الإقليمية والنهج الديمقراطي يلتقيان ولا يختلفان

الحسين علي كرار

في ندوة جبهة الإنقاذ في روتردام والتي تحدث فيها الأستاذ عمر محمد أحمد ، حول المرحلة الحالية والتي نشرت في المواقع، ما يلفت النظر عدة ملاحظات:-

أولا:- العنوان (الاستقطابات الإقليمية والنهج الديمقراطي لا يلتقيان) نقول لا يمكن أن يكون نهج ديمقراطي إلا في ظل دولة مستقرة ولا يكون النهج الديمقراطي في دولة مبعثرة ، وتكون هذه الدولة قد رست على شيء بعد الاستقطابات الإقليمية ، هذا ما يحدثنا به التاريخ  ، فكل الديمقراطيات في العالم الغربي بنيت بعد الإستقطابات الإقليمية وحروب داخلية ، وبعد التراضي على بناء شكل الدولة ونظامها السياسي ، لأن مصالح مجتمع الدولة مختلف (إثنية دينية ثقافية اقتصادية اجتماعية الخ..)، وتثبّت هذه المصالح وهي حقوق في دستور الدولة ، فالدولة تكون مركزية أو فيدرالية حسب الوفاق الوطني ، فإذا لم يكن وفاق وطني بالتأكيد الأقاليم ستبحث حماية خصوصيتها ، وتسود التشرذمات وهذا ما هو سائد في كثير من دول العالم الثالث الذي تهيمن عليه فئات تخدم مصالحها ويسود ها الاضطراب والاقتتال ، ونشاهد دول تتحول إلى فيدراليات من الداخل لحل مشاكل الأقاليم كما هو في السودان وأثيوبيا ، وقد تأسست الدول القوية على أسس الفيدرالية (حماية لمصالح الأقاليم) منها على سبيل المثال ، الولايات  المتحدة وبريطانيا ، وما شاهدناه في استفتاء اسكتلندا وهي إقليم لم يكن مخالفا للنهج الديمقراطي، اللهم إلا إذا كان النهج الذي يقصده الأستاذ نهج أخر ،  فالمطالب الإقليمية هي التي تحافظ علي مصلحة المواطن والدولة ووحدتها وتضع الأسس الصحيحة للمجتمع للعيش المشترك ويسودها النهج الديمقراطي، فالمطالب الإقليمية تقوّم انحراف قيادات المركز في الدولة وتقلص مركزيتها في القرار، وخاصة في ظروف سيادة الظلم وقانون الغاب واختلاف الثقافات ، كما هو حاصل في أرتريا ، أما رفع شعارات خاوية بلا مضمون فلا يستفيد منها أحد.

وما كان تقصده الندوة والأستاذ/ عمر محمد أحمد هو رابطة أبناء المنخفضات ولكنهم لم يفصحوا بذلك ، ولكن يجب أن يتذكروا هم (الإنقاذ) في مؤتمر أواسا كانوا من تحالف مع كيانات قالوا عنها قومية وهي في واقعها قبلية ليرجحوا بها كفتهم في الانتخابات ، وتنظيم جبهة الإنقاذ هو مثله مثل بقية التنظيمات بعد الانهيارات أصبح تكتل قبلي مناطقي ولا يحتاج ذلك  لشرح ، وحتى الآن لم يخرج من غرفة النقاهة التي أصابته بها الطائفية بين الطائفتين في الإقليم ، لو جاء مثل هذا الكلام من الأستاذ /إبراهيم محمد علي، على الأقل لكان معقولا ، لأن الشخص كان رئيس الحزب وهو بعيد نوعا ما عن تفاعلات المعارضة ، فيجب ألا يوزع أهل الإنقاذ الوطنية على مقاساتهم ويخونوا الآخرين ، والأغرب أن يقول الأستاذ /عمر (بصفة أساسية متابعة وكشف وتعرية تنامي الإستقطابات الإقليمية في صفوف المعارضة ، ثم يقول أصبحت هذه الظاهرة عقبة أمام وحدة القوى الوطنية الديمقراطية) سبحان الله أين نظام اسياس وسجونه  من العقبة المانعة لوحدة القوى الوطنية الديمقراطية؟.

