وقائع المؤتمر الصحفي للمناضلين/ سيوم عقباميكئيل وولديسوس عمار

سيوم عقباميكئيل :ـ

·      لا  نترك إسياس يشكلنا كما يحلو له.

·      نتخوف من إمكانية أن يخلف إثارة مسألة تقرير مصير القومية أوضاع معقدة على الصعيد الارتري و المنطقة.

·      توقعاتنا من التحالف الديمقراطي الاريتري يجب أن لا تكون مثالية .

·     نحن ظللنا نحاور الحركة الاسلامية الارترية منذ ظهورها على الساحة السياسية.

·      الممارسات الظالمة للنظام القمعي في إرتريا من ناحية، والقراءة الخاطئة لطبيعة الظلم والتقييم غير الموضوعي للواقع وعوامل أخرى من ناحية اخرى، أدت الي قيام تنظيمات قومية ودينية.

·     إريتريا وإثيوبيا في حا لة خطيرة من اللاسلم واللاحرب.

ولديسوس عمار :ـ

·     الظلم في اريتريا أنواع.

·     تقرير المصير يتعلق بالوطن والشعب وليس بالقوميات.

·      النظام اللامركزي الاداري يشكل أفضل الأنظمة لاريتريا.

·       فقد جيل اريتري كامل الثقة بالسياسيين.

·      ليس كل مع النظام الاريتري شريراً بالضرورة.

إعداد/ أحمد محمود علي

10 يوليو 2005م

لاشك أن الوفد القيادي لجبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري الذي قام بزيارة أستراليا في يونيو من هذا العام، استمع من أفراد بالجالية الي صوت مباشر وصريح عبر عن حقائق في مواضيع هامة وقضايا أساسية تستحق الصراحة، وذلك بغية تثبيت صورة موحدة في أذهان الجميع عن الوطن الذي نحلم به، وإن كنا نقر أهمية هذه القضايا ونقدر المشاعر الصادقة التي عبرت عنها إلا أنه للأسف سوف لن نتطرق اليها في هذا التقرير نظراً لأنها تستحق تقارير منفصلة أولاً، واللجوء الي حوارات موسعة حولها ثانياً، ولو أن بعضها تجدونه في “نداء ملبورن” الذي كان ملخصاً لسمنار تنظيم المجلس الثوري بملبورن يوم 12 يونيو 2005م وبعضها الآخر ستجدونه في ثنايا هذا التقرير.

ضمن الأنشطة التي قام بها وفد جبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري أثناء زيارته لأستراليا (3 ـ 17 يونيو 2005م) عقد كل من المناضل/ سيوم عقباميكئيل رئيس التنظيم والمناضل/ ولديسوس عمار عضو المجلس الثوري ومساعد الشئون الخارجية مؤتمراً صحفياً مع المواقع الاعلامية الاريترية علي الشبكة الدولية “عونا” و”النهضة” و”فرجت” يوم 10 يونيو 2005م وقد أفتتح المؤتمر الأخ/ محمد علي شيا رئيس مجلة النهضة الالكترونية بكلمة مقتضبة رحب فيها نيابةً عن المواقع الثلاثة بوفد التنظيم وعبر فيها عن سروره باللقاء الصحفي، ثم جرت وقائع المؤتمر علي النحو الآتي :ـ

مجلة النهضة :ـ نرحب بكم مرةً أخري في هذا اللقاء الخاص، كيف وجدتم أستراليا؟

سيوم : في وضع مشجع للغاية، نعني الجالية الاريترية فيها، وجدنا أنفسنا وسط  إخوة وأخوات ينشطون ويهتمون بقضايا الوطن ويظهرون بشجاعة أكثر في معسكر المقاومة من خلال المسيرات والمظاهرات السلمية المطالبة بحقوق الانسان الاريتري والداعية الي السلم الاجتماعي والي قيم الخير، لذلك نحن في أستراليا وجدنا إمتداد لما نقوم به في مواقع أخري، ولمسنا من الاخوة هنا إهتماما جاداً بما يمر به وطنهم وشعبهم، وسررنا بلقائهم، كنا بالطبع نتابع نشاطات الاريتريين هنا ونهتم بها وعندما زرناهم وجدنا فيهم الصورة التي حملناها عنهم، وهذا الأمر يشجعنا باستمرار لتقدير دورهم وحثهم لإثراء الواقع الاريتري، دعوني أقول لكم بإختصار أن الجاليات الاريترية في العالم أصبحت جبهة خلفية لمناصرة العدل والتغيير الديمقراطي ولتكريس مبادئ الحرية وتعميق مفهوم حقوق الانسان وحرياته الأساسية. حتى أصبحت هذه الجاليات تحتل مواقع امامية في التصدي للممارسات البٍشعة للدكتاتورية .

ولديسوس :  بدأ دور الجالية الاريترية قبل عامين تقريباً، كان هناك شعور بأن أستراليا بعيدة وأنها لاتواكب الواقع ولكن من خلال المظاهرات والأنشطة الوطنية الأخري أصبحت هذه الجالية قريبة من نفوس الاريتريين وبدأت تحظي باهتمام وإعجاب لما تقوم به ونقول أنها أحتلت نفس مرتبة أروبا وأمريكا في التعاطي مع قضايا الوطن الاريتري وذلك بعد السودان وإثيوبيا حيث توجد في الدولتين  الكثافة السكانية الاريترية خارج الوطن، أما الشرق الأوسط مازال غائباً.

عونا : شهدت أستراليا في الأعوام القليلة الماضية زيارات لمسئولين اريتريين في المعارضة والحكومة علي حد سواء، وكذلك شهدت أروبا وأمريكا هذه الزيارات وإن كان بشكل أكبر، مع ذلك نلاحظ إقبالاً هزيلاً لإجتماعات هؤلاء المسئولين، فمن بين مدن تحتضن الآلآف من الاريتريين لم يحضروا هذه الاجتماعات سوي بضعة عشرات فقط، هل معني ذلك أن الاريتريين في الخارج عزفوا عن السياسة أم أن إنتمائهم الي الوطن الأم ضعف ووهن؟ أم أنهم لايرون في المعارضة ولا الحكومة شيئاً جديراً بالاهتمام؟

سيوم : حين نتحدث عن الجاليات الاريترية بالمهجر فنعني بذلك جيلين :

جيل الأباء وجيل الأبناء.

الاريتريون الذين يجدون أنفسهم في سن متقدم يبدون بالطبع إهتماماً أكبر بشئون وقضايا وطنهم الأصلي ويتابعون التطورات الموجودة ويتفاعلون معها بشكل وآخر، وكثيراً منهم يزورو اريتريا ولديه إلماماً بالواقع الموجود فيها، بالتأكيد إهتمام هذه الفئة موجود منذ زمن بعيد لأنها تعد جيل الثورة الذي خاض  أو واكب المراحل النضالية، لكن ماحدث هو الاختلاف الكبير في تقييم الوضع الذي أعقب مرحلة التحرير في عام 1991م، هنا حدث تحولاً في تعاطي الناس مع القضايا الوطنية وتوزعت إهتمامات الشعب وأولوياته، غير أن الأوضاع الحالية التي تمر بها الوطن وحدوث تراكم في التطورات بدأ يعمل في إظهار صورة جديدة. هذه الصورة لمسناها من خلال الجولات والزيارات التي نقوم بها، وقراءتها ـ أي هذه التطورات ـ لم يكن صعبا، وقد أحدثت تقارب سريع بين الاريتريين، وقد اختفت الحواجز التي كانت تفصل بينهم نتيجة اختلافهم في تقييم ماحصل في المرحلة ما بعد التحرير عام 1991م، من كان يدعم النظام الدكتاتوري نجده اليوم في معسكر المعارضة.

