إرتريا وسيناريوهات المستقبل

لقد ظن الشعب الإرتري بعد كفاح مرير وتضحيات جسيمة لقد حقق هدفه بتحرير إرتريا ودحرالإستعمار الأثيوبي في عام 1991 . واليوم و بعد مرور ربع قرن من إستقلالها  نجد إرتريا إنتقلت من مرحلة الإستعمار إلي مرحلة الإستعباد لتستمر رحلة معانة الإنسان الإرتري حيث الحروب والقتل والظلم والقهر والفقر ورحلة اللجواء والهروب من الأوضاع اللا إنسانية التى يعيشها  في ظل نظام ديكتاتوري غاشم يتعامل مع شعبه بوحشية لا مثيل لها.

طالت معاناة الإنسان الإرتري وهو يكافح من اجل حقه وكرامته  لأكثر من سبع عقود حيث أنهكت طاقاته وقدراته في معركته من أجل حياة تتناسب وحجم تضحياته وذالك نتاج لنظام فاشل تتصدره قيادة مفلسة لا تحمل إلا قيم فاسدة  من عصبية طائفية ومناطقية ومشروع إقصائ لا يقبل  الأخر حيث يستخدم كل الوسائل الممكنة من قتل وسجن ومحاولة لغسل الأدمغة وتشكيلها وفق رؤية الطاغية اسياس افورقي.كما أصيب الشعب الإرتري بإحباط نتيجة لضعف المعارضة الإرترية وتمزقها.حيث تفتقد المعارضة لقيادة راشدة تكون على قدر التحديات التى تواجه المجتمع الإرتري ورؤية وبرامج واضحيين يجمع عليهما الإنسان الإرتري, حيث تستخدم تنظيمات المعارضة الإرترية لخطابات طائفية , قبلية وإقليمية  وقضايا مطلبية  إضافة لدور أثيوبيا قي إضعاف المعارضة الإرترية وتمزيق صفها اوتوظيف التناقدات التى بينها.

من المشكلات التى تعاني منها إرتريا هو حالة الإحباط واليأس التى أصابت الإنسان الإرتري حيث فقد ثقته بنظام فاشل ومعارضة هزيلة ولذالك اصبح كل فرد يسعي لحل مشكلته والنجاة بجلده واصبح زاهدا في العمل الوطنى الجامع وفقد ثقته بمردوده  إلا نسبة قليلة منه التى لا زالت تكافح وتحمل الراية من اجل مستقبل مشرق لإرتريا وإنسانها. في ظل هذا الثالوث الخطير حيث حكومة عاجزة ومعارضة هزيلة وشعب مصاب بإحباط كيف سوف يكون مستقبل إرتريا وماهي السيناريوهات المتوقع حدثوها ؟

السيناريو الأول: قيام النظام بمشروع إصلاحى شامل وذالك للخروج من الأذمة الإقتصادية والأمنية وحالة الحصار التى يعاني منها وذالك لإطالة عمره وحفظ ماء وجهه ومصالحه وإيجاد مخرج أمن   لعناصره. .

السيناريو الثاني: قيام الجماهير الإرترية بحراك سلمى لإسقاط النظام

السناريو الثالث : تصعيد المعارضة الإرترية لنضالاتها  وتوحيد جهودها لتغير النظام

السناريو الرابع:غياب رأس النظام نتيجة للوفاة او حدوث إنقلاب عسكري وصراع وحراك داخلي  يفدى لتغير النظام

وهنا يطرح السؤال نفسه اي السيناريوهات  نتوقع حدوثها  اكثرخلال الأعوام القادمة؟ وهل التغير القادم سوف يحقق أماني الشعب الإرتري الباحث عن الأمن والعدل والإستقرار أم  سوف تقع إرتريا في فوضة عارمة وحروب اهلية دموية طاحنة تقضي علي كل ماهو متبقي من الأمال والأحلام والموارد,ماهو تأثير ودور دول الأقليم والقوي الخارجية في الواقع الإرتري ونظرتها لمستقبل إرتريا ماهي الخطة والبرامج التى ينبغي ان نعدها لكل سيناريو محتمل؟

في تقديرى المتواضع إن التغيرفي إرتريا سوف يكون من الداخل  نتيجة لإنقلاب عسكري وصراع  داخلي بين مراكز القوي في النظام  لأن أسياس سوف يغادر المسرح حتما نتيجة لضعف سيطرته وشعبيته وفشل سياسته او موته. وهذا التغير وارد أن ينقل إرتريا إلى حال اسواء مما هي عليه الأن مالم تقوم قوى المعارضة الإرترية الحية ومنظمات المجتمع المدنى في الخارج ببناء جسور التواصل مع الداخل من أجل توعية الإنسان الإرتري وتعزيز وحدة صفه مع ضرورة التنسيق والتعاون وفتح باب الحوار المباشر والغير مباشر مع الشخصيات والكوادر التى تؤمن بضرورة التغير والوفاق الوطنى ووحدة إرتريا أرضا وشعبا. وخاصة الكوادر العسكرية التى يتوقع أن يكون لها تأثير في المشهد السياسي الداخلي القادم  حيث يمكنهم ان يجنب المجتمع الإرتري من حروب وصراعات جانبية في حالة توظيفهم للقوى العسكرية من اجل حماية الوطن والمواطن بدل من خدمة الأفراد والصراع من اجل السلطة تستخدم فيه الصراعات الطائفية والقبلية لتغرق إرتريا في بحر من الدماء وتدمير القليل الباقي من البنى التحتية وهذا يرسم مستقبل قاتم لمستقبل إرتريا لهذا ينبغي من كل احرر إرتريا معالجة كل القنابل الموقوتة والفتن والصراعات التى زرعها النظام لبسط سيطرته إضافة لحجم الظلم والقهر الذي تعرض ويتعرض له الشعب الإرتري الذي قد يولد إنفجار يصعب السيطرة عليه.                     .

 

عثمان كراني

السويد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35614

نشرت بواسطة في أكتوبر 19 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “إرتريا وسيناريوهات المستقبل”

  1. حتما سيرحل اسياس ولكن أي ابليس هذا الذي خطط له لنصل الى هذا المخاض العسير … ماهو المطلوب من شخص استبيح عرضه وآخر اغتصبت ارضه وثالث غيب ابوه أو اخوه ورابع هجر من اهله وبيته ومسقط رأسه وخامس وسادس والف ومليون ….هل من المتوقع أن يدير خده الآخر لتلقي المزيد من الصفعات.
    هذه لست حالة شاذة أو عشرات الحالات التي يمكن معالجتها استثناء ولكن الوطن كله تحت اللعنة التى خطط لها ابالسة اسياس وعفاريته. أدكر مقولة كان يكتبها شبيحة الأسد (الأسد او نحرق البلد) اسياس اراد اما ان تكون البلد له ولاهله او لا تكون ومؤدى هذه العقيدة التى كرسها اسياس وحوارييه هي ستظل الفرضية الأقوى للسيناريو المتوقع من مجموع الفرضيات التى ذكرت والتى لم تذكر.
    اللهم الطف

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010