الهجوم على التيار الإسلامي غير مبرر

أطلعت على مقال منشور بتاريخ 22/05/2014 في بعض المواقع الإرترية تحت عنوان (لهذه الأسباب كرهنا حزب النور !!!) تحدث كاتب المقال في الجزء الأول منه عن أحداث مصر بعد إنقلاب 3 يوليو 2013 وما صاحبها من الإجراءات من قِبل الإنقلابيين.

وفي الجزء الثاني تحدث عن تأسيس حركة الجهاد الإسلامي الإرتري في عام 1988 وما صاحبها من مواقف متباينة من المجتمع الإرتري قسمها على ثلاثة فئات حسب تقييمه.الفئة الأولى مؤيدة وداعمة ، والفئة الثانية أغلبية مذهولة بالتحولات حيث تحولت فيما بعد إلى متعاطفة ، وأما الفئة الثالثة فهي أقلية معادية ربطت مصيرها بالآخر.

في الجزء الثالث من المقال إعترف الكاتب بأن الفئة الثانية من فئات المجتمع عند تأسيس حركة الجهاد التي وصفها بأنها أغلبية مذهولة بالتحولات حيث تحولت فيما بعد إلى متعاطفة ، وجدها اليوم عند تأسيس رابطة المنخفضات هي التي تقوم بمحاربة رابطة المنخفضات حيث يقول (…وباتت هي من يرفع رايات التصدي للرابطة بأي ثمن وان الصفة الوحيدة الجامعة بينهم هي كونهم إسلاميون) انتهى. وأنتقد الكاتب تصدر بعض القيادات التنفيذية للتيار الإسلامي للتصدي لمشروع رابطة المنخفضات معرباً عن أسفه بأن هذه القيادات حسب وصفه لم تفهم حتى مضمون دعوة الرابطة واصفاً نقدهم وتصديهم بأنه ينقصه الحجج والمنطق والفهم والوعي حيث يقول(وحبذا لو كان ذلك التصدي بحجج منطقية و بفهم ووعي لمّا يفعلونه)انتهى. وهذا لعمري هي المكابرة بعينها لا اريكم إلا ما أرى وأن من ينتمون إلى رابطة المنخفضات هم العقلاء والعلماء وأصحاب الحجج والبراهين، وغيرهم أطفال رضع لم يبلغوا الحلم بعد حتى يتحدثوا في شأن العامة والوطن ، بيد أن في الرابطة شباب متعقلون قد لا يتفقون مع كاتب المقال بهذه الأوصاف التي تنم عن حكم مسبق وكراهية واضحة ضد التيار الإسلامي. وأسهب الكاتب في الإساء ة إلى التنظيمات الإسلامية وقياداتها التنفيذية التي تصدت وتصدرت ضد مشروع رابطة المنخفضات حسب زعمه  بأن إنتقادهم غير مبرر وإنما نابع من الحقد والجهل الذي يهتدون به كما قال (بعضهم تحس بمقدار الحقد الذي يسكنهم وبعضهم الآخر كان الجهل نبراسهم الذي به يهتدون)انتهى. ثم إذا كنتم تقسمون المجتمع بأكمله بين عاقل وجاهل كل من ينتسب الى الرابطة فهو عاقل مرضي عنه وهو من شعب الله المختار وكل من يخالفها فهو شيطان رجيم يجب الإستعاذة  منه وتحذير الناس أيضاً، فهل هذه الرابطة بمثل هذه التصرفات الغير مسؤولة تنشد أن تجمع كافة الشعب الإرتري وينسجم هذا التصرف مع وثيقة المنخفضات أم أنها تعمل لتشتيته وتمزيقه لتنفيذ المخطط الذي أنشئت من أجله بعلم أو بجهل القائمين عليها؟ أخي العزيز أرجو أن تعرف قدر نفسك و(رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه) كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ، التيار الإسلامي الإرتري كان يعمل في الحقل الدعوي والسياسي والجهادي قبل معرفتك للعمل السياسي المراهق وهذا واضح في التعالي الذي تتعامل به مع التيار الإسلامي حيث قياداته يزخرون بالخبرات العملية والعلمية تفوق سنواتك العمرية، مع العلم أن صاحب المقال يتعامل بمعلومات مرسلة عن التيار الإسلامي. وما العيب أن يبدي الشخص رؤيته عن قضية مطروحة في الساحة ، وهذا هو الإرهاب الفكري إما أن أتبعك أو أن أسكت ، وهو أسلوب إسياس الذي يتبعه في إدارة الدولة، وبهذا إن لم تكن هذه كبوة ويتم تدارك الأمر وتصحيحه فهو الوجه الآخر لأسياس!!! إذا كنت تعتقد تصدي الإسلاميين لمشروع المنخفضات غير مبرر كذلك الهجوم على التيار الإسلامي غير مبرر.

