ﺗﺎﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎﺿل اﻟﺷﮭﯾد /ﻣﺣﻣود اﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺣﺎج اﺣﻣد بغرب استراليا

بحضور عدد مقدر من اعضاء الجالية الارترية بغرب استراليا ن واعضاء المقاومة الارترية القاطنين مدينة بيرث وضواحيها تم ، اقامة حفل تأبين المناضل محمود اسماعيل الحاج حيث تناول الجمع سيرته العطرة وعطائه خلال الستين عاما من حياته . وفيما يلي نص الكلمة التي القاها السيد أحمد محمود في التأبين:

تابين  المناضل الشهيد/ محمود اسماعيل الحاج احمد

 

                                             بسم الله الرحمن الرحيم

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا ).

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اولا اعزي نفسي واياكم واسرته الكريمه وكافه الشعب الارتري واصدقاء الثوره الارتريه لم للفقد من جلل للوطن الارتري والمسيره النضاليه التي لم تكتمل بعد.

 

ابدء  يسيرته الذاتيه:

.*ولد الفقيد في قريه حمبرتن ضواحي  مدينه عدي قيح في عام 1940م

*. ينحدر من اسره  دينيه عريقه وجهاديه  لها اسهامات وطنيه و دور فعال في مقاومه الاحتلال الايطالي والبريطاني والحبشي 

* درس الابتدائيه والمتوسطه في اسمره بارتريا..

 *. كان للفقيد دور بارز في مسيره النضال الوطني : انخرط في العمل السياسي منذ ريعان شبابه وهو دون الثامنه عشر بدء مع رفاقه بتنظيم خلايا سريه

لمناهضه الاحتلال الاثيوبي ومشروعه التوسعي من كل قطاعات الشعب الارتري وعندا ما بدات  حركه تحرير ارتريا كان من اوئل روادها وقياداتها النشطه في داخل ارتريا حتي عام 1962

*- 1957 تم توظيفه في دائره حكوميه في ارتريا

*-1958 م نقل الي مدينه عصب كنائب مدير فرع الدائره وهناك نظم مع مجموعه من الشباب من البوليس الارتري اقامه تجمع سري لتقويض النظام الفيدرالي.

*-1960 اعتقل بتهمه اقامه تنظيم سياسي سري في مدينه عصب وافرج عنه بعد شهر من اعتقاله.

*. عاد الي اسمره  وانضم الي التنظيم السري لحركه تحرير ارتريا (فرع اسمره) واصبح عضوا في قياده التنظيم.

*- ديسمبر 1961 اعتقل في اسمره وتم تعذيبه ومن ثم تحويله الي سجن ماركاتو باسمره مع زملائه الثوريين لمده 9 اشهر بموجب قانون الطوارئ وافرج عنه بضمانات وتم حظره من التنقل والسفر.

*-  اكتوبر 1962م سافر الي السودان سرا لتدارس امر اعلان الثوره الارتريه مع قياده تنظيم الحركه ببورتسودان- وفي طريقه حضر في مدينه كسلا اول اجتماع عقد بين  جبهه التحرير الارتريه (حديثه التكوين) وحركه تحرير  ارتريا التي يعتبر احد قادتها المؤسسين.

*-  وعاد الي اسمره سرا بعد ان التقي وتشاور مع قياده حركه تحرير ارتريا ببورتسودان- وقام مباشره بتنظيم وقياده المظاهرات والعصيان المدني التي عمت العاصمه اسمره وكل مدن الاقاليم الشرقيه والجنوبيه في شهر نوفمبر 1962.

*- في ديسمبر 1962 خطط واشرف علي اخراج البوليس من مدينه مصوع بقياده البطل الشهيد/ عمر ناصر شوم ونائبه البطل الشهيد/ محمد سعيد شمسي وقمحت ادريس.

*- وفي اواخر ديسمبر1962 خرج من اسمره عن طريق غندر سرا ووصل مدينه القضارف بتاريخ 01/01/1963 في طريقه الي بورتسودان- وانضم الي عضويه قياده الحركه الارتريه ببورتسودان .

