رسالة احتجاج إلى معهد فيلسبيرغر الألماني

form

التاريخ:  11/11/2015

الموضوع: رسالة احتجاج إلى معهد فيلسبيرغر الألماني

 

السادة / معهد فيلسبيرغر

لعناية الدكتور / هارتموت كويهل

 

تحية طيبة وبعد،

 

تابع الإرتريون الاستعدادات الجارية لعقد ورشة عمل ينظمها معهد فيلسبيرغر لألماني في ضواحي مدينة فرانكفورت في الفترة من 13– 14 نوفمبر الجاري، ودعا إليها بعض التنظيمات السياسية الإرترية ومنظمات مجتمع مدني، وذلك لمناقشة قضايا إرترية حيوية واستراتيجيه بالإضافة إلى دراسة الأوضاع في بلادنا وبحث مستقبله، وذلك لضمان السلم والأمن في المنطقة.

 

إننا في المنتدى الإرتري للتغيير، وإذ نرحب بهذه الخطوة الهامة التي قام بها المعهد والقائمين عليه لتخصيص ورشة عمل هامة عن إرتريا، في مرحلة تشهد فيها بلادنا عزلة تامة، وتسير، للأسف الشديد، باتجاه الاضمحلال بفعل السياسات التدميرية لنظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري القائم؛ وبما أن الهدف من هذا اللقاء، حسب متابعاتنا، هو بلورة رؤية إرترية حول حاضر ومستقبل البلاد؛ وبما ان مخرجات هذا اللقاء سوف تعطي الانطباع بالتأكيد بأنها تمثل وجهة نظر قوى المعارضة الارترية، أي وجهة نظر الطرف الآخر في المعادلة السياسية الإرترية سلطة – ومعارضة، وبهذا التصور يمكن تبني مخرجاتها من قبل جهات معنية بالشأن الإرتري في أوروبا، رأينا أن نلفت نظركم بأن غياب عدد من التنظيمات الإرترية؛ التى لها ثقل فى الساحة وقاعدة جماهيريه عريضة وتمثل اتجاهات مختلفة؛ من قائمة المدعوين إلى الورشة، سوف يؤثر بشكل كبير على مخرجاته وسيترك انطباعًا سيئًا لدى الرأي العام الإرتري، وهذه الورشة قد تتسبب في إحداث شرخٍ كبير وانقسام حادٍّ فى الساحة الإرترية. ومهما حقق اللقاء من نجاح فسيظل موضع شك وريبة لدى أوساط عريضة من شعبنا، وستطرح تساؤلات عدة حول مراميه بسبب إقصاء تنظيمات وطنية مهمة، ومن بينها التنظيمات الإسلامية الإرترية. وسيرتبط ذلك، أدرك المنظمون للورشة أو لم يدركوا، بالواقع المؤلم الذي يعيشه الإنسان الإرتري المسلم من إقصاء متعمد من قبل نظام الجبهة الشعبية الديكتاتوري بسبب هويته الدينية، والتي نعتقد بأنها لا تخفى عليكم. وسيشكل ذلك حالة تراكمية من الشعور بالقهر والغبن بدلا من أن تساهم تلك المخرجات في تعزيز مفهوم الشراكة الوطنية والتعايش السلمي الديمقراطي في إرتريا لدى المواطن الإرتري المضهطد.

ولتوضيح الصورة بشكل جلي نطرح أمامكم حقائق تاريخية قد تساهم في فهم مقاصدنا؛ وهي كالاتي :

 

