وو ابراهيمو…..وووو

عبد الرحيم الشاعر.  

 

منذ ستة أشهر تقريبا أو ما ينيف بدأ نظام القمبار ببعث رسله الى القرى والحضر لتكوين  لجان لجمع التبرعات للمجهود الحربي وهم يحملون جرابهم الوسخ استعدادا لهذا اليوم الذي نرى ارهاصاته قد بدأت فعلا. فقد دخل النظام الحرب في السابق بميزانية التبرعات، وهدد وتوعد العقام والويانى وفي جيبه حفنة ريالات  تبرعن بها فاطمة وفقورت وأمونة  العاملات في السعودية ، وترحاس والماظ واذيب العاملات عند السنجوريتا في ايطاليا وبصعة ليرات من سنايت ، حرقو ، العاملات عند الخانوم زوجة الباشا في البقاع اللبناني؟ ودولارات امريكا واقراط امهاتنا في ارتريا، فالانوف والاذان فارقها الزمام والاحضان فارفتها فلذات الاكباد.  ففي كل مرة  كان يرسل من ينادي في الفيافي-  وو ابراهيمو..ووووو –  ثم تبدأ الموسيقى لزوم التخدير( أحى بلوو كشو كشو بيلي أحى بلوو…) وتنتفض الاجساد المصروعة بالملاريا والضغوط المعيشية وحالة اللاسلام وحالة الحرب واللاحرب ، الأفراح المؤجلة والأحزان التي تأتي تباعا فماذا تبقى لابراهيمو ليعطيه هذه المرة.؟ بح.. لاشيئ

فابراهيمو قد دخل السجن هذه المرة وخرج منه مقروح النفس والبدن،  فلم تشفع له وطنيته السابقة وعطائه السابق، دخل السجن بتهمة فرار ابنه من خدمة الوطن، وطلب من ابراهيمو ان يدفع خمسين ألفا  لكى يخرج من معتقل الاهانة، وتدارك أهله في كل من طيعو وقحتيلاى، وفرو ، وصنعفى وباعو ما لديهم لتسديده، كما شمل نفس القرار صديق جلسته بلاتا عقبا قابر مما اطره الى بيع شاحنته التي كان ينقل بها الرمل والحجارة الى مواقع البناء، فهذه المرة اذا نادى المنادى في قرانا الحزينة ” وو ابراهيمو ..ووو” سيلزم كل فرد منزله فهذه حرب  المعتوه اسياس وحده فليأتي بشعب يحارب ويتبرع له انا نحن هنا قاعدون!

لدى ملتزمي هذا الحزب القمباري اسلوبا غريبا، كلما ذكر ان الحرب قاب قوسين أو أدنى جاؤوك حفافا وحيوك بمالم يحيك به أهلك وأحبائك ثم بنبرة حزينة يقولون ” اتا هقر تورر الا” ألم يسرق الوطن من قبل ، نعم سرق الوطن منذ اربعة عشرة عاما، سرق الوطن الحر من قبل القمبار وحولو أهله الى عبيد أزلاء بعد ان حررهم نضال الثلاثين عاما نضال أبنائهم وبناتهم ,ابائهم وامهاتهم من ابطال التحرير، ابطال الجيش الشعبي لتحرير ارتريا الذين دقوا بأياديهم على بوابات المدن ذات القلاع الحجرية، وعلى صدى هدير دقاتهم فرت جموع الزمجا ، الود قبا ،والفواليل .. نحو كل منفذ ..ليرمى بهم خارج أرض الصامدين، ثم لم تمضي أعواما من شروق الشمس حتى بدأت المهزلة في ماى حبار. شعب عفرت جباه أبطاله وجرحى حرب التحرير في ماى حبار، ثم بدأو في تقليص ما تبقى له من كرامة..اعتدو على شرفه!

