أحـداث الـتـأريـخ بـيـن الـحـيـدة عـنهـا وقـراءتها بمـقـاصـدهـا (4-5)

abu usamaبقلم: أبو أسامة المعلم،
E.mail: asous.ert@gmail.com

القراءة السابعة، كون الإسلام طرفًا ثانيًا في الصراع.

قال أستاذنا: “نعم الصراع في ارتريا ليس طائفيا بين أديان ومذاهب، بل هو صراع مرير من أجل حقوق إنسانية أساسية ووطيدة، والحق في العقيدة والدين والعبادات هو أحدها ولكنه ليس أولها، وأردف، التكليف الشرعي ذاته يفترض أن يكون الإنسان حيا، لأداء حق الله عليه، ويفترض كذلك في هذا الإنسان الحرية، ويفترض فيه التمييز وأخيرا العقل. فالإنسان تسقط عنه الصلاة بالوفاة، وهو قطعا لا يستطيع أداءها وهو يجود بأنفاسه الأخيرة نتيجة جوع مهلك أو جرح يثعب دما، كما لا تجب عليه إذا كان فاقدا لرشده وعقله…………”

هكذا قد جعل الأستاذ فتحي ذات الدين الإسلامي الطرفً الثاني في الصراع مع حزب الجبهة الشعبية أثناء مناقشته لطبيعة الحرب التي غدا حزب الجبهة الشعبية يشُنها ضد شعبه، وبهذا فقد حصر بأن الصراع الجاري في إرتريا هو فقط بين حزب الجبهة الشعبية والإسلام، ولا أدري بالضبط ما هو تفسيره لواقع التنظيمات الإرترية الأخرى، بيد أنه وإن جعـله طرفًا ثانيًا في هذا الصراع، فقد صوره الطرف الأضعف والأقل أهمية، فهو لذلك يجب أن يكون تابعًا للطرف القوي، لا كونه شريكًا، له حق الإسهام في صناعة واقع الوطن بما لديه من إرثٍ ثقافي وحضاريٍّ في الشؤون العامة والخاصة، أو في مرتبة دون هذه الندية فيكون من حقه الاستقلال بشؤونه الخاصة دون الوصاية أو الهيمنة عليه.

لا أرى مسوغًا واقعيًّا لهذا البعد الفكري، ومع انتفاء هذه المعاني، يبدو أن الأمر مقُصود لذاته من أجل خلق واقعٍ جمعيٍّ يُمكِّنُ من تحقيق بعدٍ فكريٍّ آخر تترتب عليه أهداف لقوى إستراتيجية إقليمية ودولية، ولما كان الأمر كذلك، فالقراءة تكون من وجهين، هما:

الوجه الأول، قراءة من زاوية نظر بعدٍ أدبيٍّ.

الوجه الثاني، قراءة من زاوية بعدٍ سياسيٍ وفكريٍ.

الوجه الأول.

أصل المادة دراسة بحثية سياسية وفكرية، أي ليس البعد الأدبي من خصائصها، لهذا لا أرى الوقوف كثيرًا على المسائل الأدبية المستفزة  التي فيها، ذلك كي لا نخرج عن أصل المادة بمناقشة قوله، كون الصلاة لا تفرض على ميِّتٍ، وقوله كون الإنسان لا بد من أن يكون حيًّا لكي يُطالب بالصلاة، وما جاء من قبيل عباراتها التي تشبه تفسير الماء بالماء بعد جهد، أو أنها عبارات تنبي بالتلاعب والاستخفاف بعقول المُخاطبين، واستهتار بالشريعة الإسلامية، وكأنه يقول لله العليم جل في علاه: (أحسنت تشريعًا يا الله لما لم تُطالب الميت بأداء الصلاة)! وبهذا كأني به يُثني على قدرته العقلية الفذة التي وازت حكمة الله في تشريعه.

إن مثل هذا الخطاب لا يمكن أن يتصور العقلاء أبدًا، أن إنسانًا عاقلا يوجه هذا الخطاب إلى عقلاء راشدين يعملون في حقول شؤون الاجتماع بقراءتهم للماضي ومناقشتهم للحاضر، هذا وهم يتشوفون مستقبلاً أفضل، فالخطاب من قبيل قولنا لعاقل محترمٍ وقورٍ دون مناسبة ولا مسوغ: (أنت كغيرك من الناس تأكل وتشرب)! ولو أن هذا الخطاب تم توجيهه إلى أطفال هم في مرحلة التكوين الفكري والتهذيب الخُلقي، لربما ساغ مع ما فيه من ملاحظات حتى بحق الناشئة المبتدئين الذين هم تحت أيدي صانعيهم على هيئة ما، والقول في جملته يصنف، من قبيل شططٍ سياسيٍّ، وترفٍ فكريٍّ يكتبه صاحبه على رمالٍ يُورى فيها المنطق السليم.

الوجه الثاني.

إن البعد السياسي والفكري الذي يتخفى خلف هذه الأقوال، إنما هو من قبيل من يوحي إلى الأعادي ومعهم ناشئة المسلمين بأن: (الدين الإسلامي ليس بذي شأن حتى يتوهم أتباعه بأنه يأتي ضمن أولويات النضال الوطني الذي هو من أجل تحقيق الحريات الوطنية الشاملة لكم ولغيركم من الأشباه والأضداد.

أي دعونا نحقق مطالب الحريات الوطنية التي لن تبخل عليكم بحق أداء العبادة، فإنكم لن تستطيعوا أداء الصلاة دون تحقيق مطلب الحريات الوطنية، فالإنسان في واقع غياب الحريات كالميت، والميت لا يطالب بالصلاة ولا بالصيام ولا بغيرها من شعائر العبادة.

هكذا نجدنا أمام قراءة واضحة لما يُراد لنا في مستقبلنا على وطننا من قبل أبنائنا قبل أعدائنا بتخطيط تغييبنا عن ساحات العمل الوطني المشترك من أجل صناعة مستقبل وطنيٍّ يكفل الحريات الفكرية بكل أبعادها الثقافية والتأريخية والأخلاقية، والحريات السياسية ضمن مجتمعٍ إرتريٍّ مدنيٍّ متحضِّرٍ كنا نحن المسلمون من صنع واقعه المعاصر عندما أبقيناه على قيد الحياة المستقلة بعد إذ أراد له الآخرون الزوال بما تقدم ذكر حقائق أحداثه التأريخية.

إن هذا المخطط التغييبي، هو عين إقصاء الإسلام عن الاشتراك من أجل صناعة الحياة، وهو ما تريده قوى العالم المتنفذة التي تهيمن على أجزاء من أوربا، وكامل العالم الثالث بقيادة الروتشيلد بعد استيلائها على أميركا كلها من خلال الكنيسة الإيفانجليكية التي جاء ذكرها أعلاه في موضعها.

إن الفكر العلماني الذي آمن به بعض أنصاف المثقفين، وتترس به آخرون ممن كانوا قد حسموا خياراتهم، هو الذي على أساسه تحقق للجبهة الشعبية إقصاء كافة التنظيمات الوطنية تمهيدًا لبلوغ استتباب الحكم لها دون شريك ولا منافس، ولم تحقق الجبهة الشعبية هذه الإنجازات العظيمة إلا بجهد جبار أسس له سلف ناظت منذ تخفيه خلف الفكر الشيوعي الذي استمد قوته إبان فترة الكفاح الوطني المسلح من بعض أبناء المسلمين السذج الذين صدقوا بأن فردوس الاشتراكية والقومية العربية قد غدت بين أيديهم من خلال الكلاشنكوف.

