الإجماع الإقليمي على موتَتِنا

بقلم: بشرى بركت

إجازةٌ أتت دون إجازةٍ من الظروف والأحوال السائدة، وقد كانت لدواعي السفر المفاجئ فاقبلوا مني المعذرة.

لا شك أنّ الظروف التي تمرمنطقتنا هي الأصعب والأعقد في مسيرة مجتمعنا حيث إختطلت الأمور حولنا وتداعت  كل قوى الشّر علينا، الداخلي منها والخارجي. وقد كدنا نصل لقناعات بأن مصيرنا ليس بأيدينا وأنّ الآخرين سيصنعون لها مرحلة ما في تاريخنا الحديث، وانّ تاريخ عطائنا المنير سنضيف إليه صفحة قاتمة يقودها – كرزاي ما – في أفضل الأحوال.

إنّ شعباً له تاريخ مرصوف بالكفاح الذي لم يتوقف للحظة واحدة دون حليف أو أليف لم يكن لينتظر من أعداء الأمس أن يكونوا له أطواقا للنّجاة، خاصة وأنّ التاريخ لم ينس أنّنا لم نجد حليفاً حقيقيا ثابتاً في موقفه إلا حليفاً واحداً، وقد تجلّى لنا دون شكّ أن هذا الحليف التقليدي والوحيد كما عهدناه عبر سنين تاريخنا المديدة وواقعنا الأليم ثم لا شك في مستقبلنا المزدهر، هو “فقط” وحدتنا وصمودنا وإصرارنا على تحقيق مطالب شعبنا وتحقيق آماله وتطلّعاته من خلال جهودنا الذاتية وعملنا الجاد.

الكلّ يعلم أنّ تلك الذئاب المتربّصة لا تأبه لا بمستقبلنا ولا بمستقبل شعوبها بقدر اهتمامها بالعبث بمصائرنا واللعب في يوميات شعبنا ووضع ديمغرافيا جديدة تتواءم مع جشعهم في الإستحواذ على كل مقدّراتنا. وعليه نجد الكلّ مُجمعٌ على تخريب فكرة الوطن الإرتري، وزيادة تشريد شعبنا كما فعلوا إجماعا أيضاً في سابق عهودهم.

وللتذكير يمكن بأن نقول أنّ السودان المكوزن، بقيادة أردوغان، لا يحلم إلا بعنصريته ضدّ السودانيين من أصول سودانية إفريقية. ومن ثم يرغب دائما في تهجير الأفارقة أهل السودان، وجلب من يدّعي أن لهم ملامح تقترب ممن يدعي عروبتهم زوراً من أهل السودان الشمالي، ومن ثم يستميت في الإحلال والتبديل حتى لو كان ذلك من خلال تآمر مع إساياس في مشاريع التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي. وقد يفسر ذلك تخلّصهم من الجنوب وابتهاجهم بذلك، ثم استمرارهم في الإساءة لأهل غرب السودان باعتبارهم تشاديين وصولا إلى طردهم من أوطانهم تحت سياط العنصرية المتمثلة في القوات الخاصة التي تتألف من مكون واحدٍ فقط. وعليه فإنّ السُّودان الأردوغاني الكيزاني العنصري يأمل في سرقة شعبنا من وطنه وأراضيه مما يصب في صالح دولة الأقازيان التي يسعى إساياس ووزير خارجيته تسفاطيون لتأسيسها.