*- وبتاريخ 14 مارس 1963 تحرك لمقابله زميله في الكشافه الرحاله العالمي خالد العشريه في ود مدني وقابل رئيس الحزب الجمهوري الاستاذ محمود محمد طه الذي تبني قضيه ارتريا منذ تلك اللحظه. وقام باتصالات مكثفه داخل السودان مع الاحزاب السودانيه والنقابات  . وفي ود مدني عقد اجتماعات مع كل الاحزاب السياسيه وعقد ندوه حضرها ممثلي كل الاحزاب السودانيه  ونقابات مختلفه شرح لهم انتهاكات نظام هيلس سلاسي للنظام الفدرالي ومعانات الشعب الارتري  ومشروعيه نضاله ثم دعي الشعب السوداني لدعم وتبني القضيه الارتريه والدفاع عن قضيته العادله. وفي اليوم التالي تحرك موكب كبير من مدني الي الخرطوم بدعوه من من الشيخ محمود محمد طه وتم عقد اجتماع لكافه القوي السودانيه السياسيه والنقابيه في دار حزب الامه برئاسه الامام الصادق المهدي الذي القي كلمه الترحيب وبعد دراسه القضيه ووالوضع الماساوي الذي يعيشه الشعب الارتري خرجو بقرارت داعمه للثوره الارتريه وتشكلت لجان متخصصه كاللجنه الطبيه التي اتخذت مقرا لها مدينه كسلا ولجان اخري للمحامين برئاسه فاروق ابو عيسي نقيب المحامين العرب ولجان اخري كنقابه العمال الخ. كما ساهم في تاسيس اول جمعيه الصداقه السودانيه الارتريه.

*. في ابريل 1964 انتقل الي بغداد كاول ممثل للثوره الارتريه في الخارج  وعضوا في الوفد الخارجي للحركه الارتريه.

*-  1966 انتقل من تنظيم الحركه الارتريه الي جبهه التحرير الارتريه لقناعته بالعمل الثوري المسلح.

ظل ممثلا لجبهه التحرير الارتريه في العراق حتي اواخر1975 ثم نقل الي المملكه العربيه السعوديه كممثل لتنظيم جبهه التحرير الارتريه.

*-  وواصل مسيرته النضاليه عضوا تنفيذيا كرئيس لمكتب العلاقات الخارجيه- لجبهه التحرير الارتريه ومن ثم جبهه التحرير الارتريه- التنظيم الموحد وكان له دور فعال في جمع التنظيمات الثلاثه (اللجنه الثوريه وقوات التحرير الشعبيه وجبهه التحرير الارتريه)  بعد انهيار جبهه التحرير الارتريه..

*- عاد الي الوطن بعد التحرير في ديسمبر 1992 وفقا للاتفاقيه التي ابرمت بين الجبهه الشعبيه وجبهه التحرير الارتريه -التنظيم الموحد –واشترك في الاستفتاء.

*- غادر الوطن بعدم جدوي العمل من الداخل  بعد ان نقضت مجموعه الجبهه الشعبيه  العهد.

*-  رفض كل العروض والاغراءت  للعمل مع الجبهه الشعبيه واثر مواصله المسيره من الخارج. استقر به المقام بالمملكه المتحده مع اسرته وظل يواصل مسيرته النضاليه من المنفي حتي وافته المنيه بتاريخ الاربعاء 10/02/2016.

يعتبر الفقيد من قيادات الصف الاول في العمل الوطني من الذين كانت لهم اسهامات في مناهضه الاستعمار الاثيوبي في الفتره مابين الفيدراليه وحتي تحرير التراب الارتري.

ساهم الفقيد في نشر القضيه الارتريه   في محيطها الافريقي و العربي – السودان و العراق وسوريا والمملكه العربيه السعوديه وباقي الدول العربيه. ويعتبر الفقيد من ابرز القيادات الارتريه التي وثقت العلاقات النضاليه بين الثوره الارتربه والدول العربيه .

وفي عهده اي فتره تمثيله للثوره الارتريه بالعراق تبني العراق القضيه الارتريه ودعمها ماديا وعسكريا  بسخاء  وتم اعتماد ميزانيه ثابته من قبل الحكومه العراقيه كالتزام مادي للثوره الارتريه يتم تسليمها لجبهه التحرير الارتريه  التي تعتبر رائده الكفاح المسلح الارتري .