نعم، لقد قدَّمُوا لهم أول ثمار فردوس الفكر الإلحادي، في قوارير خمر حقيقية أنيقة لم يعرفوها في سالف عهدهم، وفي قوارير الجنس الناعم من المناضلات اللاتي تم دسَّهُنَّ في أحضانهم بعد أن تأكدوا من مسخهم وإيهامهم بأنهم أصبحوا رفاقًا مناضلين أشاوس أحرارًا، وقد كان غالب هؤلاء المتوهمين، ممن تمدينوا اضطرارًا بما غُرِّروا به من مظاهر خارجية كالتي لم تتوافق مع مخبرهم، فظنوا أنهم على شيء وهم في حالة تخلف فكريٍّ وأداء متردٍ، ذلك لأن البداوة والتخلف، تم تزويرهما لهم بتلك القوارير الناعمة اللاتي أحكمن تمام مسخهم، فغدوا لذلك يتكلفون التحدث بالتجرينية لإثبات تمدينهم، وهم يتوددون إليهن دون أن يشعروا بما كانوا يعملون، هذا في الوقت الذي كانوا يناصبون فيه العداء لشركاء مصيرهم الحقيقيين، بينما كنوا يؤدون المهام الموكلة إليهم بحسب المخطط الذي رُسم لهم، فكانت النتيجة هي المترجمة في واقع اليوم المأساوي.

ولئن كانت تلك نتيجة لواقع اليوم المأساوي بما صنعه سلف ناظنت، فثم من أسهم معه في صناعة هذا الواقع المأساوي من جهة خصومه الذين كانوا يعملون ضد أنفسهم وأمتهم وهم لا يدرون بما كان يجري من حولهم، بسبب تخلف قراءتهم لأحداث التأريخ، وليس ذلك إلا لأن جل أولئك الداعمين لمخططات سلف ناظنت، كونهم من القيادات القبلية والإقليمية المتخلفة التي كانت تعمل دومًا سرًّا وعلانيَّةً لرعاية مصالح أفراد القبلية أو الإقليم بدلا من العمل لصالح أهداف الأمة في حاضرها ومستقبلها، وهو ما تنطق به حقائق التأريخ التي لا يمكن إزالتها عن صفحاته، فهي التي لا تنطق إلا بماستودعه فيها الإنسان وهي غير غاشةٍ ولا مزورةٍ ولا مختلقةٍ، ذلك لاختلاف قوانين آية التأريخ، عن قوانين البشر.

لم يتوقف مسلسل مأساة الأمة من جهة أبنائها إضافة إلى ما هو دومًا من جهة أعدائها وخصومها الذين لا يرقبون فيها إلا ولا ذمة، إذ ها هي بعض الأفكار المربكة لنا تأينا حينًا بعد آخر من لدن أبنائنا، فتدفعنا إلى واقع نزاعات ليست أبدًا من أولويات حاجاتنا الملحة الحقيقية التي تخدم آمال وطموحات أمتنا.

وهكذا نجدنا دومًا تتبعثر كل قوانا فنصبح أشتاتًا هينين على خصومنا دون أن نبالي بالزمن الذي يمضي ونحن في تيه كتيه بني إسرائيل الذي كتبه الله عليهم عندما أكثروا من الكلام والجدال، بدلا من العمل وفق المطالب الحقيقية التي تَصلحُ بها أحوالهم في حاضرهم ومستقبلهم بعد نجاتهم من بطش وجبروت فرعون وقومه، وهكذا دومًا يستغل الأعادي والخصوم واقع حال كوننا في تيهٍ وربكٍ يصرفنا عن العمل من أجل تثبيت وصيانة حقوقنا والمحافظة عليها.

 

 

ملخص القول.

إن الأمر الواضح أن هذه القراءة التي قدمها لنا الأستاذ فتحي لا تخدم الشعب الإرتري لا في حاضره ولا في مستقبله، وهي كالقراءة التي قدمها لنا سابقًا الدكتور جلال محمد صالح فأثار بها فتنة ما عرف بـ: (التجري والشماقلى)، فالقراءتان إن لم وإن لم تخدما الشعب الإرتري لا في حاضره ولا في مستقبله، فما هي الأهداف الإستراتيجية الإقليمية أو الدولية التي تخدمهما مثل هذه القراءات يا ترى؟

وهكذا فقد فرغت من مناقشة ما تفضل به علينا أخانا الفاضل الأستاذ فتحي مشكورًا، وبهذا ننتقل إلى الدراسة البحثية في القسم الثاني كما قررتها، وقبل مغادرة الصفحة أود أن أسجل بعدًا أخلاقيًا يجب أن يحكم أقوالنا وأفعالنا على النحو التالي:

إن هذه المناقشة وإن بدا فيها شيء من الحدة، ليس ذلك إلا من باب بيان ما يعتقده الكاتب بما تم به تكوينه الفكري من جهة المدرسة المسؤولة عن ذلك، فمن المعلوم أن لكل منَّا مدرسته التي استقى منها علومه ومعارفه وآدابه حيث غدا اليوم يترجمها في واقع الحياة الفكرية والعملية المهنية؛ ليس إذًا المقصود شخص الأستاذ فتحي الموقرة المحترمة المكرمة، ولا شخص الدكتور جلال الموقرة المحترمة المكرمة، بل هي طبيعة الخلاف والتباين الفكري المؤسس على خلاف وتباين المدارس المسؤولة عن تكوين فكر كل منا في مرحلة من عمره، لهذا أرجو من أخي من الأخوين الفاضلين أن يتجاوزا عن أخيهم ويحسنا به الظن.

وإلى قراءة القسم الثاني.

القسم الثاني.
ما العمل العلاجي والوقائي الذي يجب علينا القيام به.

كانت القراءات التي فرقنا منها للتو، قراءات ناقدة في بعدها الأدبي والسياسي لما جاء في بعضها مما كتبه الأستاذ فتحي عثمان، وهي دراسة بحثية المراد منها تشخيص الأدواء الحقيقية التي أصابت حياتنا السياسية والاجتماعية،  فما العمل العلاجي والوقائي الذي يجب علينا القيام به؟

من الحماقة إذًا أن نشخص الأدواء ولا نبحث عن الدواء فنحدده ونسميه باسمه الصريح، وإنا إن لم نفعل كذلك، فنحن كمن ينكأ الجرح ثم يتركها مكشوفة لتتلوث بصنوف الجراثيم، ولهذا ليس بد من أن يتعلم كل كُتابِنَا هذه المعاني، فإن نحن نجحنا في معرفة الأدواء والدواء، فمن يقومون بإعمال الدواء بالعمليات الجراحية المخـتـلفة بمخـتـلف مباضعهم ليسو قـليلين، بل جيوش من متخصصين ومتطوعين ومحتسبين، إذًا نحن بهذه المعاني نجدنا أمام مدرسة جديـدة في فـن الـدراسة والبحث العـلمي، وقد توصلت إلى هذه المدرسة من تجاربي الخاصة لما كانت جل كتاباتنا وأبحاثنا سردًا لحوادث التأريخ بدون قراءتها ضمن منهاج بحث علمي، وقد توصل إلى هذه المدرسة بتوفيق من الله أولاً وآخرًا، وإني لآمل أن تُدرج ضمن تطوير مدارس البحث العلمي.

