سويسرا وارتريا ووجه الشبه

ادريس عبد القادر

30/03/2015

اذا اردنا ان نبحث في الكرة الأرضية عن بلد يشبه ارتريا في التنوع، المكونات واللغات والطوائف واستطاع ان يجعل من التنوع نعمه وقوة، بكل تأكيد سيكون هذا البلد سويسرا، تقدر مساحة سويسرا التي تقريبا تساوي مساحة اقليم قاش بركة، ورغم ذلك في سويسرا 26 كنتون او محافظة، لكل محافظة سلطات واسعة وحكومة تديرها وبرلمان يراقب وشعب يصوت في بعض القانونيين، المحافظات هي المسؤولة عن ادارة الشؤون الدينية والإدارية والتصديق للشركات والمنظمات، وتحديد العطلات الرسمية، وللمحافظات صلاحيات واسعة ساهمت في التنافسية بين الكنتوانات، وفي سويسرا الرئاسة دورية تتكون من سبع أشخاص، كل سنة رئيس بصلاحيات محدودة، يعني ما في ولدنا ونحن معاه، في كل الاحوال ان المشكلة الاكبر التي تواجه بلادنا هي طمع السياسيين في السلطة، ومن اجل تحقيق طموحاتهم الشخصية يستخدمون الدين القبيلة وكل شيء يمكن ان يوصلهم الي السلطة، ومن اجل حل هذه المعضلة يجب جعل السلطة بلا بريق، وتمكين الشعب من حكم نفسه، وتفكيك السلطة وتوزيعها علي المحافظات، وفي حالة ارتريا يجب ان يكون التقسيم الإداري محافظات بدل اقاليم، ان المحافظات تعني سهولة الإدارة، وان كل المكونات تجد حقها وتفكيك الاحتقان القبلي والديني، و الرئاسة الدورية اعتقد هو الحل الامثل في ارتريا ،لان رأس النظام يروج ان ذهب النظام ان الطائفة التي ينتمي إليها ستضيع، وهناك من يصدق هذا الكلام . ويمكن ان يأتي رئيس اخر من مكون اخر ويروج لنفس الكلام حتي نخرج من هذه الدوامة، اعتقد ان الحل في تقليص صلاحيات الرئيس، وجعل المنصب محكوم بالقانون والدستور، وربما منصب شرفي كما هو الحال في سويسرا.

ان تجربة سويسرا اكدت ان التنوع يمكن ان يفيد الوطن، زان هذا التنوع هو الذي حفظ سويسرا من الحرب العالمية الاولى والثانية، لان المشاركة مع فرنسا ستغضب الالمان والعكس صحيح، فاختار الجميع المحافظة علي سويسرا، واعلى الجميع مصلحة سويسرا علي عواطفهم، وسويسرا الان هي المثال في الحياد والسلام في العالم، والدولة التي يثق فيها الجميع، وتدار فيها المفاوضات وحلحلت المشكلات الموجودة في العالم، وإضافة لذلك هي مقر للمنظمات الدولية، ومقر لكثير من الاتحادات الرياضية، رغم ان سويسرا بلد صغير من حيث المساحة، ولا يوجد لديها منفذ بحري، ويوجد فيها عدد من اللغات والثقافات، ولكن التعددية الثقافية والاجتماعية لم تكن سبب في تأخر سويسرا، بل ساهمت في حفظ سويسرا وتطورها، أيضاً ارتريا يمكن أن تكون سويسرا أخرى في افريقيا، لان فيها التعددية، الثقافية، والاجتماعية والدينية، وتمتاز بموقع جغرافي مميز وهذا ليس مستحيل، أن أعلى الجميع مصلحة الوطن، والمحافظة عليها بعيدا عن التعصب للقبيلة والمنطقة، والاطماع الشخصية التي تسببت في تأخر العالم الثالث .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33898

نشرت بواسطة في مارس 30 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

2 تعليقات لـ “سويسرا وارتريا ووجه الشبه”

  1. طبعا كما ذكرت استاذ عبدول سويسرا هي الملاذ الآمن لأموال الدكتاتوريات المسروقة من الشعوب المقهورة ولكن دعنا نسقط هذه الميزة السالبة ونأخذ ببقية الإيجابيات لأننا لسنا مجبرين بأخذ كل النقاط حزمة واحدة.

  2. abdul

    You forgot the most important distinguish of Switzerland. It is the safe haven of dictators money. They care less how those dictators accumulated their wealth as long as they deposit it in Swiss bank.

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010