  كان للفقيد  دور بارز  في تقديم  الدعم والمسانده للقياده العامه التي تم انتخابها في الميدان  وقدم قياداتهم للاشقاء في الدول العربيه كممثلين شرعيين للنضال الارتري  وقام بشرح الملابسات والظروف التي صاحبت تجميد المجلس الاعلي وذلل لهم الصعاب والمعوقات التي واجهتم من قبل  الامانه العامه للمجلس الاعلي  التي استخدمت علاقاتها ونفوذها   وكان الوفد يتكون من القائد محمد احمد عبده ورفاقه عبدالله ادريس وتسفاي تخلي.

وبحكم علاقاته كممثل للثوره الارتريه في العراق استطاع ان يحصل علي منح دراسيه لابناء المناضلين والشهداء والمنح العسكريه لجيش التحرير الارتري وكان ذلك في الفتره مابين منتصف الستينات وحتي منتصف السبعينات مما  ساهم في دفع عجله الثوره الي الامام واهل جيش التحرير الارتري  وغير استراتيجته النضاليه من حرب عصابات الي جيش قوي  يمتلك كل المقومات  من كوادر ومعدات واسلحه متطوره مدعوما بنظام لوجستي مما اهل جيش التحريرالارتري لخوض حرب نظاميه مع الكيان الاثيوبي والحاق الهزائم له وتحرير 90%من التراب الارتري.  و في عهده تم تخريخ كوادر عسكريه مؤهله من الجامعات والاكاديميات العسكريه  كان من نتاج ذلك معظم القيادات السياسيه والعسكريه والتي تعتبر  الصف الثاني والثالث التي ملئت الساحه الارتريه في الداخل والخارج والتي ما زالت تساهم في مواصله المسيره النضاليه..

وطيله حياته التي افني جلها في سبيل القضيه والمواطن الارتري كان يؤمن ايمانا قاطعا بالوحده الوطنيه لتحقيق الاهداف المنشوده لشعبنا الارتري للتعايش السلمي المبني علي الثوابت الوطنيه بعيدا عن الطائفيه والقبليه. وكان من اقوي الاصوات التي كانت تسعي لوحده الفصائل الارتريه مع قناعته بان الساحه ليست حكرا علي تنظيم دون سواه.

كما للفقيد اسهامات في البحث والدراسات وله مؤلفات في مجالات مختلفه  اثري بها الساحه الثقافيه والسياسيه والاجتماعيه تم  نشر بعضها .

واسهم الفقيد/ في خلق ارضيه لعمل المعارضه في الخارج وصولا الي تاسيس التحالف الوطني الارتري الذي يعتبر المظله الجامعه للقوي الوطنيه الارتريه المناهضه للمشروع الطائفي في اسمره.

مارس فقيدنا العمل الوطني بمختلف اشكاله السلمي ممثلا في قياده تنظيم حركه التحرير الارتريه

ومن ثم الكفاح المسلح تحت مظله جبهه التحرير الارتريه التي تبنت الكفاح المسلح بقياده البطل حامد ادريس عواتي في سبتمبر 1960م.

خدم القضيه والمواطن الارتري من مواقع عمله بكل وفاء دون تمييز .

 بفقده فقدت الساحه الارتريه  رجلا في قامه وطن لما حققه من اجازات عظيمه للثوره الارتريه وبما يتميز به من صدق في التوجه ومدافع ومحارب لا تلين عزائمه في مواجهه الطغيان- ودبلوماسيا محنكا  كان له دور بارز  في عكس القضيه الارتريه  باقتدار في محيطها  العربي والافريقي .  كان فقيدنا رمزا للوفاء والوطنيه ووهب كل حياته للقضيه والمواطن الارتري في الداخل والخارج.