بناء على الفكر آنفة الذكر أقول: إذا كان كل ما قراناه إلى الحد الذي فرقنا منه للتو تحت عنوان: (ملخص القول)، بيانٌ لواقع الحقائق الإرترية التي خضتها بمنهاج الاستقراء التحليلي حتى خلصت بموجبه إلى تأكيد ثوابت حقائق عدم استقرار الواقع الإرتري في الحاضر الذي سوف يقوم عليه المستقبل، ومدى تأثير ذلك في الأمن الإقليمي والدولي بسبب الرفض القاطع لحزب الجبهة الشعبية الحاكم لأي قدر من التفاهم بينه وبين قوى المعارضة الإرترية الوطنية السياسية التي تعمل ضده من جهة، وأن قوى المعارضة الـوطنية الإرترية السياسية تبدو أقل قدرًا في الرؤية العلمية والتخـطيط العملي، وهو ما تمخض عنه ضعف خطابها السياسي الموجه إلى ساحات الإرتريين ودول العالم كافة، فكيف نتصور معالجة هذا الواقع السياسي والأخلاقي والأمني المتردي من جهة أخرى؟

هذه هي الدروس التي سوف أثبتها ثم أوضحها في سلسلة المباحث التالية.

 

 

القسم الثاني.

 

ما العمل العلاجي والوقائي الذي يجب علينا القيام به

 

*- هل الحرب بين قوى المعارضة وحزب الجبهة الشعبية تكون مبررة لتصحيح مآل القضية؟

 

*- المبحث الثاني، مآلات قوى المعارضة وحزب الجبهة الشعبية الحاكم.

 

*- المبحث الثالث، هل ثم ما يُخيف من مآلات الأحداث، وكيف نتصور ذلك؟

 

*- المبحث الرابع، ما هو التصور العلمي العملي المشترك للخروج من نذر هذا الخطر؟

 

*- المبحث الخامس، ثم أزمة الأمة في بعض مثقفها من الأفراد والتنظيمات. 

 

 

مـنـاقـشـة الـمـبـاحـث الـخـمـسـة.

هذه هي المباحث الرئيسة في هذه الدراسة البحثية، وإني سوف أجريها في سياق منتظم للفقرات المشار إليها، متدرجًا بها إلى المعاني المنصوص عليها في المباحث أعلاه تتابعًا، وأرجو الله أن أكون قد وُفقت إلى هذا العمل إذ لم  أسلك الأنماط التقليدية في مثل هذه الأحوال التي هي على هيئة تقرير مالي إداري من صنف إرث الساحة الإرترية، ولست أعيب أحدًا، بل أرى أن إجراء غيره خيرًا منه، وبهذا ننتقل إلى قراءة المباحث تباعًا على النحو الآتي.

المبحث الأول.

هل الحرب بين قوى المعارضة وحزب الجبهة الشعبية تكون مبررة لتصحيح مآل القضية؟

1- يا ترى هل ستنتهي قضية إرتريا بتهيئتها لغير أهلها فستسدل الستارة عليها إلى الأبد؟

2- ماذا لو نهض الإرتريون نافضين عنهم غبار الذل فأخذوا بخيار الحرب لمعالجة واقع وطنهم المتردي؟

3- ماذا لو استقر رأي المعارضة أو بعضها إلى الأخذ بخيار الحرب، وما هي المبررات الموجبة لهذا لذلك؟

في هذه المناقشة سوف أقدمُ المواد في قراءة متداخلة صارفًا النظر عن تسلسل الترقيم أعلاه، وسيكون ذلك على هذا النحو التالي:

إن الأمر المؤكد، سوف لن تنتهي قصة إرتريا بتهيئتها لغير أهلها، ستُسدل بذلك الستارة عليها إلى الأبد، بل سينهض الإرتريون نافضين عن رؤوسهم الغبار، ليأخذون بخيار الحرب من أجل معالجة واقعهم المتردي، ولكن ما هو التبرير الذي سوف يؤسسون عليه خيار الحرب ضد حزب الجبهة الشعبية الحاكم؟

يبدو أن ما سيؤسس عليه الإرتريون خيار الحرب ضد حزب الجبهة الشعبية الحاكم ليس بقليل ولا بيسير، بل كثير وعظيم، نعم، كثير قد ملأ آفاق الساحة الإرترية، وعظيم أتى إلى كل خصائص المجتمع الإرتري عامة، والمسلمين منهم خاصة، ومن ذلك:

-1 عندما تتمكن الأنظمة الشمولية من الوطن، فإنها تستخدم الإرهاب المنظم ضد شعوبها لاعتقادها أن ذلك أنجع وسيلة للحؤول ضد التحولات الاجتماعية نحو المدنية والديمقراطية التي تنشدها الأمم المسالمة، فتُعملُ لذلك في صفوف المواطنين خسيسة اغتيالات منظمة لأفراد وجماعات الأمة بعد الافتئات عليهم بأنهم مناوئين للنهضة الوطنية، وأنها تبث ذلك من خلال أبواقها الإعلامية التي تملكها أو تستأجرها لحرف مطالب ممثلي الأمة، خالقة ضدهم صور ذهنية مكذوبة مرئية ومسموعة بتقنية معاصرة تسمى: (الدبلجة)، وهي من أخطر وسائل الافتراء التي لا يدركها كثير من الناس، ومن أخطر ما تطنطن حوله، دعاية كونهم متآمرين ضد الوطن، ولتبرير ذلك تلصق تهمًا بالأحرار الناشطين، وبممثلي الأمة من أجل تشويههم لدى السذج والأعادي، لتهيئ مُناخ الحرب عليهم، وهو ما تفعله الجبهة الشعبية.

-2 عندما تتمكن الأنظمة الشمولية المستبدة من حكم الأوطان، فإنها تبدأ بطرد كل من يخالفها إلى خارج وطنهم بتضييق الخناق عليهم، وهكذا فإن كل مَن يخالفها لا يعودون إلى وطنهم، بينما تحتفي بمن في خدمتها من الجواسيس والمرتزقة، وهذا هو ديدنُ حزب الجبهة الشعبية منذ نصب نفسه حاكمًا للوطن.

-3 لقد انقطع الرجاء من حزب الجبهة الشعبية عن أمل أن يجنح إلى السلم من أجل صناعة واقع السلام في الوطن مع بقية المكون الوطني، حتى بلغ به الأمر إلى حد إنكار كون المعارضة السياسية الإرترية، واللاجئين الإرتريين ممن في السودان وغيره، أنهم إرتريون، وأن هؤلاء الذين يـُنكرُ كونهم إرتريـيـن، هم الأصل في المكون الوطني الإرتري، وأنهم هم الأغلب على الإطلاق ديمغرافيًّا، وأنهم هم أهل الفضل على الإطلاق في إقامة النضال الوطني الإرتري ممثلاً في جبهة التحرير الإرترية، وأنهم هم الذين علموا فضل قيمة الوطن، وأنهم هم الذين سبقوا غيرهم إلى ساحات الكفاح المسلح، فكان تبعًا لهم، ومع ذلك فقد أنكر هذه الحقائق، هذا في القوت الذي يقرب إليه قوات دمحيت الإثيوبية التجراوية.