أما جيل الأبناء وهم الذين ولدوا في المنفي لانتوقع أن يظهروا إهتماماً باريتريا ومشاكلها في سنهم المبكر هذا على الأقل، لكن كلما تقدموا و بلغوا سنا متقدماً سيهتمون ببلدهم وتأريخهم وتراثهم، وفيهم الآن من يزور البلد ولديه شئ من الخلفية عنها، ونحن نتوقع كلما إتسع إحتكاك هذا الجيل بالواقع كلما إكتسب تجربة و أهتم بوطنه.  لكن هذا لايعفي أ حد من القيام بمسئولية تجاه هذا الجيل والعمل في سبيل ربطه بالثقافة الوطنية وإشباعه بالتأريخ والعادات والتقاليد لبلده، وإعداد برامج متنوعة تكون حلقة وصل بينه وبين مجتمعه ووطنه.

تعليق الاخت/ أمل سليمان من مجلة النهضة.

هناك لوم من الجيل الصغير، فالعزوف عن السياسة الاريترية وعن قضايا الوطن عموماً نابع من كون هذا الجيل لم يتشرب الهم الوطني ولم تقدم له تربية وطنية ترفع من وتيرة إهتماماته وتعمق فيه الانتماء والاحساس، ولذا علي الجيل الكبير أن لايترك الأمور لعامل الزمن، بل عليه والمعارضة بصفة خاصة، أن تقوم بخلق أجواء وطنية وتقديم برامج اجتماعية وثقافية تتناسب مع أعمار الجيل الصغير، أنا اوصي المعارضة لكي تعطي جزء من برامجها وتخطيطها للأطفال في المهجر.

تعليق/ سيوم : حين نقول بأن الأطفال كلما كبروا أهتموا بالوطن الأم إنما نعني بذلك الواقع الموجود، شحة المعلومات وغياب الاحتكاك بواقع وطن الأم وضعف مساهمتهم في أنشطة بالجاليات نفسها لم يمكنهم من بلوغ مستوى النضج المطلوب بحيث يكتسبوا الارتباط الثقافي والنفسي والمعنوي بجذورالوطن الأم، فمن الطبيعي أن تبدأ  الاواسروالعوامل في النمو علي مستوي الأسرة و تنحسر إهتماماتهم في البداية في بدائيات، و كلما كبروا وإحتكوا بأوسع نطاق من القضايا تتسع مداركهم وتتوسع اهتماماتهم وتطلعاتهم لتشمل أمور اخري،هنا يجب مساعدتهم و توفير مجالات الاحتكاك الاجابي والمساهمة الفعالة في أنشطة ممكن تكون مدخل للإدراك بظروف الوطن و هموم شعبهم. و إن لم تكن كافية فهناك الآن محاولات لاجاد مثل هذه المجالات، هناك مدارس ومهرجانات وكرنفالات وفي أستراليا توجد جزء من هذه البرامج. و المطلوب تطويرها.

فرجت : حين تطرقتم الي تقييم النظام الاريتري ووصفه قلتم عنه أنه نظام ديكتاتوري ظالم مستحوذ علي السلطة وعلي المنافع بصورة غير شرعية، هذا صحيح كخط عام لكن ألم تلاحظوا بأن الظلم في اريتريا متنوع ومتعدد، يلمس فئة دون أخري ويشمل جوانب دون أخري، من يكتب طلباً باللغة العربية علي سبيل المثال يلغي طلبه ويهان، في حين من يكتب بالتيقرنية يجد معاملة طيبة، لماذا لاتتطرقون الي هذه القضايا بشكل أكثر وضوحاً؟ ثانياً : يكثر الحديث حول تحفظات تنظيم المجلس الثوري علي بعض بنود ميثاق التحالف الديمقراطي الاريتري ليتكم توضحون لنا عدد النقاط التي تتحفظون عليها؟

سيوم : هناك خطوط عريضة في تقييمنا للنظام الاستبدادي في اريتريا، هذه تعكس الصورة الكبيرة لواقعنا ، لكن حين ندخل ونتعمق سنجد تفاصيل هذه الصورة ، في نظرنا النظام ديكتاتوري فردي ذا رجل واحد فرض نفسه وسياسته على الشعب وهي سياسة التجويع والتشريد والحروب، وأستأثر بالسلطة وبالمنافع بصورة غير شرعية، هذا الشيئ واقع علي الشعب الاريتري بعمومه ولا نستطيع القول بأن النظام وزع الظلم بالمليقرامات على الشعب الاريتري، لايمكن أن نتوقع العدالة في توزيع الظلم، غير أن النظام أيضاً من خلال نهجه سياسة فرق تسد يصور فئة ما من الشعب بأنها أقرب اليه ويبدل الادوار، نحن ماطرحناه في اجتماع ملبورن هو تقييم تنظيمنا لطبيعة النظام بصفة عمومية، إذا مانظرنا الي موضوع اللغات الرسمية مثلا فالنظام يدعي عدم وجود لغة رسمية لكن في نظرنا ينطوي هذا على غش وخداع، في تقاريرنا المتعلقة بحقوق الانسان الاريتري والذي ندفع بها بشكل مستمر الي المنظمات الدولية نأتي دائماً بالتفاصيل، نذكر كيف يتعامل النظام مع المسلمين الاريتريين وكيف يتعامل مع قطاعات معينة من الشعب، يصادر منها الأراض ويمارس ضدها الاستيطان، لكن نحن نحذر أيضاً من أن التقييم غير الموضوعي وغير الواقعي يؤدي الي سياسات رد الفعل السلبي والي تشكيلات قبلية ودينية نتيجة الممارسات اليومية للنظام الأمر الذي يخلق حالة من زعزعة الاستقرار وتفكيك الوحدة الوطنية ويعطي كرت مربح للنظام، فإذا أفترضنا أن النظام يتجاهل أو يهمش اللغة العربية فقط فيجب أن لايثأر لها المسلمون بل جميع الاريتريين، لأن قيام جهة وا حدة  وبشكل متطرف بالثأر ضد مثل هذه الممارسة ينطوي علي مخاطر، وبخصوص تفاصيل أكثر حول تقييمنا وموقفنا من ممارسات النظام تجدونها في تقاريرنا المفتوحة للكل، لقد وضحنا كيف يتعامل النظام مع المسلمين وعلمائهم، ومع غيرهم من الفئات المسيحية(الجهوبا مثلا) وتعامله مع مسألة الثقافة. نعم النظام يعمق التفاوت الموجود في الشعب ويتلاعب بالفروقات ولكن التصدي له لايتم بالدعاوي الإثنية والقومية، إذا كنا نتفق أن النظام هو السبب فعلينا أن ننظم أنفسنا وفق مانريده وليس وفق مايريده إسياس ، فإذا نظمنا أنفسنا وفق الخط القبلي والطائفي فمعني ذلك ان إسياس افورقي أنتصر علينا وأن موروثات الديكتاتورية البغيضة أنتقلت إلينا ونكون سمحنا لانفسنا أن ننجرف معها، من هنا نحذر دائماً عدم الخلط بين الصورة الكبيرة و الاساسية للمشكلة الارترية وبين تفاصيلها وفروعها التي يجب أن تنظر في إطار الصورة العامة نفسها.

