رحيـل المـربى الكبيـر الأسـتاذ/ عثمـان منتــــــــــــــاي

جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم     30-08-2004

 

بلغنـا اليوم نبـأ وفاة المـربى الكبيـر اسـتاذ الجيل الـذى سـاهم مع اقـرانه الميامـين الـذين قـرروا ونفـذوا اشـعال حـرب شـعواء على الجهـل والامية، تلقينـا نبـأ رحيله الفاجـع بعـد مضي اربعة اشـهـر على وفاته الـتى حـدثـت فى يوم 11 أبـريـل 2004م فى مـدينة أم درمـان السـودانية، وهو احـد القامـات الشـامخة الـتى قامت النهضة التعليمية فى ارتـريـا على اكتافهم، حيث انطلقت على ايـديهم شـعلة النور وانتشـر شـعاع شـمـس المعـرفة من مـدينة كـرن ليعم سـائـر ارجاء الوطن فى مطلع اربعينيـات القـرن الماضى .. رحـل الفارس فى وقت انشـغل فيه شـعبنـا الارتـرى بتضميـد جـراحاته المـدمية ولملمة اطـرافه لمواجهة السـياسـات القهـرية التى فـرضهـا عليه نظام دكتاتورى متغطـرس، ممـا جعل زملاءه وتـلامـذته آخـر من بلغه نبـأ تـرجل الفارس عن صهوة جواده المظفـر، فالشـعب الارتـرى وفي بطبعه ولو علم زمـلاءه وتـلامـذته الكثـر من الارتـريـين فى الوقت المناسـب لسـعوا لحمل جثمانه على اكتافهم اعتـرافـا بأفضاله عليهم، وسـار الألاف منهم خلف نعشـه خاشـعـين لله وعيونهم دامعة لفجيعة رحيله، ومن المؤكـد كانوا سـيقفون صفوصـا للمشـاركة فى اخـذ العـزاء عليه ومن ثم تأبينه جنبـا الى جنب مع ابنـاءه وأهله وذويه ومحبيه الكثـر .. ولـكن هيهـات فقـد سـبق السـيف العـزل ولا نمـلك الآ التـرحم على روحه وتعـزية انفسـنـا قبل عـزاء ذويه، حيث اننـا كنـا المسـتفيـد الأول من علمه وجهـده فى فتـرة شـبابه وعنفوانه .. فالى سـيـرته العطـرة:

 

هـو الاسـتاذ/ عثمـان موسى سـعيـد منتــاي من موليـد أم درمـان فى عشـرينيـات القـرن المنصـرم، تلقى تعليمه بالكتاتيب الأهلية ثم المـرحلة الابتـداية بمـدرسـة الهـداية بأم درمـان، والمتوسـطة بمـدرسـة ام درمـان الأهلية، تخـرج من معهـد المعلمـين ببخت الـرضـا بالاضافة الى معهـد تدريب المعلمـين بشـنـدى .. فى فتـرة الأعـداد للحـرب العالمية الثانية التحق بقوة دفاع السـودان فعمـل بالجبهة الشمالية بالكفـرة/ ليبيـا، ثم نقل الى الجبهة الشـرقية ارتـريـا .. بعـد انتهـاء الحـرب اسـتقـر الـراحل فى مدينة كـرن التى احبهـا فأخلص لهـا ولسـكانهـا ولكافة الشـعب الارتـرى .. عنـد افتتاح المـدرسـة الوسـطى بمـدينة كـرن تم تعيينه معلمـا بهـا وفيمـا بعـد اصبح نائبـا فمـديـرا لهـا خلفـا للمـديـر البـريطاني المسـتـر هـدسـون .. تنقـل مابيـن العـديـد من المـدارس فى الوطن الارتـرى حيث عمـل معلمـا بالمـدرسـة الصناعية الامـركية بالعاصمة أسـمـرا ( Point 4 ) .. ثم انتقل الى ثغـر الوطن الباسـم فأصبح مـديـرا لمـدرسـة المـرحوم صالح كيكيـا باشـا .. عاد للسـودان فعمـل بوزارة التـربية والتعليم السـودانية .. ثم اداريـا وموجهـا بـرآسـة مـدارس الكمبوني الخاصة بالخـرطوم .. أشـتغل بالاعمـال الحـرة لبعض الوقت .. التحق بنفـس رضية وقلب فـرح للعمل بجهـاز التعليم الارتـرى الـذى كان يـديـره المـرحوم الاسـتاذ محمـود صالح سـبي، حيث عمل جاهـدا لمسـاعـدة الطـلاب الارتـريـين مـدفوعـا بحبه لـكل شيئ ذات صلة بالوطن الارتـري، وفاءا لشـعب احبه مثل حبه للشـعب السـوداني، والتـزامـا بوعـد قطعه على نفسـه منـذ باكورة شـبابه، ظل معطاءا لأبناءه الارتـريـين الى يوم تقاعـده وانقطاعه للعبادة ومواصلة الأرحـام.

 رحم الله المـربى الكبيـر واحسـن مثواه بقـدر ماقـدم لأهله فى ارتـريـا والسـودان، فالمعلمـون رسـل سـلام وشـهـداء علم والله لا يضيـع أجـر من أحسـن عمـلا، رحمه ألله وصحبه الكـرام من اسـاتذتنـا الاجـلاء زمـلاء الـراحل : مولانـا الشـيخ سـعـد الـدين محمـد/ الاسـاتـذة أحمـد الحاج على/ ادريـس ابوبكـر/ نجاش خليفة آدم/ محمـد كنتيبـاى كـرار/ عبـد ألله سـعيـد علق/ محمـود محمـد صالح/  نور احمـد حمـد نور …. ألخ، وتـلامـذة الـراحل الاسـاتـذة محمـد على اسماعيل سـليمـان/ ادريـس محمـد محمـود/ هـداد محمـد كنتيبـاي/ صالح محمـد عثمان ,, أبو الحسـن،، وكافة رسـل العلم الـذين اعطوا بسـخاء ولم يطلبوا الآ طبع بصماتهم فى عقول ابنائهم الطـلاب. رحمهم الله جميعـا وألهم اهلهم وذويهم الصبـر وحسـن العـزاء، وانـا لله وانـا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الآ بالله.

 

ملحوظة :

الشـكـر الجـزيل للأخ الاسـتاذ/ أبو خالـد من الخـرطوم الـذى ابلغنـا بـرحيل المـربى الكبيـر، والشـكـر موصول لادارة موقع عونــــا الغـراء التى كانت حلقة الوصل بيننـا، وقبل ان يجف مـداد قلمى يـسـعـدنى ان احيـل الأمـر بـرمته لاسـتاذنـا الكبيـر محمـد احمـد ادريـس نور بمولبورن ـ اسـتـراليـا لتصحيح ماورد من اخطاء فى سـرد سـيـرة الـراحل الكبيـر ونعيئه ورثاءه بمـا يسـتحق، فهـو خيـر من ينعيه ويـرثيه لمـا له من معـرفة كبيـرة به، وهو الـذى زامله ثم خلفه فى ادارة مـدرسـة كـرن الوسـطي 1953م.

 

   

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8089

نشرت بواسطة في أغسطس 30 2004 في صفحة تربية وتعليم. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010