الرمى بالحجارة قدر الأشجارالعالية

تقيم خاطئ لحدث تأريخي               

 تقديم:

 رغم انني لا أجيد خوض الحروب الكلامية على صفحات الانترنيت ، ولا أحبذ الرد على كل كاتب حتى وان كانت  مواصيعه لا تتفق ورؤيتي الخاصة، وكل هذا تجنبا لفتح الخنادق الجانبية وتبديد الامكانات واضاعة الفرص والهاء الجماهير عن معركتها الحقيقية المتمثلة في مواجهة النظام الطائفي المتعفن، وعذري اذا كان ردي هذا يأتي بعد انفضاض المولد الا ان ذلك لايلغي أهميته .. ورمضان كريم.

تقيم خاطئ:

 

تقيم اى حدث تأريخي يجب أن يتم بتجرد ودون أن يكون للعااطفة أو للأنتماء السياسي أى دور في خلاصة ذلك التقييم. ورغم أن عملية التقييم في حد ذاتها تحتاج الى بعض الاختصاص، الا تقيم العامة لايتعدى حدود كونه مجرد وجهة نظر تجاه ذلك الحدث التأريخي وهذا لا يجعلها حقيقة فهي ككل وجهة نظر قابلة للصحة وللخطأ، وضمن نفس الاطارتندرج وجهة نظرنا هذه ليست تقيما أكاديميا فنحن غير متخصصين في التأريخ ولكن قارئين له وقرائتنا هذه تتيح لنا في بعض الاحيان ان تتكون لدىنا فكرة عن فترة تأريخية معينة وأن نستقرئ المستقبل وأن نتعامل مع حاضرنا وفق تلك القراءة. فقراء تنا لمقال الأخ/الأخت متكل أبيت نالاى كان في حدود هذا الاطار. أما اذا كان تهمة موجهة ضد أفراد بعينهم أو منظمة سياسية بعينها في هذه الحالة  ( جبهة التحرير الارترية ) فيجب أن يعطى المتهم فرصة أثبات براءته قبل اصدار أحكام بحقهم ، أما الوضع يختلف اذا كان الاتهام موجه الى فترة تأريخية معينة من تأريخنا والممارسات التي تمت خلال  تلك الفترة فيجب أن نخلل موضع الخلل بأدوات موضوعية متجردة لتحديد المسالب والمناقب، رغم أن التأريخ الذي ذكر في المقال يجعل من الصعب أن نحدد في هذه الحالة لخطأ مقصود أو غير مقصود لا يبدو التأريخ صحيحا الا هذا لا يعني عدم معرفتنا لمذبحة أهلنا في ” دقى ايتبا” فالأخطاء المرتبكة في المقال المنشور في النهضة هي أخطاء متعمدة في نظرنا قصد منها التشويش والتمويه وارباك القارئ لأن نفس المقال نشر في فرجت وصيغ  صياغة جيدة أعطت القارئ معلومة جيدة عن حدث تأريخي مهم ، وظني ان كاتبا المقالين المنشوريين في كلا الموقعين هما شخص واحد وان أختلفت الاقنعة والمسميات. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو القصد من وراء المقال الذي نشر في النهضة ثم أتبع بتعقيب آخر والاجابة واضحة وهي ان القصد كان الهجوم على جبهة التحرير الارترية وهو هجوم لا يختلف كثيرا عن سلسلة الكتابات التي شهدناها في الأونة الأخيرة في فحواه ودوفعه وهي محاولة يائسة للنيل من تأريخ هذا التنظيم العريق الذي يعتبر رائد كفاحنا المسلح. أما عن المعركة نفسها فهي  من السرد المذكور كانت معركة بطولية أبلى فيها جيش التحرير الارتري بلاءا حسنا حيث انها استمرت اكثر من يومين مما استدعى جيش الاحتلال الاثيوبي ان يستنجد بحامياته في أفعبت وأن يشترك سلاح الطيران الاثيوبي و معركة مثل هذه لها  ظروفها وتداعياتها تختلف  عن ظروف  الكر والفر والتي كانت السمة الغالبة على معارك السنوات التي سبقت هذا الحدث، فهل معركة كهذه تتيح لمن كان على رأس جيش التحرير في ذلك الوقت في أن يدبر مكيدة لأهل ” دقى ايتبا” ؟ أم ظروف  وتداعيات المعركة تحدد بشكل  ما طريقة وشكل انسحاب الجيش في ذلك الظرف وتلك الساعة؟ وهل جيش الاحتلال يحتاج لسبب ولعذر لارتكاب مذبحة وهو أصلا يمارس سياسة الارض المحروقة وسياسة افراغ الارض من سكانها؟ وكم هي القرى والمدن الارترية التي ارتكب فيها المذابح لاسباب مماثلة ؟ هل هذا يعني ان كل هذه القرى ان توجه اصابع الاتهام الى جبهة التحرير الارترية؟ وذا كان هذا هو الحال هل كان بامكان جبهة التحرير الارترية وجيشها ان تقود معارك التحرير في أرض محايدة؟! فاذا اردنا ان نحرر مدينة ” تسنى” تكون معركتنا  في ” الحمرة”  حتى لا نعطي الاثيوبيون العذر في ارتكاب مذابح في المدن والقرى الارترية! وهذا معناه القرى التالية وهي أكثر 190 قرية تمت ابادتها فقط في الفترة مابين 1967- 1969م : عد نصور – مبر – قطين – حفاولاى – حملمالو – فلحيت – كزنت – دكا – شلاشاى – بريبة – روكبوبت – ايد سمر – بتبارا – عندلت – حمرت قوليا – جخولو – قحاتي قحاتي – سقالى – انظيناق – حشيشاى – كركولاى – اسماط  – تمبل – ماى حبل – قوسن – قارلبا – حبشاى –لانسيا شكنا – جمرت – رفزت – عد حفراى – طروم – علال – اشديرا – عد كاتاى – انكما – أروتا – عد محمود – معركي – قرسيو – فقريت – عد شيدلي – فنشبكو- فنانايكارع – ششح – أردة – مهر- أفحروم – عد حمد- أرئيس- باب جنقرين- تركبت- درون – داربقل – عد الامين – متكل أبيت – حبوب – قاجبا – فادي – مرجن – مرقل – ماى أوالد – سروا – دندن – دباق – ماشوا – ششو – فوا – فنجايت – كجل – ملبسو- قشطين – رهى – بلنسور- أونجلي – عد فاكاى – عد حمد أرى – حستاى – عد درار – عد نافع –  حبيب دامر – عد دامر ود حامد – عد فكاك – مجوارى – كرير – عد دويد – دهر باب – فلكت – نتترى كرا – عد قتار – عد تقياى – عد قرس – عد شريف – عد عمبلى – عد ناسح – عد حربت – حفوني – عد بيلي – عد سيدنا حامد دقه – امتروب – المداى – اعد مليك – كريت – عد مقابلري –ةعد زمات – انجحاى – عد سيدنا ياسين – ثليم ارساستا –  عد فضل –وعدارى – عد ماى – عد كوكوى – فلحيتو – حبوب بركة – عد عمر – عد عيسى – عد على وافي – عوبلت – عد تولى – عد حمد وشيك – قروت نجار –  شبديت – عد كشة –  عد شاف – عد لباى  اقدوب  دقى –  اننترى – عد قميص – عد بيت قد فار – عد كركور – بيت بجل – عد ماى طحت – عد سيدنا محمد طاهر – تلت بيت بجل – عد قرب – فيشوت قناى – عد ارى قفور – دلك – وازنتت – شفرت ايتى – باشري – كل كلل – كربا برد – انترقون بخ مرا – ططع – اجريت – لسلل – عسونا- عد حشال – سمطوت-  قيسبي –  ورد قماري – شناارا – دقى عبسى – دقاق – عد بشبوت – عد محرى – جوسه – اكنتى يقو – طلالى – ماىكلم عميطو – حلحل – سفرى عوبدات – دقنة – اخضرتو – بيت عيشى – عدى مرش – منقودا – حتل – زخو – منبها – حلة حسبت عرى – أوسى دجى – رحب – حلة طارودة  – بيجورى – حديشا عدى – طلمتاوان – كودا عنجو – حلة شيخ طه – ميرام ازحو – اديقالبا – يوفش ابوسا – بحيات ابوسا – اوحا – عد قيتو – عد طرطوب – دابرى – دفيشا – مسافرو – مبلغ جعت – مقنح – عد شكارة عورى – تكل – عدمرتا – عد سهلى – مجمد – سرقى – ما عطبا …الخ