-4 إن إرتريا اليوم دولةٌ بلا دستور وطنيٍّ، وبلا بـرلمان وطنيٍّ، وبلا وزراء حـقيـقيـيـن، وبلا محاكم وطنية، وبلا اقتصاد وطنيٍّ، وبلا تعليمٍ وطنيٍّ، وبلا جيش وطنيٍّ غير مسيَّسٍ، وهكذا فإن إرتريا دولة يحكمها حزب غير شرعيٍ من زاوية نظر الفقه السياسي المؤسس على دستور وطنيٍّ، وبرلمان قوميٍّ.

لهذا فحكم حزب الجبهة الشعبية ليس قائمٍ على قواعد دستور وطنيٍّ تم اختياره بموجبه من قبل الأمة عبر مؤسساتها المدنية المستقلة، ليس إذًا إلاَّ نظام حكمٍ قهريٍّ جاثمٍ على صدر الوطن رغمًا عن المواطنين في هيئة الاستعمار الإيطالي أو البريطاني أو الإثيوبي، ولهذا فقد انقطع رجاء الأمل عنه لأن يجنح إلى السلم من أجل صناعة واقع سلامة الوطن.

5- إن اجتماع هذه المعاني بأبعادها الخطيرة، لمن أقوى موجبات تبرير المعارضة الوطنية الإرترية حال كون تقريرها للحرب ضده بسبب رفضه مشاركة أيٍّ من التنظيمات الوطنية حتى غير الإسلامية في إدارة الدولة الإرترية، هذا مع علم المعارضة بأن الحرب في كثير من الأحيان ليست خيارًا مستساغًا، بيد أن المشاهد والحقائق الصادمة، والتأزم الأمني والسياسي والاجتماعي الذي صنع واقعه، هو الذي جعل المعارضة ترفض تطبيقاته العملية السياسية والفكرية المترجمة بعمليات القمع والاستبداد، وإصراره على تجرنة إرتريا من أجل إظهار المشهد الوطني الإرتري الثقافي والسياسي والأخلاقي بمشهد النصرانية، وهذا يهدد أمن وسلامة ووحدة الوطن في الحاضر والمستقبل، لكونه اعتداء صريحٌ على حق المسلمين، وهو بهذا إنما يدفع الوطن إلى انفراط عقده الجمعي، فليس بدٌ من إيقاف هذا التدهور الخطير، وليس ذلك إلا بحرب فاصلة، إما لثنيه أو لإزالة الخطر بإزالته.

-6 جملة هذه الحقائق المؤلمة قد يترتب عليها انفراط العقد الأمني الإقليمي الذي ربما أغْـرقَ دول القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر في مزيد من الصراعات الدامية بما هي مهيأة له سلفًا كما هو واقع اليوم المشاهد، وهو واقعٌ تتحمله حكومات الجوار والمنظومة العالمية بمؤسساتها السياسية، وكذا منظماتها المتخصصة، فكل هؤلاء لهم نصيب كبيرٌ من المسؤولية السياسية والأدبية والأخلاقية عما يجري في إرتريا من مآس وويلات وانتهاكات لحقوق الإنسان، ذلك لأن هذا السكوت والإحجام الدولي، هو الذي شجع حزب الجبهة الشعبية للتمادي في غيه واستكباره، أما التصريحات والمعالجات التي تصدر من هنا وهناك، فليست جادة لمعالجة الواقع الإرتري بإرغام حزب الجبهة الشعبية للقبول بالجادة والصواب من أجل نزع فتيل الحرب بينه وبين المختلفين معه، مع العلم أن ذلك ممكن لو صدق المجتمع الدولي من أجل إحلال قواعد الأمن والسلم في إرتريا، لخلق قواعد التعايش السلمي بين المكون الوطني الإرتري.

7- نعم، إن هذا التخاذل أو التآمر الإقليمي والدولي، هو الذي غـذَّ إصرار حزب الجبهة الشعبية لصناعة واقع الحرب بينه وبين المختلفين معه، وهكذا لم يكن بدٌ من تفعيل موجبات الحرب التي صنع واقعها بينه وبين غالب فئات المجتمع المختلفة معه، ولعل فئات المجتمع الإرتري ستضطر إلى الحرب مع علمها بأنها مزيد من الدمار والشتات والتمزيق لتضاف إلى حرب التحرير التي دامت ثلاثة عقود عجاف أحرقت فيها إثيوبيا الرطب واليابس، وشردت المواطنين، بيد أن هذه الحرب تعتبر آلة قمع لاستبداد وغطرسة وغمط وانتهاكات حزب الجبهة الشعبية، ولهذا تأخذ حكم بتر ساق أو أي عضوٍ مصاب بمرض سرطان بحق امرئ ما من أجل سلامة سائر جسده من زاوية نظر علاجه لَمَّا لم يكن بد من ذلك.

8- لقد بلغ السيل الزبى، إذ لم  تُجدي المعالجات السياسية الراهنة في الواقع الإرتري من قبل المعارضة الإرترية الوطنية، ودول العالم ومؤسساته المتخصصة، ولهذا فقد ظل نظام حزب الجبهة الشعبية الحاكم يمضي إلى أبعد غيٍّ في حربه ضد شعبه، معتمدًا أسوأ نمط حكمٍ تجلى في ممارسته الإدارية للدولة الإرترية، وفي أفكاره السياسة المتخلفة عن واقع المجتمعات المدنية المعاصرة في زمن مشاعة العلم والمعرفة والعلاقات الدولية بوسائل التقنية المعاصرة والنظام العالمي الجديد، وهكذا بدا الشعب الإرتري يتقهقر إلى قرون ظلمات الجهل والأمية لاضطراره إلى أنماط المجتمعات القبلية التي تملأ فراغها بلهو ورقص، بدلاً من إعداده بسلاح العلم والمعرفة من أجل النهوض لبناء حضارته كما هو حال المجتمعات الأخرى.

-9 هذه الحقائق لا يخطئها الناظر بعين العقل، إذ قد غدت ثابتًا من ثوابت فعال حزب الجبهة الشعبية المترجمة على أرض الواقع بتطبيقاته العملية، وأنها لذلك قد رسمت صورًا ذهنية خطيرة في عقل ونفس كل مواطن إرتري ضده، وأن هذه الصور الذهـنية الخـطيرة تقول بلسان حالها ومقالها، لا سبيل لمعالج الواقع الإرتري المتردي، إلا بالانحياز إلى خيار الحرب ضد نظام حزب الجبهة الشعبية، وليس ذلك تفضيلاً لذات الحرب، بل لأن كافة وسائل العلاج السياسية قد تحطَّمتْ في صخرة تبلد حسه مع علمه بخطرها، لهذا تظل الحرب هي وحدها آلة قمع الاستبداد والغطرسة لكل الطغاة الذين لا يسعهم فهم لغة الحوار الوطني بعد إحالتهم كل الوطن إلى ضيعة مملوكة بما فيها؛ وأنهم لذلك يُسقطون كافة حقوق المواطنين، وهذا ما يقوله كل الطغاة بلسان فعالهم الأعلى صوتًا، وهو الترجمان الأوضح لمعنى ما نريكم إلا ما أرى.

