انطفأت الشمعة
توفى ابراهيم الحاج محمود ( قبال ) احد شباب مدينة عدقيح فى عهد الثورة فى 13 ديسمبر 2012م من الشهر الماضى فى العاصمة السودانية الخرطوم بعد صراع طويل مع امراض مختلفة.
ولد ابراهيم فى مدينة عدقيح سنة 1939م وترعرع فيها ، وفى عز شبابه انخرط فى تنظيم حركة تحرير ارتريا فور تأسيسها وعين فى الخلايا السباعية فى مدينة عدقيح التى كانت تتكون من عناصر مشهورة امثال الشهيد العم عمر ادم ، والحاج سليمان ارحو ، والعم عبدالله على والحاج عبدالله وأخرون وكانوا اصحاب محلات تجارية صغيرة مثل الدكاكين ومطاعم التى كانت تعتمد عليها مدينة عدقيح وسكان ريفها فى تلك الفترة ، ومن اعيانها وعقلائها ايضا .وكانت خلاياهم تمتد الى قرى فى ضواحى مدينة عدقيح. وكان ابراهيم الحاج محمود ايضا يمتلك دكانا كان مركزا لاجتماعاتهم ونقطة للقاءاتهم . ومن العناصر المشهورة التى كانت تأتى من ضواحى المدينة المحامى الشعبى المكفوف محمد عمر من قرية حينبا الذى كان محل اعجاب الكثيرين بحفظه لجميع القوانين العرفية عن ظهر قلب ومقدرته الفائقة فى مرافعة القضايا فى محاكم مدينة عدقيح .وفى لقائى مع المرحوم ابراهيم الحاج محمود فى الخرطوم اتذكر بأنه حكى لى عن دور العم محمد عمر واخرين فى العمل السرى كثيرا.وتلك الكوكبة من المناضلين كانوا يقومون بدعم مختلف الوحدات العسكرية للثورة فى تلك المنطقة وخاصة بعد انضمامهم الى تنظيم جبهة التحرير الارترية .
وأثناء وجودهم بالحركة كان ارتباطهم مع الاستاذ محمد عمر يحى ومحمود اسماعيل . وكان ابراهيم الحاج محمود يلتقى بياسين عقدا فى اسمرة وهو من مؤسسين حركة تحرير ارتريا. وقال ايضا انه تعرف على تكؤ يحدقو ومحارى دبساى وهم من النواة الاولى للحركة فى مدينة اسمرة . وبعد التحاق ابراهيم ورفاقه بالجبهة سنىة 1965م كان ابراهيم من اللذين تحركوا من عدقيح الى حديش فى الساحل الشرقى من اكلى جوزاى للالتقاء بالمسئولين فى المنطقة الرابعة محمد على عمرو ونائبه على معطوق ، وكانوا يقومون بتذويد الثوار بالمعلومات عن العدو وإرسال مختلف الاحتياجات الضرورية لهم من المدن مثل الاحذية والسكر والخ.وواصلوا ايضا ابراهيم قبال ورفاقه استقبالهم للمنطقة الثالثة عند قدومها الى المنطقة واتصالاتهم معها . واجرى ابراهيم لقاءات سرية مع الشهيد احمد ابراهيم مسئول الاستخبارات العسكرية للمنطقة والمناضل طادوه شوم عمر فى ضواحى عدقيح وكذالك مع المناضلين وفدائى المنطقة ابراهام تولدى ،سعيد حرك ،عبدالله داود ،هيلى قانقول وكانوا يقومون بتذويدهم بالأشياء المطلوبة وكانت مراسلاتهم مستمرة .
ومع مرور الزمن توسعت خلايا السرية للجبهة فى القرى والمدن وبدأ دعم الثورة فى المنطقة ايضا يتسع .وفى سنة 1967م تعرضت هذه الخلايا الى الكشف بعد ان قبض على احد أعضاء الخلايا السرية وقام العدو باعتقالات عشوائية مع اشتداد الضربات للثورة فى تلك المنطقة . و عندما انكشف امر ابراهيم ترك المدينة وخرج الى الريف . وبعد ثلاثة شهور اتجه الى اسمرة ثم بعد ان شعر بالملاحقة توجه الى مدينة كرن مع الاستاذ محمد عمر يحيى فى اواخر 1967م .وبعدها توجه الى السودان وكان يعيش بأسرته فى معسكر ألاجئين ثم اتجه الى السعودية ومكث فيها فترة من الزمن وأخيرا رجع الى السودان وكان يعيش مع اسرته حتى فارقته اسرته المكونة من زوجته وابنتين وابن واحد عندما لقيت فرصة اللجوء فى احد دول اوروبا قبل حوالى سنتين بينما بقي هو فى السودان . والجدير بالذكر المرحوم ابراهيم لم يفارق النضال فى صفوف تنظيم الجبهة طيلة فترة حرب التحرير وكان ايضا عضوا فى جبهة الانقاذ المعارضة حتى وافته المنية بعيدا عن وطنه وأسرته وهو يتجرع مأساة مرارة التشرد والتشتت الاسرى الذى يعانى منه الشعب الارترى فى الوقت الراهن بينما هو فى اشد الحاجة الى الدفئى والرعاية بسبب كبر سنه واعتلال صحته .
ابراهيم الحاج محمود كان شخصية اجتماعية متواضعة ، وعندما يقابله شخص ما يعرفه فى ايام شبابه يشعر وكأنه امام شاب فى سن الثلاثينات كما فى صورته القديمة هذه ، وخاصة عندما يروى لك احداث الثورة و يحث الناس حاليا بالصمود والتضحية من اجل الحرية والكرامة .
وشخصية ابراهيم كما ذكرت مرتبطة بشخصيات مناضلة وهبوا حياتهم من اجل الحرية والكرامة. ورحيله يذكرنا بمذبحة عدقيح التى قام بها العدو الاستعمارى واستشهد فيها زملائه وكان ذالك بعد عشرة سنة من ترك ابراهيم للمدينة بتاريخ 10 نوفمبر 1977م وهم :-
- عمر ادم
- حاوة سنقور زوجة عمر ادم
- عبد (مدبر) عبدالله
- احمد (صائغ) عبدالله
- عمر دين محمد ( عرورة )
- محمد صالح محمود ( ترزى )
- عبدالله محمد
- عمر درنكا وزوجته وأربعة ابنائهم.
- شيخ صالح ( مبسوط )
اللذين تم قتلهم بأساليب بشعة بعد ان داهموهم في بيوتهم ومواقع اخرى. وقبل هذه الحادثة بشهور قليلة ايضا قاموا بقتل الاتية اسمائهم فى مواقع مختلفة وفيهم من ذكر اسمائهم انفا وهم :-
- الحاج عبدالله ابراهيم
- على ابراهيم حفيد الحاج عبدالله
- المحامى الشعبى محمد عمر
- نورى حالى
ختاما نسأل الله ان يتقبل ابراهيم الحاج محمود بواسع رحمته ويلهم اسرته وذويه ومعارفه بالصبر والسلوان ويتقبل كل الشهداء فى جنات الخلد وإنا لله وإنا اليه راجعون .
عبدالله حسن
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=28572
أحدث النعليقات