عرسان النُّقرة فى الميدان .. !

بقلم / محمد آدم حاجى محمد

كان الصناديد – على حد تعبير الأستاذ بادورى –  يختلسون وقتا ثمينا للفرح تحت القصف العنيف .. والموت يتخطفهم خطفا سريعا وبالجملة .. وفى وسط أشلاء الشهداء، وأكوام جثث الضحايا؛ كانت البسمة المرة .. كانوا يغتنمون  فى الوسط الحزين هينهة للزواج؛ لتكوين اسرة مقاتلة كريمة، وإنجاب أطفال يرثون أبويهم، ويخلدون ذكراهم فى الحياة؛ والمهم يتحملون من بعدهم عبء مسؤولية النضال لتحرير الوطن المحتل، وإعادة بنائه بناءا حرا وديمقراطيا .. ! . كانت إرادة الحياة عند هؤلاء الصناديد غالبة بقوة  على  إرادة  الإستسلام للموت والفناء .. وفى لحظة عابرة من الأعمار القصيرة كان الإحتفال المر .. كان الرقص على أنغام الموسيقى والغناء تنتهى مراسمه بمثل نهاية وداع الشهداء : ” إنتبه .. إستعد .. النصر للجماهير .. ! ” . وعلى الفور، وبسرعة فائقة؛ وبعد قراءة لائحة عقد الزواج، يوقع العروسان على محضر قسيمة عقد قرانهما وقوفا على قدم المساواة .. ثم يختليان خلوة شرعية – خلوة زوجية – لوقت تحدد مدته الظروف الأمنية المحيطة بهما .. يقضيان فى القفص الذهبى ساعة أو يوما .. وإن حالفهما الحظ، وكان الوضع العسكرى هادئا نسبيا، فيقضيان شهرا أو نصفا منه .. كان يحدث هذا فى الميدان تحت القصف وأسفل براكين الدم الملتهب .. ! وعلى خطى هؤلاء الصناديد سارت النُّقرة بعقد قران عدد من منتسبيها .. تطلق الزغرودات الخافتة .. !

لم يكن الزواج فى النُّقرة على الطريقة التقليدية فى تكوين الأسرة : رجل يعقد قرانه على إمرأة غائبة تماما وليس لها رأى فى إختيار شريك حياتها .. فإن هى محظوظة وكانت سيبا – أرملة أو مطلقة – فتُسال عن رأيها مجاملة لتبرئة الذمة يوم الفرح؛ فإن بكت أو سكتت فتلك علامة الرضا والقبول فى العرف السائد فى مجتمعنا ..! والظروف الأمنية أو الأحوال المعيشية المحيطة بعرسان النُّقرة لم تكن شبيهة بتلك السائدة فى ميدان القتال فى إرتريا .. فالعرسان الذين إرتضوا عقد قرانهم فى النُّقرة؛ كانوا من نخبة المجتمع الإرترى هنا .. حظوا تعليما عاليا، وتبوأوا وظائف مدنية عالية تدر عليهم رواتب وحوافزمجزية تمكنهم من العيش المريح برغد؛ كان منهم المهندس والصيدلانى .. وخبراء فى علوم الحاسوب و المحاسبات .. إن أراد هؤلاء أن يتشبهوا فى البذخ والترف الزائد بالمجتمع النفطى الذى يعيشون بينه؛ كان بإمكانهم أن ينغمسوا بالتقليد الإستهلاكى المسف أحيانا؛ كما يفعل غيرهم مجاراة لعادات المجتمعات الغنية المُرفَّهة .. ولكنهم فضلوا طواعية ان يعقدوا قرانهم على الطريقة التى يتم بها الزواج بين المقاتلين والمقاتلات فى الميدان .. على الكفاف تماما .. وبأقصى درجات التقشف فى المظاهر الإحتفالية .. وكفوا عن المبالغة فى الزينة المترفة .. لم يصرفوا مالا كثيرا فى إعداد العرائس بالأصباغ الكيميائية الضارة بالصحة فى صالونات التجميل المكلفة، كما تفعل عرائس المجتمع الإستهلاكي المسرف .. كان زواجهم انيقا ومتواضعا ..! وماينبغى ذكره هنا كان هؤلاء يتبرعون بالأموال التى يمكن ان يصرفوها فى مظاهر الفرح، وفى الزينة كما يفعل أمثالهم الذين يبالغون فى الصرف الزائد على المظاهر الإحتفالية أسوة بالمجتمع النفطى فى الكويت وهم أقل منهم دخلا .. كان العرسان فى النُّقرة اكثر وعيا فى المجتمع الإرترى هنا ..  كانوا قدوة حسنة فى التقشف، وفى تدبير المال وإستغلاله فيما يفيدهم فى الحياة، ومن أجل مساعدة ثورتهم الفقيرة .. كانوا يعون جيدا أن شعبهم يعيش تحت القصف والحرق اليومى، ويعانى شظف العيش .. وأرضه تحرث بالقنابل والمتفجرات .. أكثر من حرثها بشفرة المحراث .. كان الجوع فى إرتريا ومازال يضرب اطنابه .. فكانوا يرونا الحالة المأساوية القائمة بوضوح  كما هى .. فاستعابوا على أنفسهم مجاراة الأغنياء فى البذخ وهم قادرون عليه بحر مالهم !

