وكالة زاجل الأرترية تحاور معلما هارباً من النظام وهو يروي تفصايل معاناة اللغة العربية

وكالة زاجل الأرترية للأنباء :
أجرى الحوار: الأستاذ محمد إدريس قنادلا  – سويسرا
omer taha
عمر طه : النظام أول المستفيدين حين يجعل العربية رسمية مثل التجرنية
كنت أجنبياً في وطني يلزمه أن يتحدث التجرنية ويضطهد في دينه  
شاهدنا الموت غرقاً في طريق الهجرة فطرقنا باب الله فكتب لنا النجاة
من سويسرا تحدث لوكالة زاجل الأرترية للأنباء  عن غرائب رحلة محفوفة بالمخاطر شهد الموت فيها فنجا بفضل الله كما تحدث عن مجاهداته الحالية مع الآخرين من أجل تحريرأرتريا من نظامها الجائر الطائفي كما يصفه المعلم السابق بمدينة عصب في أقصى الجنوب الأرتري الأستاذ عمر طه:
في  البداية  يحسن  بنا أن  نسلط  الضوء  على  سيرتك الذاتية  ؟
قبل  الاجابة  على  سؤالك  اسمح  لي  أخي  أبو  هاني أن أتقدم  بالشكر الجزيل  لَـك  ولكل الزملاء الأفاضل  معك  في وكالة  زاجل  الأرترية  للأنباء  لما  تقدمونه  من  عمل  جليل  في  توصيل  رسالتكم الإعلامية  الهادفة  التي  تحمل  هموم الوطن  ومعاناة  المواطن الأرتري  وأكرر شكري لكم في تغطيتكم  بجدارة  للأحداث التي  تشهدها  الساحة  الأرترية  ،  وهذا الإنجاز حقيقةً  كان  له أثر واضح  في  كشف  الجرائم  التي  يرتكبها  نظام  هقدف  التصفوي  في  حق  شعبنا  الأرتري المغلوب  على  أمره  ، عودةً الى  سؤالك  لسيرتي  الذاتية  باختصار شديد  أقول  اسمي  عمر طه  من  مواليد  أرتريا وتحديداً  اقليم سرايي  ،  تلقيت  جزءاً  من  تعليمي الابتدائي  في  ” زولا” وهي  مسقط  أصيل لأسرتي  ،  والمتوسطة  في السودان  أما المرحلة الثانوية  التجارية  والجامعة  في ليبيا   وكانت لي الفرصة أيضا لمواصلة  الدراسات العليا  في  جامعة أمدرمان  الإسلامية  وللظروف  لم  أتمكن  من إتمام هذه المرحلة ، وفي الوقت الحالي  بجانب  نشاطي  في  تنظيم  دعوي سياسي  أنا عضو في  حركة الشباب الأرتري  للتغيير في سويسرا ورئيس  مجلسها  المركزي  سابقاً .
أنت  من  أبناء  قرية { عَد  شيخ } فما هي الذكريات  والأحداث الأليمة  التي  عايشتها  في  هذه  القرية  ولا تستطيع  نسيانها ؟
أراك  أخي  أبو  هاني  بدأت  بسؤالك  لي عن  الذكريات  والأحداث  الأليمة !!!
مقاطعا  قلت  له  فهل  من  ذكريات  جميلة لجيل  من أمثالنا وجد  طفولته  وسط  حروب مشتعلة  هنا  وهناك  ؟
لك  الحق  في هذا يا أخي  !!! على  العموم عَد  شيخ هي  قرية  صغيرة  هادئة  وجميلة  بطبيعتها  الخلابة  ،  بناها  جدي وسميت  باسمه  وتقع  تقريبا  على  مسافة {45} كلم   جنوب   مدينة  “مندفرا ” حاضرة  إقليم  ” سرايي ” وسكان  هذا  الأقليم الغالبية  فيه  من المسيحيين  فكانت  لهم  أيام  الاستعمار  مليشيات  مسلحة  مدعومة  ومسنودة  من  قبل  الجيش الأثيوبي ، فأكثر  المواقف  التي   تحتفظ  بها  ذاكرتي  هي  تلك  الجرائم  البشعة التي  ارتكبتها هذه المليشيات  بقيادة  المدعو { دبساي } في حق قريتنا والعديد من  القرى  المجاورة  لنا  بحُجة  أننا  دخلاء  وغرباء  في  المنطقة  وداعمون  لمجموعة  الشفتة { قطاع الطرق } يقصدون  بذلك  جبهة  التحرير  الأرترية  ،  فأتذكر وأنا  صغير  ما  ارتكبته  هذه  المليشيات الحاقدة  والمارقة ، في  حق  قريتنا الأمنة  من  قتل أناس عُزل وحرق المنازل  ونهب  الممتلكات  بما  في ذلك  المواشي ، وأتذكر  أنهم كانوا يرددون بلغتهم  التي لا أجيد  التحدث  بها  عبارة { دقي  حليمة  طلام  بل وووم } يعني  أولاد  حليمةُ  السوداء  اقتلوهم  من غير رأفة  ولا  رحمة ،  وحليمةُ السوداء  يقصدون  بها  أُمنا حليمةُ  السعدية  رحمها  الله  رحمةً  واسعة  وهي  التي  أرضعت حبيبنا  المصطفى  محمد  صلى  الله عليه  وسلم  ،  فتلك  المجازر  المشينة  والأليمة  في  حق  أهلي  وشعبي  لا تغيب عن  ذاكرتي  أبدا  كأنها  حدثت  اليوم .
     