ولديسوس : لايقول أحد بأن الظلم واحد بل هو أنواع، أتذكر ان أحد الأشخاص كتب قبل شهور يقول ان النظام الاريتري لديه ثلاثة عشر عاماً وانه لم يأت بوزير أو حتي بجنرال من أقليم بركة مع العلم ان هذا الأقليم كان لديه بضعة وعشرين فرداً في البرلمان إبان الفيدرالية، طبعاً هذا الشخص عبر بصدق عن ظلم موجود في توزيع السلطة، لكن حتي لو أن النظام بوضعه الحالي، أتي بثلاثة عشر وزيراً من قرية إسلامية واحدة فلا يعني ذلك بانه قدم حلاً لتوزيع السلطة، بإعتبار ان هؤلاء الوزراء ليس لهم تفويضاً من الشعب وبالتالي ليس هم أفضل من يمثل الشعب ولكن ببساطة ان النظام أرادهم وأختارهم، وكذلك لو أنه عين ثلاثة عشر فرداً من كبسا فلا يدل ذلك علي أنهم أفضل ناس كبسا أو أنهم يمثلون هذه المنطقة، وعليه يجب أن ننظر الي النظام بصفة كلية دون تجزأة، نقول أنه نظام ظالم تضرر منه الجميع وليس هناك من أستفاد منه حتي لو فيه وزراء من منطقة أو قومية واحدة فإنهم في النهاية لايمثلون إلا أنفسهم ولم يراعوا إلا مصالحهم الذاتية، لذا نحن في المجلس الثوري لدينا تقييم يقول بأن الظلم طال الجميع.

أما تحفظنا علي بنود ميثاق التحالف الديمقراطي الاريتري ينسحب علي فقرة تقرير المصير للقوميات حيث نجد فيها خطورة بالغة، من وجهة نظرنا يتعلق تقرير المصير بالوطن الاريتري وبالشعب ككل وهو تحقق بعد الاستقلال، أما تقرير المصير للقوميات سيخرجنا من نطاق القانون الدولي وسيدخل بنا في نفق خطير وهو دون شك مقدمة لدعاوي لاتنتهي، فإذا أخذنا بتقرير المصير للبلين علي سبيل المثال فسيخرج الينا من داخل هذه القومية من يطالب بتقرير مصيره أيضاً.

سيوم : تبني مسألة تقرير مصير القوميات في اريتريا سيخلق لنا أوضاع معقدة، نأخذ الارتريون الناطقون بالتيقرينية في اريتريا مثلا. إذا أثرت قضاياهم كشأن قومي فمعني ذلك أنك ستجد نفسك توجه خطاباً مثيراً الي قومية التقرينية في إثيوبيا أيضاً، وكذلك إذا قلنا الاخوة العفر مثلاً فهناك أعداد اخرى منهم في اثيوبيا وجيبوتي، وقس علي ذلك البني عامر والحدارب والكوناما حيث تجد لهم إمتدادات  في السودان، اذا طرحنا موضوع القوميات فنحن نتحدث عن علاقة بين شعب واحد فرقته الجغرافيا وجمعه التأريخ والثقافة، ومعنى ذلك سنجد أنفسنا نثير مشكلة هوية ونتناول قضايا عابرة للحدود، هذا سيأدي إلى طريق مظلم لا أحد يعلم إتجاهة أوالنهاية التي يوصلنا فيها. لكن من المأكد سوف يكون طريق تختفي فيه إرتريا. ومن يستفيد من هذا كله؟  فيجب أن نتجنب هذا الترف. من ناحية أخرى ألمطلوب في نظرنا إدراك بتكوين مجتمعنا الذي يتسم بالتعدد الثقافي والذي يدعونا على أن نجد صيغة مناسبة نرتب فيه شئوننا و ندير فيه قضايانا بشكل يخدم مصالح شعبنا في الوفاق الاجتماعي والوحدة الوطنية والاستقراروالازدهار، ويجنب شعبنا ويلات  التفرقة .أما إثارته و بشكل مجزأ سيأتي الينا بمشاكل ربما لم تنحصر في إرتريا بل تتعدي الحدود و وتأتي  بامتدادات وتعقيدات أقليمية أيضا.

ولديسوس :  نحن نري أن النظام اللامركزي الاداري هو أفضل وسيلة لإدارة التنوع في اريتريا، وقد أقرينا ذلك في مؤتمرنا السابق وهذا النظام اللامركزي لايقوم علي أسس قبلية ولكن علي أسس أقليمية وبصورة ديمقراطية وهو يتناسب مع حجم بلادنا وإمكانياتها.

مجلة النهضة : لو أردنا التطرق الي علاقات التحالف الديمقراطي الاريتري بالعالم العربي، ما الذي تستطيعون قوله في هذا الجانب؟

سيوم : النشاط الدولي الاريتري عموما كان يتركز بالدرجة الاولى في المنطقة العربية بشكل أساسي. باعتبارها البيئة الطبيعية لنا . و كما هو معلوم وجدنا دعم وتعاطف من شعوب المنطقة في مقاومتنا للاحتلال الاثيوبي، ووجدنا في هذه المنطقة قاعدة خلفية أنطلقنا منها، و لدينا إرتباطات تأريخية وثقافية مع شعوبها، أما بعد الإستقلال وبعد أن فرض علينا النظام الاستبدادي لم نحظ  بنفس المستوي من التضامن والتعاطف، نستطيع أن نقول أن القوي التي تعمل في سبيل دمقرطة الحياة ونظام الحكم في اريتريا لم تجد الدعم المطلوب من المنطقة العربية وهذا له عوامل عدة يطول شرحها في هذه المناسبة. واقع الاحتلال ألاجنبي كان واضح أمام كل من يهمه ألامر. وبصورة رئيسية موقع إرتريا ودور أثيوبيا السلبي في قضايا شعوب المنطقة  وارتباطها باسرائيل والدوئر الأمبريالة العالمية أوجد حالة من التقارب والتفاهم ومصالح مشتركة أدت إلى الدعم العربي والأسيوي للنضال الوطني الارتري. الوضع اليوم مختلف. وإن كان أسياس حل محل ألاثيوبين في مواصلة العلاقة الغير مقدسة مع أسرائيل المحتلة إلا أنه يعتبر نظام وطني اريتري والدعوة من أ جل تغييره وإحلال نظام ديمقراطي بدلاً عنه لا يمكن أن تحظى بفهم وتجاوب بنفس السهولة التي وجدناها في المرحلة والقضية الأولي، هناك أيضاً مسألة متعلقة بطبيعة الأنظمة المجاورة ومدي حساسيتها من قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان وتبدلات في المصالح، لكن حدث  تطورملحوظ في الآونة الأخيرة وبروز دوائر عربية شعبية بدأت تتفهم للواقع الاريتري وتقدم سند ودعم معنوي وسياسي للمعارضة، ومع اننا نقر بوجود اختلاف  بين مرحلة النضال الوطني و مرحلة النضال الديمقراطي الحالي إلا  أننا نعترف بوجود ضعف في المعارضة الاريترية أيضا علي المستويين الإعلامي والسياسي لم يساعدها في بلورة القضايا التي تناضل من أجلها بصورة أكثر وضوحاً.