قبل ان اترك حديث التقشف فى المظاهر الإحتفالية فى مناسبات الأعراس بالنُّقرة؛ أريد ان أقص ما نما الى علمى من نصيحة حكيمة اسداها القائد الكبير عثمان صالح سبي – رحمة الله عليه – لأهلنا بالسعودية لما تفشت بينهم ظاهرة تبديد الثروة التى هبطت اليهم فجأة بسبب الفورة النفطية المفاجئة ونصحهم ان يحسنوا التصرف باموالهم فيما يعود عليهم بالنفع فى حياتهم، ودعاهم أن يلتفتوا الى أهلهم الفقراء وخاصة الى اللاجئين فى مناطق الشتات بالسودان .. ونبهم أن الثروة التى بين ايديهم هى من عائدات النفط الفجائية .. والنفط سلعة ناضبة .. وعاب عليهم التقليد فى ثقافة المجتمع الإستهلاكى الذى يعيشون بينه مؤقتا .. وحذرهم من الغالاة فى الصرف الزائد .. والشَّرَهْ الإستهلاكى المعيب .. ودعاهم الى الإدخار وحسن الإستثمار بطرق رشيدة قبل فوات الأوان .. وكانت نصيحته تنم عن بعد نظر ثاقب وعن حرص أكيد على مصلحة ابناء وطنه .. !

كما اسلفنا .. كان الزواج  فى النُّقرة شبيها فى مظاهره ومحتواه بالزواج الذى يتم فى الميدان؛ فمن المهم أن أذكر البنود الرئيسية للائحة عقد الزواج المدنى الذى يتم تحت شروطه التعاقد بين ندين : رجل  وإمرأة راشدة .. !

أبسط العقود الإجتماية هو عقد الزواج؛ عقد يجمع رأسين بالحلال بين ندين : رجل وإمرأة .. ! . وعقد الزواج كأى عقد من عقود المصلحة بين الناس يتألف من بنود محددة يلتزم أطراف التعاقد بتنفيذها .. فما هى بنود عقد الزواج الرئيسية الذى قرنت النُّقرة بموجبه بين عدد من روادها ورائداتها .. ؟

لما كان الزواج ضرورة إجتماعية فى الحياة لاغنى عنه ابدا عند الإنسان .. ولما تزايد عدد النساء الملتحقات بالجيش الشعبى .. ولما طالت فترة النضال سنينا متعاقبة فى الخنادق والأحراش بعيدا عن المجتمع الأهلى بعاداته وطقوسه .. كان لابد من تنظيم العلاقة بين الجنسين تحت الظروف القاهرة القائمة عندئذ وبشروطها الموضوعية بقانون مدنى – لائحة مدنية – مضبوطة ومشروعة لتكوين أسرة طبيعية؛ وهى الخلية الأولى فى المجتمع  .. وتحت ضغط القتال الطويل، وإستجابة للحاجة الإنسانية الملحة؛ سنت الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا لائحة مدنية تعارف عليها الناس بقانون عقد الزواج؛ لتنظيم العلاقة الزوجية بين المقاتلين والمقاتلات .. وقبل أن أذكر بنود القانون – مجازا – اريد ان اعرج قليلا وأنا فى قلب الموضوع : موضوع الزواج والإنجاب فى الميدان وفى النُّقرة بالتبعية .. وما أود العروج اليه أمرا مازال عالقا فى ذهنى وهو قريب من موضوعنا .. فما هو .. ؟؟

قطعا .. يذكر رواد النُّقرة الأوائل ابا حسين البقال الفلسطينى جارنا المقابل على الرصيف الشرقى من شارع قتيبة .. كان جارنا الأقرب .. عشنا سويا سنين طويلة فى جيرة حسنة .. إختلط بنا حتى اصبح واحدا منا .. كنا زبائنه .. تعلم من كلامنا مفردات تخدم حاجته فى البيع والشراء : جُرُوريَتْ (دين ) – هَبَنّى (إعطنى )  .. ونحوهما .. ! .