 والقائمة تطول..،  هل احتاج العدو لمن يطلق عليه النار من داخل هذه القرى لسحل اهلها وابادة الاخضر واليابس بها ؟ لا اعتقد. ففي الوقت الذي نترحم فيه على أهلنا ودمنا المسكوب في ” دقى ايتبا ” ونقف فيه حداد على كل شهداء المجاذر الاثيوبية ونتمنى لأهلهم الصبر والسلوان والتأريخ لا ينسى ما قدموه من تضحيات  وما دفعوه من ثمن حتى اصبح لنا وطن وعلم وهوية وطن يجب ان لا نمزقه  برمى التهم جزافا واثارت النعرات وتفريق الصف نحن بحاجة  الى وحدته  لمواجهة  النظام الطائفي  الجائر في ارتريا .

 

عينك في الفيل

أما تاريخ وتجربة الجبهة فهي ملك كل الشعب الارتري  وليست حكرا على افراد أو على مجموعة معينة، وهذه التجربة كغيرها يمكن للناس تقييمها بالسلب أو الايجاب ولكن ليس الى الدرجة التي تصل الى حد الاتهام بالخيانة والتآمر على الشعب والتسبب في ابادته، ومما لاشك هناك مرارات مختزنة في قلوب الناس نتيجة ممارسات البعض في فترة المناطق أو بعدها وهذه الممارسات لا تعني برنامج التنظيم وتوجهه بقدر ما تعني خروج على البرنامج وعلى المتعارف ، وهذا الخروج يحدث دائما في حالات الارتخاء الاداري وضعف المركزية ، وبعد مكان الحدث عن مكان اتخاذ القرار. باختصار اذا كان  هناك مثل هؤلاء الاشخاص الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم يجب ان توجه اليهم التهم بدلا من التنظيم لأن الفعل المرتكب حسب حيثيات المدعي كان انحرافا عن سياسة التنظيم وليست تطبيقا لها ، فالأفراد يمكن ان يدافعوا عن أنفسهم وهذا الحق يجب أن يكفل لهم أما التنظيم فمن يدافع عنه؟ وهل هذا التنظيم موجود الآن ضمن فصائل المعارضة ؟ وهل يمكن أن يشار اليه بالبنان؟ اذا كان ذلك حقا لقرءنا بيانا حول هذه المسألة بالنفى أو الاثبات لوقائع الادعاء ، وهذا مالم يحدث مما يضع على كاهلنا  نحن اصحاب التجربة واجب الدفاع عنها والتصدي لمحاولات التشويه المتعمدة وغير المقصودة ، وهذه المحاولات – والله – انها تفرق الخندق الواحد وتصيب جسدنا الذي انهكه الشقاق والنفاق مزيد من الدمامل والجروح ، ومن المستفيد بالطبع ليس نحن  و لا شهدئنا في ” ايتبا” ولا أهلهم الذين عاشوا أكثر من ثلاثين عاما  يحملون جرح الفقد وجرح التجربة النفسية القاسية ، ومثل هذ التجارب النفسية القاسية يحتاج الضحية فيها في محاولة للتخلص من الألم البحث عن من يتحمل المسؤلية عنه ودائما الملام يكون المجتمع برمته ومن يمثل المجتمع في تلك الفترة غير جبهة التحرير الارترية، ويمكن ايضا تحميلها تصرفات اعضائها ولكن لايمكن ان نجعل من هذا سياسة من سياسات الجبهة ضد منطقة معينة أو أفراد معينين ولكن أين هذه الجبهة حتى تدافع عن نفسها؟!

 كم هم  الأفراد الذين يذكرونا لنا بأنهم أضاعو عمرهم هباء  وأن نضالهم لم يثمر شئ غير هذا الاستقلال الذي تحولت قافه الى غين وهم من ابطالنا وكم هم الذين يلعنون الثورة و ” أباها”  وهذه الحالة هي حالة العجز التام الذي يحسها الشعب كله الآن لكساح المعارضة وتسلط النظام وعنجهيته والذي يحي الشعب فارجا أحد اصابعه وافرازات هذه الحالة نجدها في كتابات مثل ” أما آن ألآوان ليرتاح عواتى ” وكتابات متكل أبيت وحامد محمد وغيرهم . وهذا ظرف يجب أن نتجاوزه  ونعبر الى ارض هي تنؤ تحت وطأة الظلم والقهر وبعد هذا العبور يمكننا ان نقيم المحاكم للقصاص العادل  للكثيرين  الذين ارتكبوا الفظائع  بحق الشعب الارتري وهذا يشمل اعضاء الشعبية المهرولون منهم والباقون في الداخل , نعم محاكم للقصاص العادل  وليس للثأر من أفراد بعينهم أو من مجموعة معينة وهذا ضروري في اعتقادنا  لرحلة بحثنا  عن العدل ان تكون لها خاتمة ليس بالضرورة ان نصدر جزاءات وأحكام بالحبس أو بالشنق ولكن أن نعيد الحق الى أصحابه ولو أدبيا  على قرار محاكم الصلح في جنوب افريقيا.

أما الجبهة ستظل هي الجبهة كا يقول صديقنا فونجاى :

الجبهة هي الجبهة ..

ارادة شعب يمثلها رجال ماهانوا يوما ولا وهنود

الجبهة تأريخ وعشق لها في صدورنا وطن

والجبهة ولدت لتبقى…

وكابدت أهولا ما شانها المسلك الوعر

ما يفيد نعيق زمرة أن ترد الجبهة يوما تلقاهم عطشى وهم صدروا

انا علمنا الاجيال من صغير عد الحروف الابجدية:

أ = ارترية ، ب = بندقية ، ت = تحرير ، ث = ثورة ، ج = جبهة

فكفى بالعلم للجاهلين هذه المثل

 كلمة أخيرة:

نقولكم يا أخوتنا شكرا لايقاذنا  ونشد على أياديكم معزيين ، ونوصيكم وأنفسنا بأن نصدد سهامنا حيث يجب أن تصدد أما الجبهة هذه قدرها أن ترمى بالحجارة وان يتنكر لها الكثيرين فالرمي بالحجارة قدر الاشجار العالية.

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7994

نشرت بواسطة في أغسطس 19 2005 في صفحة مرفأ الذاكرة. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010