-10 لقد أصبح نظام حزب الجبهة الشعبية ثابتًا من ثوابت بؤس الواقع الإرتري الجمعي والسياسي المعاصر لما يحمله من خصائص ومميزات مرفوضة بالمعايير الوطنية والسياسية التي هي ضد حاضر ومستقبل الوطن، ذلك بشاهد ما ظل ينزله في ساحات الأمة من خطط تضييع وتشرذم وتخلف أفراد الأمة، وفها هو الشعب الإرتري يمثل لوحة الفقر والأمراض، والتيه، والجهل، والبؤس، والانفصام الفكري، بين كافة فئات المجتمع، ولدى ناشئته خاصة، وبهذا فقد ظهرت إرتريا كونها دولة مجتمع من العصر الغابر، لتتصل حلقات بؤسه بزمن مشقة النضال ضد إثيوبيا لخمسة من أجل الاستقلال من أجل العيش بكرامة في وطنه كسائر شعوب العالم، وقد حقق فعلاً بجدارة استقلاله الوطني رغم معاناته من تآمر إقليمي ودوليٍّ، سببت له وحشة مخيفة في أدربه بينما كان يسير نحو هدفه بما لديه.

-11 إن نظام حكم حزب الجبهة الشعبية، حطم كافة آمال وأحلام الشعب الإرتري بعد تحقيقه لاستقلاله الوطني، وهذا ما يشهد به عقدي ونيف حكم حزب الجبهة الشعبية منذ الاستقلال، ولهذا أصبح عقدي ونيف حكم حزب الجبهة الشعبية أشد بـؤسًا، وأشد ظـلما، وأشد عـذابًا، وأشد حرمانًا، وأشد شقاءً، ذلك لما كان ظلم ذوي القرابة أشد مضادة بعد أن كانت الأمة تتشوف إلى أنجع وأقصر طرائق تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية الوطني وحسن الجوار، بيد أن الأمور انتكست رأسًا على عقبٍ، ليضطر أفراد الأمة إلى الهروب من وطنهم بحثًا عن ملاذ آمنٍ يُنجيهم من ويلات بطش وجحيم جبروت حزب الجبهة الشعبية، فغدوا تعرض جثثهم في مجازر تشريح البشر لتباع أطرافهم في أسواق إقليمية وعالمية يسعد بها الأثرياء، هذا والعالم لا يلتفتُ إلى هذه التجارة بينما يحارب بشدة تجارة المخدرات والسلاح والقرصنة، وإضافة إلى هؤلاء، يموت آخرون بكثرة في البر والبحر، والعالم لا يُظهر اكتراثًا حقيقيًا بهم، وما أظهرته أوربا لم يكن إلا لما تضايقت بالناجين منهم الذين وصلوا إلى أوطانها أو كادوا، لكونهم مهاجرين غير شرعيين.

12- إن حزب الجبهة الشعبية الحاكم بهذه السياسات المجردة عن كل معاني الفضيلة وأخلاق الآدميين الراقية قديمًا وحديثًا، إنما ينفذ خططًا خفيةً ضمن ما يجري في القرن الإفريقي الكيني الصومالي الإثيوبي السوداني الإرتري، ويبدو أن ذلك من أجل أن تكتمل خطط الهيمنة على الجزيرة العربية والشمام، فهو إذًا إنما يهيئ إرتريا لغير أهلها.

13- إن هذه الإجراءات المسكوت عنها بالمتواطئ بين المنظومات الإقليمية والدولية سوف تكون باهظة الثمن من جهة شعب إرتريا، ذلك لما لم يكن لشعب إرتريا ما يخسره، بل يُتوقع أن يحقق مكاسب عاجلة وآجلة، ولعل الخاسر الأكبر أن تكـون دول قرن إفريقيا المتواطئة، ومعها العالم العربي الذي كان أقل حضورًا بسبب غياب رؤيته الإستراتيجية الدائمة بشأن الأمن الإقليمي من جهة إرتريا في البحر الأحمر، وذلك منذ أن كان العرب يتعامل مع الشأن الإرتري إبان فترة الكفاح المسلح، ومن بعد الاستقلال من خلال أجهزة استخباراته سيئة الصيت والنتائج التي لم تُفلح إلا في التجسس الخسيس ضد أقطارها العربية، ولهذا تم حل النزاع الإرتري الإثيوبي بعيدًا عن شركة العرب بما عرف بـ: (محادثات محادثات أتلانتا)، أما العالم الغربي لم يكن إلا غازٍ من أجل دعم أبعاده الثقافية ومؤسساته السياسية والصناعية.

14- لستُ متجنيًا على أحد، فواقع النتائج التي على الأرض هي الشاهد الرباني الكوني الذي لا يمكن أن تتجاوزه عوالم الإنس والجان الذين هم عقلاء الأرض المكلفين، بيد أن ثم استثناء لموقف دولة الصومال التي تعاملت مع الثورة الإرترية بإستراتيجية محلية قصيرة النظر، أعني: لم يكن موقف سياد بري الإيجابي، مؤسسٍ على إستراتيجية فكرية ثقافية، أو أمنية إقليمية بعيدة المدى، بل كان من أجل الضغط على إثيوبيا التي اقتطعت لها بريطانيا جزءًا من أرض الصومال المعروفة اليوم بـ: (أوجادين)، وهكذا إذًا يُعيدُ التأريخ نفسه، إذ قد وقف أسياس أفورق اليوم مع حركة الشباب الصومالي الإسلامـية التي صنفـت عالميًّا بالإرهابية، لم يتخذ إذًا أسياس هذا الموقف لنصرة مسلمي الصومال، بينما يُحارب المسلمين الإرتريين في وطنهم، فما ذلك إلا أداءً لمهام تم تكليفه بها ضمن ملف البحر الأحمر في عهد الدولة الإرترية بإسقاطهم لاتفاقاته مع التجراي في عهد الثورة.

15- إن تردي الفكر السياسي والأخلاقي لدى حزب الجبهة الشعبية، قد بدا واضحًا كونه ضد الشعب الإرتري عامة، وضد المسلمين خاصة، وأنه بهذا الصنيع السياسي البئيس المتردي، فقد قاد جماهير المسلمين الإرتريين خاصةً، إلى إعادة القراءة لأحداث التأريخ بمنهاج الاستقراء التحليلي كالذي بين أيدينا، وهو ما تمخض عنه اليوم صحة القراءة بتحديد طبيعة الصراع الجاري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى حينه وإلى ما شاء الله، لا إلى ما دعا إليه الأستاذ فتحي لتوصيف حربه التي يخوضها ضد الشعب عامة والمسلمين خاصة.

