فساد المهدية و تآمر امدرمان انتج متلازمة التخلف

بقلم مهندس طارق محمد عنتر

عند قراءة منشورات و تاريخ المهدية قد يصاب الفرد بمشاعر الذهول و الاحباط و النفور. تلك الكتابات تبرهن علي ان المهدية لم تكن ابدا ثورة و اصلاح ديني او مسعي لنهضة سياسية تحررية و كذلك كانت تفتقد لابسط علامات التطور الاقتصادي. بل ان المهدية اخذت السودان من ظلمات و ظلم التركية لتقذف باهل السودان الي القهر و العنف و التناحر. فالتركية و المهدية و الوضع الحالي بهم الكثير من اوجه التشابه و التقارب و هم لا يعدوا سوي وجوه مختلفة لنفس ظلامية الحكم و تخلف الادارة و همجية الاساليب

river_war_2-3_omdurman_1st_september_1-30pm

خارطة معركة كرري

من الواضح ان السودان لاكثر من 130 عام وقع باكمله رهينة للمهدية و ما صاحبها من هجرات كثيفة لخليط غريب و متناقض من غرب افريقيا.
هذا الخليط الذي شكل مع الاسري و السبايا من مختلف القوميات السودانية تلك المستوطنة المستجدة المسمي امدرمان. و ظل اهل السودان منذ ذلك الوقت يغضوا البصر و البصيرة عن افعال المهدية و صنيعتها امدرمان.
فالصراعات و الحروب المتقدة و خدع تأزم الهوية و الانهيار المتواصل في الامن و الاقتصاد و العدالة و الثقافة و سمعة و وضع السودان الدولي و علاقاته مع دول الجوار و مع العالم جميعهم نتائج للمهدية و لتسلط مستوطنة امدرمان
مصطلحات المركز و الهامش و استعداء القوميات السودانية علي بعضها البعض و مسميات الشماليين و الجنوبيين و الغرابة و الشرق كها اتت بعد المهدية و امدرمانها لتصف السودان و اهله و تدفع عن نفسها مسئولية الخراب و تتهرب من الحقيقة.
المهدية و امدرمانها لا تمثل ارادة و تاريخ و طموحات الشعب السوداني بجميع قومياته في كردفان و دارفور و في الشمالية و الشرق و في جبال النوبة و النيل الازرق. بل ان المهدية و امدرمانها تمثل اطماع و مخاوف و مصالح الوافدين من غرب افريقيا و بقايا التركية اللعينة.
و حتي ان تم التجاوز عن حقيقة تكوين و نشأة المهدية و نظامها الا انها اثبتت عدم كفاءتها السياسية و العسكرية بشكل مخزي و فاضح و سقط منها عشرة الف مقابل 47 قتيل من قوات كتشنر في معركة لم تستمر سوي 5 ساعات بعد ان فر قائدها. المهدية يطلق عليها صفة “دولة” تجاوزا و لكنها كانت سلطة فقط لانعدام التاييد الشعبي لها.
ما هي المهدية؟ و من اين اتت؟ و لما هي كانت و لازالت غريبة و متصادمة مع القوميات السودانية في جميع انحاء السودان؟
و هل اسرة المهدي هي بالفعل من النوبيين او من نسل آل البيت؟ ام انها اسرة وفدت لدنقلا و اقامت بها و لا تفصح عن موطنها الاصلي؟
و هل جد خليفة عبدالله التعايشي من بلاد الفتري بين وادي وبرنو وأنه سار من بلاده طالباً الحج وهو لا يملك شيئاً كجميع الحجاج التكارنة. فلما وصل دار التعايشة تزوج منهم وسكن بينهم فأنتسب إليهم كما قال الزبير باشا فيما رواه لنعوم شقير وأورده هذا في تاريخه و هو ما ذكره البروفسير محمد ابراهيم ابوسليم ؟
التالي هو ما يرد حول نسب الامام المهدي
((((((هو محمداحمد المهدي بن السيد عبدالله بن فحل بن عبدالولي بن عبدالله بن محمد بن حاج شريف بن على بن احمد بن على بن حسب النبي بن صبر بن نصر بن عبدالكريم بن حسين بن عون الله بن نجم الدين بن عثمان بن موسى بن ابي العباس بن يونس بن عثمان بن يعقوب بن عبدالقادر بن حسن العسكري بن علوان بن عبدالباقي بن يعقوب بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه. هذا نسب المهدي لابيه
اما نسبه من امه فهو:
والدته هي: السيدة زينب بنت نصر بن محمد بن نصر بن سراج بن شقلاوي بن عبدالسلام بن ابي جميل بن عدلان بن احمد بن طه بن على بن عدلان ابن عرفان بن ضراب بن غانم بن حميدان بن صبح بن مرخة بن مسمار بن سرار بن كريم بن ابي الديس بن بضاعة بن مسروق بن حرقان بن احمد اليماني (نسبه لامه من اليمن) بن ابراهيم جعل بن ادريس بن غيث بن يمن الخزرجي ( نسبه لامه من الخزرج) بن عدي بن قصاص بن كرب بن هاطل بن ياطل بن ذي الكلاع الحميري (نسبه الى امه من قبيلة حمير) بن سعد الانصاري (امه من الانصار) بن الفضل بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.)))))