أمّا القسيسي الإساياسي ظالم مصر الحبيبة فقد أكد لأهله وسادته عمليّاً بأنّ مصر لن تقوم لها قائمة بعد سنينه العجاف وأنه سيخدم سادته بتعطيش مصر. وقد كانت له ألف فرصة وفرصة لإيقاف سدّ النهضة الإثيوبي لو رغب في ذلك، ولكنه كان فعليا كان حجر زاوية في بناء سد تعطيش مصر. أما المضحكات المبكيات تأتي منه حين يحاول أن يسهم في إحراق ما تبقى من مدننا وقرانا بالإتفاق مع النظام البغيض في أسمرا بدعوة الحرب إلى أرضنا لأنّ أمر إلهاء الشعب المصري لم يكن سهلاً، خاصة وأنّ إثيوبيا تضع اللمسات النهائية في سدّها الذي يفوق كل احتياجاتها المحتملة. وقد تبدأ بملئه ابتداءاً من شهر مايو القادم ومن ثم يوقف كل المياه المتدفقة من هضبة الحبشة لمدة ثلاثة أعوام على أقلّ تقدير. ولك عزيزي القارئ الحقّ في أن تتخيل ما سيجري في مصر خلال هذه السنوات الثلاث. وعليه تراه يحاول أن يصنع لنفسه حرباً بالوكالة يموت فيها أبناؤنا وتحرق فيها أرضنا ويخدع السيسي شعبه بالإيهام بالعمل على انقاذ حصة مصر من مياه النيل، بالرغم من بعد السد الإثيوبي عن أراضي إرتريا لمسافات بعيدة لا يحتمل أن تنطلق منها أي قوات فتتعرّض للسدّ بشكل مباشر أوغير مباشر.

أمّا إثيوبيا أيها الأحبة فقد نلخّص أمرها في أنها ما زالت تحتفظ ببعض من قطع قواتها البحرية الفاعلة في موانئ جيبوتي وهرقيسّا ولا أدلّ من ذلك !!

وبناءاً على هذا وذاك نصل إلى ما يمكن تلخيصه بأنّ الوضع الإقليمي في مجمله لن يترك لنا حقّاً إلا وعبث به الكلّ إجماعاً، وأنّ الحال الذي نحن فيه يفسره معنىً واحداً فقط وهو الذي يُعنوِن حديثي إليكم اليوم، حيث الإجماع الإقليمي على موتَتِنا الأولى ثم الثانية ثم الثالثة الخ. وإن لم يكن كذلك فبم يمكن تفسير ما جرى عبر سنون التاريخ وما يجري اليوم. وهل من هؤولاء من يفسر أو يبرّر أفاعيله المشينة بمصير شعبنا.

قديما كان تداعى وتواعد المتحاربين (بما فيهم العثماني صاحب سواكن – اليوم وحليف السودان المختطف) على أرضنا، وقد كان لطيبعتنا المسالمة وترحابنا بكل جديد دوراً بارزاً في هذا الأسى المستمر. لم يكن هذا لقلة الحيلة بل لادعاء التفهّم والعقيدة السياسية القدرية. فاستضفنا تقاتل المصريين والأحباش والعثمانيين والأحباش والعثمانيين والمصريين على أرضنا، تاركين أراضيهم وبلادهم وشعوبهم للسّلم والإستقرار. ويا للعجب هم ذات الذئاب المتكالبة علينا اليوم ايضاً.

أتى التاريخ ليعيد تكرار ذات أحداثه العبثية على أرضنا ومصير شعبنا الذي تعود أن ينسى الماضي بكل حذافيره قريبه وبعيده، الأمر الذي لا ننكره جميعاً. فلا شكّ أنّ الكل يعلم أنّ الحروب تدعى على أرضنا ويتنج عنها أن تباد قرانا وتُخًرّب مدائننا الى ما لا يمكن ان تقوم منه، ثم ينصرف المتقاتلين كلّ إلى بلاده العامرة ويتركون لنا الحسرة والبكاء على الأطلال.

الكل إذن مستفيد، ونحن الخاسر الأكبر والأوحد. وعليه نحن من يجب علينا الوقوف بقوة ضد الأفاعيل العدائية التي تحاك لشعبنا وأرضنا، ونحن من علينا واجب الوقوف للأجنبي ومنعه من بالإقتراب من ترابنا مهما كانت الأسباب والإدعاءات، ونحن من يتحمل إعادة أهلنا من دعاة الحرب إلى صوابهم ممن تقطّعت بهم سبل الأمل في تغيير قريب في بلادنا، ومن ثم أرادوها كيفما أتت، حتى لو كان التغيير القادم ابتلاعاً على يد التقراي أو امتهاناً على يد الكيزان الذين أعلنوها كذلك دون أن يبدأها بالرغم من أنّهم أهون من أن يخوضوا حرباً جدّية داخل أراضي إرتريا.