كاتب المقال أورد مقارنة في الإنتخابات المصرية التي فاز فيها التيار الإسلامي بقيادة (الأخوان المسلمون ) حيث حدد عضوية الأخوان بمليون وعدد الأصوات التي تحصلوا عليها كانت ثلاثة عشر مليون وربع المليون من إجمالي ستة وعشرين مليون هم عدد المشاركين في الانتخابات بمعنى أن للأخوان 12 مليون متعاطف. هذه المقارنة تبين مدى حضور وشعبية التيار الإسلامي وسط المجتمع في جميع البلدان ، حيث كانت تخرج المليونيات من المساجد وليس من الأسواق والنوادي والتيار الإسلامي هو التيار الوحيد الذي يستطيع حشد الجماهير في الحرب والسلم. وأما المتعاطفين الذين يصوتون ويقفون مع التيار الإسلامي هذا دليل آخر أن المشروع الإسلامي هو مشروع وطني يلامس المتطلبات اليومية للمواطن ولم يكن مشروعاً مثالياً يدغدغ المشاعر ويجعل الناس أن تعيش في سراب يحسبه الظمأن ماء.

ولأن كاتب المقال بدأ بالقضية المصرية أيضاً أحببت أن أختم هذا المقال بالقضية نفسها حيث ذكرني المقال بوعود قائد الإنقلاب وإدعائه الحشد والتأييد والتفويض الذي وجده من الشعب المصري الذي يفوق الثلاثين مليونا مصريا في تظاهرة 30 يونيو 2013 لكي ينفذ الإنقلاب المشؤوم في 3 من يوليو 2013، وبعد أن أمسك بزمام الحكم  قام بشيطنة وسجن رموز وقيادات التيار الإسلامي وذلك بغية النيل منهم مع سبق الإصرار والترصد. ولم يكتف بذلك بل توعد أنه سوف يُخرج في الإنتخابات الرئاسية أربعين مليون مصري ولكن حصل عكس ما توقع من العزوف في التصويت من الناخبين بالرغم من مشاركة كل أجهزة الدولة في الترويج له ومجانية المواصلات للمواطنين للتنقل من وإلى مواقع الإنتخاب لم تتجاوز نسبة التصويت على أحسن الحال حسب المراقبين المستقلين من 12% – 15%. ويبدو لي أن التباكي الذي أبداه صاحب المقال هي الترجمة الفعلية لفشل مشروع المنخفضات ومحاولة يائسة أن يٌحّمل التيار الإسلامي في فشل المشروع بالتهديد الصريح (حتى لا نكرهكم كما كرهناه) حيث قدموا وعود لم يتمكنوا من تحقيقها وهو سحب البساط من الإسلاميين لإنشاء القاعدة الجماهيرية العريضة ونسوا أن الجماهير واعية لا تنطلي عليها الأفكار المناطقية . أخي العزيز التيار الإسلامي ليس شماعة يعلق عليها فشل الفاشلين وإنما إرتضيتم لأنفسكم مشروعاً فاشلاً يجب أن تتحملوا نتائجه. والأمر العجيب والقريب أن يعاقب التيار الإسلامي من ِقبل المتفلتين من رابطة المنخفضات وذلك لعدم الإلتحاق بهم فسبحان الله هل  يستوي من يدعو إلى المناطقية والتشرذم مع من يدعو إلى رحابة الإسلام وسماحته وعدله ؟ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) .