ثانيا:- يقول الأستاذ / عمر (يجب أن ننطلق من الإيمان بأن النظام الدكتاتوري لا يمثل إقليما محددا أو طائفة معينة) ، وهو بيت القصيد من المقال ، وهي رسالة إلى من يهمهم  ذلك الأمر ، فإذا كان هذا موقفهم فهم أحرار، ولكن النظام طائفي وإقليمي  بشهادة أهله وهم مقرون بأن النظام نظامهم والفشل فشلهم، وسوف لا تفيد شهادة البراءة التي يقدمها الإنقاذ كاكتشاف جديد ينقذ بها النظام من تهمة الطائفية والإقليمية ، فدعوة تأهيلهم النظام من الطائفية والإقليمية مجروحة من أهلها.

ثالثا:- يقول الأستاذ/ عمر (نزوع البعض إلى إثارة التناقضات الثانوية وتبني إستقطابات سياسية على أسس إقليمية) وذكر أكثر من مرة  ، نقر بالتناقضات الثانوية ، فإذا كان يقر بأن هذه التناقضات ثانوية فيجب ألا يختلف مع النظام في تناقض ثانوي لا أساس له ويجب أن يتجاوزه وينخرط في النظام ، أما غيره ممن يصفهم بالإقليميين والقبليين يرون هذه التناقضات جوهرية، أساسا وابتداء من نظام الحكم والإدارة والاقتصاد وإنفراد طائفة معينة بمقدرات الدولة واحتكارها للسلطة ورفض الأخر وهيمنة ثقافة وطرد ثقافة واغتصاب أرض وطرد مالك، وبناء كنائس ورفض مساجد وسجون وقتل وتشريد وغيره الكثير من الإقصاء الكامل ، فإذا كان لا يزعجه هذا كله ويعتبر الاختلاف حوله ثانوي ، وأزعجته الرابطة التي تطالب بتلك الحقوق ويعتبرها إقليمية ، فإن تنظيره سيطول به الزمن ، لأن الحوار الوطني لم يكن مقطوعا وسوف لا يكون مقطوعا ، ولكنه من أجل بناء الدولة الحديثة لم يجد أذن صاغية لا من النظام ولا من معارضة التجرنية ، ويعرف ذلك هو أكثر من غيره ، فعلى من يزايد وعلى من تزايد الإنقاذ؟.

رابعا:- من هي القوى الوطنية الديمقراطية والتي يطالبها أن تؤهل نفسها ، ويقول (المدخل الصحيح لعملية التأهيل القراءة الموضوعية للواقع الراهن) بعد كل هذه السنين والتجارب إذا كان من سماهم القوى الوطنية تحتاج لقراءة جديدة لتؤهل نفسها لمواجهة تزييف الوعي السياسي والفكري كما يقول ، فهذه مصيبة ، لأن الواقع الراهن هو نفسه الواقع الماضي في تركيبة المجتمع ، أما إذا كانت هذه الدعوة للثورة الجديدة ، بسبب ظهور رابطة أبناء المنخفضات ، فليعتبرها الأستاذ والإنقاذ ، مثلها مثل بقية القوميات التي أسسها أفورقي عام 1976م والتي لم ينزعج منها وتحالف معها ، ولم تصاب الإنقاذ منها بهذه الهستيريا ، أما إذا كان الانزعاج قاصر على الرابطة وهي التي يصنفها بالإقليمية والقبلية ، فهذا شيء يخصه ، ولكنه  ليس الحريص هو وتنظيمه على أرتريا أكثر من غيره.

خامسا:- المناضلين القدماء في لندن أعطوا في شبابهم ولا أحد ينكر لهم الماضي ، ولكن زجهم لتضخيم الصورة لا يأتي بنتيجة ، وهذا الخطاب لا يتقبله جيل اليوم المصاب بحساسية مفرطة من كلمات – قسقاسي – عوت نحفاش– حادي لبي حادي هزبي- لأنها أفقدته الأمل وقذفته في أعماق البحار، وعبادة الماضي أشبعته منه فضائية النظام ، ولا يعرف القوى الوطنية والديمقراطية السابقة ونقاءها وصفاءها الذي تتحدثون عنه ، وكل ما يعرفه هو أن كوبا الاشتراكية المقاومة للإمبريالية  التي كان يسمع ويقرأ عنها  وفي حياة كاسترو المقاوم ، دخلت اليوم في محفظة البورصة الأمريكية.