عونا : عرفنا أن إسياس افورقي كان زميلاً لكما في المرحلة الدراسية بثانوية/ لؤول مكنن بأسمراً، وجامعة أديس أبابا مع المناضل/ ولديسوس عمار لعام واحد، ما الذي تحملونه من ذكريات عن هذا الشخص، عن إهتماماته الوطنية وأفكاره ومشاريعة المستقبلية وعن أشياء أخري؟

سيوم : إسياس أفورقي كان طالب عادي كغيره من الطلاب ليس إلا!! يجب أن ننظر اليه اليوم ونقرأه و أمامنا نظام خان أهداف ووعود  الثورة العظيمة وأسقط أماني وتطلعات الشعب ألارتري، الشعب الذي صنع إحدى معجزات القرن العشرون.  نعم أمامنا كيان إرهابي مستبد و مستولي علي مناحي الحياة و أصبح يترأس نظام قمعي يشتت ويجوع ويضعف من شعبنا، نحن تتناوله كما هو، كنظام مستبد وليس كشخص، ومعنى ذلك ان التخبط والحكم العشوائي والعقد الموجودة في نظامه هي مرآة لشخصيته، فإذا أردتم التعرف علي اسياس طالباً ومناضلاً ورئيساً عليكم أن تتمعنوا في الواقع الاريتري وما يكشفه هذا الواقع هو في نواحي كثيرة جوهر شخصية اسياس افورقي والتجربة التي ترأسها، وهذا الكيان لم يخلق بين ليلة وضحاها، وعدم تناولنا له كشخص لايدل الى رحمة ولكنه يعني الالتزام بالموضوعية لاغيره، بالاضافة الي أنه الآن أصبح كتاباً مفتوحا وكل من تعامل معه تحدث عن غطرسته وغروره وعجرفته بالرغم من أنه يحاول يعكس صورة تمثيلية بالتواضع في سبيل خداع البسطاء أو زائره من الاجانب، أما بخصوص تربعه على سدة الحكم فيجب النظر الى ذلك من خلال الظروف العامة التي كانت تمر بالشعب الاريتري وليس من خلال ذكائه أو غبائه، فبعد التحرير عام 1991م ورثنا بلاداً مدمرة وشعباً منهكاً، شعب يلتقط أنفاسه بعد عملية نضالية شاقة وطويلة، ونظاماً يبث دعايات ووعود كاذبة يرسم بها مستقبلاً وردياً حالماً، وبالمقابل توجد معارضة متناثرة ضعيفة ومفككة ليس لها رأياً مبلورا ولم تكن الظروف لصالحها إطلاقاً، هناك بالتأكيد عوامل كثيرة ساعدت أفورقي للوصول الي هذا المكان ليعمل من خلالها في تدمير مقدرات البلاد، وحرم شعبنا من انتهاز الفرصة التأريخية للنهوض الى مستوى أمانيه و تطلعاته من السلام والوئام والازدهار.

فرجت : ذكرت في حديثك أن مشكلتنا الوحيدة في اريتريا هي النظام وبزواله ستحل المشاكل، ولكن نلاحظ أن المعارضة تسقط خياراً مهماً أو لاتعمل في تفعيله بالرغم من أنه خيار يعجل في اسقاط النظام ونعني به الخيار العسكري، أنتم في جبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري كيف تنظرون الي آلية التغيير هذه؟ وفيما يتعلق بالتحفظ عن فقرة تقرير القوميات لقضاياها لماذا لم نسمع تحفظ تنظيمات أخري عن هذه الفقرة بإستثناء تنظيمكم؟

سيوم : على ضوء السياسات الارهابية للنظام القمعي الحالي في إرتريا كافة وسائل تغيير النظام في نظرنا أصبحت مشروعة ، لكن هذه الشرعية وهذه الخيارات ليست كافية في حد ذاتها بل تصاحبها دائماً مسائل أخري كالظرف التأريخي وأوضاع الشعب والتنظيمات ذاتها التي تتبنى خيار ما كالخيار العسكري مثلا، ودورا لايمكن أن يستهان به لللبيئة التي نعمل فيها، ففي معسكر المعارضة من يتبنى خيارات أخرى كوسائل النضال السلمي، والآن الأمر متروك لقيادة التحالف الديمقراطي الاريتري لدراسة الواقع ورسم الوسائل الملائمة لمواجهة النظام بشكل منسق، وبالنسبة لرأي تنظيمنا تظل جميع الوسائل مشروعة لكن هذا يتوقف علي مسائل أخري كما أسلفت.

أما تحفظنا علي ما تم إقراره تحت إسم القوميات فهو معلوم للجميع ومسجل وساري المفعول، وأثبتنا أيضاً حق الجميع في إبداء التحفظ أو معارضة أي فقرة من وثائق التحالف ونعتقد أن ذلك حق للجميع يمارسونه في أي وقت، ونحن هنا في وضع لايسمح لنا بالحديث عن آراء الآخرين أو تحفظاتهم فالافصاح عنها يعود الي الجهات المعنية ذاتها.

ولديسوس : نحن من خلال تحفظنا علي الفقرة المذكورة نرسل اشارات مهمة الي الشعب الاريتري، ذلك عدم قبولنا بهذه الفقرة يعني عدم رضانا في بعثرة الشعب علي أسس قومية، ونهدف من ذلك الي تكذيب النظام وخواء أباطيله وسمومه التي يطلقها حول المعارضة ويسعي من خلالها الي تنفير الشعب وبث الذعر وسطه من المعارضة، نحن نؤمن بأن شعبنا واحد ويمكن أن يعيش في ظل وطن واحد ويدير تنوعه باقتدار، وعلي المعارضة أن تعكس وجهاً ايجابيا وتثبت أنها بديل وطني ثم تترك مهمة اسقاط النظام للشعب ،وأظن الشعب سيقوم بانجاح هذه المهمة إذا رأي بديلاً قوياً ووطنياً وموحداً يهدف الي خلق وطن واحد يرضي الجميع، وبخصوص تحفظنا ليس جديداً ولم يكن وحيداً، فتنظيمنا لديه تحفظات في أمور عديدة دفع من خلالها ثمناً، فموقفنا علي سبيل المثال من النظام الاريتري كان واضحاً للجميع منذ فترة التحرير لم نذهب الي اريتريا، لقد قلنا المشاركة في السلطة تبدأ منذ اليوم الأول وقاومنا منذ ذلك الحين إحتكار السلطة ودفعنا ثمناً أيضاً عام 2003م، وما زلنا نؤمن بأن إبداء المواقف في المسائل الوطنية أمر في غاية الأهمية ويستحق أن نضحي من أجله وان نخوضه بشجاعة.

مجلة النهضة : لدينا تجارب سابقة في حدوث خلافات داخل المعارضة الاريترية، ويعتقد البعض أن هذه الخلافات يمكن أن تنشب مرة أخري، إستفادة من التجارب السابقة هل للتحالف الديمقراطي الاريتري آليات واضحة لحل أي خلاف يمكن أن ينشأ في المستقبل؟

سيوم : أثبتنا مبدأ الحوار والاستماع الي الآخر والحلول الودية للقضايا محل النزاع، وقلنا أيضاً أن التنظيم أو الجهة التي تكون خصماً أو تثير موضوع ما، عليها أن تكون حاضرة حين يتم النظر في القضايا التي تعنيها وتثيرها وتمس بمصالحها وذلك تفادياً من تكرار تجربة سابقة، عندما علقت عضوية تنظيمنا من التجمع الوطني المعارض سابقاً غيابياً.

