تنصيب أول شهيدة إرترية

saeedai@maktoob.com

بقلم / ود سعيداي

وحسناءُ قومٍٍ

 إن تغنّت أطربت

ومشت من أجلها

الجموع صفوفا

تجمّلت

وتعطّرت

كأنّ عرساً

تُزف إليه محبوبة

هناك ..

بضفاف سيتيت

كان الأب والأم يرقدان

وكلاهما قمرا

فكان مولدها

والأرض جدباء

بالجور حيناً

وحيناً بفعل أبالسة الجنوبا

هجرت مضجعها

قطعت حبال الوصل

وفي الحشى

صورة تلك الأم العطوف

تقتل الأملا

لم تلتفت إلى الوراء

فأضرمت النار

على قصر دلالها

وغابت شمس ضفيرتها

عن المدينة

وأشرقت بين السهل والجبلا

صارت للأُخريات

ميناء القدوم نضالا

فما ندبت حظاً

ولا نتفت من شعرها شعرة

نظرت بعيون الزرقاء

والوجه الندي

 يقطر شهدا

جاء الصباح

ضباباً كثيفاً

والسماء ملبّدة بالغيوم

وحال الأرض مضطربا

فالنبات والجماد

والحيوان والإنسان

عُشّاق ثورة الأدبا

شَهِد تنصيب

أول شهيدة إرترية

عانقت هاماتها

قامات السنديان

وروت دماؤها الطاهرة

الأرض والحجرا

وجدّد هذا اللون الأنثوي

في عيون الناظرين بيعة الوطن

فــــــإمـــا نـــصـــــــــــــرا

وإمــــــــا قــــــبـــــــــــــرا

عــهـــدٌ مــــــــضــــــــــى

ســـــقــــتُ حــكـــايـتــــــه

عـــــســـانـي أخـــلـــــــــده

عـنـد الـحـبـورُ وعـنـد الـكـدرا

ابريل / 2006

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7885