علينا أن نتأكّد ونؤكّد على أنّ المصريين – الأحباش – العثمانيين ثلاثتهم!! جيئةً وذهاباً لن يخوضوا (انقاذاً لحياتنا ووطننا) بركة مياه عذبة ضحلة حتى لا تبتلّ ملابسهم ناهيك أنّهم يخوضون من أجلنا حرباً ضروسأً يموت فيها ابناؤهم. فلتصحوا أخي الإرتري ولتنهض أنت بمهام إنقاذ وطنك ولا تنتظر من المغرض ليقضي لك الغرض. هذا وطن جوهره أغلى التضحيات ولن ينسى كلّ منّا الشهيد ممن كان بالأمس أخاً وصديقاً وحبيباً، ولا ينس أي منّا نغمات أصواتهم وتطلّعاتهم. أُذكُرْهم إسماً إسماً ثمّ تذكّر عهدك وأيامك بهم، أذكر واحداً فقط وأفتح أذانيك لصوته الذي نسيت، هذا قبل دعوة الغزاة لتنجيس الأرض التي زرعت فيها أشلاؤهم وبقاياهم.

صحيح أنّ الوضع قد هدأ وأن الدكتاتور أصبح وحده أضحوكة العصر، وعاد الخبيث إلى الأخبث يمارسون هوايتهم في الخبث. ولكن نجدنا نحن وقد وُضِعنا أمام أقسى الإختبارات وآلم المواقف حيث ظهر منّا الكثير ممن فقد البوصلة أملا في التغيير المجاني، وكأنّه لم يقرأ صفحة واحدة من التاريخ الإنساني أو من تاريخ وطنه أو حتى تاريخه الشخصي.

من يريد منّا التغيير ليتّحد وليبتدع فكراً خارقا للعادة ووسائل غير تقليدية وليصنع لنفسه مكانا وأرضا منطلقاً ثم لنخض الشأن الإرتري إرتريين خالصين.

لا أشكّ أنّ الكلّ يعلم أنّ الوضع الذي نحن فيه غير طبيعي وعليه يسلتزم أداءاً غير تقليدي يتواءم ومعطيات الوضع القائم.

دعونا لا نتورّط في تقديم الرأي أو المقترح الذي سنسميه سبيلا للحل قبل أن نعرف كيف نتفق على التعريف المثالي السليم للمشكلة وهو الذي سيجمعنا دون شك في إطار واحد ثم نتفاكر في سبل الحل. لأمر في نظري، أيها الأحبة، ليس إزالة للنّظام ولكن الحفاظ على تفاصيل الوطن ومستقبله والتزاماته التي جميعها ستسلب كاملة بحضور أي من المستعمرين الثلاثة.

لنُعدّ “البشرى” السّارة لشعبنا بالإتفاق على المبادئ التي ستكون لنا إطاراً واحداً لا يُحتمل الخروج عليه ولنقوّي جدرانه حتى لا يكون لنا شواردَ منه وخوارج.

لنحمل همّ ومسؤولية بلادنا وشعبنا وتراثنا وقرارنا وسيادتنا وحدنا فهو ألَمُنا وهي قضيّتنا ولا أحد غيرنا سيحمل لنا ذرّة من الأمل.

نحن فقط من يحب علينا إحداث فتق في الجدار الذي يحجب عنا شعاع الحرية والإنعتاق.

لنحمل البشرى الحقيقية الأولى لشعبنا.

 

ب.ب

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42764

نشرت بواسطة في فبراير 6 2018 في صفحة البشرى, المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

10 تعليقات لـ “الإجماع الإقليمي على موتَتِنا”

  1. عبدالله ()

    يا أخي اس ام ان — تحياتي

    1- تمت الاجابة على هذا السؤال في ردي على السيد / بشرى بركت
    2- الحليف المناسب هو الذي يقف مع الشعب الارتري ويسانده
    3- ينبغي على المعارضة الارترية أن تبني علاقات قوية مع من يساعد الشعب الارتري
    4- إسياس يملك الدمى وليس رجال
    5- الشعب الارتري مستعد للتعاون لإزالة نظام إسياس
    6- إسياس ليس جزء من الحل ولذلك ينبغي إستخدام كل الوسائل لإزالته
    7- الشعب الارتري لا يحتاج من يعيده إلى وطنه إذا تمت إزالة إسياس ونظامه من إرتريا

