كرزاي افريقيا ” الجزء 1″

بقلم : منتصر ملا
• تصور
يخطئ من يعتقد ان في ارتريا حاكم ظالم وشعب ثائر او حتى مستكين. كما يخطئ من يعتقد ان امبراطورية الحبشة تنازلت عن ما تعتقد انه جزء من اراضيها لتصبح ارضا حبيسة ، وهي التي توسع من نفوذها في الاراضي الصومالية ليومنا هذا. ومخطئ من يتصور الحل في ارتريا حلاً سياسياً ، دبلوماسياً عبر قنوات حقوق الانسان ومقالات وحشد والمطالبة “بالديمقراطية”.
• نتفاعل
في كل مره و بعد تصدي القوات المتبقية التي لم تفر ” من الجيش ” الإرتري لهجمات عسكر الامبراطورية الحبشية المتكررة ينقسم الإرتريون الى فريقين احدهما منتشي يتراقص على صور جثث عسكر الامبراطورية التي تملأ شاشات التلفاز الوحيد الذي يملكه الحزب الواحد وكأنه الاستقلال الثاني
قسم اخر يكتفي بالإحباط وعد القتلى بين الطرفين وكأن الحرب مسألة حسابية . متناسين الاجندات التي انطوت عليها هذه الهجمة “المؤقتة” تفاصيلها ، و أسبابها ، وما تحقق من أهدافها.
• السر في الحجاب
ما القوة الإلهية التي سكنت نفس الجندي الارتري ؟
القوة التي تنزعه من حضن امه ومن محيطة وتلقي به في معسكرات التجنيد مرغماً بعد ان كان يلبس “الشده” فرحا ، ويحمل ” سلاحه ” فخراً مودعاً بالدعاء “والعنببا” من قبل أمه وذلك عندما كان للموت طعم الشهادة.
وما نوع الحجاب المعلق في رقبة الجندي الارتري ؟
الحجاب الذي يمكنه من قتل عدوه وهو يفر من أرض المعركة بسبب التخطيط الانتحاري لقائده ، أو نقص المؤن ، والذخيرة .او بسبب عدم ايمانه بأن هذا هو دوره في هذه المعركة المفتوحة .
و ما سر انكسار القوة العسكرية للإمبراطورية الحبشة أمام الجندي الإرتري ؟
حين تنقض القوة العسكرية للإمبراطورية الحبشية بكل ثقلها التاريخي والعسكري على شباب المجاهدين في أرض الصومال ، والذين يتحلون بالعقيدة والايمان بالقضية والمتمثل في حركة الشباب المجاهدين وجنود المحاكم الشرعية تثبت قواتها وتقاوم في ارض المعركة وتتوسع وتفرض اجنداتها على الجميع ثم تنكسر دائماً و أبداً أمام الجندي الإرتري المغلوب على امره والذي ينقسم فكره في جبهة القتال بين نظرة متربصة لعدوه ، وفكرة حائرة في الفدية التي طلبها الرشايده لأخته ، واستعداده لرمي سلاحه والهرب من ارض المعركة قبل نفاذ ذخيرته !!!
• تسويق المنتج
و التساؤل هنا عن اليات صدور القرار في السياسة الاثيوبية التي لا تبدأ معاركها الا عندما ييأس الناس من هذا الحزب المتسلط على رقابهم ثم لا توافق على وقف اطلاق النار الا بعد ان تكون قواتها قاب قوسين او ادنى من منزل كرزاي !!
• نظرة للسيناريو تتكشف عن عدة حقائق وأسئلة مشروعه
أولا : الامبراطورية الحبشية لم ولن تسمح بامتلاك الشعب الارتري لإرادته الكاملة لأنها بهذا تخلق عدواً أزلياً على حدودها.
ثانيا : لمصلحة من يتم تهجير ارتريا من أهلها للدرجة التي ارى فيها احقيتنا في المطالبة بحق العودة أسوة بالفلسطينيين؟
ثالثا : أي نوع من منهجية التصدي تلك التي تجعل اهم مؤسسة في الوطن وهي المؤسسة العسكرية تصبح عقوبة يخوف بها الشعب ؟
رابعا : من المستفيد عندما يصبح الاستيطان في اثيوبيا خياراً حقيقياً للارتريين ؟
خامسا : كلاهما الكوميديا و افلام الخيال العلمي ستعجز عن تصوير الشيخ أيمن الظواهري في منبر الامم المتحدة يطالب بالقصاص من قتلة الشيخ اسامة بن لادن لكن المعارضة الارترية واقع موجود في أديس !!!
سادسا : لماذا يصر كرزاي على عدم تمكين أي تنمية وعدم خلق أي بيئة استثماريه في إرتريا وخنقها اقتصاديا ؟
سابعا : ما مصلحة نظام كرزاي في جعل ارتريا دوله معادية لكل جيرانها في محيطها الاقليمي ، ومنبوذة في محيطها الدولي ؟
ثامنا : لماذا يتم كسر ارادة شعب إرتريا بالإهانة المنهجية في صحاري سيناء وسجون اسرائيل ومخيمات السودان واليمن وجيبوتي ونرى الان انه لا مانع في تعاون اقتصادي مع اثيوبيا !!!
تاسعا: لماذا اصرت اثيوبيا على استيعاب المعارضة الارترية في اراضيها مع علمها ان هذا سيسقطها اخلاقيا من المعادلة السياسة ؟
عاشرا : ما سر الحملات العسكرية الاثيوبية الغير مكتملة وما دورها في صنع شعبية النظام في ارتريا ؟
احدى عشر : هل استقلت فعليا ارتريا عن الامبراطورية الحبشية ام ما زال كرزاي مدير عام الفرع الشمالي ؟

