منذ الذى ينسى : المناضل آدم محمد قدوف (أبو محمّد)

بقلم: عبدالفتّاح ودّ الخليفة-المملكة المتّحدة

 
بسم الله الرحمن الرّحيم

وجدت على جدار صفحتى للتواصل خاطرة معنونةبـ (حتّى لا ننسى )مرسلة من الأخ الصّديق عامر صالح حقوص محمّد… أعادتنى الخاطرة فى سطورها سنينا إلىAdemGidoof الوراء إلى عهد غربتى الأولى ومدينة القضارف فى السّودان وأعادتنى إلى أحضان رجل كان مثل أبى يهتمّ ويسأل ويوجّه ولا يبخل،كان سندا ماديّا ومعنويّا ومشجّعا لى ولكثير من أقرانى قاسمت إبنه محمودالمأكل والمشرب والمسكن فى أيّـام الدراسة فى الإبتدائى والمتوسط….هو (العم آدم قدوف)…

كنت أسمع عن نضالاته من الأعمام ومن الأخوال والخالات وهو فى كلّ عهدى به لم يتفوّه بكلمة قط عن كفاحه الوطنى فى البدايات الصعبة…..

 

عرفت الأب المناضل (آدم محمد قدوف) فى منتصف السّبعينيات.. تأخّرت الكتابة وتأخّر التوثيق عنه بالرّغم من أنّه أحد رواد العمل الوطنى والرّعيل الأول من المناضلين ، فى مدينة النّضال (كرن) (إعتقادا منّى بأنّ هناك من يعرف نضالاته وعايشها أكثر منّى   وليس لأنّ كتابتى وشهادتى قد تجرحها علاقتى الخاصّة بـه لأنّه كان لى الأب الحنون والحضن الهاضم لهمومى فى سنين (غربتى الأولى).. وهذا ما حصل فعلا حيث جاءت الكتابة وجاء التوثيق من أقرب النّاس إليه ، بنته، وأخيه الأصغر …

عمّى العملاق (آدم قدوف ) كنت أأنس لمجلسه،وأطرح مسألتى أمامه بلا إختشاء ، وعندما أعود من إرتريا بعد إنتهاء الإجازة المدرسيّة ونلتقى فى منزله العامر أو أجلس عنده فى (المخبز ) فى قرية ( تبارك الله) أو فى (حانوته) فى قرية ( القريشة) فى الصعيد السودانى كان يسألنى عن كلّ صغيرة قبل الكبيرة وعن مدينته (كرن) وسألنى أكثر من مرّة عن تجربة التحرير الأولى للمدينة فى العام -1978-1977….

كان الكثير ممّا يجب أن يحكيه (العم آدم) ،ولكنه لم يفعل ،لم يحكى عن نفسه وزملاءه الميامين فى أيّام المحن والسّجون، فتوارات عنّا كلّ قصص الكرّ والفرّ مع الجنرال المعتوه (تدلا عقبيت)…

عرفت (العم آدم) مناضلا عنيدا صاحب رؤيا مستقلة لا يجامل فيها أحدا كان فى الهمّ الوطنى ميّالا إلى (قوات التحرير الشعبية) ومعجبا بالمناضل المعلّم الشهيد (عثمان صالح سبّى) كان يناقش بكل حرية دون خوف ودون إرتباك ففى منزله كانت كلّ التيّارات السياسية ومنزله العامر كان دار المقاتلين والمناضلين ، وحرمه هى الشّاهد على كلّ النّشاط وكلّ التأريخ الذى حصل فى ذاك الدّار المناضل فهى شقيقة الشهيد (محمود إبراهيم محمّد سعيد-شكينى (شهيد معركة (دمبوبيت ) عام 1972 وشقيقة المناضل/ إدريس إبراهيم محمد سعيد (قريش) (مسؤول جهاز التسليح فى (جبهة تحرير إرتريا ) حتّى مطلع الثمانين من القرن الماضى ، مدّ الله فى عمره ومتّعه بالصحة والعافية وشقيقة العم المناضل (سليمان إبراهيم محمّد سعيد) الذى عانى ما عاناه فى سجون الملك البائد (هيلى سلاسى) وفى آخر المطاف أجبر ومعه نشطاء (جبهة تحرير إرتريا ) على ترك مدينة (كرن ) إلى منفى إختيارى داخل حدود (مملكة الإمبراطور وإرتريا ) بقرار قضائى وسياسى….

والمناضل (آدم قدوف ) هو إبن عمّ المناضل (إبراهيم محمود صالح (قدم) لأنّ أبويهما إخوة لأمّ واحدة ….فهاهو (العم آدم) محاطا بالنضال والكفاح من كلّ جانب فى سبيل إرتريا الوطن.

كان منزل (عمّ آدم) فى القضارف منزلا ومأوى للشهيد (حسن محمد سعيد باشميل) وكثير من المناضلين غيره ، ولا غرابة أن تجد زعامات من التنظيم الآخر فى الحوش لصلات أسرية تربطهم بالأهل والعائلة أذكر منهم المناضل/ عثمان أدحنة…فكان الحوش العامر لكل إرتريا ولكلّ أطياف السياسة بلا تمييز….

 

كتبت إبنة المناضل المرحوم (آدم قدوف) (السيّدة (رقيّة آدم قدوف) فى صفحة التواصل ما يلى : “ذكر الوالد انه ولد في المرتفعات بحكم عمل والده في الجيش الايطالي وذكرت جدتي اكثر من مرة مدينة عدي قيح.”