تعيش بعيدًا عن الوطن ما الأسباب التي أجبرت الطائر أن يغادر عشه  الدافئ ؟
تلك الذكريات الأليمة  والبشعة  التي  ذكرتها  لك  جعلت أفراد  أسرتي التي  نجت  بأُعجوبة  من  الموت المحقق ،  أن تَـفر وتلجأ  الى  السودان  كبقية  مكونات  شعبنا المتضرر الهارب  من  المجازر والحروب  المدمرة  التي  شهدتها  المنطقة  آن ذاك  ،  أذكر منها  على  سبيل  المثال  لا  الحصر مجزرة قرى ” عونا ” و” شِعب ”  و” حرقيقو” ، لكل  هذه  الأسباب المؤلمة  كان  قدرنا  اللجوء  والاستقرار  في دول  المجهر  طيلة  فترة  الكفاح  المسلح ، وبعد  التحرير في منتصف التسعينات من  القرن  الماضي قررت  العودة  الى  الوطن  كبقيةُ   من  عاد  إلى أهله  ظناً  مني  أن  الوطن  يسع  للجميع  وأن الحرية وتحديد  الهوية  الوطنية  التي  فقدها  الشعب  الأرتري  لسنين  طويلة  بدأت  ترفرف  في  سماء ”  أسمرا” مرحبةً  بقدوم  الأهل  والأحباب  ،  وللأسف  الشديد  ما وجدته   وشاهدته  على  أرض  الواقع  كان  مغايراً تماما ، حيث  ترى وتسمع  لما  لم  يكن  في  خاطرك  !!!!  من  أنت  ؟  ومن  أين  أتيت  ؟ وهات ما عندك  وإلا … ؟  والاجابة  لابد أن تكون  بلغة  الدولة  الوليدة { تجرينية} والاّ  فأنت  أجنبي  تحتاج  الى  مترجم !!! وبينما أنا  في  حيرة  من  أمري  لهذا الواقع  الغريب !!! التحقت  للعمل  في  مجال  التدريس  وهي  الفرصة  الوحيدة  التي  كانت  أمام  كل  عائد  مهجر  ، فمهما  كانت  تخصصاته  العلمية يتم  توجيه  المعني الى  مجال  التدريس  وعلى  وجه  الخصوص  المرحلة  الابتدائية  ، وذلك  بقصد  تجهيله  ومسح  مكتسباته العلمية التي اكتسبها في مجال  التخصص  الدراسي ، فالسبب  الرئيسي  الذي أجبرني  أفكر  في  الخروج  ومغادرة  البلاد ،  هو  خوفي  من  الاعتقال لأي  سبب  من  الأسباب  لأن  مدرس  اللغة العربية  في  وقتها  كانت  عليه  مراقبة  شديدة  في  كل  تحركاته  والأنشطة التي  يقوم  بها ، أضف  الى  ذلك  أيام  الحرب الحدودية  بين  أرتريا  وأثيوبيا  استدعت  وزارة  الدفاع  الأرترية  بالتنسيق  مع  وزارة  التعليم  الكثير  من  المعلمين  وخاصة أساتذة  اللغة  العربية  للالتحاق  بقوات الدفاع  الشعبي  ،  فتم  تقسيمنا  وترتيبنا  على  شكل  دفعات ، وكل  دفعة  لها تأريخها  المحدد  للتوجه  الى  ساحة  القتال  ،  فأتذكر أن  مسؤول  المكتب  التعليمي  بمدينة  عصب  في  اجتماعه  التنويري لنا حذر وهدد  بالاعتقال  لكل  معلم  لم  يستجب  الدعوة  بحجة  أن  الوطن  الجريح  يحتاج  لأبنائه  ومعلميه  في  الدفاع عنه ، وبينما  نحن في  هذه  الحالة  وجدت الفرصة  السانحة  للهروب  خارج  الوطن  الجريح
.
هجرتك  من  الوطن  مثل هجرة الآخرين مرت بمحطات  كثيرة  وعقبات  ومواقف عصيبة !!!!   لو تكرمت  بذكر مشهد  من مشاهد  هذه  المحطات العصيبة ؟
الجميع  يعلم  أن  طريق  الجهرة  هو  طريق  وعر وهالك  في  غالب  الأحيان  ،  فكل  من  يفكر  في  هذا  الطريق  تدور في  هواجسه  وخواطره   أهمها  كيف  الوصول  بسلام  الى المحطة  المرسومة  والمحددة  له  أو الهلاك  سواء  كان  في الصحراء او غرقا  في  البحار ،  يعني  الوصول  حيا  أو  ميتا  لضفاف  الطرف  الشمالي  من  البحر  الأبيض  المتوسط  ، فبينما  نحن  في  قارب  صغير  متهالك   متجه  بنا  إلى  إيطاليا ،  أتذكر  بعد  يوم  كامل  من  ابحارنا  واجهتنا  أمواج عاتية  ارتفاعها تقريبا  في  حدود  ستة  أمتار ،  ومعظم  من  في  القارب  وأنا في مقدمتهم  ليست  لنا  المعرفة  والدراية  في السباحة  ونحن  في  هذا  الموقف  العصيب  بدأ  الجميع  يفكر في كيفية  نجاة  نفسه  دون  غيره ، إلا  أن  صراخ  الأطفال والنساء  جراء  تصدع  القارب الذي  بدأ  واضحا  جعلني أنسى  نفسي  في  أن  ألتفت  إليهم  بعين  الرأفة  والرحمة  فدعوت الجميع  وهذا  ما  أملكه  أن  يرفع  يده  للسماء  طالبا  النجاة ، والحمد لله  كانت  الخسائر  قليلة  مقارنةً  بالقارب  الذي هلك  بكامل  حمولته  كان  على  مسافة  ليست  ببعيدة  عنا . 
      