فلهذا خاطبوا الشباب كتنظيم وسياسيين بلغتهم ، وليس بلغتكم التي تجاوزها الزمن، كان آباؤنا يكتبون على لوح الخشب وبقلم القصب ، ويملي عليهم الشيخ من الكتاب ، ولكن كان حظنا أفضل حيث كتبنا على الورق وبقلم الحبر وكتب لنا الأستاذ على الصبورة ، وأبناءنا اليوم حظهم أفضل يكتبون على الكمبيوتر دون شرح متعب من المعلم ، ويتواصلون بالفيس بوك ، ويشاهدون بعضهم بالواتساب من مشارق الأرض ومغاربها ، فهل يقبلوا لكم اليوم أن تفرضوا عليهم ماضيكم  ورفع الشعارات التي ذهب عهدها، أليس طرح القوى التقدمية والوطنية على الأوراق بشيء عجيب؟ الشعب الارتري يريد بناء دولة صحيحة ترضي الأقاليم والمكون الاجتماعي معا ، بعيدا عن انتهازية مصالح الفصائل وانتهازية السياسيين ، فشخّصوا ماذا يريد الشعب بنقاش جاد ،  وما هي مطالبه في تكوين الدولة الجديدة ووضع الدستور؟  بعد ما أصيب من النظام بالكوارث  بعيدا عن الأنانيات السياسية والتخوين والمهاترات التي لا تجدي، لأن الدولة حتى الآن تعيش بعقلية عهد الثورة قبل التحرير، والجميع يريد بنائها على أسس سليمة وتضمن الحقوق للجميع.

سادسا:- يقول الأستاذ /محمد رمضان وهو من الكاتب المرموقين ، (لا مكان ولا مساهمة في ساحة الوطن لمن يرفع شعار القبلية والإقليم في أرتريا) بهذا المنطق ما هو الفرق بين هذا الطرح وما يمارسه اسياس بتخوين الآخرين ، وتنزيه النفس ورفعها لمصطفاّت الطاهرين ، ومن الذي يوزع شهادة الطهارة للمطهّرين ، ولا يمكن أن يعطي شخص لنفسه كأس الطهارة والفوز إلا إذا كان يحمل عقلية النظام ، و هناك قبائل تحمل شعارات باسم القوميات التي وضعها النظام ، ماذا سيفعل بها ، هناك قومية الساهو وهي لقبيلة الساهو وهناك قومية أساورتا لقبيلة أساورتا وهناك قومية النارا لقبيلة النارا وهناك قومية البلين لقبيلة البلين وهناك قومية حزب النهضة لقبيلة الجبرتا وهناك قومية العفر لقبيلة العفر وهناك قومية الكنامة لقبيلة الكنامة وهناك رابطة المنخفضات لأبناء المنخفضات إقليمية، وهناك قومية التجرينية لأبناء التجرنة إقليمية ، كلها تستقطب أناسها لتطالب بحقوقها وترفع شعاراتها ، وكل هؤلاء مشاركون في المجلس الوطني باسم القوميات وهي قبائل ، وقد تحالف معها الإنقاذ ، ولا أريد أن أتحدث عن قبلية الفصائل ومنها جبهة الإنقاذ ذاتها التي تعطي شهادة البراءة لنفسها، وبعد ذلك من يبقى مع السيد/ حمد رمضان من البشر في البلد إذا طبقنا هذا المعيار التطهيري ؟ سؤال للأخ / محمد ، أليس من المنطق أن يسود العقل بدل الانفعال في تناول الأحداث هكذا ؟

يبدوا أن جبهة الإنقاذ كفصيل لا تؤمن بفيدرالية الدولة ، وهي تؤمن بمركزية الدولة، وهي في هذا الرأي تشارك مجموعة فصائل معارضة التجرنية وكذلك نظامهم ، فهي من حقها أن ترعى مصالح تنظيمها وأعضائها حسب موقعها وواقعها وهذا خيارها  ، ولكن ليس من حقها أن تنكر على الآخرين خيارهم بأن يطالبوا بحقوقهم وتنعتهم بصفات لو قالها الغير عنهم لما رضوها  ، ونسأل  أليست الإقليمية في النمو الاجتماعي أفضل من القبلية والطائفية في قاموس من يسميهم الأستاذ القوى الوطنية في مدارسهم الفكرية؟.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32927

نشرت بواسطة في يناير 26 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

7 تعليقات لـ “الإقليمية والنهج الديمقراطي يلتقيان ولا يختلفان”

  1. رأيك سديد كما عوّدتنا – استاذنا الفاضل الحسين كرار – وفي الوقت المناسب ، أسأل الله يهدي به الاخوة ( الوطنيون الجدد ) ، إنه سميع الدعاء .