و أعتقد بسبب عمل والده العسكرى ترحّل المناضل (آدم قدوف) من سمهر إلى المرتفعات وأخيرا حطّ الرّحال فى مدينة (كرن) التى أحبها وأحبّته بدأ حياته السياسية مع مجموعة شباب الرّابطة الإسلامية فى مدينة (كرن) .

وذكر لى المناضل إبراهيم قدم عبر الهاتف ما يلى:

” أذكره وأذكر رفاقه عندما كانوا يجتمعون فى المنزل وأنا دورى كان إحضار القهوة والشّاى للضيوف المجتمعين… وكانت هناك صورة فى المنزل كان فيها أخى آدم ومعه حفنة من شباب الرّابطة بملابسهم البيضاء المميّزة ولكنها ضاعت مثل ما ضاع كثير من صور ووثائق تلك الأيّام التّأريخية فى وطننا إرتريا. ويقول : (قدم) كان أخى (آدم) مثل شباب جيله من المتابعين وبشدّة لأخبار السياسة العالمية وشؤون الحياة الأخرى فكان من المواظبين على سماع (إذاعة لندن) وكان من المشتركين فى جريدة (الزّمان ) الإرترية فى ذالك الزّمن وكذالك مجلة (المنار) التى أصدرت 12 عددا حتّى أوقفت وكل الأعداد كانت فى منزلنا حتّى إختفت فى عهد الخوف والقهر مثل غيرها من الأشياء ويقول (قدم) كنت أسعد النّاس عندما يكون أخى (أدم) فى كرن ليجلب تلك الجرائد والمجلات لأنّه كان كثير السّفر بفضل عمله التّجارى والزّراعى”

وحين يواصل (إبراهيم قدم ) فى الحديث يقول :

“وفى فترة الفدرالية وعندما حوّلت إثيوبيا الفدرالية إلى إستعمار أصبح الشّاب (آدم محمّد قدوف) من ضمن الشّباب المقاوم ولكن الشرطة الإرترية بقيادة الجنرال (تدلا عقبيت ) والعقيد حينها (زرئى ماريام أزّازى) والتى أصبحت وحدة مخابرات تابعة لإثيوبيا ، بدأت تطارد كلّ النشطاء وكلّ المقاومين وكان الشاب المناضل (آدم قدوف) أحد ضحاياها مع رفاقه أذكر منهم العم (إدريس مرير) و (محمّد يسين بلاتا نورحسين) وأضيف إليهم لاحقا الرجل المقاوم والشجاع (سعد صالح) فكانوا لا يخرجون من السّجن إلاّ ليدخلوه ثانية… وكان آدم حينها يعمل فى الزراعة فى منطقة (دعروتاى) ومنطقة (حرّت شندق) القريبة منها كان يزرع الفول السودانى كما كان يعمل فى التجارة بين إرتريا والسودان … ولكن عندما أضاقت عليه الشّرطة الأرض بما رحبت رحل إلى السودان”

ويواصل المناضل (إبراهيم قدم فى سرد السّيرة العطرة ليقول :

” المرحوم (آدم ) أخى الأكبر كان أبى بعد وفاة المرحوم والدى تولّى تربيّتى وإهتمّ بتعليمى وأدخلنى المدرسة ولولاه وحرمه بعد الله ، أمدّ الله فى عمرها وألبسها ثوب العافية لما وصلت فى التعليم وحبّ الوطن إلى ما وصلت إليه اليوم ”

وقال قدم ” ومع نهاية المرحلة الفدرالية كان آدم ورفاقه أياما فى المنزل وأخرى فى المعتقل بسبب تلك المادة اللعينة والمسماة بالإيطالى(أرتيكلو ديشى)- وتعنى الفقرة 10 أو المادة العاشرة من قانون الأمن الوقائى الإيطالى والتى كانت تتيح للسلطات الأمنية إعتقال أىّ فرد لأىّ سبب هى تراه مهددا للأمن العام ولمدة ثلاثة أشهر وإعادة إعتقاله إن إستدعى الأمر، وحينها كنّا نعرف مكان المعتقلين نزورهم ونتفقّد أحوالهم عكس ما يجرى اليوم فى إرتريا فى عهد (فرعون عصره) أسياس أفوروقى الذى ملأ إرتريا سجونا تحت الأرض وفوق الأرض ولا يعرف ذويهم أين هم ولا يُسمح بزيارتهم . و عندما تأسّست (حركة تحرير إرتريا) أنخرط (آدم) ورفاقه كلهم فى نشاط الحركة.. وأخى (أدم قدوف ) كان من ضمن من حضروا مؤتمر الحركة فى أسمرا والذى عقد فى منزل عضو الحركة النّشط (خيار حسن بيان) ”

ولا زال الحديث لقدم حيث قال :