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36207

نشرت بواسطة في ديسمبر 28 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “كرزاي افريقيا ” الجزء 1″”

  1. كرزاي إرتريا طالب نجيب طبّق ما أوكِلَ أليه مِنْ فصيلته لتمييع بوصلة الثورة الارترية بعدما تأكد للوبي الحبشي في أرتريا أنّ نظام هيلي سلاسي يعوم ضد التيار وضد التاريخ ومآله لا محالة السقوط الحتمي وبعدما تأكّد لهم أنّ الثورة الارترية استوت علي سوقها وأصبحت تُعْجِب الزراع ، وتظهر هذه الحقيقة المرة للمتتبِّع للحراك السياسي في إرتريا مِنْ اليوم المشؤوم الذي انضم فيه هذا ( الكرزاي ) للثورة رغم تورطه في أعمال خيانة لا لَبْس فيها ضد الثورة ، بدءاً بقصته وارتباطه ب ( غانيو استيشن ) ومرورا بعلاقته المبكرة بالكيان الصهيوني وانتهاء باستقوائه بأهله ( الوياني ) ضد الجبهة وأخيرا بما يقوم به من تدمير الوطن ، ورغم كلّ هذه الدلائل علي شؤمه يحاول بعض السذج من أبناء جلدتنا أن يبعدوا عنه شبح الخيانة وأنّ اختلاف الأسلوب في مقارعة العدوّ الاثيوبي لا يضع الرجل في خانة الخيانة ، بل الأدهي والامر من ذلك أن يُنْسب من بعض المغفلين أنْ لو لاه لما تحرر الوطن الارتري من ربقة الاستعمار الاثيوبي ! إذن نحن كأرتريين إما لا نجيد القراءة للمشهد وإما أُبتلينا بآفة النسيان القاتل وإما نعرف الحقيقة كلها وندفن رؤوسنا في الرمال كالأنعام ، فمن الطبيعي والحال هذه أن تؤول الأمور إلي ما نحن عليه وربما إلي أسوأ من ذلك ، والله المستعان وقديماً قال السيهاوي ( نِيَهْ ما تَكِّي حُرِّية ) ، ما معناه ما كان يجب علي الناس أنْ تتمنّي علي الله الأماني دون تقديم وهم قاعدين علي الأرائك .

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010