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37865

نشرت بواسطة في سبتمبر 16 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

2 تعليقات لـ “فساد المهدية و تآمر امدرمان انتج متلازمة التخلف”

  1. طارق محمد عنتر

    اتعجب فيمن يصف المهدية بالثورة و يراها كدولة و ايضا يراها سودانية
    و في ذات الوقت يصف من يذكر حقائق مثبتة عن اصلها و تكوينها و افعالها بالمزاجية
    هل في زمانها او في اي زمان آخر يمكن قبول ان يقوم اجانب بغزو و استيطان دولة باسم الذهاب الي الحج و تسمية عمل الغزو و الاستيلاء علي السلطة و محاربة اهلها بانها ثورة و انها دينية؟؟؟ بالتأكيد لا
    السودان اكبر و اعرق و اكثر حضارة من المهدية و تلك الانجازات العريقة قامت بايدي سودانية و لم تقم علي يد وافدين من غرب افريقيا او من غيرهم. و كان السودان قبل المهدية منظم حسب مستوي عصره و ان لم يكن قد ظهر جنسية أو جواز سفر. المهدية لم تكن دولة و لا ثورة و لا سودانية بمقاييس ذلك الزمان و اي زمان مر علي السودان حتي الان
    و الحضارات و الممالك السودانية القديمة ظلت تستقطب الوافدين من فجر التاريخ و تمتصهم في نسيجها و تدمجهم فيها و تظل اصيلة و قوية او انهم يعيشوا في ظلها و لا يسقط السودان في ايدي الاجنبي
    المهدية لم تقم علي دعوة سلمية بالقدوة بل علي الادعاء و القوة و الخطيئة
    بالتاكيد قوميات غرب افريقية و غيرها هي وافدة علي السودان كما ستكون قوميات السودان وافدة في الدول الاخري. و المصطلح الاكثر دقة هو انها غازية و ليست فقط وافدة
    السودان القديم لم يعرف الرق الا مع التركية و ادعاء ذكرها في اتفاقية البقط كاذب لانها لم تذكر اسم الحاكم النوبي و لم يكن هناك اي داعي لملك نوبي منتصر ان يلتزم بمعاهدة مخزية مع معتدي منهزم. و لكن المهدية قامت علي الرق و النهب و السبي. الرق في غرب افريقيا له تاريخ اقدم بكثير من الامريكتين و منشأه و انتشارة يعود لغزو القبائل التركمانية و منها ظهر الفولاني الابيض او الفلاتة البيض الذين استرقوا القوميات الافريقية و ادمجوا في ممتلكاتهم كفلاتة فولاني ازرق