وبشهاده من رفاق دربه وحتي من الساسه الذين اختلفو معه سياسيا  اجمعو علي انه كان عفيف اللسان واليد  و كان صادقا في طرحه وتوجهاته محافظا علي قيمه ومبادئه ومدافع قوي عن ثقافته العربيه والاسلاميه . كان الفقيد رمزا للوفاء ومناضلا نزيها متحررا من الاطر الطائفيه والاقليميه والقبليه الضيقه

وان اقامه هذا التابين له دلالات واضحه ومعاني قيمه لتقدير المناضلين الذين افنو جل حياتهم في سبيل قضيه شعبهم ووفاء له ولرفاقه الذين سبقوه في المسيره النضاليه .

وانه تجديد للعهد علي المضي قدما في درب القائد حامد ادريس عواتي .

ولا يتم ذلك الا من قناعاتنا بوحدتنا الجغرافيه والاجتماعيه  وتمسكنا بقضيتنا التي ورثاناها عن الاولين ومواصله للعهد الذي قطعناه لمواصله المسيره التي سقط من اجلها خيره ابناء الوطن.

وعملا بوصيه الفقيد في كلمته التي القاها في حفل تابين الشهيد الرمز/ احمد محمد ناصر بلندن

حيث وصي بتخليد شهدائنا الابطال  الذين اسسو الثوره الارتريه والذين استشهدو في ساحات الوغي

وكل من كان له اسهامات وطنيه  لسرد تاريخهم وبطولاتهم المشرفه في كل مناسبه وطنيه وكل حفل تابين يقام  و ذلك وفاء لما قدموه للوطن والمواطن الارتري  وتوثيقا لتاريخهم النضالي لتتوارثها الاجيال بعد اجيال.  عليه عمل بوصيته  وكواجب وطني يمليه علينا ضميرنا:

نحي شهدائنا الابرار الذين سقطوا دفاعا عن الارض والعرض في وطننا الحبيب

المجد والخلود للشهيد عبد القادر كبيري والشهيد /ادريس محمد ادم  ورفاقهم  وشهداء المقاومه الوطنيه الارتريه ضد مليشيات الامبراطور هيلي سلاسي في فتره ما قبل اعلان الثوره الارتريه بقياده المجاهد  قريجماش علي شوم والتحيه والاجلال لقائد المسيره البطل حامد ادريس عواتي ورفاقه الكرام   و  كل شهداء جبهه التحرير الارتريه  وقادتها– محمد سعيد ناود  ومحمد احمد عبده وعثمان صالح سبي  وصالح احمد اياي ورفاقهم.

وتحيه اجلال واكبار لرفاق الشهيد من البوليس الارتري الاوائل الذين التحقو في حركه التحرير الارتريه –القائد الشهيد عمر ناصر شوم ونائبه محمد سعيد شمسي ورفيقه قمحت ادريس.

والشهداء الذين اغتالتهم عصابه الجبهه الشعبيه  الشهيد/سعيد صالح-والشهيد/عثمان عجيب-والشهيد/محمود حسب- والشهيد/هنقلا-والشهيد القائد/ابراهيم عافا  والبطل الشهيد/ سعيد علي حجاي.

وكل الشهداء الذين سقطو في الحروب الاهليه وفي ظروف غامضه منهم علي سبيل المثال وليس الحصر الشهيد / سعيد حسين ورفاقه الكرام. والشهداء الذين تم اغتيالهم وتصفياتهم بواسطه الخونه والجواسييس  وعلي راسهم المناضل القائد الشهيد سليمان ديني .

التحيه والاجلال لكل الثوار الذين سقطو دفاعا عن الانسان والتراب الارتري من كل التنظيمات الارتريه .

فارقنا اليوم رمز الوفاء والفداء القائد الشهيد/ محمود اسماعيل الحاج  بعد ان ادي دوره الرسالي خير تاديه بتفاني ونكران ذات .

 اذ نعاهد الفقيد الخالد بيننا بمواصله المسيره ونورثها لابنائنا كما ورثها الفقيد من الذين سبقوه حتي يعم السلام والاستقرار ربوع وطننا الحبيب ارتريا.

اللهم ارحمه واسكنه فسيح جنانك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا- والهم ذويه ورفاق دربه الصبر والسلوان.

مدينه بيرث –استراليا

21 /02/2016

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36510