وداعا يا ابا فؤاد

عمر محمد احمد

 

حوالي الساعة الرابعة من صباح العاشر من فبراير الجاري انطفأت شمعة من شموع النضال الارتري ، ظلت تحترق لانارة الطريع امام جموع جماهير اشعب الارتري لتحقيق الاستقلا الوطني والغد الافضل .

هكذا مضى المناضل محمود اسماعيل الحاج نحبه بعيدا من ارض الوطن ، الذي وهبه كل ما يملك.

انخرط ذلك الرمز في النضال الوطني منذ ريعان شبابه.

كان من اوائل الذين حملوا راية ” حركة التحرير الارترية في اسمرا” في النصف الاخير من الخمسينيات. ولعب دورا ملحوظا في تجنيد بعض افراد ” البوليس الارتري” في فترة الاتحاد الفيدرالي ” في صفوف “حركة تحرير ارتريا”.

وبعدان اشتدت القبضة الامنية الاثيوبية ومطاردة الخلايا السرية لحركة تحرير ارتريا اضطر لمغادرة الوطن.

وبعد رحلة خطرة – رافقه فيها المناضل محمد برهان حسن – عبراثيوبيا وصلا السودان .

وبعد فترة قصيرة كلفته قيادة حركة تحرير ارتريا تمثيل التنظيم ، في جمهورية العراق.

واقتناعا باسلوب النضال المسلح، كوسيلة اساسية ، لتحقيق الاستقلال الوطني ، بادر بالانضمام الى جبهة التحرير الارترية .

تجاوبت قيادة جبهة التحرير الارترية” المجلس الاعلى” مع هذه الخطوة باعتبارها مكسب للخط الذي تسلكه ، طلبت من الشهيد محمود اسماعيل الحاج ان يظل في بغداد ممثلا للتنظيم .

وانطلاقا من موقعه الجديد ظل المناضل أبو فؤاد” يواصل نضالاته ، وترك بصمات واضحة في مسيرة جبهة التحرير الارترية” .

في هذه السياق لايمكن ان ننسى الدور الذي لعبه في دعم ومساندة “القيادة العامة” بعد انتخابها في مؤتمر” ادوبحا” .

فبعد انتخاب القيادة العامة وتجميد “المجلس الاعلى” ، تنفيذا لقرارات مؤتمر ادوبحا، ارسلت وفد بقيادة الشهيد محمد احمد عبده وعضوية كل من الشهيد عبدالله ادريس وتسفاي تخلي الى المنطقة العربية لتأكيد الشرعية للقيادة الجديدة .

كانت بدية الجولة في سوريا . . .   لكن “الامانة العامة” بقيادة الشهيد عثمان صالح صبي ، لعبت دورا سلبيا حيث استعملت نفوذها ، وقدمت معلومات مغلوطة الى الدوائر السورية – حزبا وحكومة ، التي امتنعت عن استقبال الوفد .

في ظل هذه الظروف الحرجة التي واجهتها  جبهة التحرير الارترية بقيادة ” القيادة العامة ” كان مكتب الثورة في بغداد بقيادة الشهيد محمود اسماعيل الحاج – اضافة الى الجزائر- الملاذ الوحيد لتقديم الدعم،المادي والسياسي والمنطلق لاستعادة الشرعية الثورية على الصعيد الخارجي .

وكلف فيما بعد من قيادة جبهة التحرير الارترية ، لقيادة مكتبها في المملكة العربية السعودية .

لعب الشهيد ابو فؤاد ادوارا نضالية ملحوظية في مختلف المواقع التي تبوأها في مسيرته النضالية.

وفي السنوات الاخيرة عانى من مختلف الامراض، لا سيما من الازمات القلبية حيث اجريت له عمليتان على مدى اكثر من عقدين من الزمن.

ولم يعد الجسد الذي تحمل طويلا مطاردة العدو الاثيوبي وردود افعال شد وجذب ، واحباطات النشاط السياسي . . .  لم يعد احتمال الامراض التي واجهها  فقضى نحبه . . . .

انها الساعة . . .  وكل نفس ذائقة الموت . . .  ولا نستطيع امام هذا كله الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون .

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36487

نشرت بواسطة في فبراير 18 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010