  2. عبدالله

    ما يلفت الإنتباه بان الشخصيات التي تنهال على القبائل والعشائر والمناطق الارترية وتنعتها بنعوت التي تجعل البسطاء يخجلون من إنتمائهم القبلي والعشائري والمناطقي لا تتعرض بالنقد إلى كل ما أوجده إسياس في الساحة السياسية الارترية — مثلا ابتدع إسياس في الساحة السياسة الارترية مسمى القوميات — كذلك أيضا لا يتعرضون إلى طائفيتة بل يدافعون عنها — لذلك لتفادي الهجمة المسعورة من قبل معتنفي الدين العلماني واللبرالي أنصح القبائل والعشائر الارترية أن تستبدل مسمى القبيلة بالقومية على النحو التالي:

    1- قومية الحباب

    2- قومية البني عامر

    3- قومية الماريا

    4- قومية المنسح

    5- قومية الجمجان

    6- قومية ال النائب

    7- قومية ال الشيخ حامد

    8- قومية ال معلم

    9- قومية ال نبرة

    10- قومية ابو القاسم

    11- قومية الشيخ علي موز ………………… وإلى آخره حتى تبديل مسمى كل القبائل إلى قوميات

    وبهذه التسمية التي أبتدعها المعتوه في الساحة السياسية الارترية نستطيع أن نتجنب هجمات هذه الشخصيات البائسة التي ترتعد من كل ما أوجده ومجال عمل المعتوه

  3. رابطة أبناء المنخفضات هي من ستقوم بتصحيح هذا الوضع المعوج ، وتُعيد انسانيّة وكرامة انسان المنخفضات شكرا استاذ الحسين علي كرار

  4. عبدالله

    الأخ \ الحسين علي كرار — حياك الله

    مقال رائع بل أكثر من رائع — حزاك الله خيرا على هذا التوضيح المفيد جدا

    المشروع الوطني الارتري الذي يتغنى بها كل الارتريين قامت على أكتاف القبائل والعشائر والمناطق الارترية — الرابطة الاسلامية هي نتاج تنادي القبائل والعشائر والمناطق الارترية — ولكن الذي أفشل المشروع الوطني في أربعينيات القرن الماضي هو المشروع الطائفي ولازال هذا المشروع الطائفي هو الذي يعيق وحدة واستقرار الشعب الارتري في وطنه — هذا ينبغي أن يكون معروفا لدي الجميع ونسعى جميعا من أجل التخلص من الطائفية التي تهلك الشعب الارتري

    القبائل والعشائر الارترية لم تقتل أحد ولم تستوطن على أرض غيرها بقوة السلاح ولم تشرد أحد من وطنه ولم تسجن وتعزب أحد من المواطنين الارتريين — لو سألنا هؤلاء الذين أصموا أذاننا يذكروا لنا قبيلة واحدة أعاقت وحدة الشعب الارتري بكل تأكيد لا يجدون رادا على هذا السؤال

    لا يوجد في إرتريا قبيلة ضخمة تستطيع أن تهيمن على المسرح السياسي الارتري وبالتالي لا توجد في إرتريا قبيلة تسعى للسيطرة على المشهد السياسي الارتري

