وتعالت الهتافات ورفرفت الأعلام الزرقاء فى سماء بروكسل

غدا سنهزم الاحزان

ونزرع الفرح الوان

ونودع حياة الذلّ والهوان  

(مقطع من قصيدة القيت في المظاهرة)

تقرير- عمر ليلش

بروكسل 27-05-2011

فى فجر الجمعة 27 من مايو؛ تحرّك شرفاء ارتريا من كل دار وبيت وشارع و “زنقة” فى هولندا والمانيا والنرويج وبلجيكا وفرنسا والتقوا حيث  نقطة اللقاء فى بروكسل حاملين رايات ارتريا الزرقاء التى يتوسطها غصن زيتونٍ اخضر، ورايات البلاد الأوروبية القادمون منها، و كان البعض  يحمل اعلام “هقدف” ذات الألوان المتعددة التى يتوسطها غصن زيتونٍ مصفر اللون ميتا من الجفاف.  وهذه كانت اول ملاحظة احد المشاركين الذى بدأ معلقا فى الحدث والصوره ونحن مازلنا على متن الحافلة فى بروكسل قائلاَ: من المعروف ان الوسط يرمز فى كثير من الأحيان الى القلب، فيقال لك مثلا قلب المدينة ،  وان يختار “هقدف” ان يكون قلب و وسط علمه غصن زيتون اصفر اللون، اى غصن  مات مصفرا من الجفاف…. لدليل على ان دكتاتور ارتريا “اسياس” وزبانيته ، اكدوا تنفيذ شعار وراية الموت لأرتريا وشعبها …. نعم  هكذا يقولون وذلك ما يمارسونه… حيث ينفذون شعارات:

 الموت الموت لكل شئ فى ارتريا …. نعم ينادون بضرورة موت الضمير وموت الحرية والديمقراطية،

 وفوق كل هذا وذاك يرفعون شعار:

 الموت للأنسان الأرترى وكرامته…

 الموت  للأرترى  وانسانيتة …

 الموت للأرترى  وعزته

 ….الموت للأرترى  وشرفه وكبريائه،

 وياليته ان يكون موتا مريحا ، بل موت بطيئ يبدأ بأصفرار اللون جفافا بفعل ممارسة سياسة التعذيب والتجويع والترهيب ومن ثم القتل. من هنا تظهر المفارقات.

حيث “أسياس” وعصابته يرفعون بل ينفذون على ارض الواقع  شعارات الموت للغصن الأخضر والموت لكل ماهو ارترى حى واخضر، بينما تعالت هتافات المتظاهريين الشرفاء فى سماء بروكسل منادية بديمومة الحياة الحرة الكريمة لأرتريا وشعبها، … نعم تعالت مناديةً ومطالبةً برحيل سرطان الموت الذى يريد الموت لأرتريا وشعبها ….. نعم رددت ونادت الجماهير فى هتفاتها  بموت سرطان الموت الذى اسمه ” اسياس”.

 نعم  هتف المتظاهرون باصوات عالية وبالللغات والألسن الأرترية المختلفة  امام مقر الأتحاد الأوروبى  فى بروكسل مطالبين برحيل سرطان الموت الذى يفتك بالبلاد والعباد منذ عشرون عاما  وحتى لحظتنا هذه.

نعم هتفت الجماهيرالأرترية فى بروكسل مطالبة برحيل سرطان الموت وكان هتافها يتزامن مع  هتفافات كل التواقيين للحرية والأنعتاق من الديكتاتورية فى شتى شوارع وزنقات  بقاع  العالم  … هتافات فى ليبيا، و اليمن وغيرها في دول اخرى كانت تعلو فيها اصوات الهتافات التى تطالب برحيل كل ديكتاتور ….. فكل كان يهتف برحيل ديكتاتوره ، والجماهير هنا هتفت بأعلى صوت مطالبة برحيل ديكتاتورها “اسياس”  عبر رسالة موجهة له قالت فيها:

” جاك الدور … جاك الدور يا اسياس يا دكتاتور”

“يا سياس يا خائن الشعب الأرترى مش نايم”

” يا اسياس يا لقيط عن المبادئ لن نحيد”

” الموت الموت للجبناء”

“الموت الموت للعملاء”

“الحرية للسجناء”

“المجد المجد للشرفاء”

“الخلود الخلود للشهداء”

“لن نرتاح لن نرتاح حتى يرحل السفاح”

وردد المتظاهرون الكثير والكثير من الشعارات المطالبة برحيل الدكتاتور.

ومن المفارقات ايضا ان يتظاهر المتظاهرون اليوم الجمعة الموافق 27 مايو مطاليبين فى الحصول على ابسط الحقوق الأنسانية المتمثلة فى حياة حرة كريمة والتخلص من سلوك القهر و الظلم والأهانة التى كان يمارسها الأستعمار الاثيوبي بحق شعبنا آنذاك ، فى الوقت الذى ينبغى ان نحتفل فيه من تحررنا من تلك الممارسات، وخاصة كنا نحتفل قبل ثلاث ايام فقط مضت بالذكرى العشرين على تحرير التراب الوطنى من المستعمر الأثيوبى الغاشم. وانه فعلا  من المفارقات ان نطالب وبعد عشرون عاما بمطالب كنا قد خوضنا من اجلها حرب ضروس ولمدة اكثر من ثلاثين عاما دفعنا فيها الغالى والنفيس.

