ماذا ترى القاهر فى اسمرا؟

هل ترى فيها عصى تلوح بها فى وجه اثيوبيا…ام العملية مضطر أخاك .. ؟..
بعض النخب فى مصر ترى عمل شئ ما تجاه بناء السد او على اقل تقدير امتصاص الغضب  الذى اججته بأفلامها  تكتيكيا ايام  كالت على الرئيس السابق بصورة دراماتيكية تهم التغاضي عن انسداد شرايين مصر، وازدادت الأهمية اليوم  بعد ردود الأفعال عن التوقيع على اتفاقية القمة الثلاثية (إثيوبيا و مصر والسودان) فى الخرطوم..وردود الفعل الاثيوبية الاستفزازية ..
ولكن من هى الدولة الانسب لذلك؟
اولا اثيوبيا لم تنفذ المشروع الا بمباركة الدول الفاعلة فى المنطقة والدول دائمة العضوية فى الامم المتحدة ومعظم الدول الكبرى بل ودول الخليج.
ثانيا الدول الافريقية المهمة  ودول حوض النيل والايقاد ليس لها مانع فى بناء السد. وباقى الدول ان لم يكن احتراما لها فاحتراما لراعيها  الذى خدمته بالتدخل فى الصومال.
ثالثا: قامت بتسويق نفسها بدبلوماسية هادئة ومستديمة  كداعية للسلام ومصممة على البناء والاستقرار، بالرغم من تقاعسها عن تنفيذ قرار ترسيم الحدود مع ارتريا..والشواهد فى العاصمة من المطار الى البنية التحتية وسكك الحديد  والسد نفسه وتقارير بيوتات المال والأعمال وتظلمها بأنها تحملت تجاهل المصريين للاتفاق حول حصص مياه النيل طوال فترة مبارك بدون جدوى
فلا توجد دولة اليوم  مستعدة للمغامرة الا عاصمتين مخنوقتين. الخرطوم وأسمرا   .
السودان ربما حاول المغامرة لو ضمن رضى امريكا ودعمها الجميل والمستحيل  ، وإلا أنسى ..السودان اليوم يحاول بكل ما أوتى من قوة لارضاء امريكا حتى لو طلب منه البكاء فى الحائط  المشهور . وحتى لو ضمن عن طريق مصر تغاضى امريكى فالسودان ‘المزنوق زنقة الكلب فى غرب النقاش’ كنّا يقال  والمكسورة بوصلته  فى المحيط المعزول ، لن يغامر  . كما ان اثيوبيا  هى الجارة  الفاعلة الوحيدة  التى امتنعت  عن إيذائه يوم تكالبت عليه الامم بقيادة وزيرة خارجية امريكا  اولبرايت ودولاراتها ال ٢٠ مليون المعلنة عندئذ.
ولكن للأسف الشديد لن تمتنع  الخرطوم بوازع ضمير او سماحة دين او رد جميل بل من عواقب رد الفعل الاثيوبى الذى يمكنه تعقيد الوضع فى السودان اكثر بكثير من خربشات واتفاقيات اسمرا .
كما ان  السودان كسب حياد اثيوبيا ومنعها نشاط المعارضة السودانية فى أراضيها وتامينها  الحدود المشترك طبعا بالمقابل  السودان التزم بذلك حرفيا بل يتهمه البعض بانه تنازل لها عن أراضى خصبة فى شرق وجنوب شرق السودان .
الوحيد الذىً تجرى المغامرة فى دمه هو نظام اسمرا ولن يُفلت من بين يديه فرصة ذهبية كهذه. ونظام اسمرا الغريق جاءه الحبل المهترئ من القاهرة.. اما بالنسبة للشعب الارترى كان الله فى عونه على رأى المغفور له الاستاذ/ عمر جابر.
السؤال المهم هل حتستفيد منه القاهرة.
ربما فى الجانب الاستخباراتى وأعمال تخريبية محدودة وممر للمعارضة الاثيوبية الى مصر..ولكن ان راهنت على نظام اسمرا فمصير العملية محاكاة لازمة الصومال..لا تكتمل المعارضة المُحتملة بدون الأرومو، واسياس يتخوف منها استراتيجيا ، بدليل كل الفرقاء المدعومين بقوة هم من التقراى والامهرا  …وهذا التخوف سوف يضطر نظام اسمرا  الى تشتيت قوى الأرومو ودعم المتشددين فيها كما يفعلون فى الدكتاتوريات لان الهدف ليس صالح بلدان المعارضة ، إنما حجار شطرنج يتم تقديمها قربانا لفتح المجال لحصان طروادة .
ولكن ، وهذا الغالب، ان كان الامر ترهيب على استحياء  وتكتيك تحسين الموقف التفاوضي فى إدارة السد فاسمرا مفيدة للجانب الاستخباراتى وكفى. ولا بان حوجة مصر اليوم قارب نجاة للنظام الارترى، كما أتته يوما احداث ١١ سبتمبر وحرب اليمن ،  وعلى أية حال فهو مغامر مبلول لا يخاف من المطر ..
ابراهيم عثمان
بمناسبة الرابط أدناه المصرى
http://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=15022016&id=2cf60c92-405f-456f-8b2a-907283a8c9f6

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36491

نشرت بواسطة في فبراير 18 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “ماذا ترى القاهر فى اسمرا؟”

  1. عبدالله

    مشوار السيسي طويل جدا حتى يقف على قدميه ويقارع إثيوبيا وعليه إذا حاول إسياس اللعب على حبال السيسي المهترئة سوف تكون عليه وبالا …. وحديث السيسي في المقابلة مع الخائب لا يتجاوز كونه حديث مجاملة دبلوماسية

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010