عونا : يخشي البعض من ظهور حركات دينية وقومية متطرفة نتيجة الأوضاع السائدة في البلاد وكرد فعل مباشر للسياسات الظالمة والجرائم  التي يقترفها النظام القمعي في أسمرا، هل تخشون من ذلك؟ وثانياً : علمنا أن تنظيمكم يتخذ من مذبحة “عونا” يوماً للشهيد في اريتريا، لماذا عونا تحديداً؟

ولديسوس : توجد في الوطن الاريتري ديانتين وثقافتين نؤمن بتعايشهما قدماً وجنباً علي جنب ولا نخشي أبداً من ظهور آراء متطرفة، فالشعب الاريتري معروف بالتسامح والاعتدال واحترام التباين فيما بينه وقبول التنوع وتوجد بينه قواسم مشتركة كثيرة تدعم وتمتن من عري وحدته الوطنية، نعم الآن توجد مظالم متعددة علي أصعدة مختلفة.. هناك من سلبت منه لغته وأنتزعت منه أرضه، مع ذلك لا أظن اننا سنشهد آراء موغلة في التطرف خاصة إذا ماعمل الجميع في سبيل إيقاف الظلم.

أما إعتماد تنظيم جبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري مذبحة “عونا” يوماً للشهيد في اريتريا يعود الي منتصف الثمانينات حين عقد المجلس الثوري إجتماعاً تفاكر فيه حول يوم الشهيد في الوطن وناقش فيه اقتراحات عديدة، كيوم إستشهاد/ عواتي علي سبيل المثال، لكن في النهاية رأي المجتمعون التركيز علي مناسبة تكون رمزاً لتضحيات الشعب ومساهمته في الثورة، وحتي نكرم شعبنا ونعمق في أذهان الأجيال بطولاته رأينا أن أن أنسب يوم هو يوم وقوع مجزرة “عونا” في الفاتح من ديسمبر، ذلك أنها أكثر مذبحة من حيث عدد شهدائها ومن حيث وقوعها في مكان واحد، ونحن في المجلس الثوري سوف نتمسك بهذا اليوم حتي يقررها البرلمان الاريتري أو يقرر يوماً وطنياً آخراً بديلاً عنها.

فرجت : إثر العملية العسكرية التي قامت بها حركة الاصلاح أصدر الحزب الديمقراطي الاريتري بياناً ندد فيه بالعملية بعبارات شديدة القسوة فماذا كان موقف المجلس الثوري من ذلك؟ وثانياً : في فترة سابقة كانت للمجلس الثوري إتصالات بجبهة التحرير الاريترية لكن هذه الأخيرة حين تقاربت مع الحركة الاسلامية قطع المجلس الثوري علاقته بها، واليوم نجد المجلس الثوري نفسه يجلس مع الحركات الاسلامية فمن الذي تغير؟

سيوم : يجب أن لاننظر الي كل مرحلة بمنظار واحد، لكل مرحلة طبيعتها وإنعكاساتها في مواقف الفصائل المعنية، في البداية أري ضرورة تصحيح بعض الشئ مما ورد في سؤالكم، منذ تأسيس الحركة الاسلامية المسلحة عام 1988م تنظيمنا كان على صلة بها، لماذ ومن أجل ماذا؟ لأنها أولاً: حركة جديدة وثانيا : لكونها رفعت شعاراً جديداً يترك الواحد في حيرة من أمره في واقع مثل واقعنا الاريتري، ولذلك رأينا ضرورة الاتصال بالحركة حتي نفهمها ومن ثم نقيم برامجها وأهدافها ونرى كيفية التعامل معها.  بعثنا بشخصياتنا لمناقشة الحركة ومحاورتها وأستمر هذا الاتصال بيننا دون توقف وإن كان يخف في بعض الأحيان، وبعد أن تكونت لدينا فكرة واضحة رسمنا سياسة للتعامل مع الحركات المذكورة.

 حين وجدنا تحسس من الأفكار التي طرحتها الحركة الاسلامية أكدنا  تمسكنا بمبدأ  حق أي أريتري أن يكون رأيه حول قضايا الشعب والوطن وحقه في التنظيم أولاً، وثانياً :  كان رأينا أن شعار الحركة وبرنامجها لن يأتي بالحل للاوضاع في إرتريا، بل يكرس إنشقاق ويخلق إصطدام ثقافي وديني وينصب فخاً يوقع الكيان الاريتري برمته في مأزق، وثالثاً : أقرينا بصعوبة التعامل المشترك مع الحركات الاسلامية بإعتبار أنها تدعو الي إقامة دولة دينية عن طريق العنف وتستخدم خطاب جديد و خطير في الساحة ، ومع أننا أقرينا بعدم وجود أرضية مشتركة لكن الحوارات فيما بيننا لم تتوقف بل أخذت طابعاً جاداً ومتواصلاً الي أن تلمسنا  بروز آراء جديدة وسط الأخوة الاسلاميين أقروا من خلالها إمكانية التعامل مع الجميع والاعتراف بالتعددية، وأيضاً تنازلوا عن فكرة فرض دولة إسلامية بالعنف وأقروا  بمبدأ تداول السلطة سلمياً عن طريق اقامة نظام تعددي ديمقراطي، وعليه أقول أن المجلس الثوري رحب بهذا التطور الاجابي، وما أريد تأكيده هنا هو ان الاتصالات بيننا وبين الاسلاميين كانت علي الدوام مكثفة ومتواصلة، وما يقال غير ذلك ناتج عن إختلاقات وبث اشاعات مغرضة. وتنظيمنا علي أية حال يتميز بخاصية الحوار والاتصال مهما بلغت الخلافات  طورا.

أما بخصوص موقفنا من البيان الصادر من الحزب الديمقراطي الاريتري، لماذا يكون لنا موقف أصلاً؟! (قالها مازحاً) نحن ألتزمنا الصمت حياله ولكن الصمت لايعني عدم تكوين رأي، لم نكن مرتاحين لتبادل الاتهامات بين الطرفين و نحن في صميم العمل الوحدوي.  وقد أوضحنا رأينا كما فعل الآخرون في المؤتمر التأسيسي للتحالف الديمقراطي، مما أدى بالطرفان الي قبول النقد وأنتهي الأمر.