“كان ادم ورفاقه اول من التحق بحركة تحرير ارتريا وكذلك اول من التزم بجبهة التحرير الارترية وبعد اعلان الكفاح المسلح وخروج عواتى كان (آدم قدوف) يجمع الذخيرة لترسل إلى عواتى ورفاقه، كان يأتى بها رجال من الرّيف القريب يحملونها فى (قفف ) كانوا فى أغلبهم من منطقة (طنقلّحس ) القريبة من مدينة ( كرن) و التى جرت فيها المعركة الأخيرة بين الطليان والإنجليز فى الحرب العالمية الثانية ، وكانت تلك الـ (قفف) تأتى بالليل وتختفى فى الصباح كما حكى لى المرحوم ذالك بعد اللجوء .. وهكذا كان رجال تلك المرحلة رجالا للإخلاص والتفاني والتضحية لا يعرفون الخوف وكان للمناضل (آدم) ورفاقه تاثير قوي على الجيل الذي تلاهم وعلينا نحن الجيل الثالث كل هذا كان في زمن كانت فيه مدينة (كرن) (الدينمو المحرك) للنشاط السياسى الإرترى المقاوم للضمّ الجائر والظالم ، وكانت اجهزة قمع الجنرال (تدلا عقبيت) تعمل لكرن الف حساب ولهذا كانت تبعد موظفّى الدولة الوطنيين ومن ضمنهم المعلّمون وأفراد الشرطة من مدينة (كرن) إلى المرتفعات ولكن النفي او النقل أعطى مردودا عكس ما إشتهى (الجنرال) فكان فرصة كبيرة للمقاومين من أعضاء الحركة و (جبهة تحرير إرتريا ) لتجنيد الكثيرين من ابناء المرتفعات ، كما إستعمل الجنرال قانون الأمن الوقائى و (المادة العاشرة) بشكل تعسّفى وتحايل على القانون لإسكات الأحرار لأنّ فترة الفدرالية فى بداياتها كان فيها للقانون هيبة كما كان هناك قضاة نزيهين وشرفاء ومحامين وطنين محترمبن  عكس زمننا هذا الذي ضاع فيه القانون وكيف يكون هناك قانون في دولة لا تملك دستور (إنتهى)

وكتب أيضا المناضل (إبراهيم قدم) فى صفحة التواصل موثّقا شهادته عن المناضل (آدم قدوف ) ما يلى:

“كنت قد ذكرت جريدة الزمان، جريدة من اربعة صفحات 2 بالعربي و 2 بالتقرينية لم يكن هناك إشتراك بالمعنى الذي نعرفه اليوم بل كان يكفى المرور على المرحوم (محمود حسن ) موزع الجربدة من محله المتميز وسط سوق الغلال و سوق الخضر في مركز مدينة ( كرن) وقد دخل هذا السوق التاريخ عندما علقت فيه حكومة المستعمر جثث 21 شهيدا ، هم شهداء معركة (قروح) بالقرب من (محلاب) ووقتها ونحن طلاب في (القاهرة) عندما وصلنا الخبر سميناه (ميدان الشهداء) واليوم لا وجود للمكان حيث لحقت به يد الـ (هقدف )….

وبعد كثرة الاعتقال والمتابعة المستمرّة انتقل المرحوم (ادم قدوف ) الى مدينة (تسني ) وواصل من هناك نشاطه السياسي ولكن لم تتركه مخابرات الحكومة على حاله ودخل السجن وبعد خروجه رحل بعيدا من المدن الى القاش وبالتحديد الى قرية (شانبقو) وعاد الى مهنة الزراعة وفي العام 1968 جاء امر اعتقاله الى مدينة ( بارنتو ) ومنها الى (شاويش) نقطة (شانبقو) ولكن ما لم تعرفه السلطات هو ان (الشاويش ابوبكر )كان من ملتزمى (جبهة تحرير إرتريا ) فبلغهم بأنّ (ادم قدوف ) غير موجود ورتب للمرحوم وسيلة يصل بها (بارنتو ) سرا ووصل الى رجل المرور في (بارنتو) والذي كان ايضا من عضوية التنظيم واسمه (الشاويش تولدي) ان لم تخني الذاكرة وهنا ارجو من ابناء (بارنتو) ان يصححوني اذا اخطات في الاسم. وهذا بدوره طلب من احد سائقى الشاحنات وهو كذلك ملتزم ، ان ياخذ معه ادم الى (كرن) دون الدخول الى مدينة (اغردات) ليصل ليلا الى مدينة ( كرن ) ليرتب امور الاسرة وفي المساء ينتقل الى منزل المرحوم (الشيخ محمد على عمر شيخ) والذي لم يكن بعيدا عن المنزل خوفا من ان يكون بيته مراغبا وفي فجر اليوم التالي مع اذان الصبح جاء المرحوم (عبدالله سيد موسى) وهو عم الاستاذ (عبد الرحمن سيد ابو هاشم) وكان كاتب بوليس مدينة (كرن) وعضو الجبهة، جاء (بلاندروفر) البوليس واوصله الي منطقة (بقّو ) القريبة من مدينة (كرن) ليواصل الرحلة إلى كسلا بسلام.

هذه ال24 ساعة بين (شانبقو) و (كرن) تحكي عن قوة التنظيم ووصوله الى كل قطاعات الشعب وهذا للاسف ما نفتقده اليوم، الاخلاص، التضحية والشجاعة حل محلهم الخوف وانعدام الثقة وحب الذات من شعبنا في الداخل وهذا يمكن تبريره نتيجة للقمع والقتل دون محاكمة وزرع الفتن والفرقة بين الناس ، ولكن ماذا يمكن ان نقول عندما ينتقل الخوف الينا في الخارج عبر الريموت كنترول.