    # تتكون الحباب من عدة قبائل صغيرة — وهذه القبائل الصغيرة بمجملها لا تستطيع أن تفعل لوحدها شيء يذكر

    # البني عامر تتكون من عدة قبائل صغيرة — هذه القبائل الصغيرة بمجملها لا تستطيع أن تفعل لوحدها شيء يذكر

    # أقليم سمهر يتكون من قبائل صغيرة جدا — هذه القبائل مجتمعة لا تستطيع أن تفعل لوحدها شيء يذكر

    # البلين أيضا تتكون من قبائل صغيرة جدا — هذه القبائل مجتمعة لا تستطيع أن تفعل لوحدها شيء يذكر

    # قبيلة المنسع تتكون من قسمين صغيرين جدا — هذان الفرعين أيضا لا يستطيعان أن يفعلا لوحدهما شيء يذكر

    # قبائل النارا أيضا صغيرة جدا لو نظرنا إليها بالمنظار السياسي — قبائل النارا أيضا لا تستطيع أن تفعل لوحدها شيء يذكر

    # قبائل البازا أيضا صغيرة جدا لا تستطيع أن تفعل شيء في المشهد السياسي الارتري لوحدها شيء يذكر

    # قبائل العفر أيضا لا تستطيع أن تفعل لوحدها شيء يذكر

    # قبيلة الجبرتة أيضا صغيرة جدا لا يمكنها أن تفعل شيء في المشهد السياسي الارتري لوحدها شيء يذكر

    # قبائل الساهو والأساورتا أيضا صغيرة جدا و لاتستطيع أن تفعل لوحدها شيء يذكر

    كل هذه القبائل صغيرة جدا ولم نسمع على الاطلاق بأن قبيلة ما سيطرت على قبيلة آخرى وحكمتها وبطشت بها وشردتها — هذه القبائل الصغيرة لا تستطيع السيطرة على المشهد الارتري ولا أعتقد هنالك قبيلة تفكر في هذا النوع من الطموح — إذن ما هي القصة الحقيقة وراء الهجمة المستمرة من قبل إسياس وتنظيمه ومجاميع الدين العلماني المستورد؟

    يا قبائل إرتريا وعشائرها عليكم أن تعوا بشكل جيد بأن الهجمة المسعورة ضدكم سببها هو أنكم تحملون ذنب واحد فقط وهو إعتناقكم الاسلام — إسياس وتنظيمه كان يهاجم المسلمين ويبث فيهم حروب نفسية عن طريق إستخدام : الرجعيين والقبليين والمناطقيين والجبهجيين (هذه الكلمات المقصود منها هو الاسلام والمسلمين) — والمسلمون يعتبرون ضد مشروعه الطائقي ولذلك كان يحاربهم بكل السبل المتاحة لديه من حروب نفسية وتصفية جسدية

    إذا كان إسياس وطائفته لها سببها لنعتهم بمثل هذه النعوت — فما هو سبب الهجمة المسعورة لأصحاب الدين العلماني المستورد؟ هؤلاء ينظرون إلى الدين الاسلامي عائق أمام ممارسة شعائرهم الدينية التي يأمرهم بها دينهم القائم على ممارسة كل الكبائر والمحرمات والمنكرات والدجل حتى قتل النفس (كل شيء مباح في هذا الدين) — القبائل والعشائر الارتريا المحافظ على دينها الاسلامي وتاريخها تعتبر عائق كبير أمام هؤلاء ولذلك غير مستغرب أن يكنوا هؤلاء الدين الاسلامي بالقبيلة والعشيرة التي تحمله — هؤلاء يستهدفون الاسلام ولكن لم يصلوا إلى مرحلة الجرئة والقوة الكافية لمهاجمة الاسلام مباشرتا ولذلك يستخدمون مصطلح القبيلة التي تحمل في طياتها هذا الدين الحنيف وقيمه الانسانية

    عندما نسمع أحدا يهاجم القبائل والعشائر والمناطق الارترية علينا أن نعرف بأن المقصود هو الاسلام والمسلمين والقبائل والعشائر تستخدم للتضليل فقط — بطريقة غير مباشرة الاسلام هو المقصود من هذا النوع من الهجمات — وفي الوقت الحاضر مثل هذه الاساليب تستخدم كثيرا

    رد

  5. مصطلحات عفى عنها الزمن تمنيت بعد هذه التجربة الثرة الاستاذ ان يكون استفاد ولكن للاسف لا زال يعيش فى تلك الايام الخوالى القوة الوطنية الديمقراطية اين هذه القوة من وقعنا الارترى اليست كلها تنظيمات قبلية لا اكثر ولا اقل وبالرغم من ذلك قبلنا بها ونريد ان تواصل النضال حتى يتم التخلص من النظام ومن ثم بلامكان الدعوة لمؤتمر جامع لكل هذه التنظيمات والفعاليات الوطنية لتشكيل حكومة انتقالية ومن ثم انتخابات والعافيه بشويش .

  6. صالح عامر

    بني الحسن كرار مقالته على فرضية متخيلة / وهمية ، أن الندوة التي عقدت في روتردام ،عقدها تنظيم جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية . وأغمض عينها تماماً عن الإعتذار الذي تقدمت به أسرة تحرير ” فرجت ” لأصحاب الندوة لأن تقرير الندوة نشر وقد أرفق معه خطأً شعار جبهة الإنقاذ . صحيح ان مكان إنعقاد الندوة هو مقر خاص بالإنقاذ . كان يمكن أن يكون أي مكان آخر في فناء كنيسة ،أو جامعاً ، أو حديقة عامة. والأفراد الذين نظموا الندوة وهم كما يقول التقرير : ” عددًا من النشطاء السياسيين والمناضلين القدامى ” فمن أين اتيت يا كرار بفرضيتك المتوهمة هذه بإن أصحاب الندوة هم جبهة الإنقاذ ؟ كيف خانتك الموضوعية وخيبت فيك ظننا ؟ أم ان الزج بإسم جبهة الإنقاذ يخدم غرضك من المقال ؟
    ما وقعت فيه يا كر هو مغالطات كان الاجدى بك أن لا تقع فيها . ولكن بما انك وقعت فيها فنحن كقراء نطالبك بتصويب مقالك وتعديله و هذا التصويب هو أقل ما تقوم به تجاهنا ان كنت تحترم الكلمة وتقدرها وتحترم قرأء الموقع .