16- هكذا إذًا نجدنا أمام وعي تراكمي بقراءة واقعنا الوطني، وهو واقع يشبه أحوال آخرين من حيث طبيعة الأحداث، هي إذن ظاهرة كونية تحصل لكل الأمم والشعوب في أرجاء المعمورة لما كانت مدارس الطغاة والأحزاب الشمولية واحدةٌ ضد شعوبها، ومطالب الأمم والشعوب واحدةٌ في الحرية والاستقلال، ومعاناتها وهمومها ورغباتها واحدةٌ أيضًا، أعني: إن المسلمين الذين ظلوا مقهورين في أوطانهم خلال النصف الأخير من القرن الماضي بسبب تسلط الأحزاب الشمولية عليهم وهي من بني جنسهم، بيد أنها تمت صناعتها ثم توظيفها لخدم إستراتيجيات قوى الاستعمار الغازية ذات الإرث التأريـخي السيئ كما هو في مستعمراتها، إلاَّ أن المسلمين من بعد هذا القهر والقمع والتسلط، ها هم اليوم بدؤوا يُحدثون أقوى وأبرز وأشهر القراءات الثقافية والسياسية في واقعهم الجمعي بما أخذ يتجلى في تجربة رائدة لدولة تركيا التي أسقطت إلى الأبد نظام حكم العسكر الشمولي العميل العميل، وإن ما يجري اليوم في العراق والشام والجزيرة العربية وشمال إفريقيا ومصر والسودان وإرتريا، ليس ببعيدٍ عن إحداث قراءات تأريخية جديدة بأبعاد ديمغرافية ورايات جديدة، فهي في حالة مخاضٍ حقيقيٍّ، ليس بدًا من أن تضع مواليدها المزعجين لقوى الاستكبار عاجلاً أو آجلاً، ولكن كلٍ بحسب واقعه العلمي والثقافي والتأريخي، وبحسب محيط جمعه الأمني المحلي والإقليمي والدولي، وبحسب قدراته المادية والفنية المتاحة، وبحسب اشتداد وتأزم الواقع السياسي والانحطاط الخلقي الذي أثار ويثير المسلمين من جهة الحكام المستبدين، هذا بصرف النظر عن طول وقصر ليالي المعارك المتوقعة بين الأضداد في الفكر والأهداف.

-17 مهما يكن حجم المؤامرة، فلا بد من كلمة ناقد للذات، أعني: إن هذه المشاهد الإرهابية المنظمة الماثلة أمامنا في كافة الميادين، مشاهد صادمة بحق، ومعلومٌ يقينًا أن المراد منها، إيقاف أو تأخير التحولات الجمعية الإيجابية التي تنشدها الأمم المدنية المسالمة التي إرتريا ليست بدعًا منها، بيد أن قوى الطغيان والاستبداد، ما كان لها أن تبلغ ما بلغته هنا وهناك ضد شعوبها لو لم تستمد قوة إذلالها لشبها، إلاَّ من واقع الأمية الفكرية التي تتجلى عادة في تخلف قراءة الأمة لحقائق أحداث التأريخ المتصل ماضيها بحاضرها لتصور صناعة مستقبلها، وهذا التخلف معني به مظان المثقفين والمتعلمين، في صورة ألا وعيٍ بما جرى ويجري في ساحات الأمة من زاوية النظر العلمية والعملـية على أرض الواقع، ومن خـصائص هؤلاء، من يعلمون منهم لا يعملون، وإن عملوا لا يصبرون على تحمل الأذى والمشقة استحسارًا، لذلك سرعان ما تتسلل إليهم معاني السآمة والملل والفتور، وبعضهم يقعون في مخططات ومكائد الأعادي والخصوم، فهم ممن يتولَّ بعثرة القوى الوطنية والفكرية في صراعات عقيمة موزعة بين مسميات تكتلاتهم الحزبية والإقليمية والقبلية، وما في حكم هذه وتلك، وبهؤلاء وأولئك، إنما يصنع الأعادي واقع هزيمة ماحقة للأمة، فلن تلبث تلك الأمة طويلا حتى ترمي ما بأيديها من صنوف السلاح، خائرة خائبة، وهي لا تفتأ تكيل التهم ضد بعضها، ومن أمثلة ذلك، مخطط صناعة الأعادي لواقع هزيمة جبهة التحرير الإرترية، لكونها رمز النضال الوطني الأول، وإغراء بعضهم لأن يهرعوا إلى إرتريا فور دخول الجبهة الشعبية إلى أسمرا دون دراسة المستقبل لجهلهم بالماضي، وهناك تم القضاء عليهم على أي حال.

-18 كلمة أخيرة في هذا المبحث، إن استقلال إرتريا عن إثيوبيا قد تحقق بسكب دماء زكية عالية السقف خلال العقود الثلاثة التي كانت غاية في القسوة والمعاناة، بيد أن أبطال الثورة الإرترية صمدوا متحدين كل قوى التآمر من جهة، وخذلان البعض لهم من جهة أخرى؛ وهكذا فإن إقامة نظام حكم وطني يعمل بموجب دستور وطني كالذي قررناه في مدينة أواسى الإثيوبية عام2011م مثلاً، بما فيه من مواد دستورية قوية تضمن للجميع خصائصهم الثقافية والتأريخية الممثلة لكافة موروثهم الوطني، وكذا كافة حقوق ملكيتهم الثابتة في التأريخ الإرتري مذ مئين السنين، بيد أن كل ذلك لا يمكن أن تحقيقه إلا بقوة سلطة القانون الذي يبسط العدالة والأمن والتنمية والتعايش السلمي، وأن كافة هذه الحقوق والمعاني السامية، لن تتحقق إلا بسكب دماء زكية عالية السقف أيضًا.

المبحث الثاني

مآلات قوى المعارضة وحزب الجبهة الشعبية حاكم حال وقوع حربٍ بينهما.

-1 إذا ما وقعت الحرب بين قوى المعارضة الوطنية الإرترية السياسية أو بعضها من جهة، وبين حزب الجبهة الشعبية الحاكم من جهة أخرى، كيف نتصور خارطة المشهد داخل مكون حزب الجبهة الشعبية نفسه؟

-2 إذا ما وقعت الحرب بين قوى المعارضة الوطنية الإرترية السياسية أو بعضها من جهة، وبين حزب الجبهة الشعبية الحاكم من جهة أخرى، كيف نتصور المشهد داخل تنظيمات قوى المعارضة الوطنية الإرترية السياسية من حيث التوافق والاختلاف، ولم ذلك؟

-3 إذا ما وقعت الحرب بين قوى المعارضة الوطنية الإرترية السياسية أو بعضها من جهة، وبين حزب الجبهة الشعبية الحاكم من جهة أخرى، كيف نتصور مواقف دول الجوار ضد أو مع حزب الجبهة الشعبية الحاكم، وضد أو مع قوى المعارضة الوطنية الإرترية السياسية، ولم ذلك؟

لعل هذا المبحث أن يكون أكثر جدلاً بين القراء والباحثين، ليس بين الإرتريين فحسب، بل وبين كل من يعنيهم الأمر لأسباب قد ندرك بعضها من القراءة الأولى، وبعضها مما ستتحفنا به أقلام الكتاب من المحللين والباحثين والناقدين، وتلك ظاهرة صحية مطلوبة لذاتها، فكيف عندما نكون في حاجة حقيقية إليها بينما نستحثُّ الخطى للعثور عمن يعيننا في تقرير مصيرنا بحسب مقتضيات الضرورات الوطنية، خاصة إذا ما تحقق وقوع حربٍ بين كل أو بعض المعارضة الإرترية الوطنية من جهة، وبين حزب الجبهة الشعبية بمن معه من جهة، عندئذ فالمشهد المتوقع لطبيعة هذه الحرب، يبدو أنها أقرب إلى ما يجري اليوم في سوريا، والنتيجة المتوقع تحققها في ساحة حزب الجبهة الشعبية هي:

إما إجباره للاسـتماع إلى صوت المعـارضة والجـلـوس معهـا في طاولة المـفـاوضات، أو إقصاءه عن رئاسة الحكم بقوة السلاح، وبهذا فالمتوقع في ساحته بالتأسيس على أنه مكون من كافة الفئات الوطنية منذ فترة الكفاح المسلح، وحتى مرحلة الدولة المستقلة، الأرجح أنه سوف يرفض مشاركة القوى الوطنية من أجل علاج الأزمة الوطنية.