وبعد وصول المرحوم ادم الى كسلا طلبت منه (قيادة جبهة التّحرير الإرتريّة ) التفرغ للعمل النّضالى ولكنه رفض ذلك وانتقل الى مدينة القضارف ومنها الى قريتي (القريشا) و (تبارك الله) ليمارس مهنته الزراعة، وبعد هزيمة اثيوبيا عاد الى مدينته كرن وعاش هناك فترة متردّدا على مدينته وبيته حتّى وافته المنيّة ،و في الاخير اسال الله له ولكل من ذكرتهم الرحمة والمغفرة”

وأضافة إبنة المناضل العم (آدم قدوف) فى صفحة التواصل ما يلى:

“ذكر الوالد للأخ ( إدريس حمداي) ما يلى : بعد تجاوز اثيوبيا الاتفاق الفيدرالي واعتقال الشخصيات الوطنية وفي مقدمتها السيد/محمد عمر قاضي عقد اجتماع في مدينة كرن لإرسال وفد الي الخارج ، مهد لهذا الاجتماع السيد/ ادم قدوف في منزله حضره السادة:-سليمان مرير -محمد ياسين بلاتا -حاج موس علي- ادم محمد ادم-سراج خليفة- ادم ادريس نور وعرضوا الفكرة علي السيد ابراهيم سلطان والسيد /ادريس محمد ادم فأقرّ الاجتماع علي خروج السيدين بالجمال من مدينة (أغردات ) إلى (كسلا) حتي يعرضوا مطالب الشّعب الإرترى فى الخارج وعلى الأمم المتّحدة رافقهما عند المغادرة السّيد (آدم قدوف ) و(عبدالله إدريس) وتم استقبالهم من الجالية الارترية وشخصيات سودانية كان ادم قدوف علي معرفة بها .
وبعد اعلان الكفاح المسلح، كان ادم قدوف يمد الثوار بالأسلحة التي كانت تصل من اثيوبيا الي ارتريا ،يرسلها السيد (دراقون هيلي ملكوت) الي اسمرا ويستلمها السيد (ادم ملكين) والأخير بدوره يسلمها لـ (آدم قدوف) .وكان (دراقون) في تلك الفترة يعمل موظف في الخطوط الإثيوبية .وكانت أيضاً تصل أسلحة من السودان يرسلها أعضاء الجبهة .في تلك الفترة وكان (آدم قدوف ) يعمل في التجارة بين السودان وإريتريا . وعند مغادرة السيدين رافقهما (ادم قدوف وعبدالله ادريس”

وبحثا عن التوثيق لجأت إلى كتاب المناضل الأستاذ (محمّد سعيد ناود ) (حركة تحرير إرتريا الحقيقة والتّأريخ ) الذى أملك منه صفحات مصوّرة أستنجد بها عند ذكر تأريخ الحركة فى بداياتها نقلت منها التّالى :

“كنّا نعمل فى جوّ مخيف ورعب (1) نشرته إثيوبيا بين أفراد الشعب فكان البعض يحاول أن يثنينا عن أهدافنا ولننصرف لحياتنا الخاصة أو يريدون أن ينقلوا إلينا حالة الرّعب التى يعيشونها وآخرون كانوا على العكس كانوا يملأوننا أملا وثقة بالنّفس” وذكر من الرجال الذين بعثوا الأمل فى تلك الأوقات العصيبة كمثال ثلاث قائلا: “على سبيل المثال أذكر حالات ثلاث ظلّت مطبوعة فى ذهنى وكانت قد صادفتنى فى الأيّام الأولى لـتأسيس (حركة تحرير إرتريا وكانت الأولى فى العام 1959 وفى مدينة (كرن) عندما زرت الشيخ “آدم قدوف” فى منزله مع أحد أصدقائه ولم تكن هناك سابق معرفة بينى وبينه سوى أنّى كنت أسمع عنه بأنّه من الشّباب الذين كانوا يناضلون أيّام الحركة الوطنية ومن جانبه بالتّأكيد لم يكن يعرفنى أو حتّى سمع بإسمى. وعند دخولنا منزله إستقبلنا بالترحاب وأحضر لنا شاى باللبن على وجه السّرعة والفطور لأنّنا كنا قد زرناه فى الساعة السادسة صباحا وعندما أحضر القهوة بعد الإفطار قلت فى نفسى لماذا لا نتختبر هذا الشخص؟؟ وعلى الفور بدأت حديثى قائلا: (إنّنى حضرت من السّودان عن طريق قرورة سيرا على الأ قدام حتّى نقفة ومنها بالسيارة إلى كرن وخلال رحلتى الطويلة التى إستغرقت عشرة أيّام كنت أختلط بالمواطنين وأسالهم عن إحوالهم. فوجدتهم كلهم يعبرون عن الشكر والإمتنان لإثيوبيا التى وفرت لهم كلّ شيئ من العيش الكريم والأمن والأمان) وسكّت عن الحديث لأرى ردّة فعله على كلامى. ومن جانبه ودون حذر ردّ على كلامى قائلا: (أنّ من إختلطت بهم وإستمعت إلى آراءهم هم من سكان الرّيف الذين لا يعرفون ما يدور فى إرتريا ، أن إثيوبيا لم توفر لنا شيئ ولكنها بدأت تأخد كلّ شيئ) وبعدها دخلت معه فى مناقشة جادة وكان قد اصبح عضوا بالحركة….”