هل الحرب بدأت الآن ؟ الشعب الارتري كان يعيش حالة حرب منذ أربعة عشر عاما، حربا داخلية مع القمبار، فبدلا من فتح المدارس والمصحات والمستيشفيات، بدأو في فتح السجون والمعتقلات، بدلا من جلب البذور المحصنة وادوات الزراعة للفلاح الذي  حمل ” الطيشو” والجريح والماء والسلاح من والى أرض المعركة ، والذي كان حاميها وداعمها وكاتم أسرارها، انتزعت  ألارض منه فالأرض التي كان يفلحها فهي ملك للدولة ، تهبها من تشاء ، وتبيعها لمن تشاء ، وتوزعها لمن تشاء، بيدها كل أروراقها فهي تسميها ما تشاء من اسماء جديدة وتجلب لها من فيافي الآرض من تشاء.

ألان نعيش مرحلة جديدة فاذا ابنك ضاق ذرعا بمضايقات الأمن والعسس والبصاصين، اذا أهانوه أمام زملائه وحبيبته وهو عائد من المدرسة، اذا بصقوا في وجهه ونعتوه بالجبان، فقرر ذات صباح  أن ينفذ بجلده لكى لا يصبح صورة حزينة في برواز، وفر الى الحدود فأنت الأب عليك بدفع الفدية فان لم يستطع فبيع مزرعتك وان لم يستطع فليبيع متجرك، وان لم يستطع رمى بك الى المعتقل وذلك منتهى الاهانة والذلة والمسكنة!.

الآن تدق طبول الحرب لأن اسياس أعتقد أن كوفي عنان مجرد ضابط ريفي من عسكره، يمكن أن يشتم أمه ويهينه أمام العالم كله بارسال الرسائل الاستفزازية اليه! وان جنود الامم المتحدة مجرد مليشا يمكن أن يرسلهم الى ” علي قدر “للقيط القطن أو لبناء فلل الضباط والمقربين في مصوع أو مقارح أو زرع شتول النخيل في قحتيلاى وشعب، ونسى ان هؤلاء لا يخضعون لغطرسة جنرلات الصدفة، فمنع عليهم الخروج من سكناتهم  ومنع عليهم زيارة المواخير في عطلة نهاية الاسبوع ومنع مروحياتهم من التحليق والمراقبة  وتوصيل طلبات الهمبرغر اليهم؟ فاشتاطو غضبا ولوحو بعصى الرحيل ,هذا بالطبع سيفجر الحرب  من جديد فالجيشان مازال يراقبان بعضهما البعض كل من “تبتهما” ، واذا تفجرت الحرب فان ذلك سيؤدي الى ” رحيل شعب “.

أما اذا صبر اسياس  عامين آخرين وتفرغ الى الاصلاح السياسي والاقتصادي بدلا من تدمير البلاد والعباد ، فان العملية قد كلفت الأمم المتحدة ما فيه الكفاية ولا أظن أنهم يطيقون الاعباء المالية لهذه العملية فسيبادرون الى حل المشكل حسب قرار المحكمة ويرحلون!.

ضمن طقوس الحرب وتمجيد  الموت لا بد من الخروج في المظاهرات ودفع التبرعات لدعم المجهود الحربي، وبالطبع ستجد من يقول لك من  عسس النظام ( من لم يخرج اليوم في المظاهرة ويؤيد خكومته .من لم يدفع اليوم لدعم الحرب والقتل والموت والتدمير فهو ليس ارترياً – منذ متى يعترفون بارتريتنا؟؟ لمجرد كوننا لا نؤمن بما يؤمنون ويؤيدون فنحن العملاء والأعداء والويانى ،  أصبحت  الهوية  تبرعا تدفعه واذا كنت مفلسا ذلك اليوم فأنت بــــــــدوووووون!

فلنعلن شروطنا نحن ايضا : اذا أراد النظام وقوف هذا الشعب معه في الداخل والمهجر فليطلق سراح ابنائه وشيوخه ونسائه من السجون وليقم بالاصلاح السياسي والمصالحة الوطنية واطلاق سراح الصحفيين والنشطاء وليعييد الى المجاميع الدينية الصغيرة التي لا تخضع لكنيسته دور عبادتها ووظائفها ومتاجرها .. لنضع حدا للحرب الداخلية أولا وليكن سلاما بيننا الشعب والسلطة لنتفرغ لحرب الويانى.

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8005

نشرت بواسطة في سبتمبر 13 2006 في صفحة مرفأ الذاكرة. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010