حينئذٍ ربما غرقت البلاد في حربٍ طائفية مدمرة، ولست هذا القـول تشاؤمًا أو تهـويلاً، بل بالتأسيس على لما صنعه حزب الجبهة الشعبية من تيًّارٍ طائفيٍّ نصرانيٍّ يعمل ليل نهار من أجل تجرنة إرتريا بوضوح وقوة، وقد اصطنع حزب الجبهة الشعبية هذا التيار ليمثل قوته الخلفية الرادعة، وهو التيار الذي أسميته أنا: (لوبي اليوتوب النصراني)، ولم يكتفي حزب الجبهة الشعبية بلوبي اليوتوب النصراني الذي اصطنعه، بل أضاف إليه قوة دمحيت الإثيوبية التجراوية التي جاء ذكرها أعلاه بشيء من التفصيل.

نعم، لستُ بمهولٍ ولا غالٍ، فبين أيدينا أعمال لوبي اليوتوب النصراني التي تشهد عليه بالثابت منها على أرض الواقع بفعاله الدؤوبة بغية تغيير ما أمكنه من المعالم الدالة على أن المسلمين أصحاب حقٍ جمٍّ في الوطن، وهم أهل سبقٍ وفضلٍ فيه بأكثر مما لا يحصى خلال العقود السبعة والنيف الخوالي، بينما هم أهل ظلمٍ واعتداء فيه بما لا يحصى خلال ذات العقود المتصلة بعهد حكم حزب الجبهة الشعبية، ومن أظهر وأقوى ما يقوم به اليوم على أرض الواقع من أجل إظهار إرتريا بمشهد النصرانية في بعدها الثقافي والاجتماعي والسياسي بغية إنهاء وجود المسلمين فيها بقتلهم في بعدهم الثقافي والفكري والاجتماعي بسياسة التطهير الثقافي الذي يقابل سياسة التطهير العرقي، لمن أقوى الأدلة الثابتة التي لا تستطيع أي قوة في الكون أن تحرفها أو تتجاوزها.

إذا كانت تلك أعماله الظاهرة الثابتة، فأما أعماله غير الظاهرة لغير الإرتريين فأبرزها، سياسة إفقاره لعامة أفراد الأمة للتحكم على زمام قيادهم بالتحكم على معاشهم وقرارهم، وبسياسة تحويلهم إلى أشباه متسولين ومرتزقة بسبب واقع الفقر المدقع الذي صنع لهم واقعه، وبسياسة شغل أفرادهم عامة، والشباب ذكورًا وإناثًا خاصةٍ بأعمال سخرة في معسكرات مغلقة بحجة التدريب العسكريّ، وأنهم في تلك المعسكرات كما لو أنهم طابور خامس محكوم عليهم بسجن مؤبد مع أعمال شاقة انتقامًا منهم لغدرهم بالوطن، وقد نتج عن جملة مآسي تطبيقاته العملية هروب جمعي من كافة مؤسسات، وأشهرها مؤسستين، هما:

-1 وزارة الخارجية، فقد بلغ عدد موظفي السلك الدبلوماسي من سفراء وما دونهمُ الذين لجوا من سفارات الدولة الإرترية إلى دول العالم الحر، أعدادًا مخجلة.

-2 المؤسسة العسكرية، فقد هرب من كافة أجهزتها المتخصصة، ومن الجيش خاصة أعدادًا يصعب حصرها، وهي من كافة المستويات كما حصل لبعض جيوش الحرب العالمية الثانية.

أما بقية القوى الوطنية التي في الداخل، سواء التي ضمن أجهزة حزب الجبهة الشعبية، والتي ليست لا من لوبي اليوتوب، ولا من قوات دمحيت التجراوية الإثيوبية، فسوف تنحاز حتمًا إلى صف المعارضة الوطنية، فإن مما علمتنا الحياة، إن كلف من يرفض دعوة السلم، إنما يؤسس لواقع العنف الثوري الناقم.

ولما كانت هذه بعض الحقائق الثابتة بقراءة الواقع داخل الوطن، فالمتوقع أن حزب الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة سوف ينهار بفعل انشقاقات شاملة في مؤسساته الخاصة، وفي المؤسسات الوطنية، بيد أن التيار النصراني الذي اصطنعه، يُسيطر على المال والأمن، وهذا يعني تعقيد طبيعة الخلاف بين قوى المعارضة وحزب الجبهة الشعبية، وربما طال بذلك زمن الصراع بين المتحاربين، وهذا الواقع سيرفع سقف التكاليف الوطنية التي ستأتي على ما بقى من البنية التحتية، وعلى أصل المكون الوطني، لاسيما أن قوة دمحيت التي تقدر بمئتي ألف (200,000) جندي مجهزين بأحدث سلاح، ليست إلا قوة رديفة لحزب الجبهة الشعبية، وهذا من جهته يعني متضاعفة المأساة الأمنية والسياسية والاجتماعية لهذا البلد الذي ظل يُنكبُ دومًا من جهة التجرينيا منذ سبعة قعود متتالية.

والأمر لن يخلو من تواطؤ إقليمي ودولي بذكاء يحول دون إدانتهم بانتهاك المعاهدات والمواثيق الدولية، فلا بد من أن يظهر من قد قرروا سلفًا لأن يجعلوه كبش فداء عنهم في نهاية لعبتهم السياسية القذرة ضمن أحجار رقعة الشطرنج.

ذلك وجهٌ من قراءتنا لقوة دمحيت، أما الوجه الآخر لقراءتنا فتختلف، فإني أحسب أن قوة دمحيت سوف لن تخاطر بمستقبلها وسلامتها بالوقوف في صف لوبي يوتوب الجرينيا، وكأنها تنتحر في إرتريا دون مبررٍ مهما كانت الروابط الدينية والثقافية بين التجراي تجرينيا، ذلك لأن وقوف دمحيت في صف لوبي اليوتوب، يعدُّ ضد إرادة كافة قوى المعارضة الوطنية الإرترية والجمهور الإرتري الذي يُتوقع أنه سوف يثور ضد حزب الجبهة الشعبية وكافة أجهزته وأدواته وآلياته القمعية المرعبة، طلبًا للحرية وانتقامًا من الظلم وأهله.

هذه بعضٌ من الحقائق التي لا شك فيها، لاسيما أن قوات الكوماندوز الإثيوبية التي أنزلت في كافة ساحات الشعب الإرتري كل معاني وألوان الوبال في فترة الكفاح الوطني المسلح، كانت من إقليم تجراي بالتكامل والتضامن مع التجرينيا، وهي أحداث منحوتة في ذاكرة كبارنا وصغارنا مذ ذاك، وأن وجودهم في إرتريا اليوم في صف لوبي اليوتوب النصراني لا يفسر إلا بمقدمات احتلال، بيد أن الأمر المؤكد، لا هم ولا لوبي اليوتوب الإرتري يضمن من يحميه غدًا من غائلة العقاب والانتقام، ليذوقوا وبال أمرهم الذي هو من جنس عملهم.