ومن نوافل القول أنقل الحالتين الأخرييتين بتصرف سعيا للإختصار ،فكانت الحالة الثانية مع (كنتيباى هداد عثمان) زعيم الساحل والحالة الثالثة مع الشيخ (عثمان هنتولاى) الذى كان موظّف فى مكتب ممثل الإمبراطور (هيلى سلاسى ) فى أسمرا فكان يقوم بحمايته حتى يكمل مهمته ويعود إلى السودان وعندما زاره للمرة الثانية فى مصوّع عام 1960 كان مسؤول الهجرة والجوزات وأيضا تكفل بسكنه حتى رحل….

 

وذكر أيضا المناضل الأستاذ/ محمد سعيد ناود فى كتابه (2) عن مؤتمر الحركة التأريخى فى العاصمة أسمرا وأهمّيته فى بداية عام   1961 والذى حضره على حسب ذكر الأستاذ كل ممثلى فروع الحركة فى الداخل وممثل فرع الحركة فى المملكة العربية السعودية (جدّة ) وعندما عرج على ذكر قائمة الحضور أو بعضها ذكر من البرلمانيين (عمر أكيتو والشيخ (محمّد صالح موسى- أبو دوؤود) وذكر من ضمن المذكورين المناضل صالح أحمد إياى- والمناضل سليمان إدريس مرير – والمناضل خيار حسن بيان، وفى القائمة وتحت الرقم 24 ذكر إسم المناضل (آدم قدوف)…. وعند ذكر أعضاء الحركة فى الأقاليم الإرترية المختلفة (3) وفى الفقرة التّى تخصّ مدينة (كرن) وضواحيها ذكر المناضل (عمر الحاج إدريس) والمناضل (محمد يسين بلاتا) والأستاذ (صالح حمدى ) وغيرهم كثر وتحت الرقم 15- ذكر أسم المناضل (آدم محمد قدوف)…. رحمه الله

أستطيع القول وأنا أجمع ما كتبه العارفون بـأنّنى عرفت المناضل (عمّى آدم ) من (ذاكرة مدينتى (كرن ) مثل كثيرين لم أرهم قط فى عمر طفولتى وصباى ، وعندما قابلتهم فى السودان كنت أعرف كلّ تفاصيلهم وكلّ حكاياتهم و(عمّى آدم ) كان أحدهم ….

 

عرفت (العم آدم) أيضا من حكايات وقصص (الحيّ العتيق ” حلّة دبر” الّذى يحتضنه جبل “إيتعبّر “و عبر أبناء أخت (البيت شاويش إسماعيل إبراهيم ) (4) منقذ العم المناضل آدم قدوف (فى صبيحة يوم القبض على آدم قدوف ) ففى عهد صبانا فىّ الحيّ والمدينة كان يذكر المناضل (عمّ آدم) ومعه الشّاويس (إسماعيل إبراهيم ) الذى كان يأتى إلى الحىّ من مدينة (شامبقّو) فى جنوب القاش ، رجلا طويل القامة ممتلئ أسمر اللون غالبا ما يأتى بزيّه العسكرى ،ولكنّه يخلع القبّعة العسكريّة من رأسه ليضع بدلها الطاقية ، كان متزوّجا من شقيقة الفدائى المعروف (صالح محمّد حامد) والملقّب عند أقرانه بـ (صالح تكاس) والذى إشتهر بأحراق كوخ عائلته التى لم تملك غيره لإنقاذ المصلّين المحاصرين فى ساحة ملعب كرة القدم فى مدينة كرن فى الشهر الأخير من عام 1970……

تحكى (ذاكرة المدينة) بأنّ هذا (البيت شّاويش إسماعيل إبراهيم) والذى كان   يوما ما رئيس مركز الشّرطة فى مدينة (شامبقو) هو الذى أنقذ روح المناضل (عمّ آدم قدوف ) من قبضة السّلطات الإثيوبية، عندما جاءت قوّة من المخابرات والشّرطة الإثيوبية من مدينة (بارنتو) عاصمة القاش ومعها أمر القبض على (عمّى آدم) وعرف البيت شاويش معاش (إسماعيل ) من زملاءه الملتزمين بجبهة تحرير إرتريا فى (بارنتو) بزحف القوّة نحو (شمبقّو) للقبض على (عم آدم) تحرّك (البيت شاويش ) بسرعة وبلا هوادة وأخفى (عمّ آدم) فى مسجد المدينة بعد أنْ لفّه فى حصير المصلّين ، أتت القوّة وبحثت عن (عمّى آدم ) فى منزله وفى أىّ مكان وحتّى المسجد ، ولم تجد أثرا ، وعادت من حيث أتت ، وفى مرويّات مدينة (كرن ) هناك من قال: أنّ (البيت شاويش إسماعيل ) أخفاه فى منزله لأنّ لا أحد يشكّ أو يتجرّأ على البحث فى منزل من كان يوما رئيس مركز شرطة (شامبقّو )الـ (بيت شاويش إسماعيل إبراهيم ) أمّا “قصّة الخروج الأخير ” من إرتريا عبر (شامبقّو ) و (كرن ) إلى (كسلا ) فقد رواها المناضل (إبراهيم قدم) فى شهادته أعلى هذه السّطور مشكورا …

فى بدايات معرفتى به كان فقط يحكى ويسأل عن مدينته (كرن) عن من بقى فيها ومن رحل عن الرّموز و الشّخوص ،وعن كلّ الّذين وهبهم الخالق “قوّة تحمّل “أذى المستكبرين والمستعمرين و عناصر (الطّابور الخامس ) من الجواسيس والمخبرين (نخّاسة الإستعباد”….