واكد المتظاهرون عبرشعاراتهم التى هتفوا بها، ان ساعة رحيل النظام الدكتاتورى الى مذبلة التاريخ قد اقتربت ولاسيما ان المظاهرة اكدت لنا ومن جديد ان نظام اسياس قد انتهى ، حيث توجت المظاهرة بمشاركة عدد كبير من الطلاب و الشباب الهارب لتوه من معسكرات ساوا، بالأضافة الى مشاركة  العديد من الذين كانوا محسوبين على النظام الديكتاتورى، بل ومن اشد المدافعين عنه حتى لوقت ليس ببعيد. فكان اولئك اكثر حماسة وتفاعلا فى ترديد الشعارات المطالبة بالرحيل الفورى للنظام. كما كان ايضا لحضور كل من بعض العناصر القيادية التنفيذية للتنظيمات والأحزاب المكونة  لمظلة التحالف الوطنى الديمقراطى وعلى رأسهم الدكتور المناضل/  يوسف برهانو – عضو اللجنة التنفيذية ورئيس مكتب العلاقات الخارجية لجبهة الأنقاذ الوطنى ،  والسيد المناضل/ امَّها – رئيس المفوضية الارترية الوطنية للتغيير الديمقراطي ،  بالأضافة الى بعض اعضاء لجنة المفوضية الأرترية وكثير من الأعضاء  الذين كانوا قد شاركوا فى ملتقى الحوار الوطنى الذى انعقد فى صيف العام الماضى فى اديس ابابا ، دور ايجابى فى انجاح فعاليات هذه المظاهرة.

المعطيات المذكورة اعلاه والتى سأذكرها ادناه  تجعلنى ان امتلك الجرأة لأن اطلق على هذه المظاهرة تسمية مهرجان جماهيرى ارترى رائع نسبة لما تخللته فعاليات المظاهرة من القاء كلمات وقصائد شعرية عديدة  باللغتين العربية والتغرنية وخاصة الأثر والأحساس الوطنى الكبير الذى خيم على المتظاهرين اثر انشاد النشيد الوطنى لذكرى الشهداء الذى انشده  وتغنى به كل الحضور بجانب الهتافات الحماسية الوطنية المطالبة برحيل رأس النظام الديكتاتورى وزبانيته وعصاباته . واثناء  سيرتلك الفعاليات سلَّم ممثلون للمتظاهريين، مذكرة تحتوى على اسباب مطلبنا الوحيد وهو رحيل النظام الأرترى لمفوضية الأتحاد الأوروبى . وتعهدت المفوضية عند استلامها للمذكرة بأنها ستأخذ مطلبنا مآخذ الجد . وخاصة ان ممارسات النظام الدكتاتوري لم تكن لتخفى على احد وان مفوضية دول الأتحاد الأوروبى على دراية بأن الوضع السياسى والأقتصادى فى ارتريا لا يحتمل التأجيل. كما شكر ممثل المفوضية الأوربية المتظاهرون على الأسلوب الحضارى الذى رفعوا به سقف مطالبهم التى تتمثل فى الرحيل الفورى لنظام ارتريا الدكتاتورى الذى اعتلى على صدور الشعب الأرترى لمدة عشرين عاما عجِاف.

وانتهت فعاليات المظاهرة بإقامة ورشة عمل دارَ فيها نقاش وحوار ديمقراطى مفتوح فى الحديقة المركزية العامة المجاورة لمقر مفوضية دول الأتحاد الأوروبى.

الجدير بالذكرهنا ان ورشة العمل  لم تكن ايضا تخلو من الكلمات والتوصيات التى تنادى الجميع بضرورة تكثيف وتضافر الجهود النضالية من اجل ازالة ذلك السرطان الذى اسمه “اسياس” . كما نالت المشاركات الشعرية والغنائية  نصيب الأسد ، واذكر منها هنا على سبيل المثال احد تلك القصائد الشعرية المرتجلة للأخ المناضل / احمد على احمد  واسميها مرتجلة لأن تم تأليفها وقتيا فى الحديقة و من ثم القائها طازجةً على مسامعينا ونحن مازلنا نسبح فى بحور نشوة الأنتصار بنجاح المظاهرة.

وفى الختام لكم بعض الأبيات من تلك القصيدة الأرتجالية للمناضل المذكور اعلاه:

غدا سنطرد الكلاب المسعورة

ويعيش شعبنا حرا مسرورا

وتحيا ارتريا بشعبها معمورة

ونعيد البسمة لكل ام عاشت مذعورة

وتتلألأ الانوار في شوارع اسمرا المقهورة

وتتبادل التهنئة تسني واغوردات مع منصورة

وترفرف رايات النصرفي  ساحات كرن المشهورة

وتحتفل مندفرا وعدي قيح بالنصر مبهورة

وتستقبل عصب ومصوع البواخر من انحاء المعمورة

وستجري المياه في نهر سيتيت والقاش وبركا بجمال ضفافها مسحورة

***********************

غدا سنهزم الاحزان

ونزرع الفرح الوان

ونودع حياة الذلّ والهوان

*******************

غدا سنطرد الافكار الخبيسة

ويتعانق الجامع مع الكنيسة

ويرفع الآذان في المآذن وتقرع الاجراس في الكنيسة

ونزف العريس للعروسة  (*)

ونبني معا ارتريا الحديثة

______________________________

(*) العريس المقصود هنا هو المواطن

       والعروسة هي ارتريا

.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14902

نشرت بواسطة في مايو 29 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010