هل تجد في  دار الهجرة  تفريقاً  وتحيزا واضحاً تقوم به المنظمات الإغاثية  أوالحكومات  الغربية  في  أوساط  المهاجرين على أساس الاعتناق الديني  ؟
عندما ننظر الى المنظمات  الاغاثية  الأهلية     او الرسمية   أو الحكومات  الغربية  التي  تستقبل اللاجئين  بهذه  الاعداد الكبيرة ، نجد في  نظرتنا  العامة أنه لا  توجد تفرقة  عنصرية على  أساس  الدين أو  العرق  وعلى  هذا  الأساس  يتم التعامل  مع  كل  مهاجر  لحين  تسوية  إجراءاته بالقبول    أو  الرفض ، إلا أننا نلاحظ  أحيانا على المستوى  الشخصي للموظف الاغاثي  أو الحكومي  يتصرف بتصرفات عنصرية  أساسها  التفرقة  الدينية  أو العرقية واذا  تمكن  المهاجر من اثبات  ما وقع  عليه من  الضرر ، هنا القانون  يكفل  له  الحق  في  التظلم  أمام  الجهات  المختصة ، وللحقيقة أقول إذا قارنا هذه  التجاوزات  الطفيفة  في  دولة  اللجوء ،  بتلك  التجاوزات  الخطيرة  التي  تواجه  المهاجر  أثناء  مروره  وعبوره  للدول التي  تقع  جنوب  البحر المتوسط   سنجد  الفارق  كبيراً ، حيث  يواجه  للأسف  الشديد  المهاجر  في  هذه  الدول  أبشع صنوف  التعذيب  وأحياناً  القتل .   
     