  2. عبدالله

    *** اسياس الكل في الكل وليس معه رجال لا تتنازل بسهولة — هذه دمى يحركها اسياس كيف يشاء وإذا غاب إسياس لا تجد من يحركها

    *** لا توجد مشاكل بين الشعب الارتري في الوقت الراهن — الكل ضد نظام اسياس والجميع متفق أن يأخذ كل ذي حق حقه ومدرسة الضياء ومظاهرات الارتريين في جميع انحاء العالم اثبتت بأن المشكلة التي كان ينسج فها اسياس مكره قد تم تجاوزها والمسيح والمسلم اخوة في الوطن

    *** إذا تمت إزالة نظام إسياس فلا يحتاج الشعب الارتري من يعيده إلى وطنه — فلا تأخذ هم بهذا الخصوص يا أخي اس ام ان — هذا طبعا إذا لم يكن هنالك شيء في نفس يعقوب

  3. smn

    اوافقك الرأي يا بشرى بأن الحل لن يكون إلا في أيدي الإرترين وأوافق الأخ عبد الله أن قواعد اللعبة بدأت تتغير وأن اسياس زائل مهما طال فترة حكمه لكن هنا عدة أسئلة تطرح
    1- أين المعارضة الارترية عما يحدث في الساحة؟
    2-موازين القوى بدأت تتغير في المنطقة فحلفاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم فمن الحليف المناسب لنا الآن؟
    3-المشكلة الخليجة أثرت علينا كثيرا واسياس إختار الكفة الخاسرة فهل من المناسب أن تتحالف المعارضة مع الكفة الأقوى؟
    4-ولا ينبغي أن ننسى رجال اسياس أو الخونة لن يتنازلوا بسهولة عن مناصبهم فكيف الحل معهم؟
    5- المشاكل الاجتماعية لها دور كبير في خلل الذي نعشيه اليوم فهل الشعب مستعد للتعاون؟
    6- اسياس ليس جزء من الحل وينغي إزالته ولكن بطرق الممكنة فكيف هي الطريقة الممكنة؟
    7-إذا تمت إزالة اسياس كم من الوقت سيتم أخذه حتى يتم إرجاع الشعب الارتري لوطنه؟

    • مرحبا بك دايما يا smn
      بالفعل لا صوت يعلوا فوق صوت التغيير هذا نتفق عليه جميعا وقد اجده من الطبيعي ان يكون هناك خلاف في الوساءل وقراءة ما الذي سيتبع…
      القضية كلها فيما يمكن فعله في اليوم التالي… وهذه هي النقطة الكبرى التي سارت حولها نقاطك التي تنم عن الوعي الشامل بالامر وقد اجدني مستسمحا لك لتناولها بارقامها مختصرا قدر الامكان…
      1. المعارضة الارترية موجودة ولكن تم اضعافها بقصقصة ريشها من طرف مستضيفيها في الخرطوم ثم اديس ابابا تم محاولة الاجهاز الكلي عليها وابدالها بسواقط الشعبية.
      2،3.4 . اما خريطة التحالفات فتحتاج الى بحث اعمق حيث التغير السريع وقد تجد خلال شهر او اثنين اساياس لا حليف له مطلقا فقد عملت السعودية والولايات المتحدة على اعادة مصر الى اثيوبيا وااسودان.. وعليه لا تتوقع ان خريطة مابعد اسبوعين فقط ستكون هي التي ترى.كما لم تكن هي ذاتها التي كانت منذ شهر مضى.
      5. امامنا الكثير من الامور ليس اقلها تراكم المظالم التي يجب ازالتها ومن ثم ازالة كل المشاكل الاجتماعية عبر خطط مدروسة.
      6.7… لا يختلف اثنا ان اساياس والشعبية وسواقطها وتربية الاقازيان كلهم ليسوا جزءا من الحل..
      فقط ارتريا التي كانت قبل الاستعمار الانقليزي بديمغرافيتها التي كانت هي الحل…

      اشكر ك على المشاركة الايجابية والفاعلة

  4. عبدالله

    يا بشرى تعليقي السابق ليس مجرد عواطف كما تتخيله أنت ولكن هو خلاصة لتراكمات الآطنان من الملفات — فلا تحاول أن تستبسط الأمور ونعته بالعواطف والسبب طبعا مفهوم سلفا ما هو الهدف من ذلك

