وفاءاَ لنضالنا الوطنى

 

عمر محمد احمد – روتردام

نحتفل سنوياَ بذكرى ملحمة “تقوروبا”… تلك المعركة الفاصلة التى سطّرت صفحة جديدة فى نضال جيش التحرير الأرترى وتنظيمه السياسى ، جبهة التحرير الأرترية.

 وفى  إحتفلاتنا المتواصلة بهذه الذكرى العظيمة، نلقى الكلمات الثورية ونرفع الشعارات الحماسية، لكننا لا نسأل انفسنا:

هل هناك لازال احياء من ابطال تلك الملحمة التاريخية؟ وان وجودوا فكيف يواجهون مصاعب الحياة وهم فى الربع الأخير من اعمارهم؟

الكثيرون لايعرفون ان بيننا من لايزال يواصل عطاءه النضالى. و ان احد ابرز رموز تلك المعركة الفاصلة، مناضل غنى عن التعريف، الا وهو المناضل المخضرم محمد على ادريس “ابورجيلة”.،  ولكن وبالرغم من درايتنا لبطولاته النضالية، هل حاولنا ان نساهم معه فى مواجهته لمصاعب الحياة التى يمر بها فى الوقت الراهن ونؤكد بذلك فخرنا بمعركة “تقوربا” ووفائنا للتضحيات الجسام التى بذلها الرعيل الأول؟

…… ومنذ سنوات قلائل مضت استشهد القائد محمد احمد عبده. هذا البطل اختير رئيسا للقيادة العامة لجيش التحرير الأرترى فى مؤتمر ادوبحا ولعب دورا ملحوظا فى نجاح المؤتمر الوطنى لجبهة التحرير الارترية، وواصل عطاءه النضالى عضوا فى قيادة جبهة التحرير الأرترية.

وفى الثمانينات ابان الأنتكاسة التى المت  ب “الجبهة”، كرس معظم وقته لمواجهة متطلبات اسرته.

رفض ان يبيع رصيده النضالى لتجار الشعارات الثورية، والأغراءات المادية التى تقدم بها نظام “اسمرا” الدكتاتورى، وآثر  ان “ينزل” الى سوق الخضار فى كسلا يبيع الطماطم والخضار وهو يواجه شماتة ” البعض”

لم تكن الشماتة تستهدف شخص المناضل محمد احمد عبده، بقدر ما كانت تستهدف الصفحات البيض من تاريخ الثورة الأرترية ….. ومعانى النبل والتضحية والوفاء للنضال الوطنى.

كانت تلك الشماتة تستهدف شخصى وشخصك ايها القارئ الكريم وكذلك شخص كل من آل على نفسه مواصلة مشوار الحركة الوطنية الأرترية حتى اقامة الدولة التى تعتمد النهج الدمقراطى وسيادة القانون، وتكرس كافة الطاقات لمواجهة الفقر والجهل والمرض.

وفى النهاية تعرض البطل الذى كان قائدا للثورة بين مؤتمر ادوبحا والمؤتمر الوطنى الأول – لمرض وقضى نحبه، تلك نهاية  كل حى… ولا راد لقضائه….

ولكن المحزن ان المناضل محمد احمد عبد استشهد وهو عاجز عن تسديد تكاليف العلاج الطبى!!!

كان فى الأمكان ان نفعل شيئا ما لتخفيف حدة معاناة الشهيد محمد احمد عبده ولكننا لم نفعل ذلك.

… ومنذ بضعة اسابيع استشهد المناضل ” حامد ادريس عنجة” بعد اصابته بجروح بليغة فى حادث سيارة قرب مدينة كسلاالسودانية. هذا الشهيد احد الجنود المجهولين الذين انخرطو فى النضال مع مفجر الثورة الأرترية – الشهيد حامد ادريس عواتى.، وواصل البذل والعطاء دون توقف حتى الرمق الأخير.

هذا الرجل البسيط والعظيم ظل وفيا للخط السياسى الذى يؤمن به ضاربا  عرض الحائط بالمغريات المادية رغم الظروف المعيشية السيئة التى كانت تمر بها اسرته . استشهد دون ان يترك لها شيئا  يساهدها فى مواجهة مصاعب الحياة.

لا فائدة من الندم بسبب تقصيرنا تجاه الشهداء محمد احمد عبدة وحامد عنجة وآخرون رحلوا . فلازالت هناك اسرهم التى لا تزال فى اشد الحوجة للمساعدة، ولا زال هناك بقية من رفاق  اولئك  الشهداء على قيد الحياة . فلماذا لا نساهم اذن فى تخفيف معاناتهم؟

فمنذ عامين تقريبا تعرض المناضل محمدعمر يحى لحادث سيارة تسبب فى كسر ساقيه اقعده عن الحركة تقريبا …. والمعضلة التى تواجهه هو توفير تكاليف العلاج.

ربما لا يعرف بعض الشباب هذا القائد ،

 فمن يكون المناضل محمدعمر يحى:

 – هو اول رئيس لخلية حركة تحرير ارتريا فى نهاية الخمسينات. وفبل ذلك كان ابرز نشطاء الحركة الطلابية التى قادت مظاهرات عارمة منذ الإحتلال الإثيوبى فى النصف الأخير من الخمسينات.

– فلت من قبضة الأمن الأثيوبى فى اللحظة الأخيرة بفضل تعاون “ترنتى” محمد ابراهيم،ولم يتردد رجال الأمن الأثيوبى من اغتيال شقيقه الذى صدف تواجده  فى منزله اثناء المداهمة.

– عمل فى مكتب جبهة التحرير الأرترية فى الخرطوم فى نهاية الستينات والنصف الأول من السبيعنات، وترك بصمات واضحة لا يزال الكثيرون من المناضلين يتذكرونها.

– كان اول مسئول لمكتب جبهة التحرير الأرترية فى طهران ولعب دورا ملحوظا فى توثيق العلاقات بين الثورة الأرترية وطهران.

– ناضل فى مواقع عديدة، كان آخرها مكتب جبهة التحرير الأرترية – المؤتمر الوطنى ثم جبهة الأنقاذ فى دمشق.

هذا غيض من فيض

فهناك المئات من المناضلين الشهداء  الأحياء ،  الذين قدموا عصارة شبابهم من اجل تحقيق الأستقلال الوطنى، ويواجهون مصاعب الحياة فى الربع الأخير من اعمارهم.

كان من المفترض ان تكون هذه المعضلة  فى صدارة اجندة الدولة الأرترية المستقلة، لكن ذلك ضد  منطق الأشياء  فى ظل نظام “اسمرا” الدكتاتورى.

ففى ظل سيطرة الزمرة التى يقودها “اسياس” يسود منطق الأقصاء والتزييف…..

 فنهج هذه الزمرة هو تكريس مفهوم “بداية النضال الحقيقى واستمراريته وبلورة الشخصية الوطنية الأرترية مرهون بشخص “اسياس”  وزمرته.

لهذا يجب المساهمة فى تخفيف حدة معاناة هؤلاء الشهداء الأحياء كجزء لا يتجزأ من مهامنا النضالية ضد الكتاتورية الجاثمة على صدور شعبنا.

من هذا المنطلق اؤيد بشدة دعوات الأخوة : ابراهيم قدم ، عبدالرزاق كرار،  شانينو، محمود جمجام وحامد عبى ، واحى المبادرات التى قام بها الأخوة فى استراليا والسويد واناشد الأرتريين فى سائر بلدان المهجر ان يلتحقوا بهذا الموكب. وآمل مركزية كافة المبادرات حتى تكون اكثر فاعلية

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7683

نشرت بواسطة في مارس 2 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010