فى اليوم التالى من مذبحة صبرة وشاتيلا سيَّر الفلسطينيون بالكويت مظاهرة احتجاج غاضبة بدأوها من مركز تجمعهم بميدان حولى مشيا على الأقدام بشارع جمال عبد الناصر الى مقر مجلس الأمة الكويتى بمبنى البلدية فى الصفاة .. فلحقنا بهم تضامنا  واستنكارا على المذبحة المورعة .. ولما عدنا من المسيرة الطويلة ليلا وقد بلغ منا التعب مبلغه؛ وجدنا ابا حسين على مدخل مقرنا وقد تحلق به نفر من الرواد وكان حزينا يهيج بالغضب ويتساءل : اليهود حمقى .. أيعتقدون بقلتهم الشنيع يقضون علينا .. ألم يقتلون فى دير ياسين .. ما النتيجة .. ها نحن باقون وقد زاد عددنا أضعاف عما كنا عليه يومئذ  .. ؟؟  وربما الحكام العرب فرحون بما جرى لنا .. ليطمئن الجميع : نحن اتخذنا قرارنا الوطنى الليلة بمعاشرة زوجاتنا .. وانجاب اطفال عددهم سيكون اضعاب الذين سقطوا شهداء فى صبرة وشاتيلا .. ما عليكم يا أخوان أنتم مثلنا .. نحن وانتم فى هم الإبادة شرق .. ليست مزحة لما قال شاعرنا : إن سقط شهيد فالأرض تنبت ألف شهيد.. !!

إذن .. انجاب الأطفال فى فلسطين كان قرارا وطنيا – على رأى أبى حسين – ومن باب الأولى ان يكون فى ارتريا إنجاب الأطفال استراتيجية وطنية منظمة لتعويض النقص البشرى المستنزف بالإستشهاد اليومى الكثيف .. ولهذا كان قانون عقد الزواج وأبرز بنوده التالية :

1 – إذا رغب رجل وإمرأة بالزوج يتقدمان بطلب الى إدارتيهما للموافقة على طلبهما؛ فيمنحان مهلة للمراقبة والمتابعة للتأكد من صدق رغبتهما، ومن سلامة سلوكهما الإجتماعى الذى ينبغى أن ينضبط وفق معيار أخلاقيات المجتمع الإرترى السائدة .. !

2 – على الخطيبين أن يقدما إثباتا عن خلو طرفهما من إرتباطات بأطراف أخرى بعلاقات زواج أو اى علاقات عاطفية أخرى .. !

3 – يشترط عليهما ان يجريا فحصا طبيا للتأكد من خلو هما من أمراض معدية أو وراثية قد تؤثر على حياتهما المشتركة وعلى ذريتهما من بعد .. وعليه لابد من لياقتهما الصحية بشهادة طبية تصدر من جهة الإختصاص الطبى قبل الموافقة على طلبهما .. وبعد فترة المتابعة والمراقبة يعاد لهما الفحص الطبي للتأكد من جديد من لياقتهما الصحية وصحة الإنجاب ايضا .. !

4 – يشهر عقد الزواج فى حفل عام، ويوقع عليه العروسان على قدم المساواة أمام الملأ .. كما يوقع عليه مندوب إدارة الشؤون الإجتماعية وهى كانت جهة الإختصاص؛ وإذا تعذر حضوره فينوب عنه أعلى مسؤول فى الوحدة الإدارية فى المنطقة .. ويمنح كل واحد منهما نسخة موثقة رسميا .. وفى حالة الطلاق تصدر وثيقة طلاق رسمية تمنح نسخة لكل من الطليقين .. !

5 –  يشترط على الخطيبين أن يبلغا السن القانونى وهو ثمانية عشر سنة .. !

