ورشة فرانكفورت للتنظيمات السياسية الأرترية …. وغياب النقد الراشد لها.. ؟؟!!

(أ)

من حق القوى الوطنية أن تلتقى وتجتمع وتتوافق على مبادىء وخطوط عامة عريضة تعمل جاهدةً للعمل فى سبيل إنجاحها وتحقيقها وتفعيلها وهو حق مشروع ومكفول ليس من حق أحد الإعتراض عليه طالما أن ذلك يتم فى إطار الثوابت الوطنية ولايمس مبدأ وحدة الشعب وسيادة الدولة الأرترىة !!

وإن ما تتراضى عليه تلك القوى ومنظمات المجتمع المدنى من الرؤى والبرامج  ليست مُلزمة لبقية القوى الوطنية ولن تجد طريقها للتطبيق مالم يوافق عليها الشعب عبر مؤسسات الدولة.

(ب)

تمت دعوة بعض القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى الإرترية من معهد فيلسبيرغر الألمانى حيث عُقدت ورشة بمدينة فرانكفورت تحت رعاية المعهد الذى أبدى إستعداده لتقريب وجهات النظر بين القوى الوطنية لكى تصل لتفاهمات حول قضايا التحول الديمقراطى، ووعد المعهد بعقد المُزيد من الورش وقد كانت محاور النقاش كالتالى :

1- الإنتقال السياسى  .

2-  دور الأحزاب السياسية .

  • هيكل الدولة ، بما فى ذلك دور الأديان ، الإثنية القومية ، اللغة ، والتعليم .
  • الجيش (دوره فى المستقبل ، حجم الجيش ، دوره فى الخدمة الوطنية ).
  • دور الهقدف فى المستقبل وإمكانية التعامل مع أجزاء منها فى حال حدوث تغيير من الداخل .

هذا وقد بدأت الورشة أعمالها فى الفترة من 13-14 من هذا الشهر وكانت من أهم مخرجاتها :

1-العمل معاً من أجل التغيير الديمقراطى .

2- السعي إلى الحل السلمى.

3- وضع إطار عمل قانوني للعملية الإنتقالية .

4- إعادة تأسيس حكم القانون.

5- وضع إطار عمل قانوني للعملية الإنتقالية وإعادة تأسيس حكم القانون،.

6- الفصل بين الدين والدولة وضمان كفالة الدولة لحرية العقيدة.

7- تعزيز وتحسين العلاقات مع دول الجوار على أساس الاحترام المتبادل لسيادة وسلامة الأراضي،

8- وضع حد لعملية العسكرة الجارية في البلاد.،

9- استخدام اللغة العربية والتيجرينية كلغات عمل بالإشتراك مع اللغات الإرترية الأخرى وضمان حقها في التساوي.

10- الإتفاق كحد أدنى على النظام اللامركزى ، وزيادة تمثيل المرأة والشباب ،

وقد وقعت على وثيقة هذه المخرجات التنظيمات + منظمات المجتمع المدنى التالية :

–   حزب الشعب الإرترى الديمقراطى.

–    جبهة الإنقاذ الوطنى الإرترية.

–    جبهة التحرير الإرترية.

–     الوحدة الإرترية للتغيير الديمقراطى

–    المنتدى الإرترى (مدرخ) .

–     رابطة أبناء المنخفضات الإرترية.

–     التنظيم الديموقراطي لعفر البحر الأحمر

  • حزب النهضة الإرترى .

(ت)

فى تقديرى فإن جلوس التنظيمات السياسية التى تُمثل مدرستى الجبهة الشعبية وجبهة التحرير هو المدخل الصحيح لخلق إستقرار سياسى فى أرتريا إذا تعاملت معها الأطراف بمسؤولية فهى مسألة مُرتبطة بمصير الوضع فى أرتريا وإستقرارها السياسى ودون ذلك ستظل قضايا الإستقرار السياسى مجرد أحلام، هذا وأن أى تلاقى وتوافق بين أى مكونات أرترية يُعتبر كسباً سياسيا لقوى التغيير يجب أن نُشجعه ولا ينبغى إعتباره خصماً على ساحة العمل السياسى بل يجب الإشادة به .

