاد منهم بان ذلك سوف يعجل بوفود العالم الى اسمرا لحل المشكل وحمل الاثيوبين على التعجيل بترسيم الحدود؟ أم هذا يأني ضمن هرطقة الرئيس عند اشتداد الحمى الدماغيةعليه   مثل حديثه السابق عن شروق الشمس وغروبهما والشهب والمجرات. فاذا كانت الحرب قائمة فانها ستقوم لاسباب غير الحدود للارتريين فهم يتابعون مايجري في واشنطن وبعض الدول الاروبية التي فقد النظام بريقه بالنسبة لها وان خسائره أصبحت  لا تحصى و لاتعد وان جرائمه في الداخل لا يمكن اغفالها فرائحتها اصبحت تزكم الانوف. كما النظام لديه احساس بان المجتمع الدولي اعطى الاشارة الخضراء للتخلص منه والا فان هنالك اليات عبر مجلس الأمن يمكن من خلالها ضبط الانفلات الأمني الحادث وارجاع كل طرف الى خطه الأخضر، فلم نسمع عن عقوبات اقتصادية أو عسكرية أو التهديد بهما من المنظمة الدولية وكأن لسانهم يقول نتمنى ان يفعلها المجنون ويطلق الطلقةالأولى، فعملية حفظ السلام أصبحت تكلف المجتمع الدولي ملايين الدولارات وذلك حتى قبل اتمام الترسيم واخلاء المنطقة من الألغام فهل فعلا المجتمع الدولي يود التخلص من النظام المتعفن في ارتريا نعتقد نعم! والا لرأينا دبلوماسية نشطة واجراءات قانونية وعقوبات  واجتماع مجلس أمن..الخ

كما ان الولايات المتحدة والحلفاء الغربين يرون في اثيوبيا حليفهم الاستراتيجي في الشرق الافريقي كما ان علاقة الغرب واثيوبيا حتى وان تعدد حكامها ظلت كما هي وان لاثيوبيا حلفاء في مواقع القرار الامريكي مثل سوزان رايس وغيرها حتى تهافت ارتريا ووضع اسمها في قائمة الحلفاء الراغبين لمحاربة الارهاب لم يعطها اى مكانة، فقد تم رفع اسمها منه وقد دفعت ارتريا في العام الماضي 600.000 ألف دولار امريكي لشركة لوبي امريكي بمعدل 0.000 5ألف في الشهر، لارجاع اسمها الى القائمة وتحسين صورتها لدى اصحاب القرار الامريكي وقد كلفت الشركت عاملين في مكتب العلاقات الخارجية في الكونجرس للقيام بالمهمة وقد فشلا فيها فشلا ذريعا . بينما بعض تنظيمات المعارضة من تحقيق ما فشلت فيه الدبوماسية الارترية ودولاراتها بتحركهم بسهولة في أروقة مواقع القرار الامريكي لمعرفتهم بها.

وتتعنت الحكومة بانها لا تريد الجلوس للحوار حول تنفيذ الحكم ، بينما يدفع الغرب والمنظمة الدولية في هذا الاتجاه، فما الذي يمكن خسرانه بالحوار وما الذي يمكن كسبه بالحوار؟  نر ى ان اعلان الاثيوبين للحوار كشرط  هو لكسب الوقت ليس الا وهو ذكاء يحسب لهم لمعرفتهم لنفسيات النظام الارتري الذي رفض دعوة الحوار، فالحوار لا يعني التنازل ويمكن للنظام الارتري ان يجلس مع الاثيوبين على مائدة الحوار لتجنب الحرب وذلك لا ينتقص من قدره شيئ بشرط الا يتنازل عن سيادة ولا يفرط في شبر. فاذا بدأت الحرب فانه لامحالة جالس على نفس المائدة.

أما الجذور التأريخية التي تربطه مع مجموعة التجراى الحاكمة في اثيوبيا فيجب ان يعرفها الشعب الارتري والى اى مدى تورط النظام معهم في السابق وبماذا وعدهم وماذا اعطاهم فنحن لانسمعه يتحدث عن قرى نرى ارتريتها مثل : عدي هقرا، عد نبري، عدذ دعرو، شيكا ماى طيل، شلكلكا وكان في بعضها توجد سرايا لجيش التحرير الارتري في السابق.

فانظام الارتري يطمح من دخوله الحرب الى هرع المجتمع الدولي والمباشرة بترسيم الحدود واجبار اثيوبيا لقبوله ولكن ” سياسة الكيتن” لا موقع لها في السياسة الدولية. واذا لم يتم التعقل واتباع طرق دبلوماسية في حل الاشكال اذا كان الحدود فهناك قرار صادر بحقه ولا يحتاج للحرب.

