يا استاذ ابو رامى قرأنا خطاب صوت الجنون لنتعرف على صوت جنون اخر يسيطر على سلوكنا ووعينا

بقلم :  محمد هنقلا

 

كان الغرض من القراءة ، هو فضح الوعى المسيطر ، وحى الاشكالية المبنى على التفاؤل ، وليس محاكمة اخلاقية لسلوك الافراد أو خطابهم وان  بدت كذلك المقارنة بين فرجت وزازا على السطح.

وان عملية التشخيص التى قمنا بها كان القصد منها تقريب المفهوم الى ذهنية القارئ وليس بغرض التقليل من شخصية فرجت امم نظرة محبيه ، وضن هذا السياق جاءت رؤية الاخ (ابو رامى) رؤية مبنية على الاحكام  وان تغلب رؤية الاحكام على المنهج تضر بالمفهوم ، واذا اخذنا مبداء الاحكام على المنهج خلافاً للمنهج ، هناك فرجت ، وهناك زازا شخوص لا تعبر عن شئ فى المجتمع ، الا عن صوت الجنون وبدرجات متفاوتة وهذه المحطة احكامها ” المجانين فى النعيم” ، وكذلك لم تكن المحاولة كما فهمها البعض ، تنطلق من مدرسة التحليل النفسى ” فرويد أو يونج ” فى تحليل تصرفات فرجت أو زازا ، بل ان العملية هى مجرد اسقاطات أو اطلالة عبر هذه الرموز على الواقع السياسى فان رمز فرجت يمثل تيار التفاؤل الغير مقرون بالعمل ولم يكن فرجت بعينه المقصود ، القابع فى حى أخريا أو فى حى من احياء المدن الارترية وان كان وحى الدلالة أى البعد الدلالى لرمز التفاؤلى فان فرجت ، كفرجت لا غبار عليه شخصية شعبية بسيطة تعبر عن أرث ثقافى شعبى ويمكن أن نغنى بها السرديات أى الحكاية ، وتعزيز مكانت الثقافة الشعبية عبر صياقة الخطاب الشفهى المتناثر هنا وهناك على لسانالرواة ، لهذه الشخصية ولشخصيات اخرى مماثلة لها ، لكن الاشكالية ان يصبح هذا التفاؤل منهجاً ، معنى ذلك نحن ننتج مجرد تفاؤل ، تفاؤل يموت فى التفاؤل ، وحتى لا نفهم خطأ ، نحن مع التفاؤل كحافز للعمل وكعنصر مولد للصبر فى مفاصل تعقيدات العمل ، ولكن ضد التفاؤل الذى اصبح العمل بذاته وليس العنصر الحافز فى تنشيط آلية العمل ، وانطلاقاً من هذا الفهم تعاملنا مع اصوات او خطاب الجنون.

أما بخصوص الاخوة اصحاب الموقع ان اختيارهم للاسم لم يأتى من فراغ كما تفضلت يا أخ ( ابو رامى) بل كان الاختيار مقصوداً وذو بعد دلالى ( سياسى وأخلاقى ) وان الاخلاقى اكثر تجزراً من السياسى فى المقصد من حيث ملامست الاشكالية ، وهذا الانتباه على الشغل جعلنى استحضر شخصية مغايرة هى زازا حتى ابرز صوت الشخصية الأولى ، من خلال مفهوم الانا والاخر ، الانا التى انزلقت الى قبو التفاؤلوالاخر الذى أنزلق الى قبو العمل ، عمل ذو طابع جنونى ، جنونى لانه لم يأخذ فى الحسبان القوانين والظروف المحيطة بالارض والأنسان ، نضع خطين تحت كلمة الانسان ، ولهذا جاء المقارنة لتسلط الضؤ على الانسان المقهور بين سندان جنون التفاؤل ومطرقة جنون العمل، الغير واعى الا لآلة  العمل ، ونختصر القول فى العبارة التالية : يجب أن يقترن التفاؤل بالعمل ، والعمل بالاخلاق.

شكراً

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5892

نشرت بواسطة في أغسطس 22 2004 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010