ما يُميز الخطوة هو تغليب لغة التصالح مع الداخل فى أرتريا ولم يتم طرح لغة الإجتثاث والمحاكمات وهى نقطة موضع خلاف بين القوى الوطنية ولكن بناءاً على الظروف المحيطة بالبلد فنحن فى حوجة ماسة لتقديم المصالحة على الإجتثاث.

(ث)

من المُهم جداً أن نُشيد بسرعة التوافق على بنود تمثل جوهر العملية السياسية فى وقتٍ وجيز ، هذا يعنى بأن الإنطلاق فى مُجمله كان مُتجرداً من حسابات المصالح الحزبية ، وفيما يخص ملاحظاتى على مخرجات الورشة فورود فقرة ضمان كفالة الدولة لحرية العقيدة هو مكسب على الرغم من وجود مبدأ فصل الدين عن الدولة فى المخرجات والذى وجد إعتراضاً ومن المهم معرفة أن الشعب الإرترى بمختلف مكوناته أحوج ما يكون لتحقيق الإستقرار والعيش الكريم وضمان حق المواطنة .

وإن الفقرة التى كان ينبغى الوقوف عليها هو تبنى السلمية فى النضال ضد النظام وهو مالايتماشى مع نظام لايؤمن إلا بالقوة ولهذا كان يُفترض إعتماد كل الوسائل المشروعة لإزالة النظام والإبقاء عليها ولو نظرياً .

ثم إن الفقرة تتعارض ومبدأ إشراك قوى الداخل فى الحوار والتى غالبا ما ستكون عسكرية وقد يكون هنالك حالة تمرد تستدعى المُناصرة العسكرية فوجود الفقرة قد تساهم فى تقديم ما يمكن تقديمه من قبل القوى التى تمتلك قوى عسكرية .

(ج)

لاشك بأن الدعوة التى تمت كان فيها إنتقاء وإقصاء للتيارات الإسلامية وبعض القوى الوطنية ، ولكن على أية حال لاننفى أن حق أختيار أى جهة سياسية فى أن تلتقى مع من تُريد وتهوى وهو حق مشروع ، ولكننا يجب أن نرفض الإقصاء لجهة أنه لايُحقق الإستقرار السياسى ولايتماشى وتحقيق مصالح كل قطاعات الشعب وعلى الأطراف الأخرى غير المدعوة ليس من حقها الإستنكار لأن الحوار كفيل برضى الأطراف المتحاورة .

هذا وأن الإستبعاد لم يكن محصوراً على القوى ذات الصبغة الإسلامية فقط حيث شمل الحركة الفيدرالية وجبهة الثوابت الوطنية والإئتلاف الوطنى الإرترى وهى قوى حاضرة فى المشهد ، إذاً والحال هكذا ما كان ينبغى إصدار بيانات الشجب والإستنكار لأصحاب الورشة ولمخرجاتها خاصة وأن المخرجات تُمثل الجهات المُجتمعة ، وأنه ليس من حق أى جهة أن تفرض وصاية على مخرجات القوى الوطنية الأخرى مهما كانت المُبررات، وماذهبت إليه بعض القوى يعكس بأن التنظيمات تُدار بردة الفعل والقرارات فيها ليست مدروسة وتفتقد للحصافة السياسية ..

(ح)

لاشك بأن الخطوة ستؤثر على المجلس الوطنى الكيان الذى يُمثل الواجهة الشرعية لغالبية القوى المناهضة للنظام على الأقل قبل ورشة فرانكفورت وخلقت هذه الخطوة شرخاً فى جسد القوى المُشكلة للمجلس الوطنى .

ولكن دعونا نكون أكثر صراحة ًووضوحاً ماذا كان نتاج العمل الجمعى للمعارضة مُنذ ملتقى الحوار الوطنى الذى عُقد بأديس ابابا عام 2010  وتلا ذلك تكوين المفوضية وتكوين مجلس وطنى، لم يمر إجتماع إلا وزادت خلافات القوى الوطنية !

هذا يجعلنا نعذر الجهات التى كانت منضوية تحت مظلته ولم تحصد غير تُهم الإستحواذ ما جعلها تنتهز فرص الخلاص والبحث عن مخرج لمأزق الوطن ما سنحت لها فرصة وهو الذى حدث رغم تواجدها فى منظومة المجلس وإرتباطها به   .