كنت  معلما  في عصب … هل  من  تفاصيل  عن  مدارسها  ومعاهدها  بمختلف  المراحل ؟
في  الفاتح  من سبتمبر عام 1996 م  وطأت  قدمي لأول  مرة  التراب  الطاهر  لمدينة  عصب  الشامخة  الجميلة  بطبيعتها والمرحبة  بأهلها ،  وتوجهي  لهذه  المدينة  العريقة  كانت  فرصة ذهبية بالنسبة لي للتعرف  على  أهلها  البسطاء  ومعالمها التاريخية ، مكثت  في  هذه  المدينة  معلما  وسط جيل  يحب  المعرفة  والتعليم  رغم الامكانيات  المتواضعة  أو الشحيحة  ان صح  التعبير ،  فعودة  إلى سؤالك عن تفاصيل المدارس  والمعاهد نجد  مدارستين ابتدائيتين في حي  يُسمى {عصب كبير}ومثلهما  في  { عصب  صغير } مقابل  ذلك  نجد  مدرسة  متوسطة  اسمها   ” عواتي”  وأخرى  ثانوية  اسمها  ” ولدي آب ” وكذلك  معهد  عصب  الاسلامي  وهو صغير ووحيد  في  المدينة .  
     
هل  من  تعليق  على  ما  ينشر من  أخبار هروب  دفعات   من  المعلمين  الأرتريين  إلى  دول الجوار ؟  وهل  يليق  لهذه الفئة  المتميزة  أن  تترك  الوطن  بسبب  الضغوطات المعيشية  والنفسية ؟
 التفكير في الهروب  هي  تلك السمة  المحببة  لدى    المواطن الأرتري  وخاصة  عند  فئة  الشباب  والجنود  والموظفين  في القطاعات  المختلفة  بسبب الضغوطات  النفسية الهائلة والمعاملة  القاسية  غير  اللائقة من  قبل  كبار  الموظفين  وقادة الجيش ،  فكل  هذه  التراكمات  والوضع  المعيشي  المتردي  والسيئ  بطبيعة  الحال  تجعل المعلمين  بصفة  خاصة يفكرون  في   الهروب خارج  البلاد  لتأمين  حياتهم  وتحسين  معيشتهم ، لأن السياسة التي  تتبعها الدولة  تجاه  هذا  القطاع الحيوي  المهم  هي  عملية  تجهيل  الأجيال  الصاعدة  انطلاقاً  من  مبدأ  أن التعليم  ليس  غاية  في  حد  ذاته  ،  انما الغاية  هو  خلق  جيل  أُمي  فكريا  يعبد  الطاغية  ويخدم  من  غير مقابل العصابات المحيطة  بالنظام  .
اذكر لنا محنة التعليم العربي الإسلامي في عصب  مقارناً  بين الفترتين قبل الاستقلال  وبعده ؟
محنة  التعليم  العربي  الاسلامي  ان كنت  قاصداً  بها  المعاهد  الاسلامية ،  فإن  مدينة  عصب  كغيرها  من  المدن الأخرى  في  ارتريا  تعاني  لعملية  التهميش  الممنهج  لأن  التعليم   في  المعاهد  الاسلامية  يعني  في  مفهوم  نظام هقدف  التصفوي  خط  أحمر  غير  محبب  الاقتراب  منه  بحجة  تجفيف  الارهاب  من  جزوره  ،  في  حين  أن الاستعمار الأثيوبي  قبل  التحرير  كان يتبع  سياسة  التعليم  المفتوح {التعليم الحر} فالمعاهد  الاسلامية  وقتها  كانت  سمة  محبة تشجع  الأهالي  في توجيه  ابنائهم  إليها .   

