دعوة لبناء وطن يتسع الجميع

توضيحات “عندي برهان” تزيد من غموض موقفه من القضية.

بقلم محمد توكل

لفت انتباهي الاعتذار الخجول للسفير عندي برهان تحت عنوان رسالة الى ابناء وطني الأعزاء .وبدا عندي برهان قائلا اود ان اتقدم باعتذاري عن اي التباس اثارته تلك الضجة التي صاحبت اشاعة اخبار كاذبة حول ما قلته .

وقبل وأن أتعمق في الاعتذار الذي كتبه السفير عندي برهان ظننت أنه يعتذر عن فترة قضاها مع النظام في تقليد جديد ولكن عندما تعمقت في قراءاة الاعتذار لازالت تلف حوله جملة من المأخذ التي يحسبها عليه خصومه سوى في فترة توليه رئاسة جامعة اسمرا او سفير النظام في بروكسل وحتى الكتاب الذي اصدره للكثيرين لديهم تحفظات حيث نقل رأي تنظيم بعنيه وفئات محدودة وكذلك على مواقفه الوسطية بعد تركه النظام وحتى اسهاماته في تاسيس تنظيم من جلباب الجبهة الشعبية كان للبعض مواقف وتحفظات الى ان انضمامه صراحة الى معسكر المعارضة هي نقلة نوعية مع بعض التحفظات في مواقفه ومن ابرزها من نسب عليه في ندوة فرانكفورت حول تهكمه على الزعيم اكيتو التوضيحات التي حاول سردها هي خطوة في الاتجاه الصحيح الا ان التفاصيل والتبريرات تجعله يقف في المربع الاول والمؤسف له توضيحاته تضمنت كثير من المغالطات واقحام قضايا متشابكة.

وان هذا الاعتذار زاد من غموض موقفه من القضية ذاتها ليفتح الباب للتساؤلات اليوم اكثر من اي وقت مضى مما يجعلني اعلق نظرا لاهمية القضايا التي تطرق اليها السفير عندي برهان. في البداية لا بد لي من التاكيد على الثوابت الوطنية مثل الحقوق والمواطنة ورسمية اللغة العربية والتجرينية هذه من الثوابت الوطنية تم الاتفاق عليها، ولسنا في حاجة الى توزيع المواطنة . فنضال التغيير الذي ينشده كل اريتري هي مرتكزات اساسية رسمية اللغتين والمواطنة وتقسيم السلطة والثروة وبناء دولة مدنية واحترام الديانتين الاسلام والمسيحية والاتفاق على المبادئ الاساسية ومن اهمها الاعتراف بدستور عام 1952 وهي الوثيقة الوحيدة التي تم اقرارها من الآباء المؤسسين لمشروع الدول الإريترية وهو العقد السياسي الوحيدة الذي يربط الإريتريين ومهد لمعركة حرب التحرير حتى الآن لا يوجد دستور لدولة اريتريا ولم يجر استفتاء سواء على استقلال اريتريا.

فاستوقفني اعتذار السفير عندي برهان حول الالتباس ولكن كان الأهم ان يعتذر صراحة فيما ورد في مداخلالته في ورشة فرانكفورت وكان من الافضل له ان يشير الى مداخلة دكتور يوسف برهاني التي تضمن توضيحات بان اللغة العربية هي لغة الاجماع الوطني والمجموعة التي عارضت كانت من مجموعة الأندنت الذي كانوا يطالبوا بالوحدة مع اثيوبيا والسفير عندي برهان حاول تجميل مداخلته في ندوة فرانكفورت والتوضيحات

والذي استوقفني وأدهشني أكثر اشارة السفير عندي برهان إلى أن اللغة العربية “لم تكن متداولة على نطاق واسع في إرتريا)

في البداية من التصحيح أن مقولة أنها لم تكن متداولة على نطاق واسع مجافي للحقيقة وربما المنطقة التي نشأ فيها السفير عندي برهان قد لاتتداول فيه اللغة العربية. واللغة العربية لم تكن لغة التدريس في العهد البريطاني ولكن هي لغة سكان الإرتريين منذ فجر التأريخ.

والاشارة الى الم سقد تسفاي كانت في غير محلها لأن الكاتب الم سقد صاحب كتاب “ايني فلالي ” اي بمعنى لانختلف هو كاتب وطني وشخصية وطنية يحظى باحترام الاريتريين وهو من قلة الكتاب الذين انصفو الحركة الوطنية الارتيرية ، واقحامه لتبرير مداخلته كانت في غير محلها. الكثيرين قرأوا كتاب الم سقد وأشار بان مجموعة اندنت انصار الوحدة المتعصبين ينظرون الى اللغة العربية لغة المسليمين والعرب وفي تفاصيل الصراع كانت تستخدم مجموعة اندنت اللغة العربية كسلاح في مواجهة القوى الوطنية وان تلك المجموعات كانت تحاول ربط اللغة العربية بالزعماء الوطنيين المسلمين.

فالكاتب اورد في سياق رأي المجموعة المتطرفة ضد اللغة العربية وما يؤسف له اقحام كاتب وطني في تبريرات غير منطقية وموضوعية.

وزعيم اندنت وهو أحد القساوسة هو الذي قال بأن اللغة العربية هي لغة أكيتو وحينها جميع أعضاء البرلمان والكتلة الوطنية تصدت له ولكن القريب في الأمر أن تطرح هذه القضية بصورة استفزازية بعد استقلال إرتريا وفي ورشة عمل تبحث عن التغيير الديمقراطي وبناء دولة مدنية. وهذا يكشف بأننا نسيير وراء السراب فإن التغيير بأتي بأجندة محدود وهي من بنديين أساسيين( الفترة الانتقالية؛ وآليات اسقاط النظام) أما القضايا التي نراها في أركان النقاش هي لتشتيت الجهود وعدم وجود خارطة الطريق لانقاذ الوطن الذي اكتملت عوامل انهياره.

ما اود ان اختم به تعليقي هناك مآخذ حقيقية تستوجب الاعتذار من اهمها سنوات العمل مع النظام بعد الانتقال الى معسكر المعارضة وكانت سنوات طويلة صمت فيها السفير قبل ان يفاجئنا بكتابه الذي حمل كثير من الجدل ونقل نصف الصورة. في كتابه هو اجتهاد قد يتفق معه البعض ويختلف معه البعض الآخر، . وهناك حديث كثير حول دوره عندما تولى ادارة جامعة اسمرا وتزايد الجدل عندما تولى سفير اريتريا لدى الاتحاد الأوروبي وكان اكثر السفراء عنفا وهجوما على المعارضة . وفي بعض الاحيان تجاوز الحدود وتهكم على “الجانيش غاندي” واستخدم السلاح الفاسد حينها بانها جهادية هناك مواضيع في غاية الحساسية ليس من المصلحة ان ننفض عنها الغبار ولا اريد الخوض في التفاصيل ولكن كل هذه القضايا يرى البعض تجاوزها لأنها اصبحت في ذمة التاريخ والنظر الى المستقبل والاتفاق على اجماع وطني واحداث تغيير ديمقراطي المنشود في ارتريا وهي الفقرة الإيجابية التي اوردها عندي برهان في ختام توضيحاته التي اعادت التساؤولات والاستفسارات حول مستقبل العمل الوطني المشترك في ظل ازمة الثقة وعدم الاتفاق على الثوابت الوطنية لبناء وطن يتسع للجميع.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36605

نشرت بواسطة في مارس 10 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “دعوة لبناء وطن يتسع الجميع”

  1. عبدالله

    توضيح يستحق الإشادة

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010