    أمر عجيب إذا لم تتخلص من المجرمين الذين سيطروا على امكانيات البلاد والعباد من خلال الفرص التي تتاح من دول الجوار وغيرها فكيف تريد أن تخطط للمستقبل الذي يحتاج إلى استقرار؟

    أما بخصوص التحالفات فدول كثيرة تستظل بدول قوية وهذا شائع لا يحتاج لفهمه إلى عقلية عبقرية — ايضا المعارضات في العالم تدعم من دول ولا تتسول على شعبها للحصول على تبرعات إلا المعارضة الارترية — هل سمعت يا بشرى بأن المعارضة السودانية طلبت التبرعات من الشعب السوداني أو المعارضة الصومالية من الصوماليين أو معارضة جنوب السودان من الجنوبيين؟ بكل تأكيد لم تسمع — إذن ما هو السبب الذي جعل المعارضة الارترية تتسول على الشعب الارتري بالرغم من انها تعي تماما بأنه استهلك خلال السبعة عقود الماضية؟ السبب بسيط لأن المعارضة الارترية تحمل نفس الفيروس والمفاهيم التي تحملها أنت يا بشرى — في الماضي الشعب الارتري كان فيه الروح لدعم الثورة الارترية ولكن اليوم هو يعيش مشرد وتم افقاره من كل وسائل الحياة ويحتاج إلى من يسنده وعليه إذا لاحت في الأفق فرص للتخلص من اسياس ونظامه فمرحب بتلك القوة التي لها عداوة مع اسياس — هذا يا بشرى ليس عواطف بل منطق لإنقاذ الشعب الارتري — الشعب الارتري في حوجة ماسة لمن يقف إلى جانبه ويسنده للوقوف على قدميه ليكمل مشواره في التحرر والحياة الكريمة

    ألم ترى يا بشرى اسياس يركب أي موجة تلوح في الافق ويقطع بها مشوار في إتجاه اهدافه ومصالحه الطائفية والخاصة — واسطع دليل على ذلك حكومة البشير التي قطع بها مشواره وتخطي بها الظروف الحالكة التي كان يمر بها واليوم نراه يركب موجة جديدة للتخلص من البشير من أجل أن يجعل السودان مرتعا له ولنظامه الطائفي

  5. أخي الكريم
    أتفهم نقمتك على الوضع القائم وأتفهم رغبتك على الخلاص من النظام بأي ثمن كان، بالرغم من ان الوقوف لبرهة والنظر الى الصورة الكاملة يمكن أن يوضح لك الأمور أكثر من الدفق العاطفي. وقد يجدر بنا سويا أيضا أن نتفهم الاختلاف حول ما اذا كان الوجود العثماني استعمارا ام حكما وطنيا ام اي شيء آخر، فهذا الإختلاف لن يكون بأكثر من اثراء للحوار الارتري الارتري القادم في دولة القانون التي سنؤسس في المستقبل. وبهذه المناسبة اقبل شكري وامتناني على فيض المعلومات الذي تفضلت به في هذا الصدد.
    لن تجدني مدافعا عن رؤيتي على الدوام ولكن قد اضطر هذه المرة إلى أن اشير الى ما سبق ووضعت من تفاصيل هذه الرؤية والتي اود أن اراك تقوم بمقاربتها بما توصلت اليه من خلاصة نهائية حول موقفي ورؤيتي. فأرجوا العودة إلى مقالات صفحة “البشرى” لتتضح لك الصورة كاملة. ولن اكون مبالغا إن قلت لك أنّ كلّ مقالات “البشرى” ترمي بذات النسق الى ذات الهدف فارجوا ان تقرأها جميعا.
    آخر ما يمكن القول به هو “إذا كان الهدف الأسمى هو إزالة النظام وحده ولا شيء غيرذلك فإن هذا أيضا هو هدف الأقاعز وهدف شوارد النظام وهدف كل من هب ودب أيضاً”. الهدف الحقيقي أبعد من ذلك بكثير. وللتوضيح أكثر أرجوا قراءة ما سبق.
    ولك كل التقدير على اسهامك الإيجابي.
    ب.ب