في  ظل  استخدام  التقرنية  كلغة  ادارية  مُهيمنة  في القطاعات  الخدمية   يري المتابعون  والمحللون  أن   اللغة  العربية  في  ارتريا  تعاني  من  التهميش  الممنهج !!! فهل  من  الممكن  أن  يحدث  تعايش  آمن  بين  الناطقين  بالتجرنية والمؤيدين  للغة  العربية  وكيف ؟
 أولاً  – لا يوجد  في أرتريا  مؤيدون للغة  العربية  بل الناطقين  بها  فعندما  نقول الناطقين بالتجرينية تقابلها  مجموعة  أخرى وهم  الناطقون  بالعربية  هذا  للتوضيح  ،  ثانيا-  اذا  كان  الجميع  يحرص على  وحدة  التراب  الأرتري  غير  قابل للتجزئة   فأن عملية  التعايش  الآمن  بين  الطرفين  لا يمكن  أن تتحقق  إلا من  خلال  استخدام  اللغتين  العربية  والتجرينية كشيء  أساسي  لا بد  منه  في  كافة  القطاعات  الخدمية  والتعليمية ، أما الكيفية  في  تحقيق  هذا  الهدف المنشود في اعتقادي  الشخصي  يكمن  في  تنازل   من  يحمل  بعصبية  راية  التجرنة  للواقع  الذي  يفرض  نفسه  في  استخدام  اللغة العربية  بجانب  اللغة  التجرينية .   
 
ما  تقييمك  لفرض  النظام  الحاكم  في  أسمرا  اللغة  التجرينية  على  الشعب  الأرتري ؟  وهل  من  فوائد  ومكاسب  ممكن أن  يحققها  النظام  من  وراء  سيطرة  التجرنية  على  الوطن والمواطن ؟
 تعتبر التجرينية  بجانب العربية ، اللغة  الرسمية  التي  أقرها  البرلمان  الأرتري  في  عام 1952م  وما  أقره  الآباء  والأجداد في  سبيل  وحدة  الوطن  يعتبر من الثوابت  الذي لآ يمكن التنازل  عنه ، أما  أن يفرض  النظام  بقوة  ارادته  برنامج  تجرنة مكونات  الشعب  الأرتري على  حساب اللغة  العربية  أو بقية  اللغات المقابلة  لها ، فهذا  لآ يقبله  الشعب  الأرتري  بل يرفضه  تماما  وفي  الحقيقة لا  توجد  فوائد  أو مكاسب  جراء  هذه  السياسات  التعصفية  الهمجية  سوى  اكتساب  كراهية النظام  من  عامة  الشعب ، وهذا  النظام  اذا كان  محسوب  على  مجموعة  التجرينية  فهنالك  مسيحيون  شرفاء  ينكرون  ويرفضون  هذه  السياسات  الخاطئة  في حق  الشعب  الأرتري  المغلوب  على  أمره .  
    