كانت تلك البنود الرئيسية للائحة صغناه بالتصرف؛ وبموجبها إرتضى عدد من رواد النُّقرة ورائداتها عقد قرانهم .. وإتبعوا الإجراءات القانونية المنصوص عليها .. وبالمثل طبقت إدارة المظمات الشعبية بنود اللائحة تطبيقا أمينا ومسؤولا؛ فكانت توافق على الطلبات المستوفية  لشروط اللائحة المذكورة .. وترد بالرفض لتلك المخافة لبند من البنود .. وأذكر أنه رفض طلب واحد من بين عدد من الطلبات .. لمخالفة الطالبين شرطا مهما من شروط قانون العقد المدنى .. فقد تقدم خطيبان بطلب رغبتهما للزواج .. وبالتدقيق على بياناتهما تبين ان الفتاة قاصر؛ فلم تبلغ بعد السن القانونى  .. كانت تدرس بالمرحلة الثانوية بالفصل العاشر أو الحادى عشر .. يعنى كان عمرها ما بين السادسة عشر أو السابعة عشر سنة  .. ولهذا السبب أُبْلغ الخطيبان بالرفض المعلل لقصر عمر الفتاة .. !

قام الخطيب بالإتفاق مع والد خطيبته بعقد قرانه على الفتاة القاصر خارج النُّقرة و لم تعمر علاقهما الزوجية طويلا .. ولسوء حظ الفتاة القاصر – الزوجة القاصرة –  فقد دب خلاف حاد بين الزوج وحماه وصل الى حد إستحالت تسويته وديا .. وفى تطور مفاجئ ألقى القبض على الزوج  وزج  به  فى السجن  وتقرر إبعاده إداريا من الكويت .. ويلف غموض على سبب سجنه وإبعاده .. ويقال أن صديقا له هاجر من الكويت الى بلد ثالث فأتمنه على سيارته الخاصة، فركن المؤتمن السيارة امام بيته .. وفى يوم من الأيام فقدت لوحة السيارة المركونة، وأُبْلغت الشرطة الكويتية من مصدر مجهول عن السيارة المركونة خالية من لوحتها .. وكان الوضع الأمنى فى الكويت متوترا بسبب الحرب العراقية – الإيرانية وتداعياتها الأمنية الخطيرة وصلت الى حد إرتكاب جريمة تفجير أثمة استهدفت موكب سمو امير الكويت المغفورله : الشيخ جابر الأحمد الصباح . وبينما يقبع الرجل فى السجن تمهيدا لأبعاده؛ دخلت زوجته القاصر مستشفى الولادة؛ فأنجبت طفلة .. وعلم الأب بولادة طفلته، وأصر أن يحمل مولودته الصغيرة معه، ويهاجر بها الى منفاه الجديد .. وعمل الإجراءات اللازمة؛ كإلحاق الرضيعة بجواز سفره .. وفعلا أنتزعت المولودة الجديدة من حضن أمها القاصر؛ وهى لم تبلغ من العمر ثلاثة اشهر .. كان إنتزاع الرضيعة من حضن أمها القاصر عملا عنيفا منافيا للفطرة السليمة . أبيناه واهتزت له ضمائرنا . ولم تتحمل الأم – الطفلة – صدمته المروعة، وبسببه فقدت عقلها كليا .. ؟!

الزيجة التى بين ايدينا إنتهت إلى كارثة إنسانية مروعة .. أم قاصر تلف عقلها بسبب إنتزاع رضيعتها من حضنها وحرمت حق الأمومة .. والمولودة تعد موؤودة حية؛ حرمت حق الطفولة البريئة فى الحضانة ومن حق الرضاعة الطبيعية؛ ولولا لطف الله لتلفت روحها ..!

الناس احرار ان يعقدوا قرانهم على اية شريعة يشاؤون .. وكما يقال الزواج قسمة ونصيب ومن طبيعته عرضة للفشل ..  ونجاحه أو فشله ليس حصرا على عامل واحد بعينه .. وانا لا أدعى ان الزيجة التى إنتهت الى ما إنتهت اليه بسبب عدم عقد الزوجان قرانهما بالنُّقرة أسوة بزملائهم الذين إرتضوا أن يعقدوا قرانهم بالنُّقرة وتحت شروط اللائحة المذكورة آنفا .. وكانت حياتهم الزوجية ناجحة فى الغالب .. ولكنى أقول وبثقة تامة أن إجبار القاصر على الزواج قبل بلوغ سن الرشد كان احد الأسباب القوية لتنتهى الزيجة الى ما إنتهت اليه من فشل ذريع ومروع؛ وهو ما يدعونا أن نأخذ الحالة درسا مفيدا فى الحياة؛ بأن نتحلى بالصبر وحسن الإختيار عند تزويج بناتنا وأبنائنا أيضا .. ! ومعروف أن عادة تزويج القاصرات فى مجتمعنا عادة شائعة ومضرة وعلينا محاربتها بشدة .. !