عليه فإن النقد فضيلة إن كان فى محله وعموماً فحرق غابة فى طرف قرية ما يقوم بها أى أحمق ولكن إطفاء حريقها يستدعى جُهد جميع أهل القرية فعلى القوى الوطنية التريث فى إصدار الأحكام لكنه الإنفعال وغياب النقد الراشد الذى يُخيم تجاربنا ويُصبغ مواقفنا للأسف…!!!

 

محمد رمضان

كاتب أرترى

Abuhusam55@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35897

نشرت بواسطة في نوفمبر 23 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

2 تعليقات لـ “ورشة فرانكفورت للتنظيمات السياسية الأرترية …. وغياب النقد الراشد لها.. ؟؟!!”

  1. محمود محمد عمر

    أستاذ محمد رمضان

    لك التحية استاذ محمد لي بعض الملاحظات بدأ من مقدمة الفقرة (أ)

    – وهي الاخوة والرفاق اشاروا في الفقرة الأولى عن الثوابت الوطنية والثوابت الوطنية معروفة لدينا جميعــا وعندمــا يشار ليها المقصود دائمــا كافة قوى الكتلة الاستقلالية وكل هذه القوى ظلت تتمرحل حسب مراحل نضال الشعب الارتري من أجل نيل حق تقرير مصيره بكافة الوسائل المتاحة في تلك الفترة بعد انقضت اثيوبيا كافة مظاهر السيادة وتغيب دستور ارتريا الفدرالي وهومعلوم لجميع بتنظيمه كافة النشاط الاجتماعي والثقافي والسياسي دون تميز لمكون سياسي او اثني وحدد ثنائية الدينية مع مراعاة الخصوصية لكل مجمع في نشر تعاليمه ربما ( المقصود هنا حق الكوناما بتعلم بالغتهم ومعتقادتهم المحلية انجاز التعبير .

    المهم تمرحل الحراك النضالي في سيرورته تصاعديا مرورا بمرحلة العمل السري لحركة تحرير ارتريا في كافة مراحلة جراء إلغــاء كافة مظاهر الحكم الوطني والادارة الوطنية الارترية التي كانت تتكون في اغلبها بمافيها الاربطة الاسلامية و الحزب التقدمي الحر بقيادة الزعمين ابراهيم سلطان و ولداب ولد ماريام ومن هنا اقول حتــــى لايتم اعــــادة الازمــــات لا يجب اقصـــاء اي قوى معتدلة وبالتحديد الفصائل او الاحزاب الاسلامية الارترية جهادية معتدلة غير مرتبطة باي قوى متزمته و متشددة او وسطية معتدلة اخوانية كانت او غير اخوانية .

    ام الجزء الذي اشار الى ( ولايمس مبدأ وحدة الشعب وسيادة الدولة الأرترىة !! ) مفهوم فقط كان يمكن تضمينه في إطار مبدء الفقرة الثانية لمنتظمة الوحدة الافريقية و بعده الاتحاد الافريقي الذي وضع رؤية و فضــاء عريضة لكيان الافريقية بحدودها المورثة ما بعد الاستعمار كمبدء لا حياد اوتراجع عنه بإستثناء جمهورية الساقية الحمراء وادي الذهب التي تتمتع بأعتراف منظمة الوحدة الافريقية وبتالي الاتحاد الافريقي هذا ما يخص ما اشرت اواشروا له الاخوة والرفاق المؤتمريين بالمانيا .

    امـــا ما يخــص محاور النقاش .

    الانتقال السلمي يبدوا محور النقــاش دار حول تضمين الحل السلمي كخيار من ضمن الخيارات المطروحــة والمعلوم لدى الجميــع طبيعة النظام وراس الحربة فيـــه لـــدية قناعـــة راسخـــة معي او ضـــدي حتى أذا نظرنـــا الى الفعـــالية التي حضــرة وتحـــلقــت حـــول مــائدة هــذه الجولــة بهـــا فصــــائل مقاتلة علــى الارض و لـــن تحيد عـــن التضحيـــات التي بزلــت و مجهــــود يبزل يدفع في دمـــــاء غالية و عزيزة سكب رخيصـــة من العبور بنــا نحو غــد و مستقبل ارتريا الحــرة بل قــول رفع كل الاثقال عن كاهل الشعب الارتري و هو كانه نير استعمار داخلي جديد فوق اعناقنــا من يعتقد أن الدائـــرة الضيقـــة بكافة حلاقاتها وادواتها و ازلامها من جنرالات او منافقي المسايرة اشباه السياسين نقول لهــم ان ارث الجبهة الشعبية وما تعاهدوا انقياء شهداء الجيش الشعبي من ابناء الشعب الارتري لــن يختزل بكم او فيكم و مصيركم المحتم بايدينا او زمـــة مزبــلة التاريخ .