  6. عبدالله

    يا بشرى بركت المحافظة على الوطن الارتري طريقه واضح جدا وقصير بكل المعايير — يجب على إسياس ونطامة ان يسلم الوطن للشعب الارتري فورا وان يغور هو ونظامه إلى مزبلة التاريخ

    العاقل يطالب بأقصر الطرق التي تنهي المعاناة عن الشعب الارتري وليس العكس — يبدو عليك مبسوط غاية الانبساط من الانبطاح لإسياس — دعوتك تعني دحر الثلاثي ثم الرجوع للإنبطاح الذي تعودت عليه (متعودة) كما يقول المصريين

    • اخي الكريم،

      لك كل الحق في الحلم بالتغيير، هذا اولا، ولكن الحلم بالحل المجاني وان تأتيك جهة ما لتحقق لك آمالك وتقدمها لك على طبق من ذهب فهذا يعتبر من أحلام اليقظة التي لن تتحقق مطلقا، وقد أجد نفسي في موقف الناصح لك بالتريث ودراسة الموقف قبل ان تصل الى التقييم النهائي، ثم اوصيك بدراسة ما يخص النظام والموقف السليم منه ضمن عشرات المقالات في زاوية البشرى التي قد تساعدك التقييم وفهم الأحداث ومن قبلها التاريخ…

      وتفضل بقبول وافر شكري.
      ب.ب

  7. عبدالله

    حسنا فعلت يا بشرى بركت بالكشف عن أحشائك الخبيثة — لقد تواريت عن الكثيرين لوقت طويل ولكن الوضع الرهن لا يحتمل الاختفاء خلف عناوين مختلفة وعليه برزت على صورتك الحقيقة تدافع عن اسياس الذي سرق الوطن كله عن الشعب الارتري ولم يتبقى له فيه شيئ منذ عقود — الوطن سرق عن الارتريين منذ فترة طويلة والكل اصبح يعيش مشردا يتيه في ارض الله الواسعة

    الكيزان والعثمانيون لم يشردوا الارتريين من وطنهم الذي حرروه بدمائهم الغالية بل الذي شردهم هو نظام اسياس الطائفي — متى تم طردك من وطنك بالكيزان يا هذا؟ والعثمانيون لم يستعمروا إرتريا ولكن كان الشعب الارتري ضمن الدولة الاسلامية المترامية الاطراف برضاه وكان يحكم أقليم إرتريا بأبنه الذي كان يلقب بـ “النائب” وهذا اللقب حتى الان متوارث في إرتريا تحت اسم (عد نايب) وان اسهل لك الفهم اذكر لك شخصية من ضمن حاشية النظام اسمه (بح) موسى نايب

    النائب كان يعتبر والىا أو أميرا أو رئيس للوزراء للمنطقة التي تسمى حاليا إرتريا و(عد كيكيا) كانت تمثل وزارة للمالية و(عد معلم) كانت تمثل وزارة الشؤون الدينية والعدل و(عد عاقا) كانت تمثل وزارة الدفاع على حسب التسميات الحديثة

    الشعب الارتري سوف لن يصطف إلى جانب إسياس الذي شردهم ولن يعترف لهم بوطنا اسمه إرتريا وبالتالي ينبغي على الشعب الارتري ان يوحد صفوفه ويستفيد من التحالفات الجديدة للقضاء على اسياس ونظامه

    من يحقد على اسياس ونظامه لا يمكن أن يقول: ( لأمر في نظري، أيها الأحبة، ليس إزالة للنّظام ولكن الحفاظ على تفاصيل الوطن ومستقبله والتزاماته التي جميعها ستسلب كاملة بحضور أي من المستعمرين الثلاثة.)

    عن أي تفاصيل وطن متبقية للشعب الارتري تتحدث يا بشرى بركت اليس كل التفاصيل والجمل بما حمل استأسد عليه نظام اسياس الطائفي

    ركز معي يا بشرى بشكل جيد:- كل من يتعاون على القضاء على نظام اسياس فمرحب به من قبل الشعب الارتري ، فمرحبا بالبشير ودسالين وعثمان وحتى ابليس إذا كان يوافق في ذلك

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010