مجلة النهضة : هناك مؤشرات تدل علي ان النظام الاريتري يهيئ الشعب للدخول في حرب جديدة مع إثيوبيا، فهل تسلمون بإندلاعها علي المنظور القريب؟ وأنتم في المعارضة بحكم علاقتكم مع إثيوبيا هل تلمسون نية لديها بشن حرب علي اريتريا؟ وما دور المعارضة الاريترية في تفادي الحرب؟

سيوم : كلا البلدين في حالة اللاحرب واللاسلم وهي حالة تبقي فيها المخاوف ويدمر فيها الاقتصاد في البلدين، ولكن لا أحد يدري كيف ستنتهي هذه  الحالة، هذا بيد صانعي القرار في اريتريا وإثيوبيا والمجتمع الدولي، نحن في المعارضة ننادي بالتعقل وضبط النفس وندعو الي السلام والالتزام بالقرارات محل النزاع لكن في النهاية رأينا في الوقت الحاضر غير ذات وزن كبيرفي هذا المجال بالذات، وربما لا أحد يعتد برأينا في هذه الأمور، نعم الطرف الاثيوبي يأكد على أنه يعمل من أجل إحلال السلام و ليس له نوايا لشن حرب ضد إرتريا، هذا في محك الاختبار. و نحن في المعارضة ندعو و نسعى لتشجيع إتجاه السلام.  وكما هو معلوم فإن السلام يحتاج على الاقل الي شريكين يرتفعان الى مستوى المسؤولية و يصنعانه.

عونا : يلاحظ البعض بأن الضعف الذي يعتري النظام في أكثر من جانب يعود الي سياساته الغبية والي تعنت النظام نفسه وليس الي ضغط أو تأثير فعال من المعارضة، ماذا تقولون في ذلك؟

سيوم : بالطبع هذا أمر أي نظام دكتاتوري وهذا مصير جميعهم. الدكتاتورية كفكرة كنظام وكممارسة تحمل في باطنها السم الذي يقتلها. الاصطدام المستمر والمتعنت مع الواقع والاصطدام بالمصالح الاساسية للجماهير و حقوقها الطبيعية، والاصطدام بسير التأريخ ومتطلباته هو الذي يحتم نهاية العهد الاستبدادي و المستبدين، هذا عبارة عن إنتحار سياسي لم يفلت منه أحدهم. والمعارضة التي تعبر عن المستقبل هي جزء من الواقع الذي يصطدم به النظام الاستبدادي الحالي في إرتريا . ولذلك تصبح من مهمة المعارضة الدمقراطية أن توسع وتقوي الصخرة التي تتحطم عليها الدكتاتورية، أى تقوي وتسلح الجماهير بالوحدة والوفاق و من خلال العمل التعبوي والاعلامي والتنظيمي بالاضافة الي قيامها بفضح النظام وتعريته وكشفه في المحافل الدولية أمام المنظمات العالمية.  مع ذلك لا  نستطيع القول بأن المعارضة حققت جميع أهدافها أو أنها قطعت شوطاً بعيداً في أسقاط النظام، فالنظام للأسف موجود، يقمع ويرهب و يشتت. وهذا يرجع لضعف المعارضة وليس للقوة الذاتية للنظام نفسه. و إذا كان إعتبرناه لا زال قويا فللاسف نجده يستمدها من موطن ضعف المعارضة نفسها.

ولديسوس : عملية كشف النظام والتحذير من خطورته وممارساته لم تكن وليدة اليوم، لقد قمنا بها  في المجلس الثوري منذ فترة بعيدة، حذرنا الشعب وتحدثنا عن الظلم الذي يمارسه وأصدرنا كتيب صغير عن سياسة الارض في عام 1995م قلنا فيه ان النظام يصادر أراض الشعب دون وجه حق، لكن المشكلة أن البعض من شعبنا ينسي بسرعة أو أنه لايواكب التطورات بالصورة المطلوبة، أتذكر بأن احد الاخوة قال لي ذات يوم في وسط إجتماعا عاما بأن المجلس الثوري لايختلف عن النظام في سياسات الأرض فأرسلت له بيانات التنظيم والكتيب المتعلق برؤيتنا لقضية الأرض، فرد عليّ شاكراً  ومعتذراً، وظل يراسلني وهو يدعوني للتمسك بسياسة التنطيم حول هذه المسألة الأساسية.

فرجت : البعض من المواطنين تربطهم مصالح مع النظام حتي وان لم يؤيدوه، وهم يخشون رحيله لكي لايفقدوا هذه المصالح، من هؤلاء الذين أشتروا المنازل والأراض منشئين بذلك حالات ملكية حديثة وأوضاع قانونية جديدة، هل للتحالف تصور واضح للتعامل مع قضايا الأرض والمساكن؟

سيوم : التحالف الديمقراطي الاريتري إطار قائم علي إتفاق حد الادنى من العمل الوطني المشترك وليست من مهمته مناقشة أو البت في جميع القضايا المتعلقة ببرامج الأحزاب والتنظيمات، فموضوع الأرض من المواضيع الشائكة والمعقدة وهو موضوع خلافي ولا نظن أن المعارضة مطالبة في الوقت الحاضر لتصل بصدده الي فهم مشترك. لذا قضية الارض سوف تكون ماثلة أمام أول حكومة شرعية منتخبة ديمقراطياً ما بعد المرحلة الإنتقالية، من وجهة نظرنا مسألة الأرض تحتاج الي استقرار وثقة و مساهة الجماهير وهذه العوامل ستتوفر في فترة الانتقال الى النظام الديمقراطي، لا يجب أن نحمل التحالف الديمقراطي مسؤليات أكثر من الأساس الذي قام عليه كمظلة للعمل الوطني المحدود وذو مدى قصير.  فهماته وصلاحياته محدودة وهو كما قلت قائم علي الحد الأدني من الاتفاق، لكن هذا لايمنع من طرح كل حزب أو تنظيم رؤيته في مثل قضية الأرض الهامة والمسائل الأساسية الأخرى، ونحن في المجلس الثوري أعلنا سياستنا في مسألة الأرض وقمنا بنشرها وتوزيعها وتعميمها.  و سياستنا تدعو للتحول الجزري في نظام الملكية و الاستفادة بالأرض الذي نعتبرها أساسا ملكا للشعب و أجياله القادمة،  و نحن  ظللنا نوصل الي شعبنا في الداخل عن طريق وسائلنا الاعلامية و بالذات البث الاذاعي المستمر، و بهذه المناسبة نحظر ، كما اسلفنا ، من خطورة التعامل مع سياسة النظام و سوق بيع و توزيع الاراضي التي فتحها النظام الغير شرعي في إرتريا.  ونعتقد أن موقفنا  يمكن أن يكون انطلاقة جيدة لمزيد من الحوار والنقاش في أوساط الجماهير الاريترية.

مجلة النهضة : كيف تنظرون الي دور المرأة الاريترية في العمل المعارض؟ هناك حديث عن غيابها وعدم انخراطها في العمل السياسي الراهن؟

سيوم : دوما ندعم حقوق المرأة ونشجع مشاركتها في العمل الهادف الي التغيير الديمقراطي، كما نعترف بدورها الهام والشجاع والفاعل في فترة التحرير، لكن الأمنيات والدعوات وحدها لاتكفي ،هناك غياب واضح لدور المرأة في العمل السياسي في الوقت الحاضر، هذا يرجع لاسباب عديدة و معقدة و على رأسها ضعف رؤي المعارضة.   كما أننا لانستطيع أن نتحدث عن مكاسب قانونية ودستورية حققتها المرأة داخل الوطن، فواقعها يتحدث بنفسه والكل يعلم ماذا حدث للمقاتلات الاريتريات بعد التحرير، وما نشاهده هو تركيز النظام علي نساء بعينهن من أجل الرمزية والزخرفة الفارغة. نحن ننادي بتثبيت مبدأ المساواة وضمان حقوق المرأة دستورياً وتكريم المرأة الاريترية علي أدوارها، والسؤال الآن الي أي مدي مستعدة المرأة للانخراط في العمل السياسي والنضال الجاد للحصول علي حقوقها وإثبات ضمانات من عدم الاعتداء عليها، نحن في التنظيم نشجع المرأة الاريترية ونحثها لتلعب دورها في المجتمع في كل مجالات الحياة ونعتقد أن مجتمعنا سيظل ناقصاً غير فعالاً إن لم تشارك فيه المرأة والشباب بشكل فعال.