وعندما عرفنا تنظيمات الكفاح الإرترى كان العم (آدم قدوف) يناقش معنا الأمور بلغة العارف والمتابع كان له رأى مغاير لوضع الثّورة وكانت (القيادة العامة ) التى أفرزها مؤتمر (أدوبحا ) محور نقاشاته وكان يعتقد جازما فيها ومنها بدأت الدوائر نحو الطرق الوطنية الأخرى، وكان يعتقد بأنّها عطّلت عمل لجنة (تقصّى الحقائق) وإعتقلت أعضائها الستة..ولكن (عمّ آدم) كان ذو صدر رحبا وأبا وراعيا لكلّ المختلفين ، وكان إحد أسباب إلتصاقى به أخوالى الذين عرفوه من أيام (زراعة الفول السّودانى) فى منطقة (دعروتاى) و(حرّت شندق) لأنّهم عملوا فى مزارعه وعرفوه فى عاصمة منطقتهم مدينة(حقّات) لوجود شقيقتى المناضل (آدم قدوف ) فيها…

وبعد المذابح الإثيوبية فى العام 1967 فى (بركا ) والقاش ) و( سنحيت ) فرّق الحرق والقتل سكان منطقة (فانا) فهجروها بحثا عن الأمن والأمان إلى السّودان وتحديدا إلى قرية (تبارك الله) (5) فلحق بهم (عمّ آدم) وأسّس هناك (مخبزا) عمل فيه بعضا من أهل (فانا) وبعضا من أقاربه، وبوجود (مخبز عمّ آدم ) وحضوره فى القرية وجد لاجئى (فانا-لعال) و(فانا-تحات) مركزا إجتماعيا وقائدا، يفتى ويساهم فى حلحلة مشاكلهم الإجتماعيّة، ويوفّر لهم إحتياجاتهم ويؤمّن لهم الدخول التى تساعدهم فى إعالة ذويهم. وبعد فترة بدأ (عمّ آدم) فى مزاولة الزّراعة لأنّه كان قد كسب قبول ومودة أهل القرية و (شيخ القرية) فوهبه أرضا وأقام فيها مشروعه الزراعى ، وأضاف عليها بحنكته وإقدامه ثقة وودّ أهل قرية (القريشا) التى هى أيضا فى الصعيد السودانى وهى (حاضرة الإقليم ) تقع فى نفس الطريق المؤدّى إلى مدينة (الحمرا) الإثيوبية من مدينة القضارف وعمل هناك حانوتا جمع فيه وحوله الكثير من الرعاة والمزارعين الإرتريّين الذين زحفوا إليها من إرتريا هربا من المذابخ الإثيوبية، وجلهم كانوا من منطقتى (بركا والقاش) و(حانوته المبارك) كان بؤرة نشاط ومركز نقاش ومصدر أخبار لكل ما يتعلق بإرتريا الوطن، حضرت ذالك فى الحانوت لأكثر من مرّة رحم الله (عمّ آدم قدوف) فكان رجلا وتراثا ووطنا متحركا، فأين ما حلّ يحل الوطن والتراث الإرترى وتلك هبة الله لأحبّ خلقه … كان الأخوال يشجّعون ( عم آدم) لإقتناء منزلا ملك فى القضارف فكان يقول دائما: أنا هنا بصفة مؤقّتة أنا هنا لاجئ واللاجئ يجب أن لا يمتلك بيتا فى مواقع اللجوء ليظلّ مرتبطا بالبيت الذى تركه عنوة ، وليظلّ الإرتباط بالبيت الأصلى سرمديّا وأبديا حتّى يوم العودة…هكذا كان (عمّى آدم) محبّا لأرضه ومرتبطا وجدانيا بتلك بالأرض الّتى أنجبته فوهبها كلّ حبّه وكلّ عشقه، ولم يستطع أن يرى غيرها ولا بديلا لها رحمه الله.

كان (عمّ آدم ) محسنا يتفقّد أحوال المحتاجين والمعوّزين،فعندما يعاون أهل القرية فى الزّرع ثمّ القطع والفرز والجمع ، كان يصرف لأهله وأحبابه أهل القرية من الإرتريّين مستحقّاتهم من المال مقابل العمل زائدا كميّة وفيرة من الذّرة  ليعينهم فى العيش ويكون لهم إدخارا وسندا فى أيّام الشّظف ،وحتّى اللذين لم يعملوا فى مشروعه الزراعى كان يأتيهم نصيبهم من خيرات (آدم قدوف) وهم جلوسا فى المنزل ولم ينسى (عمّى آدم) اليتامى و الأسر التى فقدت عائلها وكبار السّن ، فكان (آدم قدوف) محسنا ومصلحا وراعيا لكلّ أهله من اللاجئين والمحتاجين فى قرية (تبارك الله) رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصّديقين والشهداء.