بناء على هذه القراءة فإنني لا أستبعد تحقق أمر خطير، فربما تم دمج قوة دمحيت في الجيش الإرتري المسيس من أجل فرض واقعٍ ديمغرافيٍّ جديد، وهذا سوف يقابله جيش عرمرم من المسلمين الذين في السودان خاصة، لاسيما أن المسلمين عانوا من ظلم النصارى الإرتريين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالتواطؤ مع إثيوبيا، ثم من نظام حكم حزب الجبهة الشعبية طائفي المخبر والتطبيقات العملية، وأن هؤلاء المسلمين قد جرَّبُوا مغالبة هذا الظلم العقدي بآلية عقدية تقابلها يوم أسسوا حركة الجهاد الإسلامي الإرتري، تلك التجربة التي هزت أركان قوى النظام العالمي الجديد في محيط البحر الأحمر والشام، فتكامل مع نظام حزب الجبهة الشعبية لما لإرتريا من أهمية خطيرة في الجغرافية السياسية- geopolitics-، ولولا أن قيادة حركة الجهاد كانت سبب هزيمة المسلمين كما فصلتهُ في كتابي الذي بعنوان: (إرتريا والمأساة التأريخية)، لكانت قراءة اليوم للواقع الإرتري مختلفة جدًا؛ لهذه الأسباب، ربما قررت قوى النفوذ العالمي دس مطالبها بين صفوف المتصارعين الإرتريين باستخدام بعض دول الإقليم من أجل إحداث قراءة جديدة في الواقع الإرتري من زاوية نظر بعد تمكين أفضل وأقوى شريك لهم في إرتريا.

الأرجح أن هذه القـراءة لن تُحقـق إلا بـتنظيم إرتـري من القـوى والمسميات الموجودة، أو بمن تتم صناعـتهم، وهنا فالمسلمون وغير المسلمين في هذه اللعبة قد يكونون متساوين، كل ذلك باستغلال من تتوفر فيهم أكثر من غيرهم خصائص ومواصفات مطلوبة لتحقيق كل أو جل مطالب قوى التآمر الإقليمي والدولي، وربما جندوا أفرادًا من فئة المثقفين والمتعلمين ذوي المواصفات والخصائص المطلوبة، ثم يتم تدريبهم على نحو مجـزئ، ثم يتم تلـميعهـم، ثم يتم تهيج الجماهير في الداخل والخارج باسمهم، ثم يتم تحسم الموقف قوات لصالحهم.

وسواء هؤلاء وأولئك، المراد من صناعتهم على هيئة عملاء للقيام بمهمة طابور خامس، ليس إلاَّ للاستعاضة بالأفضل عن الأسوأ، بعد إذ فشل حزب الجبهة الشعبية في الميادين المحلية والإقليمية المتصلة بميدان النظام العالمي الجديد، ولكن، مها يكن عِظمُ مخطط التآمر، فلن يصمد حزب الجبهة الشعبية ومن سيقفون معه سرًّا وجهرًا، أو من ستتم صناعتهم للاستعاضة بهم عن الأسوأ ضد إرادة الأمة الإرترية إذا ما اشتد أوار نار ثورة الرفض الجماهيري لحزب الجبهة الشعبية الذي لم يدخر ما يأسف عليه من حرب ضد الشعب الإرتري عامة، وضد المسلمين الأكثر تضررًا خاصة، كذلك الآخرون المُتوقعون.

إن تجربة الثورة الإرترية ضد إثيوبيا ليست ببعيدة، هذا مع الفارق العظيم جدًا بين إثيوبيا من حيث القوة العسكرية والدعم الإقليمي والدولي، ومع الفارق العظيم بين عدد سكان إثيوبيا في فترة الكفاح المسلح الذي كان بين 60,000,000 و 70,000,00 نسمة، بينما كان عدد سكان إرتريا لا يتجاوز 6,000,000 نسمة وربما أقل، ومع ذلك، فقد هزمت ثورة إرتريا جيش إثيوبيا شر هزيمة.

هنا رب قائل: تلك فترة خلت، وأنها تختلف عن معايير واقع اليوم، وإني أقول لهؤلاء جميعًا: نعم، كذلك هي، بيد أن تجارب الشعب الإرتري في واقع اليوم تختلف أيضًا عن واقعه في تلك الفترة التي يظن البعض أنها صفحات تأريخية قد انطوت، فليعلم هؤلاء، أن طبيعة طرفي النزاع في واقع اليوم أيضًا تختلف بما يُرجح كفة قوى المعارضة الوطنية التي تتمتع بتأييد جماهيريٍّ عظيم جدًا من جهة الشعب الإرتري من حيث المطلوب، وهذا الجمهور المتأذي من حزب الجبهة الشعبية هو الرصيد الحقيقي لقوى المعارضة الوطنية في شؤونها السياسة والأمن والاستخبارية، وليس ثم ما ينقص من تفعيل هذه العلاقة إلا خمول قوى المعارضة البين، فمتى ما تم تحريك وتنشيط قوى المعارضة أو أي جزء منها، فسوف نرى كيف تثور البراكين حيث نولي وجوهنا، ولهذا فلكل مقام مقاله، ولكل زمان أحكامه.

وغدٍ لناظره فريب.

وإلى قراءة المبحث الثالث.

 

 

أحـداث الـتـأريـخ بـيـن الـحـيـدة عـنهـا وقـراءتها بمـقـاصـدهـا (3-5) »

abu usama

بقلم: أبو أسامة المعلم، E.mail: asous.ert@gmail.com القراءة الرابعة، حول ما قاله عن الحياة والحقوق الأساسية فيها. ثم معانٍ أخرى ذات أبعادٍ خطيرة ليس…

يونيو 28 2015 / المزيد 

 

أحـداث الـتـأريـخ بـيـن الـحـيـدة عـنهـا وقـراءتها بمـقـاصـدهـا (2-5)

abu usama

بقلم: أبو أسامة المعلم،
E.mail: asous.ert@gmail.com
القراءة الثانية، حول ما قاله الأستاذ عن خطأ توصيف الصراع في إرتريا.
نشر | يونيو 20 2015|

أحـداث الـتـأريـخ بـيـن الـحـيـدة عـنهـا وقـراءتها بمـقـاصـدهـا (1-5)

abu usama

بقلم: أبو أسامة المعلم،
E.mail: asous.ert@gmail.com
الجزء الاول
تـمـهـيـد
بين أيدينا دراسـة بـحـثـيـة لأهداف حزب الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة بمنهاج الاستقراء التحليلي للوقائع والأحداث التي يتجلى جلها بالتطبيقات العملية كما ينزلها العاملون على أرض واقع الناس في كافة ميادين الحياة، وكما أن الاستقراء يعني دراسة وتحليل تتابع أزمان الوقائع والأحداث المتصلة ببعضها توافقًا أو تضادًا، كذلك يدرس ويحلل زمان […]

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34909

نشرت بواسطة في يوليو 22 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

2 تعليقات لـ “أحـداث الـتـأريـخ بـيـن الـحـيـدة عـنهـا وقـراءتها بمـقـاصـدهـا (4-5)”

  1. دراسة بحثية قيمة تستحق الطبع في كتاب يكون مرجع للباحثين والمهتمين للشأن الأرتري

    • الأخ أبو محمد والإخوة والأخوات الكرام جميعًا، أشكركم لوقوفكم على المادة وتأملكم لما ترمي إليه.
      وأما اقتراح الأخ أبو محمد على أن تكون هذه الدراسة في كتاب، فأفيدكم جميعًا بأني قد قررتُ أن أضمنها في كتاب معدٍّ للطباعة زأنه سوف يصدر قريبًا-بإذن الله- بعنوان: (إرتريا في قراءات سياسية).

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010