ونضالي ملحمة

شــعر بقلم/ محمود لوبينت

 

لست يا صاح بشاعر

برموز يحشو بيتا

وبلولا أثر  ليت

 وبلوركا أو  بكافكا

إنما رمزي الوضوح

 ورفيق الدرب أنت

ذكرياتي  حية

غرست في ” وادي بركة”

ولقد أحببت ” نارو”

مثلما أحببت “لبكا”

              لست والله بشاعر

              شعره علم الفلك

             أن عصاه اللفظ أعطى ما ملك

            أو أضاع الوزن خلي المعترك

             أنما لفظي رصاصة

             من أصابته هلك

            وموازيني كمين

             وزناد.. وشرك

            ولقد أحببت “طيعو”

            مثلما أحببت “دهلك”

لست بالصب المعنى

قلق الإحساس متعب

تخذ الأشجان لحنا

شارد الذهن معذب

ويناجي طيف” زهرة”

رب طيف منه يهرب

فمناجاتي لأرض

كل من فيها يقاتل

غمرتني بسناها

أسرتني بهواها

صقلتني كي أناضل

علمتني…

 وأقنعتني

 أن حب الذات باطل

وركوب الصعب واجب

فتمهل … يا صديقي.. ثم قل لي:

هل تراني أطلق الأحلام شعراً

ولساني طلق ينفث الأوهام سحراً

وغموض الشعر عندي

يخفي أهواء.. وسرا

أو تراني… في كميني

أطلق النار ونورا؟

                ها هنا أحيا سعيداً

                خلف فوهات المدافع

                 لست أعني

               أن أنا خلدت في دنيا المطابع

               بقصيد .. أو مقاطع

                فانا المحراث في أرض المزارع

              وأنا المزمار للراعي المكافح

               وأنا البارود  في كل المواقع

              ها  هنا أحيا سعيد

              وضياء الشمس ساطع

             ولقد أحببت “عالا”

             مثلما أحببت “باضع”  

كم تغنيت بلحن

طالما أشجى وأبكى

 وترقصت طروباً

قرب “بيزن” أو” بلبكا”

 ولقد قاتلت جيشا

بينما تقتل وقتا

يا صديقي !

أنما الشعر مقاطع

 ونضالي ملحمة

ونضالي ملحمة

ونضالي… ملحمة

 

توضيح

هذه قصيدة كتبها الأستاذ الشاعر / محمود لوبينت  في عام  1982 وخصها لمجلة الثورة التي كانت تصدرها جبهة التحرير الإرترية ــ قوات التحرير الشعبية من بيروت,حيث نشرة في العدد رقم 176ــ السنة ــ 20 ــ شباط ـ فبراير 1982 وأهما ما فيها إنها قصيدة قديمة سعدت بقرأتها بل استشعرت قيمتها الموغلة في القدم. وكانت هذه القصيدة وحدها القادرة أن تذكرني بزمن قوات التحرير الشعبية وفيها توقفت أتأملها حتى شعرت معها بأن إعلامنا في تلك الفترة كان الأفضل ولأميز مما هو عليه الآن, وعجبت بمواهب الشاعر النادرة وخبرته الطويلة التي تستحق منا كل التقدير والاحترام. وهي قصيدة ما تزال لها أصداؤها في وسط المشهد الإرتري النضالي حية تقاوم المتربصين بها, ربما كتبت لحالة غليان اجتماعي مستمر يجسد الماضي والحاضر معا.

وأخراً نرجو من الكاتب المزيد من الإيضاح الذي يكشف لنا أسرارها بتعليق بسيط للأهمية القصيدة ومكانها التاريخي كأحدي الأوراق الإرترية الشيقة التي يزودنا بها الكاتب دوماً.

 نقلها لكم كما وردة في الصحف القديمة لثورة الإرترية.    

       

 

متكل أبيت نالاي

 

 

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7842

نشرت بواسطة في يوليو 29 2005 في صفحة الشعر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010