 

هوامش

  • من كتاب (حركة تحرير إرتريا الحقيقة والتّأريخ) والصفحات 50-51-52
  • نفس المصدر والصفحات76 -77-78-79
  • نفس المصدر أعلاه والصفحة (103)
    4- البيت شاويش (إسماعيل إبراهيم (أب أرياى ) ولد وتربّى فى قرى وبلدات (بركا لعال ) وفى صباه إنتسب إلى الشرطة الإرتريّة عمل فى مركز شرطة (تكرريت) و(أغردات ) المدينة ،وأخيرا فى مدينة (شامبقّو) فى جنوب القاش ومع بداية الكفاح المسلّح إرتربط بالتنظيم الأم (جبهة تحرير إرتريا) وعندما إنكشف إرتباطه بالعمل الوطنى بفضل المخبرين والجواسيس قبض عليه ونفى إلى سجن (ألم بقانج) فى ضواحى العاصمة الإثيوبية (أدّيس أببا) يقول حفيده الأخ / عبده حمّد ضرار ساكن المملكة المتّحدة قضى فى السّجن ما قارب الستة أعوام، وهو فى السجن رفع تظلّما إلى الملك عبر أحد معارفه من المتنفّذين ، فعفى عنه الملك وأطلق سراحه فعاد إلى وطنه إرتريا ومدينة (شامبقّو ) التى كان قدعمل فيها شرطيّا لزمن عاشر شعبها وكان له صلات حميدة مع سكّانها وخاصّة قبائل الـ (كناما ) فأصبح من أصحاب الكلمة فيها مسموعا ومهابا ، كان وطنيا شريفا يحمى أهله وذويه وعامّة الإرتريين من بطش الإثيوبيين وجيشهم المعتدى الآثم، وفى بداية عام 1975 وشىّ به أيضا وكانت الحكومة الإثيوبية على وشك القبض عليه ،علم بالأمر وبلّغ مسؤولى (جبهة تحرير إرتريا ) لما كانت تربطه صلة نضال وكفاح بمسؤوليها وخاصّة المناضل القائد (حامد محمود ) فعملت الجبهة وبسرعة لمساعدته للخروج من المدينة   ومن يومها ترك إرتريا و القاش ومدينته (شامبقّو) ولجأ إلى السودان   وعاش فى مدينة (كسلا ) حتّى توفّاه الله فيها فى شهر مارس من عام 1998 وترك من الذريّة بنتا وولدين رحمه الله.

5 _قرية (تبارك الله) تتبع لمحلية أو مركز (القُرّيشة ) فى الصعيد السودانى وفى الطريق بين القضارف ومدينة الحمرا الإثيوبية عبر (بربر الفقرا ) و(جبل قنا ) و(خور زراف ) و (بركة نورين ) و (أم قزاز ) و (التمرقو ) و (الدّرابى )و (قدبى ) والأخيرة نصفها إثيوبى والنصف المتبقّى سودانى وفيها ولد قائد المهدية الجبرتى الحبشىّ الأصل (النّور ودّ فقرا ) وكلّها قرى كان يعمل بها اللاجؤون والنازحون الإرتريّون بقيادة المتعاهدين الصوماليين فى الجبال لجمع (العلك البرّى ) عندما عرفت هذه القرية فى عام 1975 كان أغلب من يسكنها هم من قبائل المساليت ) و(القمز) سكان الغرب السودانى والعمق الإفريقى .. وإن وجد فيها أفراد من الشّماليون السودانيون فكانوا إمّا عناصر الشرطة أو (تمرجية) فى مستوصف القرية .. وفى عهد المهدية كانت معسكرا لجيشوشهم ومنها كان ينطلق قائد المهدية الحبشىّ الأصل (النور ود فقرا الجبرتى ) فى عهود أمارة (يونس ودْ دكين) و(حمدان أبو عنجة) و(الزّاكى طمل) لمحاربة مملكة الأحباش بقيادة (الملك التقراوى -يوهنّس) وحاكم (بقّى مدر ) (تكلى هايمانوت وأخيرا (منيليك حاكم (شوا) وفى حروب الطليان والأنجليز كان قد إستعملها الإنجليز مركزا خلفيا فى حربهم مع الطليان الذين كانوا قد سيطروا على مناطق واسعة من منطقة (بقّ مدر) المجاورة وكلّ المناطق المحاذية لنهر سيتيت إنظلاقا من مدينة (أم حجر ) وإنتهت المواجهة بينهم بمعركة القلابات فى صيف عام 1940 بإنتصار الإنجليز.

كان قد سكن القرية شيخ إرترى إسمه الشيخ (حامد) من منطقة أسماط فى (ماريا طلام) كان مقرءا للقرآن لأبناء (القمز) والمساليت) وكان شيخا يعمل فى التمائم والعلاج النّبوى أحبّوه أهل القرية ووهبوه أرضا يزرعها ولأنّ الشيج هذا كان له صديق إرترى آخر من (فانا) إسمه (محمّد أدقوى) عرفه فى منطقة خشم القربة أيّام بناء الخزّان و(كبرى البطانة) فعرض عليه لاحقا الإرتحال للسكن معه فى (تبارك الله) وبسبب (محمد أدقوى) وجد اللاجئون من أهالى منطقة “فانا” ملجئا ومسكنا غير رسمى بلا تسجيل وبلا أوراق ، فى بلدا واسعا ومتّسعا للكل فى (السّودان السّمح ) و فى تبارك الله القرية .

_________________

هامش الهوامش: ولمن أراد معرفة المزيد عن قرية (تبارك الله) وتأريخها فى عهد المهدية يمكن الرّجوع والإطّلاع على كتاب (المهديّة والحبشة) للدكتور السّودانى محمد سعيد القدّال مطبعة (دار الجيل بيروت).