أما قبل حدوث الحرب فعلى النظام الارتري اذا اراد وقوف الشعب الارتري معه فهليه باطلاق جميع السجناء السياسين واطلاق اباء وامهات الشباب والمعلمين والصحفين وجميع الناشطين الذين زج بهم في المعتقلات بسبب أو بغيره والبدء في  اصلاحات سياسية ودستورية، وبدأ المصالحة الوطنية. أما اذا دخل الحرب وهو في هذه الحالة وجاءت الحرب عكس ما يتوقع ، فجحور الساحل ستكون بالايجار هذه المرة فهم ناقمون عليه!

 

العلاقة السودانية الارترية:

 

وضمن نفس المسعى ولتأمين الجبهة الغربية بعث النظام بكل من محمد عمر محمود وعبد الله جابر الى السودان وهو  مسؤل مع المدعو الامين محمد سعيد عن ملف المعارضة السودانية وقائدى المعارك الدبلوماسية مع السودان ، وهما اللذان حضرا مؤتمر لحزب سوداني معارض داخل الاراض السودانية استهازاءا بسيادة السودان، فكيف يمكن لمثل هؤلاء ترميم هذه العلاقة؟

نشأة الحركة الشعبية السودانية في اثيوبيا وأوغندا ولا نظن انها يمكن أن تعتبر ارتريا صديقا استراتيجيا فمنذ حركة انانيا الأولى كانت اثيوبيا تمثل ملاذهم وخلفيتهم وكانو يتلقون الدعم المادي والمعنوي مها وذلك بتأثير من الكنائس العالمية.

عند دخول السودان معادلة االارهاب الدولي أو تصنيفه من فبل الغرب بصفات الايواء والدعم والهجوم الصاروخي على مصنع الشفا رأت بعض الدوائر الغربية فتح جبهة شرقية للحركة الشعبية عن طريق ارتريا خاصة وان ” جيوش ” الاحزاب الأخرى لم تكن لهم اية فعالية فتم احضار كتاءب من الجيش الشعبي لتحرير السودان جوا الى ارتريا وفعلا تم فتح الجبهة الشرقية حيث تمكنوا من الهجوم على كسلا ومواطنيها العزل وهددو بعض المناطق الأخرى ، ولكن هذا الجيش لم يكن منسجما في مواقعه القريبة من هيكوتا. فاذا قدر للعملية السياسية الجارية الآن في السودان ان تفشل فالجيش الشعبي لتحرير السودان سوف يفضل ” قابيلا ” على ” هيكوتا ” وان العلاقة المرحلية مع النظام الارتري تنتهي هنا!

فالغرض الحقيقي لكسب ود السودان في هذه المرحلة هو الحرب المتوقعة مع اثيوبيا والتي يمكن ان تحدث بين ديسمبر و فبراير ( قبل موسم الامطار وامتلاء نهر تكزى بالماء) ولضمان عدم التفاف الجيش الايثوبى عبر القلابات والحمرة على الارتريين ولمنع الفارين من الجيش واعادتهم اليها ,لضمان الخروج من الأزمة الخانقة في الحبوب الغذائية والدقيق التي يمكن الحصول عليها عبر السودان. أما رأى السودان في النظام الذي عمل بدأب للنيل من سيادته واسقاط حكومته فان رأيه فيه لا يختلف عن بقية العالم فذهاب النظام الارتري  للسودانيين أفضل  ألف مرة من بقائه صديقا  آنيا لهم، وسوف تتفجر بوادر الأزمة عند مناقشة االعلاقة السودانية الاثيوبية وهي علاقة يتفق حولها الجنوبين والشمالين.

أما عن زيارة الترابي الى ارتريا فليست ذات أهمية، لأن فاقد الشيئ لا يعطيه، فالشيخ الترابي معروف عنه في الخروج عن المألوف فهو الذي انقلب على الأخوان المسلمين وأسس جبهة الميثاق وهو الذي تحالف مع النميري وهو الذي في سبيل الوصول الى السلطة قام بوأد التجربة الديمقراطية التي أتت علىأكتاف انتفاضة ابريل المباركة بتآمره مع العسكر ثم حاول ضرب حلفائه من العسكر عندما طلب السلطة خالصة له، وفيهم كوادره ، ثم دوره في اشعال فتنة دارفور فالشيخ باحث سلطة وزاهد فيها. ونتمنى انه وشوش في اذنه رفيقه اسياس عملا بقول من رأى منكم منكرا فليغره بلسانه؟

 

فرجت

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5625

نشرت بواسطة في نوفمبر 10 2005 في صفحة كلمة التحرير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010