    عظمة اي امة تكون في قدرتها علي امتصاص و هضم اي اجنبي يفد اليها فالتزوج بالاجانب مقبول لكن استلاب الارض و الهوية مرفوض
    موقع السودان و موقع طرق الحج لم يتغير و لا يجوز لان نصف الغزو المنظم الكثيف خلال بضع سنين بانها ظاهرة طبيعية بل هو غزو و احتلال يتستر بالدين و بالحج
    المهدية افتقدت كل مقومات و صفات و ادارة الدولة و من المستحيل وصفها بالدولة حتي بمقاييس ذلك الزمان و مقاييس حضارات السودان و تاريخه
    حتي لو ان المهدي قد اتي من دنقلا فهذا لايعني انه نوبي او انه سوداني و لا توجد اي ادلة لمعرفة جذور المهدي السودانية
    اي محاولة لتبرير المهدية الاولي و التعايشية و المهدية الثالثة و الرابعة الي اخره هي محاولات فاشلة و مهدية اليوم هي من صلبهم و هي التي تحالفت مع إنجلترا وهو الأمر الذي برز بجلاء في زيارة عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني وبرفقتهما الشريف الهندي لمدينة لندن، الزيارة التي أعقبت سفر الولاء الشهير، و قدم فيها عبد الرحمن سيف والده هدية للملك جورج الخامس ملك إنجلترا و التي رفضها الانجليز وقال له: خذ السيف لتدافع به عن الإمبراطورية البريطانية
    وثيقة الرق في السودان المكتوبة الى مدير المخابرات الانجليزي في الخرطوم كان من بين الموقعون عليها الميرغنى والشريف يوسف الهندى وعبدالرحمن المهدى يرجونه عدم الغاء الرق في السودان
    ذكر تكررا ان المهدية و كل الطائفية و الاخوان المسلمين و الطرق الصوفية و الاحزاب العلمانية و الانحطاط الثقافي الاخلاقي و الاستبداد و الحروب و التخلف كله من نتائج المهدية و التركية و امدرمان و الغزاة من غرب افريقيا و كذلك مخلفات و نسل التركية
    السودان و قومياته كانت تعيش بنظام و بحضارة و رفضت الغزو و الاستيطان و الاحتلال باسم الدين و الثورة و المهدية و التركية في ذلك الزمان و لازالت ترفضه حتي اليوم و لن يستقر السودان و ينعم بالعدل و السلام و الحضارة الا بعد القضاء علي تاريخ 135 عام من المهدية و التاريخ يذكرنا ان الاسبان و البرتغال في الاندلس تحملوا اكثر من ذلك الي ان تم لهم النصر
    المهدية لم تكن دولة و لا وطنية و لا دينية بل المهدية كانت و لازالت غزو اجنبي مادي و متخلف

  2. محمد محمد خير

    جدودي كانوا يحكوا لي ان الدراويش زرق جدا و كانوا يغيروا جماعات علي الحلفاويين و يصرخوا فيهم “جيناكم … جيناكم” و كانوا يقتلوا و ينهبوا و يسبوا النساء و الرجال. كنت اعلم ذلك لفترة طويلة و كنت غير مصدق و ناكر لها لاسباب غير موضوعية و لكن بالبحث و التحري و الاطلاع اكتشفت ان ذلك هو ما حدث بالفعل و هؤلاء المهداويين لم يكونوا من اي من قبائل السودان بل كانوا وافدين من غرب افريقيا

    هنالك مقولة اجنبية تقول “الحقيقة ستحررك و لكنها قبل ذلك ستثير سخطك” “Truth will set you free but first it piss you off”
    و هذا ينطبق تماما علي المهدية و امدرمان — القصد هو الحقيقة و لو كانت مؤلمة و جارحة. فهذا هو التاريخ سواء اعجبنا ام لا – و ضرورته لان الاضرار لازالت مستمرة
    المطلوب هو (الحقيقة و المصالحة و جبر الاذي) لكن التمادي في الخداع و الاذي و التجاهل لن يخلق سلام و تنمية و عدالة

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010