21 عام من الفشل المتكرر لنظام أسمرا .

هاشم سمرة 10/1/2013
يستحق الشعب الارتري المناضل ان يجد اجابات شافية لكل تساؤلاته المشروعة التي ظلت عالقة دون أن يجد لها اجابة منذ بُعيد الاستقلال الوطني الذي حققه بتضحياته التي قدمها لينال حريته واستقلال وطنه من براثن الاستعمار الاثيوبي ، وهذه التساؤلات هي التي تتعلق بهويته الوطنية، ونظام الحكم الوطني الذي يتبع عملية التحرير والاستقلال الوطني ، ومن ثم سياسات الحكم المتعلقة بالشأن الداخلي والسياسة الخارجية البناءة التي تعكس روح شعب مناضل يؤمن بأهمية تأسيس علاقات ايجابية ومتوازنة مع كل دول الجوار الاقليمي ركائزها تبادل المنافع ودرء المخاطر ، ثم الانتقال بهذه العلاقات الى المستوى الدولي.

لقد مر على استقلال ارتريا 21 عام ونصف العام ولا زال نظام الجبهة الشعبية الحاكم، نظام الفرد الواحد يكرس هيمنته على مقاليد السلطة ويعمل ما بوسعه من اجل إطالة أمد حكمه ضاربا ارض الحائط بكل القيم النضالية التي تميز بها الشعب الارتري في كل مراحل نضالاته السلمية والعسكرية ، حتى أضحت ارتريا لا تشبه شعبها البطل ولا الشعب الارتري يشبهها.

دأب الرئيس الارتري اسياس افورقي على ان يكون ضيفا على وسائل إعلام نظامه المرئية والمسموعة والمقروئة، لتجري معه حوار العام ، فيسترسل افورقي في مدح نظامه ، وقدح أنظمة العالم قاطبة ، في محاولة فاشلة لخدع الشعب الارتري الذي لم يصدقه يوما ، بل يتهكم منه ليل نهار ، سرا وعلانية ، ليس هذا وحسب ، بل ينصح أبنائه على مغادرة البلاد ، وعدم العودة اليها طالما ان هذا النظام يجثم على صدور مواطنيه ويدوس على رؤوسهم حتى يبقيهم أزلة ويائسين، يخدمون النظام وجنرالاته من خلال برامج السخرة التي إبتدعها أفورقي وقدمها لمساعديه من جنرالات الجيش الذين يطبقونها حسب أمزجتهم وأهوائم ، فأضحى العجزة والمسنون يعسكرون في مواقع العمل ، بل يعيشون بها عاما بعد عام ، فيما هجر الشباب من الجنسين والقادرون على تحمل مشاق السفر الذي يبدأ بمغادرة البلاد بالتسلل ، ودخول بلاد أخرى بالتسلل أيضا معرضين حياتهم لخطر الموت في بحار العالم ومحيطاته وصحاريه ، أو لينتهي به المطاف على أيدي مهربي البشر وتجار الأعضاء ، لتضاف على الشعب الارتري معاناة أخرى تتمثل في دفع فدية نظير إطلاق سراح أبنائه من أيدي مهربي البشر الذين يفضلون أبناء ارتريا أكثر ضحاياهم كونهم رزق وفير ومعين لا ينضب لطالما نظام افورقي باق وممسك بمقاليد الأمور.

لم يعرف عن الرئيس افورقي أن قدم في اي من حواراته السنوية التي كان آخرها ديسمبر الماضي رسائل توحي بإنفراج أزماته الكثيرة ناهيك أن يقدم الوعود كما يفعل رؤساء العالم من أمثاله، خاصة وان ارتريا أصبحت من أكثر بلاد العالم التي تبني السجون بدلا عن المؤسسات الخدمية وتزج شعبها فيه دون توجيه التهم أو تقديمهم لمحاكمات ولو صورية ، بيد أن السائد هو تعذيب هؤلاء ، والتنكيل بهم ثم قتلهم مع الحرص على عدم تسليم جثمان أي ضحية لذويه.

ان نظام افورقي الذي يكرر نفسه كل عام ، ويحصد الفشل تلو الفشل لا يملك لهذا الشعب اية اجابة لما يجب أن تكون عليه ارتريا أرضا وشعبا بعد أن مزقتها الحرب الكثيرة التي ظل يوقد نارها افورقي بنفسه ، فيحشر فيها كل الفئات العمرية من هذا الشعب ثم يعود بعد 21 عام من نزواته الصبيانية ليعلن في حواره الماضي عن بعد ارتريا سنوات ضوئية عن الحلول التي ينتظرها الشعب وهي:

– عودة الحياة المدنية للمواطن العادي

– سحب العجزة والمسنين من خطوط القتال والسماح لهم بالبقاء في منازلهم

– تسريح المجندين غير القادرين على الخدمة العسكرية

– منح منتسبي الجيش الارتري الإجازات السنوية التي يستحقونها، والسماح لهم بتفقد زويهم عند الملمات

– تهيئة الاوضاع الداخلية للبلد وتنقية والاجواء السياسية للانفتاح على المستويين الاقليمي والدولي

– وإن أمكن ، وهو بعيد المنال في عهد أفورقي، تطبيق دستور يرتضيه الشعب وتمهيد الطريق لتعددية سياسية يتم تداول السلطة فيها بشكل سلمي

-وعوضا عن ذلك ، بدا افورقي غير مكترث لآلام الشعب الارتري ، بل أكثر حماسا في تركيعه وإضطهاده قائلا ان ان فترة حكمه التي استمرت طيلة 21 عاما لم تثمر عن شئ ، وانه لا يرى لمشاكل هذه البلاد أية حلول في الافق الآن ، ولا مستبقلا ، بل تهكم على من يمد له يد العون من الدول الصديقة له والتي تعينه -قصدا أو جهلا- على تعذيب شعبه من خلال ما تقدمه له دعم بمختلف أشكاله الأمر الذي مكن افورقي من البقاء على سدة الحكم رغم رحيل أقرانه من الطغاة في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن بفضل الثورات الشعبية التي قادها الشباب. ولا يقتصر تهكم افورقي الذي يقود الدولة الفاشلة منذ ما يزيد على العقدين ، بل ينعت صديقاته من الدول التي تقدمت له بمقترحات لترتيب أوضاع البلد التي تقف على شفا هاوية سحيقة ، فوصف افورقي تلك الدول بنعوت لا تليق بمقام الرؤساء الذين يحترمون أنفسهم.

ان نظام افورقي ، للأسف قادر على البقاء متربعا فوق رقاب شعبنا المغلوب على أمره طالما ان بعض الدول ما تزال تقدم له ما يسد به رمق مساعديه في اركان نظامه الفاسد ، ولا شك أنه باق ، رغم 21 عام من الفشل المتكرر، على سدة الحكم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=28639

نشرت بواسطة في يناير 11 2013 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010