قانون عقد الزواج المدنى يعد ابسط العقود الإجتماعية؛ لتكوين أسرة وهى الخلية الأولى فى المجتمع؛ ويعد بحق تجربة عملية فى ممارسة شؤون الحياة فى اضيق نطاقها وفق قواعد القانون المدنى . وكنا نرى فيه مقدمة صحيحة يقودنا الى عقد إجتماعى ديمقراطى؛ وهو الدستور الوطنى . ولكن خاب أملنا وأحبطت احلامنا، وأصبح حلم العمل بالدستور جريمة دونها الأرواح البريئة الحالمة .. !!

يتبع

Ghadam61@yahoo.com

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35382

نشرت بواسطة في سبتمبر 13 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

5 تعليقات لـ “عرسان النُّقرة فى الميدان .. !”

  1. أخى محمد طاب صباحك وشكرا لإشادتك بما ننشر والحقيقة أيضا إننى معجب بكتاباتك وهى لون كتابى مطلوب لأنها تعكس تجربة نضالية أحترمها جدا وإن إختلفت معها فى بعض جوانبها المهم كتاباتك جميلة وتؤسس خطى التلاقح الفكرى بيننا .
    الحقيقة ربما تعليقى الأول لم يكن واضحاً بعض الشىء نقدى لا ينسحب على أصحاب العقد المدنى التى تمت خارج الميدان ولا شك عندى فى مسؤولية الأباء والأمهات فى تحملهم مسؤولية التربية الوطنية والأخلاقية للأبناء مسلمين كانوا أو مسيحين لافرق ولأى كيان ملتزمون . المجتمع الإرترى أعتقد يتفق فى جوهر الأخلاق والقيم … نقدى يتمثل فى فكرة الزيجات التى تمت بصورة كبيرة فى عهد الثورة خاصة بالجبهة الشعبية والتى أنتجت جيلا تربى فى الأحراش وميادين القتال فهذا يعنى أن جيلاً من الأبناء نشأ فى كنف تنظيم .
    فالفرد المسلم يجب أن يختار المكان المناسب لتربية أبنائه وأعتقد أن المحاضن التنظيمية ليست مكانا مناسباً للتربية لأنها تفتقد لمقومات كثيرة وإن كانت لها إيجابيات فهب أن أحد تزوج وأنجب فى الميدان فهل تربيته وتربية من تزوج خارج التنظيم واحدة ونمط الأسرة واحد أعتقد الفرق شاسع بينهما والموضوع لايحتاج إلى إفتاء شرعى فهذه من البديهيات للإنسان المسلم وإدخال الدين لايعنى البتة الغلو والتعصب ولكن موضوع حيويى كالزواج وتبعاته التربوية هى من مسلمات الفرد وكمسلم تأتى فى مقدمة إهتماماته وتفكيره بل تمثل هدف عيشه ووجوده فالإنسان يعيش عمرا محددا يجب أن يترك فيها رسالة ويجب أن تبدأ بالطبع من الأسرة .
    فى ختام مداخلتى قد لا تخلو تعليقاتنا المتداخلة من بعض الهنات ولك إعتذارى فى ذلك فالتعليقات نكتبها أحيانا على عجل .
    مع شكرى وتقديرى