 هل من الحكمة والحصافة أن تعادي التيار الإسلامي وهو أكبر مكون لمنطقة المنخفضات الإرترية ؟ أم أن ساحة الصراع لا تتحمل أكثر من كيان في منطقة واحدة ولا بد أن ينصهر التيار الإسلامي في رابطة المنخفضات؟ أليست هذه العداوة هي بداية الصراع في الوجود؟ وهل الهجوم السافر على الإسلاميين من قِبل بعض المتفلتين من رابطة المنخفضات سوف يجد أذاناً صاغية من قِبل القائمين عليها لمحاسبتهم حتى لا تتضرر مصالحهم وهم يؤكدون دوماً أنهم ليسوا ضد أحد من المكونات سوى النظام؟

المطلوب ليس كيل التهم وإنما العمل والميدان متاح للجميع لدعاة المنخفضات والمناوئين لها فلنترك الثرثرة والميدان والنظام أمامكم أنتم أرتضيم المناطقية وغيركم له خيارات أخرى فلا نحجر على الأخرين.

والسلام عليكم

وقفات:

•        التيار الإسلامي: يختلف مع مبدأ وفكرة رابطة المنخفضات ولكن لا يحمل الحقد والضغينة ضدها.

•        رابطة المنخفضات: تطالب أخذ تعاليم الوثيقة الصادرة عنه كاملةً أو تركها كاملةً (Take it all or Leave it all)

 

 

عامر ضرار أبو آمنة

Abuamna2011@gmail.com

 

09/06/2014

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30759

نشرت بواسطة في يونيو 10 2014 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

5 تعليقات لـ “الهجوم على التيار الإسلامي غير مبرر”

  1. صلاح الدين

    شكرا أخي عثمان على التوضيح أنا في تعليقي كنت أتحدث في سياق مقال علي عافه لا في نواياه وتفسيره المبطن لأن هجومه كان واضح لم يكن ضد حزب بعينه وانما كان ضد التيار الاسلامي بدون فرز(لم يوضح حزب ما)وفي تقديري وحسب متابعاتي لا يعني بحال ان التنظيمات التي لم تصدر تصريح او تعليق على رابطة المنخفضات هي مؤيدة لها ولكن قد يكون العكس هو الصحيح بعبارة أخرى ليس مطلوبا ان تصدر تصريح او بيان في كل حدث مع او ضد ولكن تعاطيك العملي مع الحدث هو الحكم.
    اما بالنسبة لتصريح امين الامانة السياسية للحزب الاسلامي فهو كان يرد على سؤال ورد اليه من الوكالة وبين انه ليس مع الرابطة ما العيب في ذلك والرابطة تصف كل من ليس معها بعدم التعقل والفطنة والادراك.

  2. أخي صلاح اسمحلي اختلف معك لم نسمع من التنظيمات الاسلامية الاخرى لا تأييد ولا إعتراض على مشروع رابطة أبناء المنخفضات الوحيد من ملأ الساحة عويله كان الحزب الاسلامي للعدالة

  3. صلاح الدين

    أخي عثمان المستهدف من مقال علي عافة ليس الحزب الإسلامي لوحده وإنما التيار الإسلامي الإرتري بجميع أجنحته عليه لا تتحدث بغير علم وانما رابطة المنخفضات هي التي بدأت بالتحرش للتيار الإسلامي بدون أي مبرر سوى ان التيار الاسلامي يرفض فكرة المنخفضات. وشكراً

  4. الأخ الأعامر ضرار حزبكم الاسلامي لا للعدالة ولا والتنمية و على لسان أمين الأمانة السياسية في حزبكم من بدا الهجوم على رابطة أبناء المنخفضات خليكم في حالكم أحسن وما تفتحو النار على نفسكوم

  5. Omer

    مقال رائع وجميل جداً وشكراً

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010