    وتتكرر المغالطات وتعمد القفز علي الحقائق . ومن هذه القفزات قلب حقيقة الكلمة محور التقرير الذي هدف منها المناضل عمر محمد أحمد تسليط الضوء علي المعيقات والمخاطر الذي تمثله ” التيارات التي تثير النعرات الإقليمية ” . وجلي أنه لا يقصد الإقليمية السوية بل المقصود إذن هي ” إقليمية النعرات ” وليس الإقليم كما تُعرّفه دروس الجغرافيا والقانون . ثم أنه لم يحدد نعرات المنخفضات أو المرتفعات بل تكلم عن الظاهرة بعمومها كونها بدأت تطفو علي سطح العمل السياسي . فلماذا تحصرها علي المنخفضات !!؟

    في الكتابات الغرضية عادة ما يغيب الضمير والإحساس بالكلمة وخطورتها وها هو كاتب المقال يدشن لنا مرحلة من الصراع تأسس في مؤتمر أواسا . تحالفت فيه كما يقول الإنقاذ مع مجموعات قومية .وينسي ان ما حدث قد يكون مجرد إتفاق آني في الرأي كان يمكن ان يحد بين أي من المكونات .. فوصف الامر بالتحالف جانبه الصواب .. فلطفاً بنا يا أيها الناس . ولطفاً بهذا الشعب . كفوا عن تأجيج الخلافات وزيادة شقته ليكون بين مرتفعات ومنخفضات فنحن لا زلنا مكويين من شق الشرقية والغربية قديماً وكيف انها أدمتنا ولا زالت . هي صراعاتكم ومماحكاتكم لا تخوضونها بإسم الشعب . هي مشروعكم كأفراد لكم احلام القبلية والجهوية والطوائف ونعراتها ولا تعنينا نحن أبناء الشعب لا من قريب أو من بعيد .
    لن يوصلنا إلي بر الأمان إلا الوحدة ونبذ روح القبلية والعشائرية والبيوتات والجهويات .. فتلك تم تجريبها وأوصلتنا إلي ما نحن فيه .. ومن المناسب هنا التذكر بتلك العبارة الصرخة الذي أطلقها ذات يوم المناضل الوطني الراحل عثمان هندي رحمة الله عليه ” أتقوا الله “

  7. Adel Drmaly

    شكرا استاذ الحسين علي كرار على هذا التبيان الذى شخص حالتنا الراهنة حيث الموضوعية والواقعية فى الطرح والتحليل والتى نتطلبها فى هذه المرحلة بعيدا عن لغة الاقصاء والتخوين التى ظلت شبه متلازمة للكثير من الكتابات فى الفترات السابقة , ومما لاشك فيه ان الديمقراطية فى عالمنا الثالث لايمكن مقارنتها باى حال من بمثيلتها فى العالم الاول والذى انتهجها بعد جهد جهيد, حيث تم توعية المجتمعات باهمية الاختلافات والحقوق المدنية ومفهموم المواطنة الحقيقى الذى يغيب عنا تماما , فقبل كل شي يجب نشر التعليم والتوعية باهمية المساواة فى ظل وطن يحترم كل اطيافه , وكما هى الدولة التى تعرف بالديمقراطية الاولى فى المنطقة (لبنان) يتم استخدام الطائفية والاقليمية فى اداة هذه الديمقراطية رغم الوعى النبسى الذى يتسم به الشعب اللبناني ولم يتنقص هذا من قيمة الديمقراطية فى البلاد والتى خلقت الاستقرار النسبى لهذا البلد , ودن التعامل بواقعية فى تجربتنا الحالية والاستفادة من تاريخنا القريب سوف نظل نكرر ذات المنهجية التعسفية للنظام ومن لفه حول نهجه من بعض التنظيمات التى تري ان المشكلة الحقيقية مع الدكتاتور وليس مع بنية النظام الطائفى ككل والمتمثلة فى سيطرت مجموعة طائفة على مكتسبات البلاد جعلت منهم العدو الاول لهذا الوطن.

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010