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35619

نشرت بواسطة في أكتوبر 20 2015 في صفحة المنبر الحر, شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

5 تعليقات لـ “منذ الذى ينسى : المناضل آدم محمد قدوف (أبو محمّد)”

  1. نجاش عثمان

    شكرًا للعزيز الأستاذ ود الخليفة، على هذا التوثيق الشيق والمفيد لتاريخ نضالنا عبر سرد التاريخ النضالي للعم آدم قدوف… وكما قال المناضل إبراهيم قدم، هناك فرق شاسع بين ماكان عليه آباؤنا الأبطال من استعداد للتضحية وإخلاص في العمل ونكران للذات، وما نحن عليه الآن من أنانية وتقديم المصلحة الذاتية على المصالح الوطنية العامة … وليتنا جميعا نتعلم من ذلك الجيل المعطاء ونصعد النضال لنجعل حلمه واقعا معاشا في إرتريا.
    مرة أخرى لك كل الشكر والتقدير أخي الأستاذ عبد الفتاح ود الخليفة
    نجاش عثمان

  2. فلكس

    الوفي والمخلص دوما لوطنه ود الخليفة المبدع والمتألق شكرا جزيلا على تسليط قلمك الكرني على العم قدوف عرفت الكثير عن هذا الرجل المناضل الثائر عبر مقالك الرائع اكثر مما كنت اعرف … وللمرة المليون مدينة كرن حيرتني في تركيبتها السكانية ونسيجها الاجتماعي فكرن دائما هي همزة الوصل الارترية بين جميع المناطق والقوميات وسبحان من جمع قدم بقدوف في جيرا فيوري … دمت بود عزيزي ود الخليفة … وننتظر منكم الكثير والمثير

  3. اسماعيل احمد

    الشكر والتقدير للاستاذ ود الخليفة على هذا السرد الجميل والجهد المقدر للتعريف بنضالات الاجداد والاباء للاجيال الجديدة والتي ضاعت في زحمة اخفاقاتنا وفشلنا في القيام بدورنا تجاه وطننا كاجيال ينتمونا لذلك الجيل الجبار الذي ضحى بكل شيء من اجل العزة والكرامة ونيل الحقوق ولكن للاسف خلف من بعدهم خلف اضاعوا تاريخهم واضحوا ضحية للجبهة الشعبية يتلقون تاريخمهم من اعلام الجبهة الشعبية التي تحاول تزوير تاريخ ونضلات الشعب الارتري مستغلة سيطرتها على الوطن ارضا وشعبا واصبح الجيل الجديد لا يعرف عن نضال الرعيل الاول والرعيل الثاني الا ما لقنته لهم الجبهة الشعبية ونعتها لهؤلاء الابطال الاوائل بانهم كانوا قبليين ومناطقيين وقتلة للمناضليين المسيحيين . وارجو من كل الكتاب ان يدونوا لنا سيرة هؤلاء الابطال كي تكون نورا لنا في بذل الغالي والنفيس من اجل شعبنا المقهور واعادة الحقوق المسلوبة الى اصحابها .

  4. الله يرحم المناضل العم ادم ويسكنه فسيح جناته..ممنونون لهذا السرد التاريخى النضالى و لولا هذة السطور المختصره لما عرفنا بهذه المواقف الوطنية والاجتماعية و الانسانية. لا بد من توثيق و سرد النضالات والتضحيات و تعليمها لاجيال المستقبل. هذه التضحيات هى الدافع للتمسك بالوطن والحقوق و تكمله المسيرة.

  5. شكرا أخي عبدالفتاح
    عمنا آدم قدوف عرفته في نفس الفترة التي تحدثت عنها وأذكر أول أيامه في القضارف عندما أتى من كسلا كان ضيفا كريما في منزل إبن عمي المرحوم محمدعلى أبو أمال وكانت له صلة وطيدة ومعرفة قوية بالوالد امد الله في عمره وأذكر الفترة التي قضاها في القضارف قبل أن يرحل الى تبارك الله والقريشة.
    لا استطيع ان اتحدث عن تاريخه السياسي لعدم المامي به ولكن كان رجلا محببا إلى نفسي كنت احبه وكنت اسر لرؤيته ولازالت صورته مطبوعة في ذاكرتي رجل كنت ارى فيه كل وطني وكنت ارى فيه كل اهلي وكنت ارى فيه كل احلامي الطفولية البريئة النبيلة كنت احس أنه أبي من لحمي ودمي ولذلك لم استغرب عندما ذكرت انك كنت تطرح مسألتك امامه بال استحياء ولم استغرب عندما دعوته بكلمة الأب العملاق. هذا هو شعوري ولا اعتقد انني الوحيد الذي يشاطرك هذا الإحساس.
    رحم الله عمنا آدم قدوف وجعل البركة في عقبه كان بلا شك من جيل العمالقة العظام وما احوجنا إلى أمثاله في هذا الزمن الذي اصبح فيه كل شيئ مخجل ومحبط.
    مرة اخرى لك شكرى اخي عبدالفتاح على هذه المساهمة فمثل العم آدم قدوف لن تنساه الذاكرة بل هوجزء من الذاكرة وجزء من الوجدان وجزء من الوطن.

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010