    امــــا يتعلـــق بالجيش او قوات الدفاع الارترية .
    اراه كتـــالــي منذ ان تغولــت يد الطاغـــــية بجيرانها البعيد ما وراء البحر او القريب القريب اثيوبيا و حشر انفه في الشــأن السوداني ردا لجميع الذي لـــم يكن في موضعه و خلافاته الحودية عملا بنظرية الفعل و ردت الفعل مع اثيوبيا والدخول في منافشات حدودية مع جيبوتي وحرب اليمن , كافة القوى سوى كانت أقليمية حسب المرحلة كانت تتحدث بأن ما تمتلكه ارتريا معتاد لا يتناسب مع حجمها حسب رايهم سواء كان اقتصاديا حسب تقديراتهم ونسوا او تناسوا في اغلبها كان قد تم تسريحـــه قبــل ان ينفخوا صدره باكازيب تقاريرهم المزورة ( رجل افريقيا ) و احينا ( شخصية العام ) و احد اركان ( قادة افريقيا الجدد ) , الاهم ليس هناك قوة في وجه الارض تحدد قدرات الجيش الرتري عدة وعتاد مهما كانت قوتها و لارتريا المستقبل التي يحكمها سيادة المؤسسات و القانون و العدالة الاجتماعية لحفظ نسيج وحدتها و الاستفادة القصوى من كافة مواردها الطبيعية تحت الرض او ما فوقها و إجاد الكافة التقانة الممكنة لرفاهية انسان ارتريا , وتمتع الكامل باكافة موارد ارتريا المائية سوى كانت انهار او اودية بالسدود ان توفرت ان لم اجاد تتفر اجاد وسائل آمنة م انجل ان تكون هنا تنمية صناعية لاستغلال كافة الموارد الكامنة تحت الارض والبحر .

    اما تغليب حل النظام الا مركزي لحكم ان كان بتفاصيل الحالية حسب التقسيم الاداري الحالي يحتاج لمراجعة ام التنظيم العملياتي لجيش تحرير الرتري كاوحدات حسب قوام جيش تحرير مضى , ام مختلف عليها خصوص لدى التجرينية الاقليم القديمة التاريخية قيل فيها ما قيل ارى نظام المحافظة اوالبلديات انسب مع طرح الفكرة عبر استفتاء يقرر الشعب الأرتري حينها مصيرها .

    لك كامل تقديري
    اخونا الاستاذ محمد رمضان

  2. عبدالواحد شفا

    التحية لك اخي محمد رمضان
    لاشك اننا جميعا نبحث عن مخرج آمن للقضية الارترية .ومن هنا لا يمكن ان نرد نافذة يمكن من خلالها ان نوصل صوتنا..صحيح كنا نتمنى ان تقدم الدعوة للجميع الاطراف السياسية .لكن ليس هذا هو جوهر ..الجوهر هو ان يعمل الجميع على تسريع العملية السياسية من اجل التحول الديمقراطي .وعليه كان يمكن قراءة الورشة في هذا الاطار من قبل الاطراف التي لم تشارك فيها ..لاسيما ان اغلب القضايا تم الاتفاق عليها بشكل او بآخر. ومن هنا لانقبل بأن تكون ورشة فرانكفورت سببا لتقسيم الجسم المعارض او لاحداث شرخ في صفوفه مما يفضي بنا الرجوع الى المربع الاول وتكون كل هذه الانجازات والمكتسبات في مهب الريح .اذا لابد من ترجيح المصلحة العليا ومن تحكيم صوت العقل .صحيح هنا وهناك اصوات نشاز نجدها ربما في بعض من شارك يمشي بين الناس زهوا كان السلطة وضعت بين يده .لكن العبرة بالتيار العريض الذي يحرص ويعمل ضمن الالتزامات الاخلاقية للجميع .
    اخيرا الاستاذ محمد رمضان انت مشكور على مقالك الرائع ..والشكر ايضا لموقع فرجت الموقع المحبب الينا وقاتل الله الظروف التي حالت بيني وبين الكتابة لهذا الموقع الوطني المشرف …

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010