عونا : لماذا تتردد دائماً أسماء بعينها داخل تنظيمكم، سيوم وولديسوس تحديدا،ً هل أخفقتم في الدفع بوجوه جديدة وإبراز كوادر شابه في قيادتكم؟ وثانيا : هناك مخاوف بعدم إلتئام الجروح المتعددة الذي فتحها النظام علي جسد الشعب وتوجد خشية من أن لا تتحول هذه الجروح الي أحقاد يصعب علاجها وترميمها في المستقبل، هل لديكم في المعارضة تصوراً علي خطورتها وخطط للسيطرة عليها؟

ولديسوس : هناك أبراهيم محمد علي ومنغستآب أسمروم وغيرهم الكثير داخل تنظيما إن أردتم ذكر الأسماء، لكن مسألة ابراز وجوه جديدة في هذه الفترة ليست مسألة ساهلة كما تتراءي للبعض، إذا مانظرتم الي المناضلين القياديين داخل المجلس الثوري ستجدونهم مواكبين للعملية النضالية منذ أربعين عاماً تقريباً، انهم جيل الثورة تشكلوا بها ولم يكن لهم هماً سوي آلآم شعبهم ومآسيه، الآن من الصعب أن نأتي بشخصيات تحمل صفاتهم النضالية أو مرت بتجاربهم وتضحياتهم أو لديها استعداد لخوض تجاربهم، حيث الظروف نفسها أختلفت وتنوعت الاهتمامات وتوزعت أولويات الشعب، هنا يمكن أن نشير علي شيئ موجود في الكيانات السياسية علي مستوي العالم حيث يديرها أشخاص متمرسون وذوي أعمار أكبر نسبياً، غير أن هذا لايعني بأن لدينا سدوداً تمنع من ظهور الوجوه الشابة أو تنفر الجيل الجديد من تبوأ العمل القيادي إذا كان لهذا الجيل إستعداد للعمل والتضحية في سبيل الأهداف التي نناضل من أجلها.

بخصوص الجروح التي فتحها النظام المخرج منها يتمثل في مزيد من التماسك والإلتئام الوطني والاحساس المشترك بخطورتها وإظهار تعاطف أكبر مع أولئك الذين يتألمون منها، ونأمل أن تساعدنا هذه الجروح لكي نركز علي الآلآم الجماعية للشعب ونبحث عن حلول مشتركة وجماعية بدلاً من نشدان كل جماعة الحماية لنفسها بمعزل عن الآخرين، لأن الخروج الجزئي والمستتبع بتشكيل فصيل قومي أو طائفي يؤدي الي إضعاف الرابطة الوطنية ويعطي أفورقي مزيد من الكروت لتشتيتنا وتفريقنا ويورثنا أمراض الديكتاتورية الذي يصعب علاجها حتي لو رحل الديكتاتور نفسه، إذن أنا أشدد بأن المخرج يتمثل في التلاحم وتقوية الرابطة الوطنية ومن حسن حظنا أن الساحة مازالت تعج بشخصيات ناضلت معاً في فترة التحرير وهي بالتأكيد تتفهم وتتحسس معني الظلم ولديها قدرة للعمل المشترك، ويعتبر تشكيلها الآن للتحالف الديمقراطي الاريتري بداية ايجابية وجيدة، وأمامها الآن الطرف الآخر، أولئك الموجودين مع النظام عليها أن تعمل من أجل اخراجهم وانقاذهم وكسبهم لصالحها، فهم ليسوا أشراراً بالمطلق وليسوا بأعداء للأبد، كما أن الجيش التابع لإسياس أفورقي اليوم، يصبح غداً جيشاً وطنياً.

مجلة النهضة : تعود الشعب الاريتري علي إنتصارات كبيرة وعلي تقديم خدمات ومعونات في الفترة السابقة، الآن نستطيع القول بأنه فقد هذه المكاسب وبدأ يحس بالمرارة والاحباط والتشرد وينكفئ حول ذاته ويعزف عن ممارسة العمل السياسي أو لا يتفاعل مع العمل المعارض، والسؤال كيف يمكن للمعارضة أن تعيد الشعب من جديد الي دائرة الفعل والتجاوب والانخراط في العمل السياسي؟

ولديسوس : توقع الشعب الاريتري ـ بعد الاستقلال ـ بداية مرحلة جديدة ممكن أن يتحقق فيها الاستقرار والراحة والرفاهية ، وأن زمن التضحيات والشقاء والعطاء ولي، وحان الوقت ليأخذ المواطن شيئاً وأن يتوفر له الأمن والسعادة في ظل وطن دفع من أجله الكثير، لكن هذا لم يتحقق، وبعد هذه السنوات أصبح 80% من الشعب خارج النظام والسؤال الكبير كيف ننظم هذه النسبة الكبيرة؟ يمكن أن نلاحظ بأن جزء من هذه النسبة ألتحق بطريقة أو ما بالمعارضة أو بدأ يهتم بنضالاتها ومطالبها كما يتفهم أيضاً حجمها وامكانياتها، يمكن أن نتلمس ذلك لو أجرينا بين ماهو اليوم وما كان قبل خمسة سنوات مثلاً، إجتماع ملبورن الذي عقدناه قبل أيام قليلة كان ستكون نسبة الاقبال عليه ضعيفة أو معدومة لو تم قبل سبعة سنوات مثلاً، أما في عام 1991م لما كنا فكرنا أصلاً علي عقده حينها لم يكن شيئاً إسمه معارضة، هذه عن الفئة الأولي من الشعب، هناك فئة أخري أو جيل آخر من الصعب أن يتفاعل مع العمل المعارض لأنه ولد في غير زماننا وتضحياتنا وإهتماماتنا وبالتالي لايفهم معني مانقوم به، بالاضافة الي مايشعر به من احباط ويأس من العمل السياسي برمته، وهذا الجيل بالذات موجود داخل اريتريا حيث كان عمره 14 عاماً عشية التحرير والآن قارب الثلاثين عاماً أمضي هذه السنوات في المجاعة والتشرد والخوف وعدم الاستقرار وأوصدت أمامه أبواب المستقبل وهذه العوامل أدت به ليكفر بالسياسيين وبالعمل السياسي وتكونت لديه صور سيئة متشائمة.