  2. حياك الله اخى الكريم محمد رمضان … انا اتابع بالقراءة بعض كتاباتك فى مواقعنا الالكترونية واقدر مشاركتك فى الهم الوطنى بادلاء رايك فى القضايا العامة وهوجهد تشكر عليه مهما كان رايك متفقا او مختلفا مع رايى واجتهادى فى الشان الوطنى العام.. قرات تعليقك فى مقالنا : عرسان النقرة فى الميدان .. وانت تختلف معى فيما جاء فى المقال وهو امر محمود ان نخلتف فى اجتهاداتنا وفى فهمنا للامور لكنى لاحظت فى تعليقك لجوءا سريعا بالافتاء الدينى والحكم على الموضوع وكأنه مخالف لقيم المسلم والانسان السوى .. وتتساءل : أين التربية وأين الدين فالطفل الذى تنجبه مسوؤول منه امام المجتمع والله .. ؟ انا لااحبذ قفزا سريعا الى الافتاء الدينى فى امور الراى ولا اريد ان ادخل معك فى جدال فقهى ما اذا كان قانون الزواج المدنى مخالف لقيم المسلم ام لا.. فخير لنا جميعا ان نترك امر الافتاء لفقهاء الدين الثقاء .. اما قولك مخالف لقيم الانسان السوى ربما جاء هذا التعبير بجرة قلم دون حساب منك.. واذا تعى ماتقول جيدا هل فى رأيك كل الذين لايتزوجون على غير الشريعة الإسلامية أناس غير اسواء .. تمهل يا أخى ولاتتعجل الحكم كل الناس من غير المسلمين اسوياء ايضا .. اليس كذك يا عزيز رمضان !!! وبمعرفتى القريبة جدا اقول وبصدق الحقيقة ربى هؤلاء ابناءهم تربية حسنة وعلى خلق ارترى قويم .. رجال ونساء يتحلونا بشعور عالى بالمسؤولية الوطنية .. فكيف لايتحملون مسؤولية تربية ابناء .. فرصة سعيدة تشرفت بمعرفتك عن قرب .

  3. لاشك أن الجبهة الشعبية أرست قواعد ونظم لترشيد صرف كل أعمالها ومن ينتمى لها عضواً وبهذا تميزت على أخرين .. والحقيقة هذه نقطة جوهرية فى التحول الإجتماعى والنهضوى لأى مجتمع وتنظيم .
    لكن عريس النقرة هذه تخالف قيم المسلم والإنسان السوى فالزواج ليس هو الإنجاب فقط أين التربية وأين الدين فالطفل الذى تنجبه مسؤول منه أمام المجتمع والله .. عليه أخالف الكاتب فى نقطة حساسة لا مجال فيها للمناورة والمجاملة أللهم إلا ن نكون من يفاوض على قيمنا وعاداتنا فنلد حيث كنا دون مسؤولية ..
    أما التقليل من شأن العقود المدنية التى تتم خارج النقرة فأراه غير موفقة .. شكرا للكاتب

  4. شكرا الاخت منى .. انا لم اقل اان الارتريين جميعهم عقدوا قرانهم بالنقرة وما قلته ان عددا من رواد ورائدات النقرة عقدوا قران زواجهم بالنقرة وهى حقيقة فعلية حدثت اكثر من مرة وفى فترات زمنية مختلفة وانا قد حضرت بعض من مراسم الاحتفال العام فيها مع عشرات من الناس المدعوين فى حفل العرس .. وكانت تلك الزيجات لاناس محترمين وعلى مستوى رفيع من المكانة الاجتماعية وكون هؤلاء اسرا محترمة ومازالوا يعيشون بيننا … وهؤلاء الذين اشرت اليهم دون تحديد الاسماء ليسوا كل الارتريين الذين عاشوا بالكويت وتزوجوا فيها .. هناك ارتريون وارتريات كثر لم يتزوجوا بالنقرة .. نعم.. واما هل هؤلاء الذين عقدوا قرانهم فى النقرة وثقوا عقودهم بالجهات الرسمية فى الكويت فهذا امر يعنيهم ولم اسالهم عنه ابدا .. انا ذكرت وقائع زواج فى حفل عام كنت من بين الحاضرين فيه .. ومرة اخرى شكرا علي تعليقك .

  5. منى محمود

    قانون الزواج المدني معروف على مستوى العالم .. عشت وتزوجت في الكويت على شريعة ديني الإسلام .. النقره اسم المنطقة التي يقع بها مقر الجالية الارترية في دولة الكويت بعد التحرير وقبل ذلك هي مقر الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا .. كل الزيجات التي عاصرتها كانت تتم كل حسب ديانته مسلما كان أم مسيحيا في طقوس احتفالية يحضرها الكل وموثقة حسب قوانين دولة الكويت التي نعيش فيها .. قانون زواج النقره المدني الذي ذكره الأخ كاتب المقال لم يطبق في نقرة الكويت لأن دولة الكويت لها قانون أحوال شخصية للمسلمين بالطبع ولغير المسلمين ولن تتم زيجات خارج إطار قانون الدولة .. فقط أحببت أن أوضح الموضوع لمن لا يعرفون النقره حتى لا تصبح النقره قرن استشعار يحسب لها حساب .

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010