  1. المجتمع الارتري لديه خصوصية تختلف إلى حدٍّ ما عن المجتمعات التي تحيط به، وهذه الخصوصية تتمثل في ثنائية دينية وثقافية (المسلمون والمسيحيين )،التي يندرج منها كل ما يتصل بحياتها، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية. وظل شعبنا يعيش على قاعدة الاحترام المتبادل لهوية كل طرف. وبفضل ذلك ظل المجتمع الأهلي الإرتري في حالة تعايش سلمي، ولم يشهد المجتمع الإرتري عبر تاريخه الطويل أية نزاعات دينية بين المسلمين والمسيحيين على أساس ديني إلا تلك التي كان يؤجهها المستعمر الأجنبي، لأغراض تخدم مصالحه، أو تلك التي نراها اليوم من قبل السلطة الديكتاتورية القائمة لتحقيق رغبتها في إطالة أمد بقائها في السلطة.
  2. إن وجود أحزاب، سواء كانت إسلامية أو مسيحية، لا يعني بالضرورة أنها تمثل تطرفا دينيًّا، إنما جاءت كانعكاس طبيعي لتركيبة وهوية مجتمع قائم. وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى حزب الرابطة الاسلامية الإرترية الذي تأسس في أربعينيات القرن الماضي، حيث كان حزبًا وطنيًّا يطالب بالاستقلال الناجز وإقامة نظام ديمقراطي تعددي، وشكل مع أحزاب وقوى مسيحية، أكبر كتلةسياسية إرترية عُرفت بالكتلة الاستقلالية. وساهم حزب الرابطة بشكل كبير في قيام أول كيان سياسي ديمقراطي إرتري في عام 1952.  كما أننا نود أن نؤكد بأن ليس بالضرورة  ألاّ يمارس أي فصيل، يزعم بأنه تنظيم غير ديني، تطرفًا دينيًّا على صعيد الواقع العملي…  وأكبر دليل على صحة هذا الكلام، هي السلطة الحاكمة في إرتريا التي تدعم فئتها فى ان تمارس وتنعم بكل حقوقها  وتمارس  التمييز الديني ضد المسلمين تحت شعارات وطنية .
  3. الأحزاب الإسلامية الإرترية لم يشهد لها أنها مارست عُنفًا سياسيًّا أو ثقافيًّا ضد المسيحيين الإرتريين، وسجلها في هذا الصدد معروف لكل الارتريين والقوى السياسية الإرترية. وقد حاولت السلطة الديكتاتورية القائمة تشويهها عبر ممارسات كشفها ووضحها للجمهور عددٌ من المسؤولين من ضابط الأمن الذين انشقوا عن النظام وكانوا مشاركين في تلك العمليات التشويهيه. وفضلا عن ذلك فإن هذه التنظيمات والأحزاب شاركت بشكل إيجابي في بناء منظومات المعارضة الفكرية والسياسية، وهي تؤمن كالآخرين بالتداول السلمي للسلطة وتتفهم كل قيم الديمقراطية .
  4. كما لا يعقل ان تثار قضية لها علاقة بمسألة الدين والدولة في غياب أطراف لها رؤى خاصة في هذا الصدد، ولذلك فانه يجب عندما تثار قضية  مثل هذه أن يوجد من يمثل تلك الجهة حتى وإن كان ذلك التواجد لتوضيح أي لَبْس، أو للرد على التساؤلات المثارة في هذا الخصوص أو من باب توقيع فى سجل الحضور فقط  ..

 

إننا في المنتدى الإرتري للتغيير، وإذ نعبر مرة أخرى عن تقديرنا العالي لمعهدكم لاهتمام بقضايا شعبنا، نرجوا أن يتلافى في المرحلة المقبلة الوقوع في مثل هذا الخطأ الجسيم.

 

وتفضلوا بقبول فائق شكرنا وتقديرنا ،،

 

 

المنتدى الإرتري للتغيير

E-mail :  eritreanforum@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35856

نشرت بواسطة في نوفمبر 15 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

3 تعليقات لـ “رسالة احتجاج إلى معهد فيلسبيرغر الألماني”

  1. ابو محمد لقد ناديت ولكن هل اسمعت حيا؟
    نعم المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين…. ولكن اذا لدغ أكثر من ذلك … يبدو لا بد له أن يراجع مستوى أيمانه.

  2. ابو محمد

    لا حول ولا قوة الا بالله. أولازلتم تستجدون أمثال هؤلاء. والله كنت أشاهد بالامس التلفاز في ارتريا (أعني الجبهة الشعبية) وكل يوم أري وأسمع مايدمي القلب ولا زلتم تستجدون. أخشي ما أخشاه أن يملأ هذا الفراغ اخرون. المسلمون في ارتريا يلعبون في غير ميدانهم وبغير الادوات المناسبة لهم. ألمانيا وفرنسا والسويد وغيرها لايقيمون لنا وزنا ياسادة فقط علينا ابتكار الوسائل التي تمكننا من انتزاع حقوقنا وارضنا وهويتها عنوة وفي رابعة النهار. بالموت وليس السلم، فلا سلم اهلي نخشي عليه ولا عدل ولا مال ولا هوية فقد اضاعو ونهبوو كل شئ اساؤو الينا عمدا ومن هم في المعارضة منهم لهم فهمهم الخاص للعدل والحرية والمواطنة وهؤلاء مدعومون من كل الجهات الغربية ولا يأبهون لنا. علينا بثورة جديدة لاسترداد حقوقنا ومن يقول بغير ذلك لا يفهم عقلية سكان الهضبة ونظرتهم التاريخية والراهنة للامور. من يفكر بالعمل مع هؤلاء في المعارضةة هو مجرد ساذج لم تصقله التجارب في الاتون الارتري ولا يدرك شيئ في السياسة. علي كل واهم أن يطرح علي نفسه السؤل الاتي وبصدق: هل الظلم في ارتريا واقع علي الكل بالتساوي؟ أخيرا كفانا سذاجة واحسان النوايا فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين وها نحن نلدغ في كل يوم منهم. هنا لا أفرق بين النظامم ومجتمع الهضبة بأكمله. بالمناسبة معروف أن الاستناد علي الحالات الشاذة لا يصلح قاعدة للحكم أن كان منهم بعض الطيبين فشكرا لهم ولكن هذا لا يحيدنا عن الهدف. ربما كتبت هذا في عجالة ولكن الالم بامتداد الوطن والسنين واعلم ان هنالك من يكابد في كل لحظة من الاشقاء ما انا فيه ولكن مالحل؟ ما أعددنا للغد؟ …

  3. ابو عمر

    هل ذكرت لنا ان هناك تمثيل لاطرف مسيحيه واحزاب مسيحيه….شكرا

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010