ماذا يستفيد  النظام  الحاكم  في  أسمرا  لو كانت  اللغة  العربية  رسمية  في أرتريا ؟  يتعلمها الطلاب  في المدارس والجامعات  ويتعاملون  بها  في  حياتهم  العلمية  والعملية  مثل  بقية  مكونات  الشعب  الأرتري ؟
  أولاً –  المستفيدون  من هذه  الخطوة  هو النظام  نفسه  لأنه  يقر  بالاعتراف  أمام  شعبه  أن  اللغة  العربية  هي  لغة مجتمعه  الأصيل  وبالتالي  التعليم  بها  في  كافة  المراحل  يعني  اكتساب  كوادر  علمية  شابة  تستطيع  ربط  البلاد والعباد  ببقية  المرافق  الحيوية  الأخرى  والتي  بدورها  ترتبط  بدوران  الحياة الاقتصادية  والتجارة  الدولية  لتخلق   توأمة  بدول  الجوار  شعارها  التعايش  السلمي   وتعزيز القدرات  التنموية  بين  الشعوب .  
 ما  الأنشطة  التي  تقوم  بها  الآن  لصالح  القضية  الأرترية  ؟  
  في ظل  ضعف  المعارضة  وغياب  وحدة  الخطاب  السياسي  الذي  يرسم  معالم  المرحلة  الجديدة  بعد  التغيير ،  نجد الساحة  الأرترية  للأسف  الشديد  تمر بمنعطفات  خطيرة لآ  يُحمد عُقباها  وادراكاً  لِـمَا  يمكن  أن  تواجهه  شعبنا الأرتري  بجميع  مكوناته  وتنوعه  الثقافي  والديني  في الداخل  والخارج  من  ضياع  حقوقه  وقضيته  العادلة  ، نجد الفئة الشبابية  الأرترية  في  سويسرا  أخذت على عاتقها  أن  ترفع  راية  الانتفاضة  الشعبية  التي  تحقق  تطلعات  الشعب الأرتري   في  بناء  حكم  راشد  يستند  الى  دستور  ديمقراطي  تعددي  يتم  فيه  تداول  السلطة  سلميا .
وتحقيقا  لهذا  الهدف  المنشود  والغاية  السامية ، أجد  نفسي  عضواً نشطاً وسط  هذه  الفئة  الشبابية  التي  أخذت على نفسها  لِتَحمُلِ  هذه  المسئوليات  والتحديات  الكبيرة  تحت  مظلة  حركة  الشباب  الارتري  للتغيير   مقرها  في  سويسرا ، ويعتبر  تأسيس  هذه  الحركة الشبابية   نقلة  نوعية  وتاريخية  جيدة   تعبر عن  هموم  الشباب  الأرتري  الغاضب  ونحن في  الحركة  بفضل  واصرار  الشباب  وقيادته  الحكيمة  استطعنا  خلال   فترة  وجيزة   ضمن الحراك  الشبابي  والجاليات الأرترية  المقيمة في  أوروبا  أن  نفضح  تلك  السياسات  الخاطئة  والجرائم  البشعة  التي  يرتكبها  نظام  أفورقي  المستبد  في حق  شعبنا  الأرتري  ، كان ذلك  من  خلال  المظاهرات الحاشدة  والعديدة  التي شهدتها  المدن  السويسرية  وكذلك  الساحة الأممية   في  جنيف في  الفترات  الماضية  حيث استطعنا  تقديم  مذكرات  احتجاجية  لمندوب الأمم  المتحدة  ومسؤول المنظمة  الدولية  لحقوق  الانسان أضف  الى  ذلك  أن الحركة  لها علاقات  وثيقة  وجيدة  مع  المنظمات  السياسية ومنظمات  المجتمع  المدني  والحقوقي ، والحركة  بقيادتها  الجديدة  المنتخبة  في  مؤتمرها  الرابع الذي  عقد  مطلع هذا العام  2016م  بمدينة  زيوريخ  يترأسها  السيد  عبد الرازق  سعيد  تدعو كافة  التنظيمات  السياسية  الأرترية   
الاستماع لصوت العقل والاستفادة من التجارب السياسية السابقة والتفكير في الغد والوطن المتماسك وتحويل هموم  حاضرنا  الى مستقبل  واعد  بذلك المفهوم القائم على الانسجام والتوافق ،  لنبني  معا  الدولة  المدنية التي  تحتضن  جميع مكونات الشعب الأرتري  وتحت  قيادة رشيدة  ، البعيدة عن المذهبية والطائفية والمناطقية والمحسوبية ، كي  نحافظ  على  كيان الوطن  ووحدة شعبه  الرافض لتلك  المنعطفات القاسية التي نراها  اليوم  في  الدول  المجاورة  كاليمن  ومصر وسوريا  ليست  ببعيدةٌ  عنا .
 
      

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36724

نشرت بواسطة في مارس 26 2016 في صفحة المنبر الحر, حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010