سيوم :  هذه مرحلة و تلك مرحلة،  مرحلة مقاومة المستعمر(بكسر الميم) وهي مرحلة بإمكان المواطن أن يفهمها ويهب فيها كرجل واحد، كما حدث بالفعل، ومرحلة أخري وهي الذي نحن بصددها الآن وتختلف كثيراً عن الأولي، أي مرحلة النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان وحكم القانون.  لا نتوقع من الجماهير أن تصحى و تلتف حول هذه المبادئ في فترة قصيرة و بهذه السهولة، صحيح أن الجماهير تعودت علي الانتصارات في  التجربة الماضية. ولكن الحماس والقناعة المطلوبين الآن يستوجبا إستحضار عناصر أخري ترتبط بفهم الواقع وفهم سياسات النظام الاستبدادي ومراميه الخطيرة، وانا اعتقد أن المسائل ستأخذ فترة من الزمن وستدخل فيها عناصر نفسية واجتماعية تؤدي في النهاية بشعبنا في الداخل الي التحرك ضد النظام الاستبدادي القائم في الوطن، وفي كل الأحوال يجب أن لانستغرب من إستمرار الأنظمة الوطنية القمعية في سدة الحكم لحين من الزمن، شاهدنا ذلك في أوطان كثيرة بسبب التأييد الجماهيري وهوتأييد يكون معدوماً في حالة الاستعمار الأجنبي.

هناك مسألة أخري متعلقة بشعبنا الاريتري وهي خروجه منهكاً بعد نضال أستمر 30 عاماً أعطي فيه كل مالديه من إمكانيات مادية وبشرية وهو محتاج الآن الي فترة يلتقط فيها أنفاسه، نقول ذلك دون أن نغفل التغيير الحاصل فعلاً في نظرة شعبنا للنظام الإستبدادي القائم.

مجلة النهضة : من أين سيتم تغيير النظام؟ هناك رأي متعاظم يذهب بإستحالة التغيير إلا إذا أتي من الداخل، مارأيكم في ذلك؟

سيوم : نعم جزورالنظام موجودة في داخل أرض الوطن.  وبالتالي فإن عملية اقتلاعه وإسقاطه تتم في الداخل! لكن لانستطيع الفصل بين النضالين الداخلي والخارجي، ونحسب أنهما مكملين لبعضهما بعضاً وحتي نسرع باسقاط النظام فلابد من القيام بالربط الوثيق بينهما، ونحن أيضاً ننادي بضرورة التنسيق بين دوائر معارضة في داخل النظام الاريتري نفسه وبين الحركة في الخارج حتي تكون هناك ضمانات بالتغييرالجزري المنشود دون خسارة كبيرة في مجال الاستقرار الداخلي، وهذا التنسيق المفترض يتطلب كما تعلمون تعاوناً واتفاقاً مسبقاً بين المعارضة بكل أوجهها.

من هو المناضل/ سيوم عقباميكئيل؟

للأسف لم أستطع الحصول علي السيرة الذاتية للمناضل/ سيوم عقباميكئيل الرئيس الحالي للجنة التنفيذية لجبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري منه هو شخصياً، وكنت طلبت منه ذلك قبل ساعات من مغادرته لأستراليا يوم 17 يونيو الماضي لكنه أوعدني لأن يرسل ذلك بالبريد، وعرفت الآن بأنه مشغولاً بزيارته الحالية لقارة أمريكا الشمالية، واستطيع أن أنوه بتأريخ خروجه الي الثورة الاريترية مقاطعاً دراسته بثانوية لؤول مكنن في أسمرا في منتصف مارس عام 1965م ذاهباً ومعه الشهيد/ ولدي داويت تمسقن الي غندر ثم متما وصولاً الي كسلا، وقد كلفتهم جبهة التحرير الاريترية فيما بعد الي العودة الي أسمرا للقيام بمهمات وطنية، وقد عادوا فعلاً الي أسمرا في أغسطس عام 1965م، لكن تم القبض عليهم لاحقاً بعد البلاغ الذي تلقته السلطات الاستعمارية من أولئك الذين سلموا أنفسهم للقنصلية الاثيوبية بكسلا وكان من بينهم المدعو/ ملوقيتي، وقد أمضي سيوم مع مئات من المناضلين الأحرار أعوام طويلة في السجون الي أن تم اطلاق سراحهم في عملية تحرير سجني “عدي خالا” و”سمبل” بأسمرا عام 1975م، والأحداث التي جرت بعد ذلك وموقع المناضل/ سيوم منها ربما تكون معروفة لكثير منا، وكنت تحصلت علي سيرة مفصلة الي حد ما لسيوم عقبا ميكئيل من الانترنيت قبل سنوات ولم أشأ ان اذكر منها شيئاً، لأنها مكتوبة تحت غضب وإنفعال ومحشوة بآراء كثيرة، ونحن الاريتريين أو بعضنا ـ لعدم وجود دراسة علمية تثبت ذلك ـ نفقد الموضوعية والحياد والانصاف حين نكتب أو نتحدث تحت حالة نفسية سيئة!!.

من هو المناضل/ ولديسوس عمار؟

ولد المناضل/ وليسوس عمار في منطقة “أشرا” بضواحي كرن في 23 أكتوبر 1944م، وأكمل مرحلة التعليم الأساسي بمدينة كرن حتي الفصل الثامن، ثم أكمل مرحلة التعليم الثانوي بالعاصمة أسمرا في ثانوية/ لؤول مكنن أو الأمير/ مكنن في الأعوام الدراسية من عام 1961 ـ 1965م، وهي المرحلة التي تعرف فيها علي إسياس أفورقي وسيوم عقباميكئيل وولدي داويت تمسقن (أغتيل في كسلا بمنتصف الثمانينات) وهيلي درع(وزير خارجية اريتريا السابق معتقل حالياً مع المجموعة الاصلاحية المعروفة بمجموعة الـ 15) وموسيي تسفاميكئيل (أحد قيادات حركة منكع) حيث درس معهم في فصل واحد، ثم واصل دراسته في جامعة أديس أبابا متخرجاً من كلية العلوم السياسية، وبعد حوالي ثمانية عشر عاماً تحصل علي درجة الماجستير من جامعة/ ويبستر الأمريكية من فرعها بمدينة “جنيف” السويسرسة عام 1990م، وبعد تخرجه من جامعة أديس أبابا في بداية السبعينات، أنخرط في العمل الاعلامي في صحيفة إثيوبيان هيرالد الإنكليزية حتي عام 1975م، وفي هذا العام ألتحق بجبهة التحرير الاريترية وتم توجيهه الي مكتب العلاقات الخارجية قسم الإعلام الخارجي بمدينة “بيروت”  محرراً للقسم الإنكليزي في صحيفة الثورة من عام 1976م الي 1982م، وبعد دخول جبهة التحرير الاريترية الي الأراضي السودانية نتيجة تآمر الشعبيتين التقراوية والاريترية تمهيداً لترتيبات سياسية واجتماعية وثقافية مازلنا نعاني من آثارها الظالمة والمدمرة، واصل نضاله في تنظيم المجلس الثوري ممثلاً له في “روما” بإيطاليا من 1982 الي 1986م ثم ألتحق بأسرته في سويسرا في عام 1986م، وواصل نشاطه علي أصعدة مختلفة داخل التنظيم بجانب عمله الخاص في منظمة الأمم المتحدة منسقاً للأمين العام للشئون الإنسانية في العراق من عام 1991 الي عام 2003م، وعلي المستوي القيادي يتمتع بعضوية المجلس الثوري منذ عام 1989م بجانب قيامه بالمساعدة في الشئون الخارجية حاليا،ً وهو أحد الوجوه البارزة داخل التنظيم بالاضافة الي أنه معروف بكتاباته باللغة الانكليزية، ويقال أنه يكتب بإسم مستعار أيضاً.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5562

نشرت بواسطة في يوليو 11 2005 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010